بسم الله الرحمن الرحيم
قراءةٌ نفسية بين ثنايا الأحداث الحالية!
لاشك أن من يستقرئ أحداث الصمتِ المهيب الذي حلّق على مطالبتنا
يقرأُ مواتاً في جُنباتها، واستهلاكاً لأنفاسِ أصحابها..
ولسنا ببعيدين أبداً عن حذاقة قانون نيوتن: (لكلّ فعل ردّة فِعل)
فهل تساءل أحدكم "ما هدف هذا الصمت؟ ولماذا افتعلوه في هذا الوقت بالذات؟"
ما هي ردّة الفِعل التي يريدون تحقيقها من خلال صمتهم؟!
خبثٌ يمازجُ سياسةً قاتلة، وترويضٌ دهائيّ ينطلي بوعودٍ كاذبة!!
إخوتي وأخواتي..
القصد من ذلك كلّه نزع الغضبة الساخطة من قلوب المطالبين،
واستبدالها بالتثبيط والإحباط لخُدعٍ نفسية تحاول اللجنة المسئولة زرعها في (كياناتكم)!
القصدُ (إنهاك القوى) و (توريث الهمّ) بطريقة القتل البطئ!!
فقد امتثلتم (البنيان المرصوص) الذي أوجدَته الآمال المشتركة رُغماً عن أنوفكم
حتى وإن تباعدت الفصائل، وتنازعت الأحزابُ رايةَ الجهاد!!
وهذا شكّل درعاً منيعاً يصعب عليهم تجاوزه!
فإما أن يحققوا مطالبكم وهذا ضدّ أهدافهم،
أو أن يبنوا جداراً عازلاً يحقّق غاياتهم!!
ياأبطال المطالبة..
قفوا صامدين.. كلٌ بمعزلٍ – لاضير –
ولكن إياكم إياكم أن تتناسوا: "أحدٌ أحد.. أحدٌ أحد"
انتهزوا هذا الصمت في الدعاء بالفرج وإزهاق الباطل،
و.. من ثم طلباً لراحاتكم الذهنية والجسدية..
اخلوا بأنفسكم واستمتعوا بأوقاتكم من الآن..
اجعلوها استراحة لما بين الشوطين؛
فلسنا بقريبين من ساعة الصفر أبداً،
وليست بمستحيلة علينا أيضاً
لأنهم يتقصّدون عدم وصولنا لها.. ولكننا – حتماً – سنصل!
بإذن الله ثم بعلوّ هممكم، واتّقاد عزائمكم... سنصل!
رُغماً عن سواد قلوبهم الحاقدة، وأعينهم الحاسدة،
التي لاتقف جدالاً عن (حق مكتسب) وكأنهم صانعوه بجهدهم،
وكاسبوه بعرق جبينهم... حتى استولت على أذهانهم فكرة "منعه عنّا"،
وكأنه مكرمة نتزلّف لطلبها، أو شحاذةً نُوسِع أفواهنا فـغاراً لأكلها!!"
فوالذي نفسي بيده
لايملكون أمام قوّتكم جناح بعوضة،
.. ولا أمام هيجانكم حبةً من خردل!
(.. واعلم أن الأمَّة لََوْاجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوك َبِشَيْءٍلَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ،
وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ..)
ولكن! القَصْد القصد تبلُغوا؛
لا تستهلكوا قوّتكم وتقطعوا أنفاسكم بالقهرِ والتخاذل..
فاجتماعكم بأنفاس مُتعبة سيهلككم،
والتفافِكم بقُلوبٍ أنهكها الانتظار سيمرضكم،
ولن تستعيدوا قوّةً بعد هلاك، ولا مجداً في حال سقم!!
فالله.. الله بادخار الوقت والجهد والصحة لمناورةٍ جديدة
(قد) تأتيكم من بين أيديكم ومن خلفكم....
أبقوا في أيديكم درعاً، أو تُرساً، أو سيفاً،
و.. في أفواهكم جملة، أوكلمة، أوحرفاً،
و.. في أذهانكم قدرةً، ومنطقاً وحكمة...
فإني لكم ناصحٌ أمين.
********************
*************
ياكرام..
نحن في بلد يحكم بالشريعة.. يطالب المنطق والعقل فيه برفع الظلم؟!
ورب الكعبة لن تقف!
لذا لاتظنوا اجتمعاتهم لإقرار حق؛
بل لصياغة قوانين تحرّز وسدّ ثغرات!!
ولكن هيهات..
فكم من ثغرة يصعب رقعها، وكم من الوقت يحتاجونه لذلك؟
نحنُ عُصبة فلا تهنوا ولا تحزنوا
فأنتم – بإذن الله – الأعلون
فقط أنيخوا رحالكم لبضع ليال،
وبعدها فلتتّسم خطواتكم بالصمت
كصمتهم الغادر!
فقد أكرمانهم كثيراً بِصَمتنا،
وأطلنا عليهم البال بصبرنا،
أما بعد:
فقد بلغ سيلنا زُباه، وصبرنا مداه، وهنا آخر ما أوردناه...
للأمس واليوم،
أما غداً فـ (ما على المحسنين من سبيل)!
(أختكم/ أم أحمد)