صحيفة المرصد: تعكف وزارة التربية والتعليم ممثلة في الإدارة العامة للإشراف التربوي، على تعديل الأسلوب المتبع حالياً في تقييم الأداء الوظيفي للمعلم، بحيث يصبح التقييم مرتهناً بملف إنجاز المعلم.
وأشار مساعد مدير عام الإشراف التربوي في الوزارة سالم الغامدي، على هامش لقائه بالقيادات التربوية في تعليم المخواة مؤخراً، إلى أن هذا التوجه يعدّ واحداً من أهم وأحدث التوجهات في عمليات التقييم، حيث يركز على النتائج لا على العمليات والمدخلات، مؤكداً على أن الوزارة تعكف حالياً على تنظيم ورش عمل متعددة هدفها إعداد تصور نهائي للمشروع وتنفيذه خلال الفترة المقبلة. وقال «من المرجح أن يحمل المشروع اسم (إنجاز)، ونعمل مع الإخوة في نظامي فارس ونور على أن يكون ثالث مشاريع الوزارة الحاسوبية».
ولفت إلى أن هناك عديداً من ورش العمل التي يعكف عليها القائمون على المشروع من أجل إخراجه بصيغته النهائية.
وعدد الغامدي مميزات المشروع مؤكداً أنه سيطرح فلسفة جديدة مفادها أن المعلم شريك في التقييم حين يقوم بإضافة شيء، حيث يكون التقويم مقصوداً وفي المجالات التي تحقق غايات التطوير والتحسين للأداء والنتائج. وأوضح أن التقييم في هذا المشروع سيقوم به فريق عمل على مستوى المدرسة ومكاتب التربية عوضاً عن أسلوب تقييم الأداء الذي كان فردياً ويعتمد على الملاحظة والرأي الشخصي.
وقال إن الحاصلين على تقدير يفوق التسعين درجة وفق الآلية القديمة ستحال ملفاتهم إلى الجهات ذات العلاقة لمتابعة تحسين أدائهم وتعزيز ما يملكونه من إيجابيات، إذ أن المرشد المتفوق سيحال ملفه لإدارة التوجيه والإرشاد، كما سيحال ملف معلم الموهوبين لإدارة الموهوبين. وعن الأسباب الداعية إلى تبني هذا التوجه، بيَّن الغامدي أن التقييم الحالي يعطي مؤشرات خاطئة، حيث جميع المعلمين يحصلون على التقدير ممتاز، ما يعني أنه يفترض أن يكون مستوى التعليم عالياً، إلا أن الواقع يقول إن المملكة تحتل موقعاً متأخراً جداً في الاختبارات الدولية، مستدلاً بما توصلت إليه دراسة أجرتها إحدى الشركات المتخصصة عن زمن التعلم الفعلي للطالب السعودي، الذي جاء متدنياً جداً مقارنة بعدد الحصص في اليوم الواحد. وعن معايير التقييم ومفرداته في المشروع الجديد، قال الغامدي إن الفريق الذي يعكف على إنجاز المشروع واضع في اعتباره أن تكون ضمن مكوناته استمارات مقننة وواضحة وسهلة وتمكن أي معلم من بناء ملفه دون الحاجة لأي مساعدة أو تدريب عالٍ، بحيث يصبح المعلم مسؤولاً عن تقييمه بما يقدمه من أداءات فعلية وموثقة تدعمها الشواهد. وأضاف أن الوزارة تأمل أن يتحول المشرف التربوي إلى قائد للبرامج لا مجرد منفذ لتلك البرامج، وأن يتفرغ لعمليات التقويم والتحسين المستمر للأداء ورفع المهارات بعيداً عن الانشغال بتقويم الأداء الوظيفي. ودعا المشرفين التربويين إلى الاهتمام بكل ما يقدم للطالب والعمل مع إدارات المدارس على بناء شراكات حقيقية تدعمها الثقة المتبادلة وتؤسس لمفاهيم تحقق الغايات التربوية، كما وعد بالاطلاع على تجربة المؤسسة العامة للتدريب الفني والتدريب المهني التي تتبنى مشروع تقييم المدربين عبر ملف الإنجاز الإلكتروني للمدرب.
وطالب الغامدي التربويين بمواصلة الاهتمام بمختلف جوانب البيئة المدرسية كالمقاصف ودورات المياه وتجريب الممارسات التي من شأنها تخفيف الزحام وتبعد الطلاب عن المشاجرات والسلوكيات التي قد تزداد درجة خطورتها على الطالب، مستشهداً ببعض الأفكار التي تقلل من ازدحام الطلاب، ومنها «نقل المقصف داخل الفصول» لمنع الازدحام الشديد أمام المقصف وما يتبعه من سلوكيات قد تؤدي إلى انحرافات متعددة.
كما دعا إلى ممارسة الأسلوب العلمي عند حل المشكلات عبر الخروج من صندوق المشكلة حتى يتمكن المباشر للمشكلة من إيجاد حل.