ضوءُ عينيك أم هما نجمتانِ ؟ كلُّهم لا يرى وأنت تراني"، كما قال تلميذك الأكبر/ "نزار قباني"، أستغفر الله، بل كما قلتُ "أنا" على لسانه العذب الزُّلال، فأنت أمامي اليوم في جرد حسابٍ عسير عسير، لا تستطيع أمامه أن تكلِّف جيش مكتبك، ومكتب العلاقات العامة بالرد علي، أو مغالطة الناس بتكذيبي، ولا تملك أن تستعين برئيسي/ زميلك في الحكومة ليكمِّمَ فمي، ويمنعني من حقي في التعبير عن رأيي، أو ينقلني لقسم "المستودعات"، ليركنني مع الرجيع، كالأستاذ/ "محظوظ"! اليوم أنت أشد وعياً بلعبة "الكراسي"، وبأن الجولة جولتي لأقول ما أريد، بعد أن ملأتَ الدنيا ضجيجاً في جولتك، يامعالي الوزير الأسـ..ـبـ..ـق!
دعك من الألقاب، فأنا لا أعترف بها كما تعلم، وسأخاطبك بما قدمت من عملٍ، لا بما أفدت من مناصب ونجاحات، نلت عليها ما يرضي حاجتك الغريزية الإنسانية لحب الشهرة والإثارة، حينما كنتَ "مُكَرْسَأً"، بل قبل أن "تتكرسَأ"( من "الكرسي"، كرسأ الله ظنونكم بالخير)!
أخاطبك الآن وقد غادرت المنصب وما يحيط به من "كرسأةٍ"، فلو هجوتك ما استطعت أن ترد، ولو مدحتك لم تستفد شيئاً، فما خطابي إلا شهادةً للأجيال، وأنا كما تعرفني: لا أظلم ولا أرحم!
أشهد يا معالي الوزير الأسبق: أنك استلمت المنصب تكليفاً لا تشريفاً، عكس عشراتٍ ممن سبقوك، وآلاف ممن لحقوا بك في دوَّامة المسؤولية! وكنت واعياً بأنه لن يبقى لك إلا ما تقدمه خدمةً حقيقيةً لوطنك، وأبناء وطنك، وعياً رسمته بدقة الجراح، لا الجزار، في كتابك الشهير: "مستقبل الثقافة في مصر"، وخلاصته: أن التعليم ثم التعليم ثم التعليم، هو عصب التنوير الذي أفنيت عمرك تقاتل من أجل تحقيقه!
وفور تسلمك وزارة المعارف ـ تكليفاً لا تشريفاًـ بدأت العمل، فأصدرت قانون "مجانية التعليم" رافعاً شعارك الجميل: "التعليم حق للجميع، كالماء والهواء"، فسمَّوك فوراً: "وزير الماء والهواء"! وكان يمكن أن يلهيك الزهو بهذا الإنجاز، ولو قليلاً ـ كما ألهى كثيراً ممن جاؤوا بعدك، بلعبة تغيير الأسماء وبقاء المسمَّى على حاله ـ لكنك كنت مشغولاً بما هو أعظم، فأنشأت في مدة وزارتك /الـ "عشرين شهراً" ميلادياً فقط، أعرق أربع جامعات مصرية! وألغيت "كليات المعلِّمين" المهترئة، بينما اكتفى بعض أحفادك ـ وبعدك بثمانين عاماً ـ بوضع "بارتيشن" بين المؤنث والمذكر، لتلافي شبهة الاختلاط في اسمها، بحيث أصبحت: "كليات/ إعداد/ المعلِّمين"، ثم نقل ملكيَّتها لجهاتٍ بيروقراطيةٍ عاليةٍ، علوَّاً لا يبلغه أحدٌ ولا أربعاء! وبسرعة الهشيم في "الغثاء الأحوى"، رحت تغير وتطور المناهج (السياسة التعليمية والمقررات)، التي لم تنتج إلا الأساتذة/ "المحاشي"،
و"أنصافها"، وأحللت مكانها أحدث ما توصل إليه العالم المتقدم من طرق التعليم، ووسائل المعرفة المراعية لحاجة المجتمع!
