السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشاعر :
قُـم لِـلـمُـعَـلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا - - - كـادَ الـمُـعَـلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَـلِـمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي - - - يَـبـنـي وَيُـنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُـبـحـانَـكَ الـلَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ - - - عَـلَّـمـتَ بِـالقَلَمِ القُرونَ الأولى
لاحظ أن [ قال ] فعل ماض .
والفعل المضارع للفعل [ قال ] هو [ يقولون ] . . وهم يقولون الآن :
قم للمعلم يا بني عجولا *** واضربه حتى يرتمي مقتولا
هاجمه بالكرسي واكسر رأسه *** فالرأس كان مخرفا وجهولا
وإذا افتقدت من الكراسي عدة *** أشهر عليه الساعد المفتولا
ولا عجب أن نقرأ ما سُطّر أعلاه أو غيره "مما كثر" , فقد أضحى المعلّم "شمّاعة" يحمّلها السواد الأعظم تبعات أخطائهم , ويعلقون عليها أسباب ضعف مخرجات التعليم , دون التمحيص والتمعّن والتدقيق في ما وراء ذلك , أو الحذر من نتائج التقليل من قدر المعلم , فالنتائج ستكون وخيمة على المجتمع ككل , فالمعلّم كالسلّم الذي يحتاجه كل من يريد الصعود , وإن كُسر "وقد كسر" فقد كُتب علينا العيش في القاع , إذ لا سبيل للصعود في ظل إنعدام الوسيلة .
لستُ هنا بصدد توضيح فضل المعلمين , ولكني أودّ تبيان أسباب ضعف مخرجات التعليم , لكل جاهل بما يدور في الميدان , ثم يأتي لينعق بما لا يعلم , دون علمه بخفايا الأمور . .
وبما أن العملية التربوية تقوم على [ معلم / طالب / منهج ] سأجري مقارنة بين الحاضر والماضي لكل من [ المعلم / الطالب ] , وأترك المناهج لموضوع آخر بإذن الله . .
-------------------------------
[ المعلم في الماضي ]
شخص ذو مكانة اجتماعية , لا يجرؤ ابن أنثى التطاول عليها [ طالب / ولي أمر / صحفي / ناقد / حاقد ] كفلت له وزارة التربية والتعليم حقّه كاملاً غير منقوص , ينعم بمدرسة "طويلة الأجل" يحوي كل فصل من فصولها على نيف وعشرين طالباً , لا تبعد عن منزله إلا دقائق معدودة , ثم يعود منها ليمضي ما تبقّى من يومه بين أهله وذويه . .
[ المعلّم اليوم ]
شخص جُرّد من كافة الصلاحيات, فهو ممنوع من [ إيقاف الطالب / ضربه / تأنيبه / إخراجه خارج الفصل / خصم درجاته / تهديده بخصم الدرجات ] أُقحم بعد أن بُتر جزءاً كبيراً من مرتّبه بين أربعون طالباً أو يزيدون , فبات حائراً بين تنظيم وإدارة هذا الكم الهائل من الطلاب , وإيقاض متوسّدي الطاولات "في ظل إنعدام الهيبة والصلاحيات" وبين شرح الدرس . .
يعود من مدرسته التي تبعد عن مقرّ سكنه الأصلي مسافة تتراوح ما بين [ 300 / 2500 ] كلم , ليقف عند أحد المطاعم وينتظر الغداء المعدّ بأيدٍ بنغالية أمينة , فيتذكر رائحة "كبسة" الأهل , ولكم أن تتصوروا ما لهذا الموقف من أثر نفسي سيء للغاية ومردود محبط لا يعرفه إلا من تجرّع مرارته . .
---------------------------------
[الطالب في الماضي ]
شخص تغلب عليه البراءة , يُسمع لأسنانه اصتكاك مُزعج عندما تُذكر المدرسة في حضوره , فالمُعلم من أمامه , ووليُ أمره من خلفه , فويلٌ له ثم ويلٌ له إن ضرب بواجباته عرض الحائط , تتردد على مسمعه دائماً "لكم اللحم ولي العظم" فيحرص على الإهتمام , ويهرع إلى حلّ واجباته ومذاكرة دروسه بمجرد عودته إلى المنزل , فالملهيات قليلة إن لم تكن معدومة عند البعض , ناهيك عن الأدب الجمّ والخلق الرفيع . . فقد قيل "لن يتعلّم إلا راغب أو راهب" . . والرغبة مفقودة منذ الأزل"إلا من رحم ربّي" , فحلّت الرهبة محِلّها . .
