مقال للإستاذ / سالم بن علي الجهني
مدير مدرسة في تعليم محافظة الرس منطقة القصيم
بعنوان ( من أهدر دم المعلم ) ؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقدمة :-
علمنا وتابعنا قضية مقتل المعلم محمد برناوي
بمدرسة عثوان المتوسطة والثانوية في بني مالك
ونسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته
وقد تابعت أنا شخصياً جملة من الأخبار عن قضية المعلم المقتول رحمه الله تعالى
وطالعت الكثير من الكتابات والتعليقات حول هذه القضية
ولتي لم تخلو في بعضها من لوم المعلم وإلقاء التهمة عليه دون سواه
وهذا أمر تعودنا عليه في كل قضايا المعلمين بأن يكون المعلم هو
المتهم الأول في كل قضية ! .
فهل أصبح دم المعلم مهدوراً ؟
الموضوع :-
لم أكن لأكتب هذا الموضوع لولا أمرين:-
الأول: أن القضية قضية قتل والعياذ بالله .
والثاني: رغم أنها قضية قتل متعمد إلا أن بعض الإعلاميين وبعض أفراد المجتمع
مازالوا يسيريون قضايا وحوادث المعلمين حسب أهوائهم وتوجهاتهم .
ولذلك قررت كتابة هذا الموضوع ، وأسأل الله عز وجل لي وللجميع التوفيق والسداد
رجعت بالذاكرة للوراء قليلاً لأستذكر قضية الطفلة رهام الحكمي
والتي نقل لها الممرض دماً ملوثاً
وقد ثارت ثائرة الإعلام حينها وكافة مواقع التواصل الإجتماعي
وأصبحت القضية قضية شعبية كان أبرز شعاراتها (إقالة وزير الصحة)
وقد حملوه كافة المسؤولية
رغم أن القضية ليست قضية قتل وقتل عمد
بل هي قضية نقل دم ملوث وعن طريق الخطأ
إلا أن الإعلام تعامل معها كما يريد .
وأنا هنا لا أُقلل من شأن قضية رهام بل هي قضية هزت كافة أرجاء الوطن
ولكن أستغرب من تعاطي البعض مع القضايا وردة فعله حولها
فكيف تطالب بإقالة وزير من منصبه بسبب قضية حصلت بالخطأ من أحد الممرضين
بينما تغض بصرك عن الجاني في القضية ؟؟
وفي حادثة المعلم القتيل رحمه الله البعض ترك الوزارة ومن فيها
من وزيرها إلى أصغر موظفيها وأيضاً ترك الجاني نفسه
ووجه اللوم على المعلم!!
فهل أصبح دم المعلم مهدوراً ؟
عجباً لتعاطينا مع الأحداث وسحقاً لميزان نكيل فيه بمكيالين
فإن كنت ترى في قضية رهام الحكمي وهي قضية غير متعمدة
تستوجب إقالة وزير الصحة
فلماذا لا ترى بنفس العين في قضية المعلم المغدور ؟؟
رغم أنني في كلا القضيتين لا أؤمن بفكرة الإستقالة ولا الإقالة لرأس الهرم
ولكن أؤمن بالحلول والإجراءات الجادة لحل مثل هذه المشكلات
وأتطلع لأن نكون في حالة توازن عادلة مع القضايا الجنائية
خاصة في قضايا المعلمين .
ولا زلت أتسائل
هل أصبح دم المعلم مهدوراً ؟
كل القضايا في المجتمعات تولد بكراً
ثم يتلقفها الإعلام فيربيها على الوجه الذي يريد
ثم ينساق العامة خلف تلك الوجهة
السواد الأعظم في حوادث مدارس وزارة التربية والتعليم
توجه التهم للمعلم والمعلمة دون سواهم من بقية موظفي الوزارة
من الوزير وحتى أصغر موظف .