أشهد للأجيال: أنك في هذه المدة الوجيزة، نقلت بلدك قروناً للأمام، وكان بإمكانك أن تفعل كما فعل غيرك، فتترك "الدرعا ترعى"، وتقلِّب "خبيزك" الدنيوي الرخيص الفاني! فاهنأ بما قدمت يا.. "طه حسين"!
التوقيع: أنا/ التاريخ الذي لا يظلم، ولا يرحم!
دعك من الألقاب، فأنا لا أعترف بها كما تعلم، وسأخاطبك بما قدمت من عملٍ، لا بما أفدت من مناصب ونجاحات، نلت عليها ما يرضي حاجتك الغريزية الإنسانية لحب الشهرة والإثارة، حينما كنتَ "مُكَرْسَأً"، بل قبل أن "تتكرسَأ"( من "الكرسي"، كرسأ الله ظنونكم بالخير)!
أخاطبك الآن وقد غادرت المنصب وما يحيط به من "كرسأةٍ"، فلو هجوتك ما استطعت أن ترد، ولو مدحتك لم تستفد شيئاً، فما خطابي إلا شهادةً للأجيال، وأنا كما تعرفني: لا أظلم ولا أرحم!
أشهد يا معالي الوزير الأسبق: أنك استلمت المنصب تكليفاً لا تشريفاً، عكس عشراتٍ ممن سبقوك، وآلاف ممن لحقوا بك في دوَّامة المسؤولية! وكنت واعياً بأنه لن يبقى لك إلا ما تقدمه خدمةً حقيقيةً لوطنك، وأبناء وطنك، وعياً رسمته بدقة الجراح، لا الجزار، في كتابك الشهير: "مستقبل الثقافة في مصر"، وخلاصته: أن التعليم ثم التعليم ثم التعليم، هو عصب التنوير الذي أفنيت عمرك تقاتل من أجل تحقيقه!
وفور تسلمك وزارة المعارف ـ تكليفاً لا تشريفاًـ بدأت العمل، فأصدرت قانون "مجانية التعليم" رافعاً شعارك الجميل: "التعليم حق للجميع، كالماء والهواء"، فسمَّوك فوراً: "وزير الماء والهواء"! وكان يمكن أن يلهيك الزهو بهذا الإنجاز، ولو قليلاً ـ كما ألهى كثيراً ممن جاؤوا بعدك، بلعبة تغيير الأسماء وبقاء المسمَّى على حاله ـ لكنك كنت مشغولاً بما هو أعظم، فأنشأت في مدة وزارتك /الـ "عشرين شهراً" ميلادياً فقط، أعرق أربع جامعات مصرية! وألغيت "كليات المعلِّمين" المهترئة، بينما اكتفى بعض أحفادك ـ وبعدك بثمانين عاماً ـ بوضع "بارتيشن" بين المؤنث والمذكر، لتلافي شبهة الاختلاط في اسمها، بحيث أصبحت: "كليات/ إعداد/ المعلِّمين"، ثم نقل ملكيَّتها لجهاتٍ بيروقراطيةٍ عاليةٍ، علوَّاً لا يبلغه أحدٌ ولا أربعاء! وبسرعة الهشيم في "الغثاء الأحوى"، رحت تغير وتطور المناهج (السياسة التعليمية والمقررات)، التي لم تنتج إلا الأساتذة/ "المحاشي"،
و"أنصافها"، وأحللت مكانها أحدث ما توصل إليه العالم المتقدم من طرق التعليم، ووسائل المعرفة المراعية لحاجة المجتمع!
أشهد للأجيال: أنك في هذه المدة الوجيزة، نقلت بلدك قروناً للأمام، وكان بإمكانك أن تفعل كما فعل غيرك، فتترك "الدرعا ترعى"، وتقلِّب "خبيزك" الدنيوي الرخيص الفاني! فاهنأ بما قدمت يا.. "طه حسين"!
التوقيع: أنا/ التاريخ الذي لا يظلم، ولا يرحم!