Maroom

Maroom

خطبة الحرم المكي الشريف تؤكد أن المربين مؤتمنون على صياغة الجيل وتوجيه المستقبل في تطويرٍ

أبوالبراء1423

تربوي
عضو ملتقى المعلمين
خطبة الحرم المكي الشريف تؤكد أن المربين مؤتمنون على صياغة الجيل وتوجيه المستقبل في تطويرٍ وتجديدٍ ومواكبةٍ للحضارة

VqUcPwLU.jpg


قال فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة في خطبة الجمعة الموافقة 12/6/1430هـ أن التربية والتعليم وظيفة الأنبياء والرسلين ، وهي معيار حضارة الشعوب وسبق الدول ..وأن أول ما صدر للبشرية هو التعليم: وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا... وأن أول معلمٍ في هذه الأمة هو محمد - صلى الله عليه وسلم - وأول مدرسةٍ في الإسلام كانت في ناحية هذا المسجد الحرام عند جبل الصفا (مدرسة دار الأرقم) .. ومن ذلك المعلم وفي تلك المدرسة ومن أولئك التلاميذ صاغ العرب نواة حضارتهم ، وحينها فقط سمع العالم يومئذ بالعرب وأدخلوهم ضمن حساباتهم .. إذ كانوا قبل ذلك على هامش الأحداث وفي ساقة الأمم .. والتاريخ يعيد نفسه ، وما أشبه الليلة بالبارحة ، ولم يرفع شأن هذه الأمة ولن ينهض بها إلا ما نهض بها في سابقها .
وأضاف فضيلته مخاطباً المسلمين : لئن تجاذبت الهموم المصلحين ونازعت قضايا الأمة اهتمام الناصحين وتلونت الآمال في عيون الطامحين فإنها تتفق في قضية كبرى وأطروحة جلى تؤول أكثر الهموم إليها وتنتهي الآمال إليها وعليها ؛ تلك - أيها المسلمون - قضية التربية والتعليم .
وقال الشيخ آل طالب لا يخفى على عاقلٍ فضل العلم المقرون بالتربية الصالحة ؛ فبه يعبد المسلم ربه على بصيرة ، وبه يعامل الناس بالحسنى ، وبه يسعى في مناكب الأرض يبتغي عند الله الرزق .. وبالعلم تبنى الحضارات وتبلغ الأمجاد ويحسن البناء والنماء .. العلم يجلس صاحبه مجالس المملوك ، وإذا اقترن بالإيمان فتلك رفعة الدنيا والآخرة : ... يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ... (11 سورة المجادلة) ..أما المعلمون والمعلمات فإنهم يجلسون من كراسي التعليم على عروش ممالك رعاياها أولاد المسلمين ؛ فهم الذين يصوغون الفكر ويفتقون الأذهان ويطلقون اللسان ويربون الجنان ؛ حقهم الإعزاز والإكرام والإجلال وفائق الاحترام .. حقهم أن ينزلوا منازلهم العالية ويوفوا حقوقهم الكاملة ، وأن يعرف قدرهم وتبقى هيبتهم:
أَعلِمتَ أشرفَ أو أجلّ من الذي *** يبني وينشىء أنفسًا وعقولا
وشدد فضيلته على أن الوصية لهم بعد الوصية بالتقوى والصدق والإخلاص ، وأن يكونوا قدوةً صالحةً لمن يتأسى بهم .

وخاطب إمام المسجد الحرام المعلمين بِِِِِِِِِِِِأن أولاد المسلمين أمانة الله في أعناقكم وودائع الأمة بين أيديكم .. إن المعلم لا يستطيع أن يربي تلاميذه على الفضائل إلا إذا كان فاضلًا ، ولا يستطيع إصلاحهم إلا إذا كان في نفسه صالحًا لأنهم يأخذون عنه بالقدوة أكثر مما يأخذون عنه بالتلقين ، وإن الناشئ الصغير مرهف الحس قوي الإدراك للمعارف والكمالات .. فإن زينتم لهم الصدق فكونوا صادقين ، وإن حسنتم لهم الصبر فكونوا من الصابرين : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ... (21 سورة الأحزاب) .

وأضاف فضيلته أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الناجح الباقي المسلسل أجره ومنفعته في الدنيا وبعد الممات ، وفي الحديث الصحيح : قال - صلى الله عليه وسلم - : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ... " ، وذكر منها : " أو علمٌ ينتفع به " رواه مسلم، وإذا كانت هذه منزلة المعلم العالية فإن العناية باختيار المعلمين والمعلمات وانتقائهم والارتقاء بأدائهم وتطويرهم أمرٌ متحتمٌ لنجاح العمل التربوي .. المعلم هو الركيزة الأساس وعليه تدور رحى التعليم ؛ لا بد من استقراره نفسيًّا وماديًّا وإكرامه من عامة المجتمع .