فهل أصبح دم المعلم مهدوراً ؟
أنا لا أدافع عن زميل مهنة ولا أتمرد على وزارة أعمل تحت مظلتها
ولكن أقول أنه حان الوقت وخاصة بعد
أن تعدت قضايا المعلمين مرحلة الضرب والاعتداء على ممتلكاتهم
إلى مرحلة القتل العمد
أقول أنه حان الوقت لكي يقف الإعلام والمجتمع والوزارة
صفاً واحداً مع المعلم والمعلمة
وبيان حجم معاناتهم والمخاطر التي يتعرضون لها في كل يوم
سواء داخل المدن أو حتى المدارس في المناطق النائية
ووضع الحلول الجادة والعاجلة لكل المشاكل المتكررة والمتنامية
خلال العشر سنوات الماضية نطالع وبشكل أسبوعي
وفي شتى وسائل الإعلام
العديد من قضايا تعدي الطلاب والطالبات على المعلمين والمعلمات
سواء بالشتم أو الضرب أو تكسير وتهشم السيارات أو حرقها أو غيره ... من
حوادث الإعتداء
وقد حذّر الكثر من العقلاء من مغبة تهاون الوزارة
مع مثل هذه الحوادث الدخيلة على مجتمعنا
حتى أصبحت اليوم ظاهرة وليست ظاهرة إعتداء وحسب
بل قضايا قتل متعمد ولا حول ولا قوة إلا بالله
فهل أصبح دم المعلم مهدوراً ؟
كثيراً ما تنساق الوزارة خلف بعض الإعلاميين
فتصدق ما يفتريه الجاهل والحاقد منهم في وضع المعلم والمعلمة في
قفص الإتهام في كل قضايا التعليم ؟؟
لا شك أن ضياع هيبة المعلم والمعلمة ورائه الكثير من الأسباب والمسببات
لعل من أبرزها تلك التعاميم الوزارية التي ( بطحت المعلم أرضاً )
بل ودفنت تحته ما تبقى من هيبة
وكبلت صلاحيات المعلم والمعلمة حتى أصبحوا
يستودعون أهلهم ويكتبون وصاياهم قبل الخروج من البيت متوجهين
لمدارسهم لآداء مهمتهم السامية ورسالتهم التربوية والمهنية
المعلم والمعلمة ليسوا ملائكة منزهون عن الخطأ
بل هم بشر حالهم حال أي فرد في المجتمع تقع منهم الأخطاء العفوية
ولكن أن يضع الجاهل والحاقد خطأهم تحت المجهر ويضخم ويأول
فهذا هو الظلم والإفتراء
ولسان الحال هذا الجاهل الحاقد يقول
لقد أصبح دم المعلم مهدوراً
معلم يأدب طالب ويضربه ضرباً أبوياً لتقويم سلوك خاطئ
فيتفجر الإعلام غضباً ويشن هجوماً شرساً على المعلم
وينادي بحقوق الإنسان وينتقد الوزارة لتهاونها مع منسوبيها !!
وطالب يقتل معلماً عمداً في وقت ومقر عمله والإعلام لا يحرك ساكناً
بل وربما مال إلى صف الجاني ضد المجني عليه !
فهل أصبح دم المعلم مهدوراً ؟؟
المعلم والمعلمة ليسوا كباقي الموظفين
فهم ليسوا مهندسين يتعاملون مع المواد والآلات والمعدات
وليسوا إداريين يتعاملون مع الأوراق والمعاملات والسجلات
بل هم تربويون يتعاملون مع
ذوي أرواح وأنفس متنوعة
وعقول وأمزجة متباينة
ويشرفون على طلاب وطالبات في مراحل عمرية خطرة
يصعب التعامل معهم وربما وجد من بينهم وفيهم من هو
مضطرب سلوكياً وعقلياً أو عدوانياً أو أو أو ... مما يزيد صعوبة التعامل معهم
لذلك كان لزاماً على مجتمعنا وإعلامنا ووزارتنا
الوقوف في صف المعلم والمعلمة
والبحث عن الحقيقة في قضاياهم وإنصافهم وبيان ولو قليلاً من معاناتهم
هذا أجدر وأولى من إلقاء التهم جزافاً
وتحميل المعلم والمعلمة مالا يطيقون وتأليب المجتمع عليهم
أو في أقل الأحوال أن لا يكونوا سبباً في
إهدار دمائهم !!