[ الطالب اليوم ]
شخص تغلب عليه "اللكاعة" , لا يجد في المدرسة إلّا مكاناً للنوم , ولا يرى في المُعلّم إلا وسيلة للتسلية والضحك , وآلة لجسّ النبض والاستفزاز والتهكّم , وحُق له أن يفعل , فالماثل أمامه ممنوع من كل شيء , وليس لديه أي صلاحية تخوّله حتى للدفاع عن نفسه إلا في حال طرحه الطالب أرضاً , عندها يُسمح له بالدفاع , والدفاع فقط !!!
يخرج الطالب من المدرسة بعد أُتخم بما لذ وطاب من مقاطع الفيديو التي تناقلها مع أصدقائه في المدرسة , ليُقلّه السائق إلى المنزل , فيخلد إلى النوم عند الساعه الثانية ظهراً بعد وجبة دسمة قامت باعدادها الخادمة الكريمة .. ليصحوا عند الساعة الحادية عشرة ليلاً ويبدأ في جولته الإنترنتّية التي تنتهي ببداية الحصّة الأولى من اليوم التالي . .
------------------------------
بعد هذه المقارنة المختصرة والتي تعمّدت فيها أن أجتنب الإسهاب ما استطعت , أترك لكم الحكم في تحديد مكمن الخلل . .
عندما يُركل المعلّم الخمسيني بقدم أحد الطلاب إلى خارج الفصل من المسؤول عن هذا ؟
عندما يتكرّر تهجّم الطلاب على بعضهم البعض بالعصيّ والسكاكين والخناجر أمام طاقم المدرسة من معلمين وإداريين دون أي اعتبار لأحد من هو السبب في ذلك ؟
عندما تتدخل الدوريات الأمنية لفكّ اشتباك الطلاب الحاصل داخل المدرسة , بعد أن أُسقط في أيدي المعلمين وتساقط ما يُغطّي رؤوسهم قبل أن يُسقَط في أيديهم . . فمن المتسبب في ذلك ؟
هل هو المعلم الذي أريد له أن يكون بهذه الهوية ؟
أم هو الطالب الذي تُرك له الحبل على الغارب , فلم يعد هنالك ما يخشاه ؟
أم تراها وزارة التربية والتعليم التي قولبت التربية والتعليم بهذا القالب ؟
أم هو المجتمع ككل !!
قال الشاعر :
قُـم لِـلـمُـعَـلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا - - - كـادَ الـمُـعَـلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَـلِـمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي - - - يَـبـنـي وَيُـنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُـبـحـانَـكَ الـلَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ - - - عَـلَّـمـتَ بِـالقَلَمِ القُرونَ الأولى
لاحظ أن [ قال ] فعل ماض .
والفعل المضارع للفعل [ قال ] هو [ يقولون ] . . وهم يقولون الآن :
قم للمعلم يا بني عجولا *** واضربه حتى يرتمي مقتولا
هاجمه بالكرسي واكسر رأسه *** فالرأس كان مخرفا وجهولا
وإذا افتقدت من الكراسي عدة *** أشهر عليه الساعد المفتولا
ولا عجب أن نقرأ ما سُطّر أعلاه أو غيره "مما كثر" , فقد أضحى المعلّم "شمّاعة" يحمّلها السواد الأعظم تبعات أخطائهم , ويعلقون عليها أسباب ضعف مخرجات التعليم , دون التمحيص والتمعّن والتدقيق في ما وراء ذلك , أو الحذر من نتائج التقليل من قدر المعلم , فالنتائج ستكون وخيمة على المجتمع ككل , فالمعلّم كالسلّم الذي يحتاجه كل من يريد الصعود , وإن كُسر "وقد كسر" فقد كُتب علينا العيش في القاع , إذ لا سبيل للصعود في ظل إنعدام الوسيلة .
لستُ هنا بصدد توضيح فضل المعلمين , ولكني أودّ تبيان أسباب ضعف مخرجات التعليم , لكل جاهل بما يدور في الميدان , ثم يأتي لينعق بما لا يعلم , دون علمه بخفايا الأمور . .
وبما أن العملية التربوية تقوم على [ معلم / طالب / منهج ] سأجري مقارنة بين الحاضر والماضي لكل من [ المعلم / الطالب ] , وأترك المناهج لموضوع آخر بإذن الله . .
-------------------------------
[ المعلم في الماضي ]
شخص ذو مكانة اجتماعية , لا يجرؤ ابن أنثى التطاول عليها [ طالب / ولي أمر / صحفي / ناقد / حاقد ] كفلت له وزارة التربية والتعليم حقّه كاملاً غير منقوص , ينعم بمدرسة "طويلة الأجل" يحوي كل فصل من فصولها على نيف وعشرين طالباً , لا تبعد عن منزله إلا دقائق معدودة , ثم يعود منها ليمضي ما تبقّى من يومه بين أهله وذويه . .
