Maroom

Maroom

وصف من كتاب كليلة ودمنة ينطبق على مدير مدرسة !!!!!

رعودي

تربوي
عضو ملتقى المعلمين
سم الله الرحمن الرحيم

أيها الفضلاء الكرام .. هذه قصتي العجيبة ..

بعد صلاة المغرب .. جلستُ برفقة ( زميلي ) .. نتناول القهوة .. ونناقش قضايا الأمة !!

لطالما شكى لي هذا ( الزميل ) من سوء تصرفات مديره .. وسوء أخلاقه ومعاشرته .. وأنا أصبّره وأواسيه ..

وبعد ساعات .. لجأتُ إلى الفراش والمبات .. وقرأتُ الأذكار والآيات ..

فرأيتُ فيما يرى النائم .. أن ابن المقفع أتاني .. وقال لي : ياهذا أنت من عصر آخر الزمان .. وتقرؤون ما كتبناه .. وتركناه ..

قلتُ : نعم .. قال : فكيف بكتابي ( كليلة ودمنة ) ؟؟ .. قلتُ : نعم الكتاب ونعم الترجمة ..

قال : لقد نسيتُ قصة .. فهل أطلب منك خدمة ؟؟ .. ضُمّها إلى كتابي .. واكتب ما أمليه عليك بعد ( باب الحمامة والثعلب ومالك الحزين ) :


قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف :

يُحكى أن مدير مدرسة ولاه الله علينا .. فذهبنا إليه مباركين .. ومهنئين .. فلم تعجبه تلك التهنئة .. وكان يطمح في أن نُقبّل يده .. فلم يصل إلى مراده ..
في اليوم التالي .. أصبحنا وأصبح الملك لله .. قال لنا : هل رأى الحب سكارى مثلنا !! فقلنا له : عفواً يامدير .. ماهذا الكلام ؟؟ قال : أعتذر كنتُ أقصد بيتاً آخر ..
قلنا : ما هو ؟ قال : أنا الذي تعرف البطحاء وطأته ..
أصبح يسير بيننا وكأنه الأسد .. ونحن الغزلان .. وتارة .. كأنه السيّد ونحن العبيد .. يرى المدرسة وكأنها غابته .. وتارة يراها كأنه منزله .. ونحن خدمه .. وليتنا كنا كأبنائه .. وفي يوم من الأيام .. قام الناصح الأمين بيننا .. فرأى خللاً بين طلابه .. فتوجه إلى المدير ناصحاً مبيناً رأيه .. فغضب المدير وكشّر عن أنيابه .. وقال أني أرى ما لا ترون .. وأنا الصواب وأنت الخطأ ..
عذراً ياسيدي فنحن بشر .. أم أنك ملَك ؟؟ قال : لا .. بل بشر خالص .. نقيّ كالذهب .. فلا تحدثني .. فإن الذهب يُزعجه الحديد ..
جاء المدير إلى فصل من الفصول .. كان حينها غاضباً من الباب .. فرفسه رفسةً خلعت معها قلوب الصغار .. وحدثهم : أين ذلك الولد الشقي ؟ نعم .. أنت تعال .. فلطمه لطمة جعلته يدور كالثعبان .. لماذا يا مدير ؟ هل لأن عمري لم يتجاوز ثمان سنين !! أم أنك أنت المدير ؟؟ ..
ثم ذهب المدير إلى عرينه .. فجاءه الناصح الأمين .. فلما أراد أن يتحدث .. قال له : ابتعد عني أيها الذئب المزعج .. كلامك مرارة .. ولقاؤك نكادة .. فلا تُكثر عليّ من الملامة .. وكُن عبداً مطيعاً .. لا تسمع ولا ترى .. وأهديك نصيحة : احتفظ بنصحك وتوجيهك .. وأقفل عليهما في خزانتك ..
فانبرى من الغابة صقرها .. فقال للملك : سأذهب في حاجة .. وأرجع بأقصى سرعة .. قال : كلا .. فأنت مقيّد .. ولن تخرج إلا بكفالة ..
أصبح هذا الأسد .. أقصد المدير .. يُهين أصحابه .. ويُسيء المعاملة .. فهذا لم يسلم من لسانه .. وهذا لم يأذن له لقضاء حاجة عياله .. وآخر اعتبره خائناً وهو الناصح .. وهذا يشكو من سوء معاملته .. والآخر يرمقه دائماً بنظرة ساخرة طول يومه ..
إذا سلمتَ عليه في الصباح .. مدّ إليك أصابعه .. ونزعها منك بسرعه .. فكأنك عقرب تلسعه .. وإذا سألته عن أحواله .. وعن صحته .. قال لك : هذا كلام من يريد مصلحة .. وإذا رآك مع معلم آخر .. قال : أنتما تتحدثان عني .. فلم لا تواجهاني ؟؟ ..
وابتكر ابتكارة خبيثة .. فنزع باب غرفة المعلمين .. فلا في الصيف يبردون .. ولا في البرد يتقون .. وبرّر فعلته .. وقال : أنتم لديكم تجمعات سرية !! ربما تكون ضدي ..
وإذا رآك خارج الفصل .. تقضي حاجتك .. أو تروي عطشك .. ذهب إلى الفصل متسللاً .. وفتح الباب .. وطلب من التلاميذ أن يعبثوا بصوتٍ عالٍ .. وأخرج اثنان منهم خارج الفصل .. ثم يذهب إليك مسرعاً ويُخاطبك بشدة : انظر إلى طلابك .. وانظر إلى إهمالك !!
وفي دفتر الدوام .. قصص وآلام ..
فإذا تأخر وكيل مدرسته .. لم يقفل الدوام .. بل ينتظره حتى ولو في آخر الدوام .. هنيئاً لمن يُحالفظه الحظ في السباق ..
وإذا حضر باكراً أقفل الدوام .. وهذه الأمانة بعينها .. ولكن المصيبة ما يحدث بعدها ..
انظر إلى قائمة المتأخرين .. فترى التعديل في وقت الدخول .. مع أنهم لا يكذبون .. ولا يغشون .. وعلى ربهم متوكلون ..
يغيضه ذلك .. فهو الكامل .. وهم الناقصون .. فيعدل في أوقات الدخول .. حتى يُحاسبك على القصور ..
وهذا الأسد .. لا يُناديك باسمك .. بل بالضمير الغائب تارة .. والمخاطب أحياناً ..
ثم قال دبشليم :
فإن خلالاً خمساً من تزودهن كفينه في كل وجه .. وآنسنه في غربة .. وقربن له البعيد .. وأكسبنه المعاش والإخوان: أولهن كف
الأذى .. والثانية حسن الأدب .. والثالثة مجانبة الريب .. والرابعة كرم الخلق .. والخامسة النبل في العمل ..