الخاتمة :-
نسأل الله عز وجل أن يرحم المعلم محمد برناوي وأن يلهم أهله الصبر والسلوان
وأن يجعل هذه القضية آخر الشر وآخر الأحزان لنا كمجتمع تعليمي وكمجتمع سعودي
وأن يهدي شبابنا وبناتنا للحق وأن يجعلهم صالحين مصلحين
وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا ووطننا وأن يكفينا شر الفتن ماظهر منها وما بطن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدير مدرسة في تعليم محافظة الرس منطقة القصيم
بعنوان ( من أهدر دم المعلم ) ؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقدمة :-
علمنا وتابعنا قضية مقتل المعلم محمد برناوي
بمدرسة عثوان المتوسطة والثانوية في بني مالك
ونسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته
وقد تابعت أنا شخصياً جملة من الأخبار عن قضية المعلم المقتول رحمه الله تعالى
وطالعت الكثير من الكتابات والتعليقات حول هذه القضية
ولتي لم تخلو في بعضها من لوم المعلم وإلقاء التهمة عليه دون سواه
وهذا أمر تعودنا عليه في كل قضايا المعلمين بأن يكون المعلم هو
المتهم الأول في كل قضية ! .
فهل أصبح دم المعلم مهدوراً ؟
الموضوع :-
لم أكن لأكتب هذا الموضوع لولا أمرين:-
الأول: أن القضية قضية قتل والعياذ بالله .
والثاني: رغم أنها قضية قتل متعمد إلا أن بعض الإعلاميين وبعض أفراد المجتمع
مازالوا يسيريون قضايا وحوادث المعلمين حسب أهوائهم وتوجهاتهم .
ولذلك قررت كتابة هذا الموضوع ، وأسأل الله عز وجل لي وللجميع التوفيق والسداد
رجعت بالذاكرة للوراء قليلاً لأستذكر قضية الطفلة رهام الحكمي
والتي نقل لها الممرض دماً ملوثاً
وقد ثارت ثائرة الإعلام حينها وكافة مواقع التواصل الإجتماعي
وأصبحت القضية قضية شعبية كان أبرز شعاراتها (إقالة وزير الصحة)
وقد حملوه كافة المسؤولية
رغم أن القضية ليست قضية قتل وقتل عمد
بل هي قضية نقل دم ملوث وعن طريق الخطأ
إلا أن الإعلام تعامل معها كما يريد .
وأنا هنا لا أُقلل من شأن قضية رهام بل هي قضية هزت كافة أرجاء الوطن
ولكن أستغرب من تعاطي البعض مع القضايا وردة فعله حولها
فكيف تطالب بإقالة وزير من منصبه بسبب قضية حصلت بالخطأ من أحد الممرضين
بينما تغض بصرك عن الجاني في القضية ؟؟
وفي حادثة المعلم القتيل رحمه الله البعض ترك الوزارة ومن فيها
من وزيرها إلى أصغر موظفيها وأيضاً ترك الجاني نفسه
ووجه اللوم على المعلم!!
فهل أصبح دم المعلم مهدوراً ؟
عجباً لتعاطينا مع الأحداث وسحقاً لميزان نكيل فيه بمكيالين
فإن كنت ترى في قضية رهام الحكمي وهي قضية غير متعمدة
تستوجب إقالة وزير الصحة
فلماذا لا ترى بنفس العين في قضية المعلم المغدور ؟؟
رغم أنني في كلا القضيتين لا أؤمن بفكرة الإستقالة ولا الإقالة لرأس الهرم
ولكن أؤمن بالحلول والإجراءات الجادة لحل مثل هذه المشكلات
وأتطلع لأن نكون في حالة توازن عادلة مع القضايا الجنائية
خاصة في قضايا المعلمين .
ولا زلت أتسائل
هل أصبح دم المعلم مهدوراً ؟
كل القضايا في المجتمعات تولد بكراً
ثم يتلقفها الإعلام فيربيها على الوجه الذي يريد
ثم ينساق العامة خلف تلك الوجهة
السواد الأعظم في حوادث مدارس وزارة التربية والتعليم
توجه التهم للمعلم والمعلمة دون سواهم من بقية موظفي الوزارة
من الوزير وحتى أصغر موظف .
