بسم الله الرحمن الرحيم
عندما نتحدث عن أي قرارات مستفزة للوزارة ينبغي علينا أن لا ننظر لهذه القرارات بمعزل عن الظروف المحيطة بها سواء كان تلك الظروف تتعلق بالعام الدراسي وسيره أو بما هو متوقع بعده .
إن القرارات التي يتم اتخاذها بدءا من قرار تعيين المعلمين على مستوى أقل انتهاء إلى تعيينه على بند 105 ليس الباعث له هو العجز في الميزانية أو المبرر السخيف بأن وزارة المالية هي من أجبرهم على ذلك .
وإنما هي أجندة حملها الرشيد بين يديه وجعل تحقيقها نصب عينيه .... واراد تحقيقها وهي جعل بيئة التعليم بيئة طاردة لطالبي التوظيف
إذ ان الرشيد يرى أن الرواتب العالية والاجازات الطويلة استقطبت كما هائلا من طالبي التوظيف بحثا عن الرواتب العالية والمميزات المتعددة .
ولأنه مقتنع تماما بأن أول خطوة لتطوير التعليم هو التخلص من مثل هؤلاء المعلمين الذين بحثوا عن الراتب والأجازات ولم يهتموا بأداء الرسالة لذلك تم التعيين على مراتب أقل وعقدت اجتماعات بين لجان من المالية والتربية والخدمة المدينية تمخضت عنها قرارات في عام 1422هـ بنقل المعلم التربوي على المستوى الثاني الدرجة الثالثة في حين ان غير التربوي يحصل على الدرجة الأولى , هذه القرارات الارتجالية المخالفة للنظام كان الهدف منها التضييق على المعلمين وجعل مجال التعليم بيئة طاردة لهم .... ومن أساليب التطفيش كثير من القرارات التي تسلب من المعلمين هيبتهم وتجعلهم عرضة للانتقاص والاستهزاء صحافيا والاعتداء عليهم بدنيا ولا ادل على ذلك من تعميم البطح الشهير ...!!!
وفي سياق متصل كان اطلاق العنان للصحافة حتى تشن حملة نشر أخبار عن ضرب وتعذيب المعلمين للطلاب وتصوير ذلك على انه سلوك عام وسمة لجميع المعلمين مما ادى إلى نفور اجتماعي من المعلم وتقليل من مكانته وتحريض الناشئة عليه ....
ومن ضمن هذه القرارات التطفيشية تعاميم الحد من التأخر والغياب على الرغم من ان جولات الهيئات الرقابية اثبتت أن التعليم به أعلى نسبة انضباط بين باقي القطاعات والحقيقة ليست رغبة في الحد من التأخر والغياب ولكن رغبة في التوبيخ والتضييق على المعلم ولذلك كانت تعاميم وزارة التربية هي التعاميم الوحيدة لجهة حكومية رسمية التي تظهر في الصحف قبل وصولها للمدرسة والغرض هو تثقيف العامة بأساليب وطرق التنغيص على المعلمين ....
ذهب الرشيد ولكن افكاره وتوجهاته بقيت كما هي جعل التعليم بيئة طاردة حتى يتخلصون من المعلمين الذين يرون انهم جاؤوا من اجل الرواتب والاجازات و يستقطبوا أولئك الذين يؤمنون بالتعليم كرسالة ويحبون هذه المهنة ...
كما اني كثير من القرارت أصبحت تحمل في مضامينها صبغة أنتقام وتنكيل لأننا طالبنا بحق ووثقنا في قضاء لم يستطع أن ينصفنا ....ولعمري لو كنا في دولة كافرة ملحدة لأخذنا حقوقنا غير منقوصة
إن القرارات التي تصدر والتنظيمات التي تخرج كلها تصدر وتضع في المقدمة مصلحة الوزارة وصورتها امام الرأي العام ضاربة بعرض الحائط أي مصلحة للطالب ....
وقرار تقليص الإجازة ليس إلا خطوة ضمن خطوات ( تنتيف ريش مهنة التعليم ) وجعلها مهنة مكروهة ومجالا منفرا ....
وعليه فإن صمتنا واستكانتنا حيال ما يحدث هو السبب الأساسي في التمادي من قبل تلك الوزارة التي يبرع مسؤولوها في استخدام عبارات مثل الشراكة و الصف الواحد والوزارة في صف المعلمين .... في حين أنها تكذب في كل ما تقول .... وكمعلم لا اجد أي مبرر أو مسوغ للثقة في هذا الجهاز الذي امتهن الكذب و تمرس على الخداع
إن المصافحات ينبغي ان تتحول لصفعات
والاجتماعات إلى أحتجاجات
والاجتهادات إلى اضرابات
ومن السخف أن نظن ان النظام الذي لووا عنقه ليحرمونا حقوقنا قد يساهم في اعادة حقوقنا لنا
نحن بحاجة لنقابة
تنظم إضرابا لمدة ثلاثة أيام كل شهر أو اثنين حتى تستجيب الوزارة لمطالبنا وهي صاغرة
نقابة يجتمع عليها امر المعلمين ويضعون ثقتهم فيها تقوم بصياغة مطالبهم وبوتقتها ضمن اجندة موحدة
نقابة تحرص على ان نؤدي واجباتنا وتحافظ على اداء الوزارة لحقوقنا ....
عندها فقط أقول لكم .....
أننا معلمي أجيال وصناع عقول وبناة حضارة ....