نورة بنت سعد الاحمري
هدر...!!
نورة بنت سعد الاحمري
كنت ابحث عن فكرة للمقالة إلى أن قرأت احد الإميلات الفكاهية في بريدي ، خاصة انه استعراض جميل وذو مدلول تجاه المعلمين بوجه خاص ، لذلك سآخذ جانبا منه وطبعا (المعلمين) المقصود بها رجالا ونساء في السلك التعليمي ، والمضحك بهذا الإميل هو كيف أن المعلمين يفرحون بمنحة ملكية وهم أكثر الموظفين تمتعا بهذه الإجازة ، خاصة انهم يتقاضون الرواتب حتى في إجازاتهم الاعتيادية وطبعا اللهم لا حسد ، فالمعلمون لقاء ثرثرتهم يتقاضون رواتب ويناشدون دوما بالإنصاف وهم تقريبا نصف السنة لا يعملون ، وإليكم الحسبة .
في السنة 12 شهرا وبكل شهر 8 أيام هي إجازة فعلية خميس وجمعة ولو ضربنا 8 في 12 شهرا كان النتاج 96 يوما لا عمل بها في الأصل ناهيك عن إجازة العيد التي لا تقل عن 10 أيام ليصبح النتاج 106 ايام وأضف عليها عطلة الربيع التي لا تقل عن 14 يوما ثم أضف عليها 60 يوما على اقل تقدير وهي إجازة نهاية السنة ليصبح النتاج النهائي للعطل ما يقارب 180 يوما قابلة للزيادة ولو طرحنا هذا القدر من مجمل أيام السنة فباقي الأيام النصف بالضبط .
أي يا جماعة الخيرالمعلمون نصف السنة إجازة ، وبالرغم من هذه الرفاهية التي ينعمون بها لا حمد ولا شكر ، نصف السنة مهدور هكذا دون وجه حق وخال تماما من الإنتاجية ، والمشكلة إن بعض المعلمين يشتكون من تكدس العمل وزيادة معدل الحصص وعدم تفهم المسؤول لهم في هذا الضياع الذي يحمله على عاتقه وحده حرام عليكم يا وزارة التربية والتعليم هذا العذاب الذي يرمى على كاهل المعلمين رفقا بهم.
هذا في الأصل عدا ما يكون في الخفاء من توزيع جداول فتجد احدهم جدوله الأسبوعي لا يتجاوز 16 حصة أو 18 حصة أي بمعدل ثلاث إلى أربع ساعات تدريس يوميا فقط ولو حسبناها مرة أخرى لوجدنا أن نصف الدوام خال من العمل الأساسي فتجد المعلم ينطلق إلى قاعة الأسهم ويتابع وكأنه ذو ملايين وهو في الأصل لا يملك سوى كم سهم يضارب بها وحجته سوف أعود بالأولاد من المدرسة جملة باتت من العصر الحجري أي قد انقرضت تماما ففي كل بيت سائق يقوم بهذا العمل الشاق على الكثير من المعلمين يا سبحان الله ، أما المعلمات فتجدهن في هذا الوقت الذي يعد في الأصل خارج الوقت يعقدن جلسات سمر صباحية بين فناجين القهوة والشاي والحب الحساوي واللت والعجن في تلك وذيك ، لا والمصيبة حين يتجادلن حول من ستذهب وتأتي بالإفطار من خارج المدرسة أو في من تقوم بعمل دلة الضحى في صباح الغد وقد تذهل حين تعلم ان جدول الواحدة منهن مزدحم إلى نهاية الأسبوع في المكوث مع تلك السوالف ولك أن تتخيل وسط هذه الأجواء كيف يكون الوضع بصراحة أنا دوما أشبهه بموقع للطقاقات مع احترامي للطقاقات فهن هدفهن إدخال الفرحة إلى قلوب أهل العرس أما المعلمات فلا اعلم كيف يعشن وسط هذه الأجواء التي تفتك بالأعصاب .