فهل أصبح دم المعلم مهدوراً ؟
أنا لا أدافع عن زميل مهنة ولا أتمرد على وزارة أعمل تحت مظلتها
ولكن أقول أنه حان الوقت وخاصة بعد
أن تعدت قضايا المعلمين مرحلة الضرب والاعتداء على ممتلكاتهم
إلى مرحلة القتل العمد
أقول أنه حان الوقت لكي يقف الإعلام والمجتمع والوزارة
صفاً واحداً مع المعلم والمعلمة
وبيان حجم معاناتهم والمخاطر التي يتعرضون لها في كل يوم
سواء داخل المدن أو حتى المدارس في المناطق النائية
ووضع الحلول الجادة والعاجلة لكل المشاكل المتكررة والمتنامية
خلال العشر سنوات الماضية نطالع وبشكل أسبوعي
وفي شتى وسائل الإعلام
العديد من قضايا تعدي الطلاب والطالبات على المعلمين والمعلمات
سواء بالشتم أو الضرب أو تكسير وتهشم السيارات أو حرقها أو غيره ... من
حوادث الإعتداء
وقد حذّر الكثر من العقلاء من مغبة تهاون الوزارة
مع مثل هذه الحوادث الدخيلة على مجتمعنا
حتى أصبحت اليوم ظاهرة وليست ظاهرة إعتداء وحسب
بل قضايا قتل متعمد ولا حول ولا قوة إلا بالله
فهل أصبح دم المعلم مهدوراً ؟
كثيراً ما تنساق الوزارة خلف بعض الإعلاميين
فتصدق ما يفتريه الجاهل والحاقد منهم في وضع المعلم والمعلمة في
قفص الإتهام في كل قضايا التعليم ؟؟
لا شك أن ضياع هيبة المعلم والمعلمة ورائه الكثير من الأسباب والمسببات
لعل من أبرزها تلك التعاميم الوزارية التي ( بطحت المعلم أرضاً )
بل ودفنت تحته ما تبقى من هيبة
وكبلت صلاحيات المعلم والمعلمة حتى أصبحوا
يستودعون أهلهم ويكتبون وصاياهم قبل الخروج من البيت متوجهين
لمدارسهم لآداء مهمتهم السامية ورسالتهم التربوية والمهنية
المعلم والمعلمة ليسوا ملائكة منزهون عن الخطأ
بل هم بشر حالهم حال أي فرد في المجتمع تقع منهم الأخطاء العفوية
ولكن أن يضع الجاهل والحاقد خطأهم تحت المجهر ويضخم ويأول
فهذا هو الظلم والإفتراء
ولسان الحال هذا الجاهل الحاقد يقول
لقد أصبح دم المعلم مهدوراً
معلم يأدب طالب ويضربه ضرباً أبوياً لتقويم سلوك خاطئ
فيتفجر الإعلام غضباً ويشن هجوماً شرساً على المعلم
وينادي بحقوق الإنسان وينتقد الوزارة لتهاونها مع منسوبيها !!
وطالب يقتل معلماً عمداً في وقت ومقر عمله والإعلام لا يحرك ساكناً
بل وربما مال إلى صف الجاني ضد المجني عليه !
فهل أصبح دم المعلم مهدوراً ؟؟
المعلم والمعلمة ليسوا كباقي الموظفين
فهم ليسوا مهندسين يتعاملون مع المواد والآلات والمعدات
وليسوا إداريين يتعاملون مع الأوراق والمعاملات والسجلات
بل هم تربويون يتعاملون مع
ذوي أرواح وأنفس متنوعة
وعقول وأمزجة متباينة
ويشرفون على طلاب وطالبات في مراحل عمرية خطرة
يصعب التعامل معهم وربما وجد من بينهم وفيهم من هو
مضطرب سلوكياً وعقلياً أو عدوانياً أو أو أو ... مما يزيد صعوبة التعامل معهم
لذلك كان لزاماً على مجتمعنا وإعلامنا ووزارتنا
الوقوف في صف المعلم والمعلمة
والبحث عن الحقيقة في قضاياهم وإنصافهم وبيان ولو قليلاً من معاناتهم
هذا أجدر وأولى من إلقاء التهم جزافاً
وتحميل المعلم والمعلمة مالا يطيقون وتأليب المجتمع عليهم
أو في أقل الأحوال أن لا يكونوا سبباً في
إهدار دمائهم !!
الخاتمة :-
نسأل الله عز وجل أن يرحم المعلم محمد برناوي وأن يلهم أهله الصبر والسلوان
وأن يجعل هذه القضية آخر الشر وآخر الأحزان لنا كمجتمع تعليمي وكمجتمع سعودي
وأن يهدي شبابنا وبناتنا للحق وأن يجعلهم صالحين مصلحين
وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا ووطننا وأن يكفينا شر الفتن ماظهر منها وما بطن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته