منى شداد المالكي
استاء المعلمون والإداريون في وزارة التربية والتعليم ( بقسميها الرجالي والنسائي ) الأسبوع الفائت من التنظيم الجديد الذي أعلنته الوزارة بخصوص الإجازات أما لماذا فلعدة أسباب منها على سبيل المثال لا الحصر أن إجازة المعلم هي الميزة الوحيدة التي يتمتع بها هذا الكادح والذي تتطلب مهام عمله قدرات عقلية وإضافية تختلف عن أي موظف آخر , كذلك فهو مطالب باليقظة الدائمة لأنه عرضة لحوادث عنف لاتقل عن تلك التي تطال الضعيفين ( المرأة والطفل ) وفي هذا الجانب فالمرأة تكون معنفة أس اثنين إن جاز التعبير , هذا عدا المطالبة بتحسين المستويات التي يحس فيها هذا المعلم بالغبن الظاهر و كأن لسان حال المستويات يقول ( من سبق لبق) بدون أي تنظيم إداري جيد يحكم المسألة في هذا الشأن فكل ذنب هؤلاء المجمدين على مستوياتهم هو تأخرهم الزمني عند التعيين عن أولئك الأوائل وكأن هذه الميزة حق اختياري لدى هؤلاء المعلمين فرطوا في تحصيله.
وللأمانة فلا بد من النظر إلى جميع جوانب المشكلة فالوزارة لها الحق في تحديد أمور إدارية كثيرة وتنظيمها بما تراه مناسبا لمصلحة العمل , وأعتقد أن عدم وجود طلبة في تلك الفترة فرصة ذهبية للوزارة في تنظيم شؤون البيت التربوي الداخلي وعدم شغل الهيئة التربوية أثناء وجود الطلبة بأعمال ودورات بعيدة عن التواجد الفعلي بجانب هذا الطالب الذي له الحق الكامل في وقت وجهد المعلم . فمثلا لماذا لاتكون هذه الفترة فرصة لدورات تدريبية مقننة ومعلن عنها منذ فترة من الزمن وعلى أيدي مدربين محترفين في كل ما يخص مستجدات العمل والشأن التربوي ؟ , لماذا لا تعقد لقاءات بين أطراف العمل التربوي من وكلاء ووكيلات مدارس في مختلف مناطق بلادنا في تلك الفترة , لأن هذه الزيارات التربوية تتيح التعرف على جهود بعضنا ونقل الخبرة التربوية التي تعبنا في تحصيلها فنحن نسمع بها دائما ولا نراها كثيرا وقد أصبحت مثل قميص عثمان , فلا خبرة إيجابية استفاد منها الميدان التربوي ولا تم الاستغناء عمن أكل عليهم الدهر وشرب في هذا الوضع التربوي المحنط.
وعندما تم تحديد هذا التنظيم الجديد للإجازات أجد أنها فرصة للقول إنه ليس كل العاملين داخل المدرسة على درجة واحدة من العطاء والجهد المبذول , مع علمي أن الجميع يعطي أفضل ما عنده ولكن في النهاية لا نستطيع أن نوازن بين جهد وعطاء معلم أو معلمة الصفوف الأولية مع عمل و مقدار الجهد المبذول لوكيل أو وكيلة المدرسة المكتبي , وحل هذه المسألة في تناوب الأدوار فلماذا الإصرار وتحنيط أفراد بعينهم إداريا وكأنهم تماثيل ونصب تذكارية لاتتغير ولا تتبدل نمر عليها صباحا كل يوم لإلقاء التحية وتذكر الأمجاد لهؤلاء التربويين والتربويات مع أن لاعمل مميزاً قاموا به ولا إدارة جيدة نظموا , والدليل هذا العنف المتزايد المتنامي من جوانب هذه المعاقل التربوية , فكل ما يستطيعون القيام به هو هذه الدورات والورش التي يعقدونها لبعضهم وكأنهم في حلقة تسميع لأنفسهم دون الاهتمام بالمجتمع ومتطلباته أو إشراكه في هذه الفعاليات.
وأعتقد أن وجود الوقت الكافي في هذا التنظيم الجديد للإجازة فرصة رائعة للتواصل حول هذه الأمور والتحلق حولها بعض في ورش وفعاليات ومؤتمرات تضم الجميع ليعرف الجميع مقدار ما تبذله وزارتنا الموقرة في هذا المجال
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3051&id=9375&R****=150