أشواك
قرارات التربية المثيرة
عبده خال
القرارات الأخيرة لوزارة التربية والتعليم استطاعت وبسهولة تامة استفزاز شريحة المعلمين والمعلمات، وباستفزازها ذاك حصدت المركز الأول في مواقع التواصل الاجتماعي لهذا الأسبوع ولن تستطيع القول بأن الآراء المتبادلة حول القرارات تجاذبها مؤيدون ومعارضون إذ كانت قرارات يتيمة من المؤيدين.
ومع تواجدنا في محيط اجتماعي تواصلي أصبح من السهولة قياس توجهات الرأي العام.. وفي هذا المحيط يتجاذب المواطنون الآراء حول القرارات الحكومية أو التوقعات حيال الأوضاع الاقتصادية أو السياسية، وأغلب تلك الآراء تنبثق من أشخاص ليس لهم الصبغة الرسمية كون الوزراء الأفاضل لا يحبذون التواجد في هذه المواقع التواصلية، إذ غدت هذه المواقع ــ في بقية العالم ــ هي النافذة الأسرع في التواصل بين القاعدة ورأس الهرم الإداري وليس بعيدا عن أحد أن بعض رؤساء الدول ورؤساء الوزارات لهم مواقعهم الشخصية بينما لدينا لا نقرأ إلا نفي انتساب أي صفحة أو حساب لهذا الوزير أو ذاك ولهذا تكثر الآراء الطائرة من غير تثبيتها أو نفيها.
ولو عدنا إلى سبب حصول وزارة التربية والتعليم على المركز الأول في النقاشات لهذا الأسبوع سنجد جملة من القرارات المثيرة والتي بدأت بتغير شعارها فتوجه حديث المنتقدين عن التكلفة المهولة لذلك الشعار، وكانت جملة الآراء حول التغير تهكمية حتى وصل الأمر إلى كشف خمسة أخطاء لغوية ونحوية في الشعار.
ثم جاء استفزاز الوزارة من خلال تعميم الإجازات والتي أغفلت الفوارق بين مدرسي المراحل المختلفة وخاصة المرحلة الابتدائية التي ينهي معلموها جميع مهامهم مع أول يوم تبدأ فيه اختبارات المرحلتين المتوسطة والثانوية.. ورأى جميع المعلمين والمعلمات أن الإجازة تم اجتزاؤها بصورة لن تمكن أحدا من السفر أو التنقل كونها تبتعد عن رمضان بعدد من الأيام، وطبيعة رمضان مكوث كل معلم او معلمة في مكانه وأظهر بعضهم مقدرة حسابية حين أظهر أن الإجازة التي سيتمتعون بها فعليا هي 29 يوما مع حذف الإجازات التي سيتمتع بها كل موظفي الدولة.
ومع صدور قرار جديد يلغي جميع القرارات والتنظيمات السابقة والتي كانت تشتمل على منح حوافز الإجازة المبكرة لمعلمي ومعلمات الصفوف الأولية زاد حالة الاستفزاز واتهام الوزارة بأنها غائبة عن الميدان كون تلك الحوافز أعطيت في الأصل لكي تسهم في اختيار المميزين من المعلمات والمعلمين لتدريس الصفوف الأولية لما لهذه الصفوف من حالات خاصة لا يقدر على التعامل معها إلا قلة قليلة من المعلمين.
وإزاء هذه القرارات لا زالت صدور المعلمين والمعلمات تغلي مرددين أن وزارتهم تصدر قرارات ولا تعلم ما الذي يحدث في الميدان.
وختاما وعودة إلى فكرة التواصل تبقى في فمي سؤال:
لماذا يرفض بعض الوزراء أن يكون لهم حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي؟
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20121230/Con20121230560165.htm
قرارات التربية المثيرة
عبده خال
القرارات الأخيرة لوزارة التربية والتعليم استطاعت وبسهولة تامة استفزاز شريحة المعلمين والمعلمات، وباستفزازها ذاك حصدت المركز الأول في مواقع التواصل الاجتماعي لهذا الأسبوع ولن تستطيع القول بأن الآراء المتبادلة حول القرارات تجاذبها مؤيدون ومعارضون إذ كانت قرارات يتيمة من المؤيدين.
ومع تواجدنا في محيط اجتماعي تواصلي أصبح من السهولة قياس توجهات الرأي العام.. وفي هذا المحيط يتجاذب المواطنون الآراء حول القرارات الحكومية أو التوقعات حيال الأوضاع الاقتصادية أو السياسية، وأغلب تلك الآراء تنبثق من أشخاص ليس لهم الصبغة الرسمية كون الوزراء الأفاضل لا يحبذون التواجد في هذه المواقع التواصلية، إذ غدت هذه المواقع ــ في بقية العالم ــ هي النافذة الأسرع في التواصل بين القاعدة ورأس الهرم الإداري وليس بعيدا عن أحد أن بعض رؤساء الدول ورؤساء الوزارات لهم مواقعهم الشخصية بينما لدينا لا نقرأ إلا نفي انتساب أي صفحة أو حساب لهذا الوزير أو ذاك ولهذا تكثر الآراء الطائرة من غير تثبيتها أو نفيها.
ولو عدنا إلى سبب حصول وزارة التربية والتعليم على المركز الأول في النقاشات لهذا الأسبوع سنجد جملة من القرارات المثيرة والتي بدأت بتغير شعارها فتوجه حديث المنتقدين عن التكلفة المهولة لذلك الشعار، وكانت جملة الآراء حول التغير تهكمية حتى وصل الأمر إلى كشف خمسة أخطاء لغوية ونحوية في الشعار.
ثم جاء استفزاز الوزارة من خلال تعميم الإجازات والتي أغفلت الفوارق بين مدرسي المراحل المختلفة وخاصة المرحلة الابتدائية التي ينهي معلموها جميع مهامهم مع أول يوم تبدأ فيه اختبارات المرحلتين المتوسطة والثانوية.. ورأى جميع المعلمين والمعلمات أن الإجازة تم اجتزاؤها بصورة لن تمكن أحدا من السفر أو التنقل كونها تبتعد عن رمضان بعدد من الأيام، وطبيعة رمضان مكوث كل معلم او معلمة في مكانه وأظهر بعضهم مقدرة حسابية حين أظهر أن الإجازة التي سيتمتعون بها فعليا هي 29 يوما مع حذف الإجازات التي سيتمتع بها كل موظفي الدولة.
ومع صدور قرار جديد يلغي جميع القرارات والتنظيمات السابقة والتي كانت تشتمل على منح حوافز الإجازة المبكرة لمعلمي ومعلمات الصفوف الأولية زاد حالة الاستفزاز واتهام الوزارة بأنها غائبة عن الميدان كون تلك الحوافز أعطيت في الأصل لكي تسهم في اختيار المميزين من المعلمات والمعلمين لتدريس الصفوف الأولية لما لهذه الصفوف من حالات خاصة لا يقدر على التعامل معها إلا قلة قليلة من المعلمين.
وإزاء هذه القرارات لا زالت صدور المعلمين والمعلمات تغلي مرددين أن وزارتهم تصدر قرارات ولا تعلم ما الذي يحدث في الميدان.
وختاما وعودة إلى فكرة التواصل تبقى في فمي سؤال:
لماذا يرفض بعض الوزراء أن يكون لهم حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي؟
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20121230/Con20121230560165.htm