Maroom

Maroom

على ضفاف البحر

ابراهيم الدريعي

تربوي
عضو ملتقى المعلمين
على ضفاف البحر
ماأجمل أن يعيش الإنسان في الهواء الطلق بين الأشجار والمياه العذبة وزغردة العصافير أو على ضفاف البحر الواسع الفسيح حيث يشاهد اتصال الأرض بالسماء ، الإنسان عندما يقف على ساحل البحر يشعر براحة نفسية لاتعدلها راحة كأنه أخذ همومه ومتاعبه ورماها في هذا البحر الفسيح الواسع فتلتهمها الحيتان وسمك القرش ، علماء النفس- دائما- يركزون على جمال الطبيعة الوجه المشرق للحياة ، جرب نفسك أخي القارئ أختي القارئة عندما تسافران إلى إحدى البلدان سواء أكانت عربية أو أجنبية، كيف تتغير حياتكما؟ كيف تشعران بالراحة النفسية ؟ لمجرد التغيير فقط تتحسن نفسية الإنسان ويقضي على الملل الذي يسود حياته الرتيبة الروتينية ، إن السفر تجديد للحياة ، إنني عندما أسافر لبلد ما لايعني ذلك أن هذا البلد أفضل من بلدي الذي نشأت فيه أبدا إنما هو للتغيير والشعور بالراحة النفسية ، إن المعالج النفسي ينقل المريض بشكل غير واقعي خيالي إلى حياة أخرى بهدف تغيير حياته المملة الكئيبة التي سببت له الضجر والملل والهم والغم إلى جو يشعر معه المريض بالراحة النفسية، فيستلقي هذا المريض على السرير الطبي في غرفة هادئة ونور خفيف ويطلب منه المعالج أن يتخيل نفسه وهو مغمض العينين ، أنه في مكان فسيح مريح يطلب منه أن يشم الهواء العليل ويتنفس بعمق وبطء، ويشاهد الطيور والأشجار ويستمع إلى زغردة العصافير وحفيف الأشجار أو أن ينقله إلى البحر حيث السماء الصافية والمياه الزرقاء وأصوات الصيادين وهم يتغنون بأغاني البحر الجميلة ويشاهدهم وهم يلقون بشباكهم في البحر ليصطادوا الأسماك فيتمنى أن يكون واحدا منهم لاحبا في صيد الأسماك وإنما حبا في التغيير والقضاء على روتين الحياة المملة ، ماذا تشاهد ماذا تشاهدين؟ لوكنتما على ضفاف البحر؟ وماذا يوحي لكما جمال البحر ؟، إنه يوحي بالحرية وعدم القيود والطمأنينة ،يوحي بعظمة خالق هذا الكون الذي أتقن صنعه ،يوحي بأن الإنسان ينبغي له أن يخرج من القمقم الذي حبس نفسه فيه ، إن البحريوحي بجمال الطبيعة ،يوحي بالأمان النفسي الذي يفتقده الإنسان –أحيانا- في خضم مشاغله وهمومه ومتاعبه ، ما أجمله من منظر بديع!! وما أحلاه من مكان فسيح!!، لاسيما إذا كنت أو كنت مع من تحب .
لم يخلق الرحمن أجمل منظر *** من عاشقين على فراش واحد
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن لماذا نهمل أنفسنا ولا نهتم بها؟ يأكل وقتنا العمل والالتزامات ، وأحيانا يوجد لدى الشخص وقت لايدري أين يقضيه ؟وإلى أين يتجه ؟ولكنه يقول في نفسه أين أذهب ؟ اذهب ياأخي إلى أرض الله الواسعة، اذهب إلى أي مكان من أجل صحتك النفسية.
سافر ففي الأسفار خمس فوائد** تفريج هم، واكتساب معيشة ،وعلم وآداب، وصحبة ماجد.
تقول إحدى الروايات: إن أحد الملوك أصيب بالملل ، فاستدعى أحد الحكماء وطلب منه أن يصف له دواء ضد الملل ،و اشترط عليه أنه إذا لم ينفع هذا الدواء فسوف يضرب عنقه ، فوافق الحكيم على هذا الشرط ثم أخذ الملك معه إلى مجاهل الصحراء وجدا في السير على الأقدام ومن شدة التعب غالب الملك النعاس فنام ، ولما أستيقظ لم يجد الحكيم فاستشاط غضبا ، وقال في نفسه لقد خدعني هذا الحكيم، وما هي إلا لحظات وإذا بالحكيم واقف على رأس الملك ، ففرح الملك فرحا شديدا وزال عنه الشعور بالملل ، فصار يضحك ويبتسم وشكر الحكيم على وصفته الممتازة التي لاتوجد في صيدليات الدنيا .
يقول لي أحد الزملاء: وكان مصابا بالسكر –شفاه الله-إنني سافرت مع العائلة من الرياض إلى أبها فأحسست براحة نفسية لاتعدلها راحة فقست السكر هناك فوجدته في وضعه الطبيعي ، وعندما عدت للرياض وعادت حليمة لعادتها القديمة كما يقولون، ارتفع عندي السكر ، فلاشك أن الحالة النفسية وهدوء الأعصاب لها أثر كبير على صحة الإنسان ،أنظروا أين تبني المستشفيات النفسية إنها تبنى في أماكن رحبة تحوطها الأشجار والهدوء والسكينة فالمضطرب نفسيا يكون عادة جاء من بيئة صاخبة سببت له القلق النفسي والتوتر والضغوط فهو بحاجة إلى الهدوء وراحة البال ، بحاجة إلى أن يشم الهواء الطلق ويبتعد عن متاعبه وآلامه وهمومه فمن حقه أن يمتع نفسه و أن يرمي بها في أحضان الطبيعة العذراء ليشعر بالأمان وراحة البال، والله ولي التوفيق.
 

رَذَاذ

مراقبة عامة
مراقبة عامة
ما شاء الله تبارك الرحمان
مقالٌ رائع وللسفر وراحة البال أجمل الفوائد وأحلاها
ألف شكر دكتور ..
 
أعلى