أيها المسلمون .. أيها المربون : إن خير القلوب وأوعاها وأرجاها للخير ما لم يسند إليه الشر ، وأول ما عني به الناصحون ورغب في أجره الراغبون إيصال الخير إلى قلوب أولاد المسلمين لكي يرسخ فيها ، وتنبيههم على حدود الشريعة ومعالم الديانة .. وهذه - والله - وظيفة الأنبياء ، وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - : أن الله وملائكته وأهل السموات والأرض يصلون على معلم الناس الخير " رواه الترمذي .. فهنيئا لمن أخلص نيته وأصلح العمل .

وأشاد فضيلته بعمق الحضارة الإسلامية التي اهتمت بالعلوم وتعليمها فقال فضيلته مخاطباً المسلمين لقد تعلقت الحضارة الإسلامية قرونًا من الزمان محتفظةً بأصالتها ومبادئها متفننةً في علومها وتجاربها ، والشريعة الإسلامية بكمالها وشمولها أمرت بتعليم جميع العلوم النافعة : من العلم بالتوحيد وأصول الدين والعلوم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحربية والتجريبية .. وغيرها من العلوم التي يكون بها قوام الأمة وصلاح الأفراد والمجتمعات ، ويكون به الاستغناء عن غيرها وعدم تبعيتها لأحد ، وفي مبادئنا الإسلامية : ... وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ... (2 سورة المائدة) .. لنحول هذا التوجيه الرباني إلى سياسية عملٍ ونهج ليسير على هداه رجال التربية والتعليم ورجال الإعلام والمال وكل أفراد المجتمع .. إنه العمل المشترك والعمل بروح الفريق الواحد .

وأهاب فضيلته بالمسلمين أن يستثمروا التقنية الحديثة في مجالات الإبداع ، مشيراً إلى ِأن الثورة العلمية والتقنية المتسارعة لا تنتظر أحدا .. ولا بد من المبادرة بالإسهام في النافع ووضع الضوابط الأخلاقية والسلوكية للإنسان ، وإذا تخلف المسلمون عن الركب فسيصعب أن يسمع لهم أحد وهم حملة رسالة هي خاتم الرسالات وأكملها .
وشدد فضيلته في حديثه للمربين والمربيات بِأنهم مؤتمنون على صياغة الجيل وتوجيه المستقبل في تطويرٍ وتجديدٍ ومواكبةٍ للحضارة .. مع الأصالة والثبات المستمدة من شريعة الإسلام .. نعم الأصالة والتميز المستمدة منهجها من الكتاب والسنة .. الهادفة إلى تعريف الناس برب العالمين والولاء لهذا الدين ، وتنشئة المواطن الصالح المنتج الواعي السالم من شطط التفكير ومسالك الانحراف.. إن مبادئ الإسلام الراسخة والمرنة كانت الانطلاقة الصحيحة للحضارة الإسلامية التي باركها الله على أهل الأرض ، وما ضعفت إلا حين كانت المنطلقات غير شرعية في تنكرٍ للدين أو تحجرٍ لا يتحمله الإسلام .

وأضاف فضيلته بأن كل أمة تنشئ أفرادها وتربيهم على ما تريد أن يكونوا عليه ؛ فالتربية والتعليم في حقيقته هو صياغة المجتمع وصناعة الجيل وتأهيله وتوجيهه .. وكل الأمم والدول تدرك هذا الجانب وتسعى بكل ما تستطيع لترسيخ مبادئها وأهدافها عن طريق التربية والتعليم ، وتعتبر ذلك من خصوصياتها وسماتها التي لا تساوم عليها التربية والتعليم .. والمناهج الدراسية حقٌّ سياديٌّ وشأنٌ داخلي لا ترضى الدول بالتدخل فيها ولا تسلمه الأمم إلى غيرها ، ومنه ندرك أن استيراد التربية من أمم أخرى بكل عجرها وبجرها خطيئةٌ كبيرةٌ وتبعيةٌ خطيرة تعني نشأة جيل مغيب عن تراثه وتاريخه .. مقطوع الصلة بعقيدته ومبادئه .. مسخا بلا هوية يسهل قياده واستعباده .