في الوقت الذي نجد أن أكثر الموظفين تذمرا هم شريحة المعلمين ودوما ذريعتهم نحن نربي أجيال الغد ونحتاج إلى كل ما من شأنه أن يساعدنا على هذه التنشئة ، ولو نظرت إلى بواطن الأمور لوجدت أن هؤلاء لا يعلمون شيئا عن أولادهم الأقرب لهم ، وكثيرا ما يردد المعلمون من الجنسين ذاك البيت الذي احترقته تصرفات الجميع حين شدا أمير الشعراء احمد شوقي ببيته الذي مازال يشفع لمن غاب منهم ..
قم للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا
ذاك الزمان حين كان المعلم بمثابة الوالد لطالب العلم عجبي عليك يا زمن.
المهم أعود إلى صلب الموضوع الذي أنا بصدده وهو هدر الوقت لهذه الشريحة من الجهات العاملة وأنا اعترف بانه ليس الجهاز التعليمي لدينا من به هدر وتجاوزات فالكثير من الجهات تتقاسم في ذات الشئ ولكني خصصت التعليمي لأنه المعنى بالتربية الفكرية لدى ما يقارب 5 ملايين طالبة وطالب لذلك كان من الأجدر الوقوف على بعض ما به من هدر للوقت الذي يفترض أن الطالب هو المعني به وكذلك هذه الوظيفة التي يقتات منها المعلم ماديا والطالب ذهنيا فالوقت من ضمن الأشياء التي سنحاسب عليها يوم الحساب فيما أفنيناها وبعثرناها ، وحتى لا أكون مجحفة فيما اكتب فهناك أيضا الجانب الحسن لدى هذا القطاع ولكن الجانب السلبي في تصوري على الأقل هو الظاهر ، فيا معلمي الأجيال كونوا على قدر الأمانة والمسؤولية ودعوا هذا الهدر الذي بسببه بتنا من الشعوب المستهلكة فقط لأننا بكل صدق شعب لن ننتج ونحن بهذا الكم من الهدر وبس .
Noora436@hotmail.com
هدر...!!
نورة بنت سعد الاحمري
كنت ابحث عن فكرة للمقالة إلى أن قرأت احد الإميلات الفكاهية في بريدي ، خاصة انه استعراض جميل وذو مدلول تجاه المعلمين بوجه خاص ، لذلك سآخذ جانبا منه وطبعا (المعلمين) المقصود بها رجالا ونساء في السلك التعليمي ، والمضحك بهذا الإميل هو كيف أن المعلمين يفرحون بمنحة ملكية وهم أكثر الموظفين تمتعا بهذه الإجازة ، خاصة انهم يتقاضون الرواتب حتى في إجازاتهم الاعتيادية وطبعا اللهم لا حسد ، فالمعلمون لقاء ثرثرتهم يتقاضون رواتب ويناشدون دوما بالإنصاف وهم تقريبا نصف السنة لا يعملون ، وإليكم الحسبة .
في السنة 12 شهرا وبكل شهر 8 أيام هي إجازة فعلية خميس وجمعة ولو ضربنا 8 في 12 شهرا كان النتاج 96 يوما لا عمل بها في الأصل ناهيك عن إجازة العيد التي لا تقل عن 10 أيام ليصبح النتاج 106 ايام وأضف عليها عطلة الربيع التي لا تقل عن 14 يوما ثم أضف عليها 60 يوما على اقل تقدير وهي إجازة نهاية السنة ليصبح النتاج النهائي للعطل ما يقارب 180 يوما قابلة للزيادة ولو طرحنا هذا القدر من مجمل أيام السنة فباقي الأيام النصف بالضبط .
أي يا جماعة الخيرالمعلمون نصف السنة إجازة ، وبالرغم من هذه الرفاهية التي ينعمون بها لا حمد ولا شكر ، نصف السنة مهدور هكذا دون وجه حق وخال تماما من الإنتاجية ، والمشكلة إن بعض المعلمين يشتكون من تكدس العمل وزيادة معدل الحصص وعدم تفهم المسؤول لهم في هذا الضياع الذي يحمله على عاتقه وحده حرام عليكم يا وزارة التربية والتعليم هذا العذاب الذي يرمى على كاهل المعلمين رفقا بهم.
