Maroom

Maroom

مسكين أنت أيها المعلم في بلدي -- من روائع الإمام الفستقي

خالد الرشيدي

تربوي
عضو ملتقى المعلمين
قال الإمام الفستقي – أصلح الله سريرته ونور بصيرته - :


قبل أيام جمعني مجلس بسيط مع بعض الإخوة ، من مشارب شتى ، فهذا مهندس وآخر معلم وآخر متسبب ... وغيرهم ،،،


وطرح بعض الإخوة ما أشيع حينها من تأكيد تأجيل الدراسة إلى بعد الحج " الإشاعة الرمضانية " ،


فقفز أحد الجالسين يسأل : والمعلمين عساهم بيأجزون ؟؟؟


بلهجة استنكارية تشم فيها رائحة الحسد ...


دار نقاش ونقاش وأنا سارح في التفكير ، أردد في داخلي:


مسكين أنت أيها المعلم في بلدي....


يحسدك الكثير على الغلب الذي تجده وتعانيه


مسكين أنت أيها المعلم في بلدي :


حقوقك ضائعة أو بالأصح : مضيعة وأستغرب أن قضيتك اليوم بدأت تنافس القضية الفلسطينية في تعقيداتها ،


فقرابة مائتي ألف معلم ، ينتظرون يوم النطق ،


ليفاجئوا بالظلم الصراح ، وليعيدوا الكرة في استئناف وثالث وعاشر،


واللجنة الموقرة تفقس لجان أخرى واللجان تفقس وتلد ، إلى ماشاء الله...


أستغرب ويستغرب غيري ذلك لأن حقوقكم كما يذكر الكثير في القضية أوضح من شمس النهار ،،،


ومع ذلك تحجب الشمس باللجان...


كل الناس يحلمون بزيادة مراتب وترقيات ، وأنت غاية طموحاتك ومناك ، درجتك ومستواك ...


لا تريد من أحد جزاء ولا شكورا....


مسكين أنت أيها المعلم في بلدي :


كرامتك تمسح وتجرجر ، وتضرب وتهان وتشتم أمام طلابك ، والوزارة مع الطالب قلبا وقالبا ، ووجها وقفا ،


وأي مدرس يسحل أمام طلابه ، فلا علاقة لشرطة ولا محكمة ، بل تحل القضية في دهاليز وزارتك البالية ..


وكم نشرت الجرائد والمواقع من ذلك أخبارا ودواوين وسجلات ...


وكم رأينا من مقطع يضرب فيه معلمون وليس معلما واحدا ...


بل رأيت ذلك بأم عيني ...


فإلى الله المشتكى ...


مسكين أنت أيها المعلم في بلدي :


يحسدك الناس على إجازاتك السنوية الطويلة ، بل حتى وزارتك ، تحسدك عليها ،


فيجعلونك تداوم لأجل الدوام فقط ، ولو لم يكن من حضورك أي فائدة ، المهم تنربط وتوقع ...


مسكين أنت أيها المعلم في بلدي :


كل الناس ترميك عن قوس واحدة وتحملك المسؤولية عن الطالب ، وأخلاقياته ، ودرجاته،


وينسى كل مسؤول مسؤولياته ...


مسكين أنت أيها المعلم في بلدي :


وأَدت الوزارة حلمك بالتأمين الطبي ، والكماليات ،و


وأنت ترا البدلات تصب صبا ذات اليمين وذات الشمال ...


في الجامعات والكليات وفي الصحة والمستشفيات ،،،


وأنت : عليك أن تقول لهم : ما شاء الله ...


ثم انظر إلى نفسك وقل : لا حول ولا قوة إلا بالله...


مسكين أنت أيها المعلم في بلدي :


يبتليك الله بأبنائي وأبناء المسلمين ، ست أو سبع ساعات،


لتعاني منهم سوء الخلق والكلام والنوم وبطأ الفهم أو انعدامه أحيانا ،،،


ومع هذا يضاف لك في بعض الأيام إشراف مصلى وطابور وفسحة وممرات وانصراف،،،


وربما البيع في المقصف مستقبلا ...


مسكين أنت أيها المعلم في بلدي :


صدقني أيها المعلم يصدق فيك قول القائل :


هم يحسدوني على موتي فوا أسفي **** حتى على الموت لا أنجو من الحسد


مسكين أنت أيها المعلم في بلدي :


أتذكر معاناتك حين يجتمع أبنائي مع أبناء بعض الأقارب في بيتي وعددهم لا يتجاوز العشرة ،،،


فيقلبون البيت رأسا على عقب ،،،


ويتعبونك بالأسئلة والتعليقات ...


فأتذكر المعلمين في الصفوف الأولية ...


ومعاناتهم ...


أيها السادة :


أنا والله لست معلما، وإن كان لي الشرف أن أكون معلما ،


لكني كتبت ما جال في خاطري من هموم وإشجان صنعتها الوزارة لمعلميها ....


لتعيد للمعلم ما تبقى حقوقه وهيبته وكرامته...


والله من وراء القصد ،،،،

الإمام الفستقي


م /ن



 
أعلى