واستطرد فضيلته في خطبته قائلاً إن التربية ليست بضاعة تستورد .. إنها لباس يفصل على قامة الشعوب وتقاليدها ومبادئها وأهدافها التي يعيشون لها ويموتون في سبيلها .. وهذا لا يعني هدر الإفادة من تجارب الأمم ؛ فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها ، إلا أنه من الخلط والتضليل فرض علمنة بحجة التطوير أو إقصاء الدين من مواكبة العلم .. وفي قول الله - عز وجل - : ... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ... (28) - سورة فاطر - دليل على أن العلوم النافعة هي المقربة من الله ولو كانت من علوم الدنيا ؛ وذلك باصطباغها بصبغة الإيمان والتقرب بها إلى الله وخدمة دينه ونفع المسلمين وعمارة الأرض كما أراد الله في توازنٍ وشمولٍ ووسطيةٍ واعتدال .. أما إذا تجرد التعليم وأهدافه من الإيمان فأضحت الوسائل والمقاصد ماديةًً بحتةً فهو الوبال والشقاء .. وهذه الحضارة اليوم شاهدٌ حيٌّ على هذا النتاج حتى شقيت أممٌ بصناعاتها حين ذهلت عن خالقها ، وأصبح التسابق في وسائل الدمار لا في العمار وفقد الاستقرار ، وأصبحت القوة معيارا بدلًا من الحق والعدل في السياسة والاقتصاد وغيرها من المجالات .. وما الفخر في بنايات تعانق السحاب إذا كانت القيم مدفونةً تحت التراب ! وما الربح إذا شُغِل الناس بالشهوات واللهاث وراء المادة في غفلةٍ عن الآخرة : ... وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (6- 7 سورة الروم) .

وفي إطار المقررات الدراسية قال الشيخ آل طالب إن من الضرورة للمقررات الدراسية أن ترسِّخ معالم الهوية الإسلامية والثقافة الوطنية وجوانب التميز الحضاري لها ومكانتها العالمية والإسلامية دينيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا وصناعيًّا مما يرسِّخ لدى المتلقي هويته الإسلامية وانتماءه الصحيح ؛ فهو بحاجةٍ ماسةٍ أمام التحديات الفكرية والحضارية أن يكون أكثر وعيًا وأكثر مقاومةً للانحرافات التي تشكك في الثوابت الدينية والقيم النبيلة المتأصلة في مجتمعنا المسلم ، ولئلا ينصهر الجيل ويذوب حتى يصبح مجرد رقمٍ من بين المخلوقات .. إن لنا رسالةً وإن لنا تميزا .
وأضاف فضيلته في ذات السياق أن وجود الفروق بين جنس الذكر والأنثى أمرٌ مسلمٌ عقلًا وشرعًا وحسٍّا .. ولقد كانت في المملكة تجربةٌ فريدةٌ في هذا المجال حتى شهدت الهيئات والمنظمات الدولية بذلك ، وجاء في تقرير (هيئة اليونسكو) : إن تجربة تعليم البنات لديكم نموذجيةٌ وفريدة ، ولولا الحرج من الاختلاف ونمط الحياة الأوروبية لقلنا إن هذه الصيغة الأنسب لتعليم وتربية الفتاة حتى في أوروبا .. وإذا كان هذا هو قول المنصفين فلا يلتفت إلى إرجاف المغرضين، إن لدينا في تعليمنا الإسلامي وفي مسيرة التعليم في هذه البلاد خاصةً مكاسب ومزايا وتجارب ونجاحات يجب المحافظة عليها .. من أبرزها : صياغة التعليم، ومنهجية الوسط والاعتدال ، ومقررات العلوم الشرعية ، وإحاطة الفتاة المتعلمة بنور الفضيلة والآداب .
إن الحق والعدل أن نفخر أن التعليم في بلاد الحرمين الشريفين ومناهجه الدراسية - والتي تحظى بأضخم ميزانية - لهو في حال زكاءٍ ونماء ، ويفضل على كثير من الدول رغم وجهات النظر الغريبة التي تطرح أحيانا لتغيير المسار الآمن .. إلا أن التميز والأصالة لا زالت سمةً يجب المحافظة عليها ، مع التطوير المثمر والسعي للأفضل والإفادة من التجارب ؛ فأرجاء الفضاء فسيحة للتحليق لكن يجب أن تكون القواعد والمنطلقات ثابتةً راسخة .. وفي نفس الوقت آمنة .. وإذا كان هذا الزمن زمن صراعٍ حضاريٍّ وعقائدي وضغوطات لعولمة الفكر والتعليم .. فإن من علامة إخلاص ووعي القائمين على التربية والتعليم مواجهة هذا التحدي وأن يكونوا على قدر المسئولية في القيام بهذا الواجب العظيم لأجل مستقبلٍ مضيءٍ - بإذن الله - بالعلم والهدى والعطاء والبناء في ظل دوحة الإيمان الوارفة .
وِأشار فضيلة الشيخ آل طالب في خطبته الثانية إلى أن التربية والتعليم عملية تكاملية ، ولنا أن نتساءل عن دور الآباء والأمهات في هذا التكامل ودور وسائل الإعلام في التربية والتوجيه والنصح والتعليم وعن برامج المجتمع المسلم في هذا المشروع .. إن اضطرابًا وازدواجًا وحيرةً يعيشها الناشئ حين يعيش التناقض بين ما تربى عليه في المدرسة وما تفرزه وسائل الإعلام المقروء منها والمرئي .. إن المدرسة لتجاهد في إرساء قواعد التربي وبنائها ، ومع الانفتاح المذهل في وسائل الإعلام والاتصال أصبحنا في حالٍ ينازعنا غيرنا في تربية أجيالنا .. خاصةً إذا كان واقع كثيرٍ من هذه الوسائل إثمه أكبر من نفعه .
وخاطب فضيلته أصحاب القرار والمعنيين بالشأن التربوي والتعليمي قائلاً إن ذلك يستدعي وقفةً من أصحاب القرار والغيورين والمعنيين بالتربية أن تتكاثف الجهود بالدراسات وإيجاد الحلول ، ثم المبادرات والقرارات حمايةً للجيل وصيانةً للأمة .. إن لكل مجتمعٍ معالم يقف عند حدودها وشعائر يكلف بتوقيرها .. حتى في الأقطار التي سادها الإلحاد تواطأ القوم على أمور يترابطون بها ويتلاقون على مطالبها وينظمون حياتهم بمنطقها .. ونحن المسلمون لا نبني حياتنا إلا على يقيننا بالله الواحد ، ولا نرسم خطوط مجتمعنا وآفاق مستقبلنا إلا وفق هدايات الله العظيم كما بلغها رسوله الكريم .. ومن ثم فلا يقبل أبدًا إشاعة الفاحشة والإلحاد في حياة المجتمع المسلم ولا يقبل إهدار أحكام الله في سائر الشئون، ولا أن يختل مظهر الإيمان في أرجاء الحياة العامة .. وليس استرضاء الله نافلة يزهد فيها الزاهدون أو يتخير فيه المرددون، ويستحيل أن ندع مواريث الحق التي تلقينها ثم نرتقب خيرًا في عاجل أمرنا أو آجله .
وأضاف فضيلته أننا لكي نصل إلى مستوى عالٍ للتربية المنشودة يجب أن نصون العقائد أولًا ونستبقي لها قداستها ؛ فإن الإيمان بالله واليوم الآخر والطمأنينة المطلقة إلى ما جاء عن الله ورسوله أسسٌ مكينةٌ للتربية الكاملة ، بل إن أنواع السلوك ترتبط بالعقيدة كما ترتبط العربات بالقاطرة .. فإن لم يكن هنالك إيمان يربط حركات المرء وسكناته فإن المكان سيخلوا لسائر الموجهات والمحركات الأخرى ، وسينفتح المجال للشهوات والأهواء والرغبات والحاجات والغرائز والمنافسات ، ويتهارج الناس لتحقيق ذلك من غير وازع ولا رادع .. وإنك لترى بوادر ذلك في بعض المجتمعات حين رقت الديانة وتراخت قبضة الإيمان على زمام السلوك ومبادىء التربية ؛ فشرع كل امرىءٍ يتصرف مع غيره وفي حياته الخاصة بدافع من رغباته وأهوائه والظروف المحيطة به ؛ مما أنشأ انحدارًا مخيفًا في المستوى الأخلاقي للجماعة .. فأصبحت ترى الأَثَرة المقيتة والسلبية والأنانية والكدح للدنيا والذهول عن الآخرة .