هذا في الأصل عدا ما يكون في الخفاء من توزيع جداول فتجد احدهم جدوله الأسبوعي لا يتجاوز 16 حصة أو 18 حصة أي بمعدل ثلاث إلى أربع ساعات تدريس يوميا فقط ولو حسبناها مرة أخرى لوجدنا أن نصف الدوام خال من العمل الأساسي فتجد المعلم ينطلق إلى قاعة الأسهم ويتابع وكأنه ذو ملايين وهو في الأصل لا يملك سوى كم سهم يضارب بها وحجته سوف أعود بالأولاد من المدرسة جملة باتت من العصر الحجري أي قد انقرضت تماما ففي كل بيت سائق يقوم بهذا العمل الشاق على الكثير من المعلمين يا سبحان الله ، أما المعلمات فتجدهن في هذا الوقت الذي يعد في الأصل خارج الوقت يعقدن جلسات سمر صباحية بين فناجين القهوة والشاي والحب الحساوي واللت والعجن في تلك وذيك ، لا والمصيبة حين يتجادلن حول من ستذهب وتأتي بالإفطار من خارج المدرسة أو في من تقوم بعمل دلة الضحى في صباح الغد وقد تذهل حين تعلم ان جدول الواحدة منهن مزدحم إلى نهاية الأسبوع في المكوث مع تلك السوالف ولك أن تتخيل وسط هذه الأجواء كيف يكون الوضع بصراحة أنا دوما أشبهه بموقع للطقاقات مع احترامي للطقاقات فهن هدفهن إدخال الفرحة إلى قلوب أهل العرس أما المعلمات فلا اعلم كيف يعشن وسط هذه الأجواء التي تفتك بالأعصاب .
في الوقت الذي نجد أن أكثر الموظفين تذمرا هم شريحة المعلمين ودوما ذريعتهم نحن نربي أجيال الغد ونحتاج إلى كل ما من شأنه أن يساعدنا على هذه التنشئة ، ولو نظرت إلى بواطن الأمور لوجدت أن هؤلاء لا يعلمون شيئا عن أولادهم الأقرب لهم ، وكثيرا ما يردد المعلمون من الجنسين ذاك البيت الذي احترقته تصرفات الجميع حين شدا أمير الشعراء احمد شوقي ببيته الذي مازال يشفع لمن غاب منهم ..
قم للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا
ذاك الزمان حين كان المعلم بمثابة الوالد لطالب العلم عجبي عليك يا زمن.
المهم أعود إلى صلب الموضوع الذي أنا بصدده وهو هدر الوقت لهذه الشريحة من الجهات العاملة وأنا اعترف بانه ليس الجهاز التعليمي لدينا من به هدر وتجاوزات فالكثير من الجهات تتقاسم في ذات الشئ ولكني خصصت التعليمي لأنه المعنى بالتربية الفكرية لدى ما يقارب 5 ملايين طالبة وطالب لذلك كان من الأجدر الوقوف على بعض ما به من هدر للوقت الذي يفترض أن الطالب هو المعني به وكذلك هذه الوظيفة التي يقتات منها المعلم ماديا والطالب ذهنيا فالوقت من ضمن الأشياء التي سنحاسب عليها يوم الحساب فيما أفنيناها وبعثرناها ، وحتى لا أكون مجحفة فيما اكتب فهناك أيضا الجانب الحسن لدى هذا القطاع ولكن الجانب السلبي في تصوري على الأقل هو الظاهر ، فيا معلمي الأجيال كونوا على قدر الأمانة والمسؤولية ودعوا هذا الهدر الذي بسببه بتنا من الشعوب المستهلكة فقط لأننا بكل صدق شعب لن ننتج ونحن بهذا الكم من الهدر وبس .
Noora436@hotmail.com
اللهم اخرس فمها يارب العالمين