لا تطمعـوا أن تهينونا و نكرمكم == وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
اللّــه يعلــم أنا لا نحبكـم == و لا نلومكــم ألا تحبونــا
=====================================================
الإخوة المكتبيين في وزارتنا الموقرة ..
لاشك أنّ حالَنا معكم كحال " علي بن أبي طالب " رضي الله عنه مع أهل العراق إذْ قال : اللهم إني قد أبغضتهم وأبغضوني ، فأرحهم مني، وأرحني منهم !
ولعل هذا ما حدا بكثير من أهل الإنصاف في الإعلام وغيره إلى المصارحة والمكاشفة أمام المسؤولين والمجتمع برمته والقول : بأننا أمام أزمة تدهور ثقة بين العاملين في وزارة لها علاقة بإستراتيجية الوطن ومقدراته ، وذات علاقة يومية مع منزل كل مواطن – وأن على ولاة الأمور التدخل فوراً لتدارك هذا الوضع الخطير ، وتصحيحه !
فكان التدخل الشهير من والد الجميع ( خادم الحرمين الشريفين ) حفظه الله ورعاه .
السادةَ المكتبيين .. والحديث ذا شجون :
إنّ وزارتكم قد صارت مضرب المثل في التخبط والعشوائية .. ودونكم ما يلي :
تم إقرار نظام التقويم المستمر في التعليم العام على أن يبدأ متدرجاً من المرحلة الابتدائية وصولاً إلى المرحلة الثانوية !
وبصرف النظر عن رداءة هذا المشروع التعليمي ، وهفوات النظام والمصلحة الباديّة عليّه وعدم دراسة جدواه وتداعياته دراسة جادة ومكثفة ( ما يهم ) – إلا أن الوزارة الموقرة لم تتكلف لنفسها ولا لغيرها أبسط بديهيات العمل التعليمي والتربوي ، وأولها تحديد الإجازة الرسمية التي هي تقويم نظام الحياة لكل الأسر من السفر والحضر والميزانية - فكانت الفضيحة والعار التنظيمي الذي لحق بـ " المكتبيين " أبد الدهر مما يلي :
أ / لم تصدر الوزارة لائحة إجازات المرحلة الابتدائية بعد اكتمال جميع مراحلها على نظام التقويم المستمر ! فاضطر المعلمون - اجتهاداً منهم كالعادة المريرة مع الوزارة ! – في أن يوزعوا المنهج على 16 أسبوعاً ؛ على اعتبار أن المرحلة الابتدائية يستحيل بحال أن تسبق المرحلة الثانوية في عدد أسابيع الدراسة !
ب – استيقظ " المكتبيون " من سباتهم في منتصف الفصل ! وأصدروا تعميماً عاجلاً يقضي بأن يكون المنهج " الابتدائي " موزعاً على 18 أسبوعاً – كأول حالة من صنفها في العالم أجمع تسبق فيه عدد أسابيع الدراسة للمرحلة الابتدائية المرحلتين : المتوسطة والثانوية !
فقام المعلمون من فورهم بتمزيق دفاتر تحضيرهم القديمة ؛ ليبدؤوا التوزيع من جديد امتثالاً لأمر من يغفو ويصحو !
جـ / تفاجأ المعلمون قبل أسبوعين بأن لجنة في الوزارة – ما أكثر لجانها ! – ستجتمع لتحديد إجازة معلمي المرحلة الابتدائية ( صح النوم ) وذلك قبل نهاية العام بقليل !
د / كالعادة جاء البيان متضارباً ومشتتاً !
فقائل يقول : تمنح الإجازة من نهاية دوام هذا الأربعاء ، والأسبوعان المتبقيان يكونا للطلبة المتأخرين – على سبيل التقوية !! - .
وقائل يقول : يكون نصف دوام ! وبعد العاشرة يخرج الطلاّب ليختطفهم المراهقون أو يدهسونهم – لا بأس ولا مشكلة ، فالمشكلة هو المعلم : كيف نجعله يداوم ! - . – للمعلومية أنا لي ابن في نفس المدرسة ووالله لا أدري متى عطلته ، فأخبريني يا وزارة التعليم على اعتبار أني ولي أمر لطالب لا أني أحد أقنان الوزارة !-
وهكذا : حيّص بيّص ! وبين حانا ومانا ضاعت لحانا !
ولننتقل لإجازة بين الفصليّن !
يعلم السادة " المكتبيون " أن إجازة المعلم دوناً عن كل قطاعات الدولة هي إجازة ممنوحة مؤقتة ! بمعنى أنه لا يحددها بل تحدد له !
ولي أن أتساءل : ماذا يفعل أسبوع واحد لمعلم يدرس في أقصى الشمال وأهله في أقصى الجنوب ، والعكس لكل الجهات !
ماذا عن المعلمين الذين لهم ظروف خاصة كمرض زوجة أو أولاد ، ويريدون استغلال هذه الإجازة لتسيير وتيسير علاجهم !
( أعرف معلماً أهله مصابون بالسحر ، ولا يجد فرصة للسفر بهم وعلاجهم ) !!
ألا يستحق هذا البائس ( المعلم ) أن يرتاح قليلاً ( خاصة معلمي المرحلة الابتدائية ، والذين دوامهم لا فائدة منه في الأسبوعين القادمين ومجرد هدر اقتصادي ونفسي وصحي ! )
العام الفائت داوم المعلمون والمعلمات على الحضور لشهر ونصف – فقط لتوقيع الحضور والانصراف ! مما أدى للحادث الشهير لعدد من المعلمات الشهيدات اللائي متن احتراقاً إثر حادث كان لمجرد " التوقيع " !
هذا على اختصار ، وإلا في الجعبة الكثير !