وشدد فضيلته على أن العقائد الإسلامية هي التي صنعت أجيالًا أوتيت القدرة على تغير الحياة الإنسانية وتربيتها ، وهذه العقائد هي التي تصنع الأخلاق المتينة وتبني الرجولات المحكمة وتقهر الأزمات العاتية .. إن التربية الناجحة تعتمد على حقائق مقررة ومسلمات لا تقبل جدلا ، وإذا ساءت البيئة وسادت فيها الشكوك وعلقت التهم بما نزل من السماء فهيهات أن تنشأ أجيال يوثق بأدبها وعفافها وعدالتها .. يجب أن لا يسمح لمرضى القلوب أن ينشطوا بين الحين والحين لينشروا بين المسلمين رباً مفتعلة وشكوكًا مصطنعة لا يجوز الخروج على الرأي العام بأفكار تثير في جوانبه الفوضى وتغري بالتحرر من كل قيد والانفلات من كل ربقة .. إن الأجيال الناشئة والشباب المراهق وعامة المسلمين قد تفسد قلوبهم مع نفث هذه السموم : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ... (6 سورة التحريم) ومن لم يق يسأل .. كان الله في عون العاملين المخلصين .

وهذا الرابط
http://www.moe.gov.sa/openshare/moe/news_detail.aspx?id=1574
 
أعلى