قال تعالى:
"
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرُونَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ *قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ *قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ "
سورة البقرة
عندما تقرأ هذه الآيات وتحاول إسقاطها على اللجنة الوزارية ،فإنك تصاب بصدمة وربكة بل وتقلب في الأمعاء لشدة الشبه بين أمر الله لبني إسرائيل أن يذبحوا بقرة وبين أمره للمسؤولين بأن يعدلوا ولايظلموا كما قال صلى الله عليه وسلم: " كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته"، فالحالتان متشابهتان جدا وكل مرة يأتون بجديد ويعطوننا تصريحا كما يصلنا عن طريق الإشاعات حتى نهدأ ونستسلم ونتمنى الفتات ويرسل المندوبون من أجل إخماد قضيتنا ، بل وقد يخدع أحدنا بهم ويوعد بأمر أو تتغير نفسه فينقلب علينا ناسيا أن الله أمره بالعدل ولكن حب الدنيا يطغى على النفس وهو من قذف الوهن في القلوب نسأل الله أن يسلمنا من الفتن.
[font=arial (arabic)]عندما تقرأ هذه الآيات وتحاول إسقاطها على اللجنة الوزارية ،فإنك تصاب بصدمة وربكة بل وتقلب في الأمعاء لشدة الشبه بين أمر الله لبني إسرائيل أن يذبحوا بقرة وبين أمره للمسؤولين بأن يعدلوا ولايظلموا كما قال صلى الله عليه وسلم: " كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته"، فالحالتان متشابهتان جدا وكل مرة يأتون بجديد ويعطوننا تصريحا كما يصلنا عن طريق الإشاعات حتى نهدأ ونستسلم ونتمنى الفتات ويرسل المندوبون من أجل إخماد قضيتنا ، بل وقد يخدع أحدنا بهم ويوعد بأمر أو تتغير نفسه فينقلب علينا ناسيا أن الله أمره بالعدل ولكن حب الدنيا يطغى على النفس وهو من قذف الوهن في القلوب نسأل الله أن يسلمنا من الفتن.
كلنا يذكر أن قضيتنا وصلت إلى نهايتها وكادت أن تنتهي أو لنقل كادت ان تتضح صورتها أكثر، لكن بشارتنا بأمر الملك بتشكيل لجنة لم تكن كما كنا نحب ، فلقد كان الطريق إلى الحقوق أقرب إلى أحدنا من كأس الماء الذي سيشرب، حتى وضعت قضيتنا في يد هذه اللجنة فقلنا "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" ولم نراع معناها وحالاتها ولم ننظر إلى قوله تعالى : " إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء" ولا قوله تعالى : " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا" ولاقوله تعالى : "وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون"، والعيب كل العيب أن يكون المرء على ضعف في الدراية في مجمل الإسلام قبل خصوصه فالأولى معرفة الإطار العام ثم التفاصيل كالأرض حتى تعرف جودة حصادها.
إن الذي نأمله من هذه اللجنة أن تحقق مصداق قوله تعالى : "وأقسطوا إن الله يحب المقسطين" وتحقق قوله صلى الله عليه وسلم : "إن الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه" ولأمرر عليكم قصة الخليفة العادل عمر ابن عبد العزيز الذي نزع كل الدنيا بعد توليه الخلافة فكان يأكل العدس فقط، وأعاد من أبناء عمومته كل ماكان من أرض ومال ليس لهم إلى الناس حتى الكفار لم يكن عدله رحمه الله بعيدا عنهم، فلقد قال لأبتاء عمومته لما طلبوه إعادة ماسلبوه من الناس بأنهم مثل الناس ،فتوفي رحمه الله ولم يورث لأبناءه سوى 17 درهما ولكنه ابن بنت عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الذي بشر به فرغم كل ماحوله من مغريات وتحديات إلا أنه كلما تذكر الاغلال والنار هان عليه كل أمره فليصدعوا بالحق وليجعلوا أفعالهم خيرا وليراقبوا الله فلقد طال انتظارنا حتى استحينا من أنفسنا وتندر بنا المتندرون في فصول قضيتنا التي قد يرثها أبناؤنا ويكملون مطالبتهم بميراث آباءهم المعلمين والمعلمات.
لن أطيل بل أريد أن أبين للوزارة أن الله يأمرهم أن يذبحوا بقرة وليست المسألة تستحق كل هذا الالتفاف والتنطع فلقد جف عرقنا ونفد صبرنا وتندر بنا المتندرون ،فنخشى أن يضرب بنا المثل يوما في صبرنا ولن أقول صمتنا ولا قلة حيلتنا فنحن عازمون على كل الحقوق بلازيادة ولانقصان، وكلما أردنا أمرا طلب منا الإخوة أن نصبر" فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده". إن الذي نأمله من هذه اللجنة أن تحقق مصداق قوله تعالى : "وأقسطوا إن الله يحب المقسطين" وتحقق قوله صلى الله عليه وسلم : "إن الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه" ولأمرر عليكم قصة الخليفة العادل عمر ابن عبد العزيز الذي نزع كل الدنيا بعد توليه الخلافة فكان يأكل العدس فقط، وأعاد من أبناء عمومته كل ماكان من أرض ومال ليس لهم إلى الناس حتى الكفار لم يكن عدله رحمه الله بعيدا عنهم، فلقد قال لأبتاء عمومته لما طلبوه إعادة ماسلبوه من الناس بأنهم مثل الناس ،فتوفي رحمه الله ولم يورث لأبناءه سوى 17 درهما ولكنه ابن بنت عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الذي بشر به فرغم كل ماحوله من مغريات وتحديات إلا أنه كلما تذكر الاغلال والنار هان عليه كل أمره فليصدعوا بالحق وليجعلوا أفعالهم خيرا وليراقبوا الله فلقد طال انتظارنا حتى استحينا من أنفسنا وتندر بنا المتندرون في فصول قضيتنا التي قد يرثها أبناؤنا ويكملون مطالبتهم بميراث آباءهم المعلمين والمعلمات.
[/font]