[ المعلّم اليوم ]
شخص جُرّد من كافة الصلاحيات, فهو ممنوع من [ إيقاف الطالب / ضربه / تأنيبه / إخراجه خارج الفصل / خصم درجاته / تهديده بخصم الدرجات ] أُقحم بعد أن بُتر جزءاً كبيراً من مرتّبه بين أربعون طالباً أو يزيدون , فبات حائراً بين تنظيم وإدارة هذا الكم الهائل من الطلاب , وإيقاض متوسّدي الطاولات "في ظل إنعدام الهيبة والصلاحيات" وبين شرح الدرس . .
يعود من مدرسته التي تبعد عن مقرّ سكنه الأصلي مسافة تتراوح ما بين [ 300 / 2500 ] كلم , ليقف عند أحد المطاعم وينتظر الغداء المعدّ بأيدٍ بنغالية أمينة , فيتذكر رائحة "كبسة" الأهل , ولكم أن تتصوروا ما لهذا الموقف من أثر نفسي سيء للغاية ومردود محبط لا يعرفه إلا من تجرّع مرارته . .
---------------------------------
[الطالب في الماضي ]
شخص تغلب عليه البراءة , يُسمع لأسنانه اصتكاك مُزعج عندما تُذكر المدرسة في حضوره , فالمُعلم من أمامه , ووليُ أمره من خلفه , فويلٌ له ثم ويلٌ له إن ضرب بواجباته عرض الحائط , تتردد على مسمعه دائماً "لكم اللحم ولي العظم" فيحرص على الإهتمام , ويهرع إلى حلّ واجباته ومذاكرة دروسه بمجرد عودته إلى المنزل , فالملهيات قليلة إن لم تكن معدومة عند البعض , ناهيك عن الأدب الجمّ والخلق الرفيع . . فقد قيل "لن يتعلّم إلا راغب أو راهب" . . والرغبة مفقودة منذ الأزل"إلا من رحم ربّي" , فحلّت الرهبة محِلّها . .
[ الطالب اليوم ]
شخص تغلب عليه "اللكاعة" , لا يجد في المدرسة إلّا مكاناً للنوم , ولا يرى في المُعلّم إلا وسيلة للتسلية والضحك , وآلة لجسّ النبض والاستفزاز والتهكّم , وحُق له أن يفعل , فالماثل أمامه ممنوع من كل شيء , وليس لديه أي صلاحية تخوّله حتى للدفاع عن نفسه إلا في حال طرحه الطالب أرضاً , عندها يُسمح له بالدفاع , والدفاع فقط !!!
يخرج الطالب من المدرسة بعد أُتخم بما لذ وطاب من مقاطع الفيديو التي تناقلها مع أصدقائه في المدرسة , ليُقلّه السائق إلى المنزل , فيخلد إلى النوم عند الساعه الثانية ظهراً بعد وجبة دسمة قامت باعدادها الخادمة الكريمة .. ليصحوا عند الساعة الحادية عشرة ليلاً ويبدأ في جولته الإنترنتّية التي تنتهي ببداية الحصّة الأولى من اليوم التالي . .
------------------------------
بعد هذه المقارنة المختصرة والتي تعمّدت فيها أن أجتنب الإسهاب ما استطعت , أترك لكم الحكم في تحديد مكمن الخلل . .
عندما يُركل المعلّم الخمسيني بقدم أحد الطلاب إلى خارج الفصل من المسؤول عن هذا ؟
عندما يتكرّر تهجّم الطلاب على بعضهم البعض بالعصيّ والسكاكين والخناجر أمام طاقم المدرسة من معلمين وإداريين دون أي اعتبار لأحد من هو السبب في ذلك ؟
عندما تتدخل الدوريات الأمنية لفكّ اشتباك الطلاب الحاصل داخل المدرسة , بعد أن أُسقط في أيدي المعلمين وتساقط ما يُغطّي رؤوسهم قبل أن يُسقَط في أيديهم . . فمن المتسبب في ذلك ؟
هل هو المعلم الذي أريد له أن يكون بهذه الهوية ؟
أم هو الطالب الذي تُرك له الحبل على الغارب , فلم يعد هنالك ما يخشاه ؟
أم تراها وزارة التربية والتعليم التي قولبت التربية والتعليم بهذا القالب ؟
أم هو المجتمع ككل !!