جاء في خبر منشور عبر إحدى الصحف الإلكترونية وعلى لسان المهندس مشهور عبدالله باقازي في أمانة العاصمة المقدسة أن الأمانة ـ إدارة الخدمات المساندة قسم خدمة العملاء ـ أقامت دورة تدريبية لمنسوبيها في مدينة جدة بأحد أكبر وأغلى المنتجعات على شاطي البحر الأحمر بهدف الإرتقاء بمستوى الموظفين .
ولا أعلم ما علاقة المنتجع بأداء الموظفين وبالدورة التدريبية فالمكان كما هو معروف للترفيه والاستجمام والتمتع بأجواء البحر العليلة وبالتالي فإن العقل البشري في مثل هذه الأجواء والأماكن يكون مشغول بالاستمتاع وليس منصب على التركيز والاستفادة من الدورة التدريبية هذا من ناحية . ومن ناحية أخرى لم نسمع من قبل ولا من بعد عن إنعقاد دورات تدريبية في منتجعات فئة الخمس نجوم إلا إن كانت الرفاهية وصلت منتهاها .
ومن ناحية ثالثة أمانة العاصمة المقدسة التي وصلت بها الفشخرة وهدر المال العام بهذا الشكل أهملت وتهمل شوارع أطهر بقعة على وجه الأرض فطريق شارع الحج مثلا منذ عشرات السنين وهو في حالة متردية من الإهمال . وشارع الملاوي منذ دهور خلت لم تلتفت أمانة العاصمة له وكأنه ليس من شوارع مكة ولا من اختصاص الأمانة وليس له صاحب . ناهيك عن العشوائيات التي أصبحت ملجأ لمخالفي نظام الإقامة ومروجي المخدرات .
وحفريات طريق الكعكية منذ سنوات لم تدفن ولا نعلم متى ينتهي العمل فيها .وطريق جبل النور عشوائية وضيق وحفريات تسبب الصداع لكل زوار غار حراء .
وشارع الخنساء وريع ذاخر فيها عشوائية وطريق مكسرة وحفريات لاتنتهي .
أيضا الرقابة على الأراضي المملوكة للدولة تُنهب صباح مساء والأمانة غافلة لا تخططها ولا توزعها على المواطنين وتتركها للعابثين وهوامير العقار .
كل هذا يحصل في مكة المكرمة والأمانة تدرب موظفيها في منتجع خمس النجوم ولا نعلم كم تكلفة الفاتورة التي بالتأكيد تزيد عن مليون ريال وهذا المليون لو تم به توظيف عشرة شباب سعوديين من العاطلين لحل جزء كبير من البطالة ، أو لو أُعطي للفقراء لكفتهم ذل المسألة وألم الفاقة .
هذا يحصل على مرأى ومسمع هيئة مكافحة الفساد التي لاتزال تطالب المواطنين بالبلاغ وهم جالسون في مكاتبهم لايريدون أن يتحركوا لمراقبة الدوائر الحكومية .
كل هذا يحصل وخادم الحرمين الشريفين أصدر اليوم أمره الكريم باستحداث جهاز في الديوان الملكي لمراقبة ومتابعة الأوامر والقرارات والمشاريع والميزانيات .
هذا يحصل وقضية وكيل وزارة الحج الذي نهب الملايين من ميزانية اسكان الحجاج ضيوف الدولة لم تنتهي بعد .
إن المملكة العربية السعودية تتعرض إلى حملة نهب واسعة في كل الإدارات ويجب أن تتوقف هذه الحملة قبل أن يتفشى الفساد الإداري والمالي في كل مفاصل الدولة وينخر كيانها وتضعف قوتها وحينها لاينفع البكاء على اللبن المسكوب .
أنا أتحدث من غيرة على وطني وأبناء وطني والملايين من المواطنين مثلي لن يسمحوا بهذا العبث والهدر المالي على أيدي الفساد .
فهل هيئة مكافحة الفساد ستتحرك أم توكل أمرها إلى العابثين
http://www.aloffognews.com/articles.php?action=show&id=333
