على ضفاف البحر
لم يخلق الرحمن أجمل منظر *** من عاشقين على فراش واحد
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن لماذا نهمل أنفسنا ولا نهتم بها؟ يأكل وقتنا العمل والالتزامات ، وأحيانا يوجد لدى الشخص وقت لايدري أين يقضيه ؟وإلى أين يتجه ؟ولكنه يقول في نفسه أين أذهب ؟ اذهب ياأخي إلى أرض الله الواسعة، اذهب إلى أي مكان من أجل صحتك النفسية.
سافر ففي الأسفار خمس فوائد** تفريج هم، واكتساب معيشة ،وعلم وآداب، وصحبة ماجد.
تقول إحدى الروايات: إن أحد الملوك أصيب بالملل ، فاستدعى أحد الحكماء وطلب منه أن يصف له دواء ضد الملل ،و اشترط عليه أنه إذا لم ينفع هذا الدواء فسوف يضرب عنقه ، فوافق الحكيم على هذا الشرط ثم أخذ الملك معه إلى مجاهل الصحراء وجدا في السير على الأقدام ومن شدة التعب غالب الملك النعاس فنام ، ولما أستيقظ لم يجد الحكيم فاستشاط غضبا ، وقال في نفسه لقد خدعني هذا الحكيم، وما هي إلا لحظات وإذا بالحكيم واقف على رأس الملك ، ففرح الملك فرحا شديدا وزال عنه الشعور بالملل ، فصار يضحك ويبتسم وشكر الحكيم على وصفته الممتازة التي لاتوجد في صيدليات الدنيا .
يقول لي أحد الزملاء: وكان مصابا بالسكر –شفاه الله-إنني سافرت مع العائلة من الرياض إلى أبها فأحسست براحة نفسية لاتعدلها راحة فقست السكر هناك فوجدته في وضعه الطبيعي ، وعندما عدت للرياض وعادت حليمة لعادتها القديمة كما يقولون، ارتفع عندي السكر ، فلاشك أن الحالة النفسية وهدوء الأعصاب لها أثر كبير على صحة الإنسان ،أنظروا أين تبني المستشفيات النفسية إنها تبنى في أماكن رحبة تحوطها الأشجار والهدوء والسكينة فالمضطرب نفسيا يكون عادة جاء من بيئة صاخبة سببت له القلق النفسي والتوتر والضغوط فهو بحاجة إلى الهدوء وراحة البال ، بحاجة إلى أن يشم الهواء الطلق ويبتعد عن متاعبه وآلامه وهمومه فمن حقه أن يمتع نفسه و أن يرمي بها في أحضان الطبيعة العذراء ليشعر بالأمان وراحة البال، والله ولي التوفيق.