فاستيقظتُ من النوم فزعاً .. وقد حفظتُ ذلك الفصل عن ظهر قلب .. فآثرتُ كتابته أولاُ في هذا المنتدى الرائع ..
قبل أن تنهال عليّ العروض من دور النشر والمكتبات ..


ولكم تحيتي وأشواقي ..
 

مازن17الفهيد

تربوي
عضو ملتقى المعلمين
الله يجزاك خير لاكن انت تعرف الوضع الشوف شجر من الحوس والدوس على شاشات الاجهزة ندور الاخبار الزينة مير يجيب ربي مطر وخطك كنه جرة نملة في قيعان ...اجعلها واظحة فديت اذنك
 

واضح!

تربوي
عضو ملتقى المعلمين
سم الله الرحمن الرحيم

أيها الفضلاء الكرام .. هذه قصتي العجيبة ..

بعد صلاة المغرب .. جلستُ برفقة ( زميلي ) .. نتناول القهوة .. ونناقش قضايا الأمة !!

لطالما شكى لي هذا ( الزميل ) من سوء تصرفات مديره .. وسوء أخلاقه ومعاشرته .. وأنا أصبّره وأواسيه ..

وبعد ساعات .. لجأتُ إلى الفراش والمبات .. وقرأتُ الأذكار والآيات ..

فرأيتُ فيما يرى النائم .. أن ابن المقفع أتاني .. وقال لي : ياهذا أنت من عصر آخر الزمان .. وتقرؤون ما كتبناه .. وتركناه ..


قلتُ : نعم .. قال : فكيف بكتابي ( كليلة ودمنة ) ؟؟ .. قلتُ : نعم الكتاب ونعم الترجمة ..

قال : لقد نسيتُ قصة .. فهل أطلب منك خدمة ؟؟ .. ضُمّها إلى كتابي .. واكتب ما أمليه عليك بعد ( باب الحمامة والثعلب ومالك الحزين ) :

قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف :

يُحكى أن مدير مدرسة ولاه الله علينا .. فذهبنا إليه مباركين .. ومهنئين .. فلم تعجبه تلك التهنئة .. وكان يطمح في أن نُقبّل يده .. فلم يصل إلى مراده ..
في اليوم التالي .. أصبحنا وأصبح الملك لله .. قال لنا : هل رأى الحب سكارى مثلنا !! فقلنا له : عفواً يامدير .. ماهذا الكلام ؟؟ قال : أعتذر كنتُ أقصد بيتاً آخر ..
قلنا : ما هو ؟ قال : أنا الذي تعرف البطحاء وطأته ..
أصبح يسير بيننا وكأنه الأسد .. ونحن الغزلان .. وتارة .. كأنه السيّد ونحن العبيد .. يرى المدرسة وكأنها غابته .. وتارة يراها كأنه منزله .. ونحن خدمه .. وليتنا كنا كأبنائه .. وفي يوم من الأيام .. قام الناصح الأمين بيننا .. فرأى خللاً بين طلابه .. فتوجه إلى المدير ناصحاً مبيناً رأيه .. فغضب المدير وكشّر عن أنيابه .. وقال أني أرى ما لا ترون .. وأنا الصواب وأنت الخطأ ..
عذراً ياسيدي فنحن بشر .. أم أنك ملَك ؟؟ قال : لا .. بل بشر خالص .. نقيّ كالذهب .. فلا تحدثني .. فإن الذهب يُزعجه الحديد ..
جاء المدير إلى فصل من الفصول .. كان حينها غاضباً من الباب .. فرفسه رفسةً خلعت معها قلوب الصغار .. وحدثهم : أين ذلك الولد الشقي ؟ نعم .. أنت تعال .. فلطمه لطمة جعلته يدور كالثعبان .. لماذا يا مدير ؟ هل لأن عمري لم يتجاوز ثمان سنين !! أم أنك أنت المدير ؟؟ ..
ثم ذهب المدير إلى عرينه .. فجاءه الناصح الأمين .. فلما أراد أن يتحدث .. قال له : ابتعد عني أيها الذئب المزعج .. كلامك مرارة .. ولقاؤك نكادة .. فلا تُكثر عليّ من الملامة .. وكُن عبداً مطيعاً .. لا تسمع ولا ترى .. وأهديك نصيحة : احتفظ بنصحك وتوجيهك .. وأقفل عليهما في خزانتك ..
فانبرى من الغابة صقرها .. فقال للملك : سأذهب في حاجة .. وأرجع بأقصى سرعة .. قال : كلا .. فأنت مقيّد .. ولن تخرج إلا بكفالة ..
أصبح هذا الأسد .. أقصد المدير .. يُهين أصحابه .. ويُسيء المعاملة .. فهذا لم يسلم من لسانه .. وهذا لم يأذن له لقضاء حاجة عياله .. وآخر اعتبره خائناً وهو الناصح .. وهذا يشكو من سوء معاملته .. والآخر يرمقه دائماً بنظرة ساخرة طول يومه ..
إذا سلمتَ عليه في الصباح .. مدّ إليك أصابعه .. ونزعها منك بسرعه .. فكأنك عقرب تلسعه .. وإذا سألته عن أحواله .. وعن صحته .. قال لك : هذا كلام من يريد مصلحة .. وإذا رآك مع معلم آخر .. قال : أنتما تتحدثان عني .. فلم لا تواجهاني ؟؟ ..
وابتكر ابتكارة خبيثة .. فنزع باب غرفة المعلمين .. فلا في الصيف يبردون .. ولا في البرد يتقون .. وبرّر فعلته .. وقال : أنتم لديكم تجمعات سرية !! ربما تكون ضدي ..
وإذا رآك خارج الفصل .. تقضي حاجتك .. أو تروي عطشك .. ذهب إلى الفصل متسللاً .. وفتح الباب .. وطلب من التلاميذ أن يعبثوا بصوتٍ عالٍ .. وأخرج اثنان منهم خارج الفصل .. ثم يذهب إليك مسرعاً ويُخاطبك بشدة : انظر إلى طلابك .. وانظر إلى إهمالك !!
وفي دفتر الدوام .. قصص وآلام ..
فإذا تأخر وكيل مدرسته .. لم يقفل الدوام .. بل ينتظره حتى ولو في آخر الدوام .. هنيئاً لمن يُحالفظه الحظ في السباق ..
وإذا حضر باكراً أقفل الدوام .. وهذه الأمانة بعينها .. ولكن المصيبة ما يحدث بعدها ..
انظر إلى قائمة المتأخرين .. فترى التعديل في وقت الدخول .. مع أنهم لا يكذبون .. ولا يغشون .. وعلى ربهم متوكلون ..
يغيضه ذلك .. فهو الكامل .. وهم الناقصون .. فيعدل في أوقات الدخول .. حتى يُحاسبك على القصور ..
وهذا الأسد .. لا يُناديك باسمك .. بل بالضمير الغائب تارة .. والمخاطب أحياناً ..
ثم قال دبشليم :
فإن خلالاً خمساً من تزودهن كفينه في كل وجه .. وآنسنه في غربة .. وقربن له البعيد .. وأكسبنه المعاش والإخوان: أولهن كف
الأذى .. والثانية حسن الأدب .. والثالثة مجانبة الريب .. والرابعة كرم الخلق .. والخامسة النبل في العمل ..

فاستيقظتُ من النوم فزعاً .. وقد حفظتُ ذلك الفصل عن ظهر قلب .. فآثرتُ كتابته أولاُ في هذا المنتدى الرائع ..
قبل أن تنهال عليّ العروض من دور النشر والمكتبات ..

ولكم تحيتي وأشواقي ..

بعد تعديل الخط مع الإعتذار

لصاحب الموضوع الرائع

 
أعلى