Maroom

Maroom

فلما اشتد ساعده رماني !

mos11428

تربوي
عضو ملتقى المعلمين
فلما اشتد ساعده رماني !

ناصر عبدالله الحميضي​

المعلم اليوم تتوجه إليه العديد من السهام، فمنها سهام المقربين وهي أشدها ألماً وسهام طبيعة العمل وغيرها، لكن يتميز مع قسوة ما يوجه له بميزات عديدة أهمها: الحلم والصبر والتحمل والعقل والأناة. فمعظم المعلمين لايلتفتون للسهام ولايعيرون الأقوال اهتماماً لأن طبيعة عملهم تتطلب الصبر فهم يمارسون مهمتهم مع جيل غير متعلم ليمسحوا الجهل عن العقول ويغرسون المبادئ والمثل ويرعونها حتى تؤتي ثمارها علماً نافعاً للبلاد والعباد والمتعلمين.

قل أن نقرأ في صباح جديد على تعدد الأيام وكثرة ما تعاقب منها قل أن نقرأ عبارات التشجيع والأخذ بأيدي المعلمين، وقل أن نجد وسائل الدعم والمساندة والتعزيز لهم، رغم ان الدولة تحث على ذلك وتصرف الأموال الطائلة على التعليم، لكن يبدو أن من حمل قلماً أو عرف عبارة فإنما يبدأ تهجيه بانتقاد العلم والتعليم والتربية وسحب المعلم إلى دائرة يكون فيها منتقصاً أو مقصراً أو غير ذلك. ما أقساها من عبارات على المعلمين عندما يقرأون عبارات الجحود ممن تعلموا على أيديهم فكأنهم يقولون:

أعلمه الرماية كل يـــوم ** فلما اشتد ساعده رماني !!

وكم علمته نظم القوافي ** فلما قال قافية هجاني !!

لكن يتميز العالم بالصبر ونسيان أخطاء الجاهل ويعفو عن الزلل، ويتفانى في العمل ، وهذا دأب المعلمين، فهم يصبرون على كل قسوة ولا يعيرونها اهتماماً يذكر ويسيرون في مهمتهم.

والمطلع على عمل المعلمين في مدارسنا يجد الخير الكثير سواء في مدارس البنات أو البنين.

يجد فئة ممن تولوا مهام رفع الجهل وترسيخ العلم وتولوا مهام التربية وعملوا جهدهم في سبيل تأدية الرسالة على أكمل وجه، لا يلتفتون لفكر منحرف وقلم مغرض أو عبارات من قاصر، لأنهم يتعاملون مع عقول يبدو منها الكثير من الجهل ومع سلوكيات عديدة فيعتبرون ما يقال على الساحات المختلفة جزءاً من الكم الذي يتلقونه في مهنتهم فهم يتجاهلون الكثير مما يدور بلا هوية ولا اعتبار.

المعلمون يقومون في المدارس بأدوار عديدة في مجال التربية فهم يتلمسون حاجات طلابهم ويتفقدون سلوكهم ويتابعونها ويحرصون على حمل طلابهم على الاستقامة ومعرفة الطريق الصحيح ويبصرونهم بالمخاطر ويعرفونهم بما حولهم ويأخذون بأيديهم إلى بر الأمان.

نحن اليوم في بحر متلاطم من الفتن والمغريات، وجيل اليوم وشبابه في مشارف الغرق، والعديد من حملة الأقلام خاصة وأهل الكلمة عامة يتواجدون في بروج عاجية البعض منهم يتعامل مع الكلمة المثالية ويلقي باللوم على المعلمين وهو لا يدري عن جهودهم وما يقومون به، ولو تبصر ودخل معترك التربية وميدانها لعرف أن المعلمين يقومون بأعمال جليلة أنقذت الكثيرين من طلابهم من عديد من المزالق وأخذت بأيديهم ونجا العديد منهم من شر كاد يلحق بهم لكن يعيب المعلمين إن كنت أريد أن أعيبهم كما يعيبهم العديد من الكتاب أن المعلمين لا يلتفتون للقشور الإعلامية ولا يهتمون كثيراً بالظهور على الساحة ليقولوا عملنا وعملنا، لأنهم يدركون أن مهمتهم أكبر من ذلك وأن الواجهات الإعلامية لا تنفعهم في عمل يراد به وجه الله فحسب.

الكثير من المعلمين يعملون لله فقط وليقل الناس ما يقولون، ولا أذيع سراً أو أبين غموضاً لو قلت إن بعض المعلمين يبتسم بكل رحابة صدر عندما يوجه له نقداً جارحاً وهو يقوم بمهمة انقاذ طاباً من منزلق خطير كاد أن يقع فيه بل إنه يشعر بلذة وفرحة غامرة عندما تناله بعض المتاعب في طريق مهمته وهو بالطبع لا يتمنى المتاعب لكن لو حصلت فإنه لا يعيرها اهتماماً لأنه يدرك شرف ما يقوم به وكرم فعاله ولأنه جرب مع طلاب كثيرين الأخذ بأيديهم فشكروه فشكر الله له صنيعه.

العديد من المعلمين لهم أفضال كثيرة على طلابهم الذين اليوم في مناصب وأعمال لم يأخذ بأيديهم سوى معلميهم ولست مبالغاً إن قلت أن بعض المعلمين لهم فضل على بعض الطلاب أكثر من والديهم الذين أشغلتهم الدنيا أو تخلوا عن دورهم الأسري.

هؤلاء المعلمين حرام عرضهم وحرام دماؤهم وحرام القول عليهم بالتنقيص والافتراء أو التنقيص من قدرهم بأي شكل وبأي همز أو لمز، ومن جره شقاؤه إلى التقليل من دور المعلمين أو الزج بهم في دائرة النقصان فليعرف أنه قد ظلم نفسه وظلم أناساً لهم باع طويلة في ميدان الخير نسأل الله أن يجعل لنا نصيباً من خيرهم بمساندتهم والشد على أيديهم والاعتراف بجميلهم علينا. آمين.

مع خالص الشكر و التقدير للكاتب / ناصر عبدالله الحميضي
المقال من المصدر ..
http://www.alriyadh.com/135126
 

عطر الكون

مراقبة إدارية
مراقبة عامة
اتق شر من أحسنت إليه ,
مقال رائع ,
شكرا لك ..
 
التعديل الأخير:

تربوي28

تربوي
عضو ملتقى المعلمين
بارك الله في قلمه وجهده

شطر البيت الصحيح
فلما استد ساعده رماني
وليست اشتد مع إن الشهرة للكلمة في حرف الشين
إلا أن الصواب بحرف السين وهي الأبلغ في الوصف والتعبير

لأن قوة الساعد لا تعني دقة التصويب ومن المسلّم به أن السهام تعتمد على الدقة وليس القوة
 

أم فيصل

مراقبة عامة
مراقبة عامة
كل مايهون علينا ذلك هو أننا نبتغي الأجر من الله ونحتسب جهدنا عندالله فلايضيع عنده حق وهو الحكم العدل
لو استسلمنا لكلمات النكران والجحود ماخرج من تحت أيدينا أجيال تبشر بالخير وتنبئ بشروق عهد جديد من العلم والنور
 

أسير النور

تربوي
عضو ملتقى المعلمين
بارك الله في قلمه وجهده

شطر البيت الصحيح
فلما استد ساعده رماني
وليست اشتد مع إن الشهرة للكلمة في حرف الشين
إلا أن الصواب بحرف السين وهي الأبلغ في الوصف والتعبير

لأن قوة الساعد لا تعني دقة التصويب ومن المسلّم به أن السهام تعتمد على الدقة وليس القوة
صحيح ،،، جميل ،،، بوركت
 
أعلى