Maroom

Maroom

الحقيقة الغائبة وراء المعلم والطفل المتباكي - رسالة للتعليم والإعلام

شرحبيل

عضو مجلس إدارة الموقع
عضو مجلس الإدارة
113.jpg

محمد بن علي الحكمي

قضية المعلم عبدالله و تلميذه الباكي قضية معروفة ، و لا تربطني بهما صلة قرابة و لا سابق معرفة و لست معلما أساسا.

بداية ؛ دعوني أذكركم بقضية المحامي المصري الذي حاول تهريب كمية من الحبوب المخدرة للمملكة ، و ادعت زوجته ادعاءات كاذبة حول ملابسات ضبطه و تفتيشه .

ثارت ثائرت اﻹعلام المصري يومها و انتشر الخبر كاذبا أن القضية برمتها ملفقة ضده لمواقفه السياسية و كسب المحامي و من ورائه زوجته تعاطف اﻹعلام المصري الذي حرف الحقيقة و لعب على وتر الوطنية ليكسب المشاهد المصري الذي لم يرى كامل المشهد .

حين انكشفت الحقيقة و أعترف المحامي و ظهر كذب الزوجة و بان التلاعب اﻹعلامي و كسبت المملكة بحكمتها و إعلامها المتزن و بهدوئها المعهود معركة العدالة و الحقيقة .

جاء بعدها عقلاء مصر و كرامها لتنقية اﻷجواء و لقاء خادم الحرمين حفظه الله الذي كان والدا للجميع في تعامله مع اﻷحداث .

أجدني مضطرا لتقديم المقال بما سبق ﻷنها حادثة تشبه كثيرا ما حدث للأستاذ عبدالله من جهة قلب اﻹعلام للحقيقة .

المفارقة الوحيدة في المشهدين أن المحامي مذنب يحاول اﻹعلام تبرئته و المعلم بريء يحاول اﻹعلام إدانته .

من قواعد الفقهاء و القضاة :
الحكم على الشيء فرع عن تصوره ، و لايمكن أن تتصور قضية حتى تحيط بملابساتها و تدرك مجرياتها و تسمع من كل أطرافها .

و لذلك يقال إذا جاءك من قلعت عينه باكيا فلا تحكم له حتى ترى خصمه فلعل المشتكي قد قلع عينيه .

لقد حمل المقطع ما لا يحتمل و ذاع صيته و انتشر حتى ظهر على كبريات القنوات و الكل يقول معلم غير كفوء و استاذ غليظ القلب .

نعم هذا ظاهر اﻷمر و لكن الحقيقة وراء التصوير شيء مختلف تماما يدل على رحمة المعلم و أبوته و حرصه على التلميذ .

أراد المعلم الحريص جدا على أبنائه أن يبين لولي اﻷمر المشكلة التربوية التي يعانيها الطالب و يسارع في حلها و يتفهم وضع الطالب على حقيقته خاصة و أن ولي اﻷمر بعيد في إقامته عن الطالب فارسل المقطع له و للمرشد الطلابي .


لم يقم المعلم ألبتة بنشر المقطع ليسخر من تلميذه و لا صوره ليوثق قسوة قلبه و غلظته و استهتاره .

هل يصور عاقل دليل ادانته بيده ...!

لكن وسائل اﻹعلام لم تظهر كامل الحقيقة حتى كبريات الصحف و القنوات لم تمنح المتهم المفترض فرصة ليبين الحقيقة و لم تقل حاولنا اﻹتصال بالمعلم الذي صور الطفل .

لقد اظهرت الصورة مغلوطة تماماً كما فعلت القنوات المصرية في قضية المحامي مع عكس المسألة.

محام مذنب جعلته بريئا
و معلم بريء جعلته مدانا .

كل ذلك لتحقق سبقا صحفيا و تترك أثرا كاذبا في ذهنية المتلقي ليتلقف المجتمع الخبر تماما كما نقلته و أظهرته مقلوبا .

لقد تحدثت مع زملاء المعلم و مع مشرفي إدارة تعليم صبيا و مع معارف المعلم فأدركت أنه يعيش واقعا نفسيا سيئا بسبب تحريف الحقيقة و ﻷن الوسيلة التي استخدمها لإصلاح مشكلة تلميذه تحولت لمشنقة تلف حول مستقبله.

و ﻷن وسائل إعلامنا حولته من معلم متميز و ناجح طوال أكثر من عقد من الزمن إلى لا شيء أو إلى مجرم حرب يحب أن يباد لتعيش الطفولة و اﻹنسانية بسلام من بعده .


و هنا نصرة للحق و وقوفا مع المظلوم بما أقدر عليه أوجه التماسا و طلبا و رسالة باسمي و باسم كل المعلمين الذين يعرفون عبدالله و باسم كل من ينشد العدل و يكره الحيف ، للمسؤولين على التعليم أن يحيطوا بكل ملابسات الموضوع و أن يسمعوا من كل اﻷطراف و أن ينظروا لما قدمه المعلم لوطنه طوال فترة خدمته و كلي ثقة في القائمين على أمر التعليم سواء في إدارة تعليم صبيا التي يديرها رجال من أهل الفضل أو في الوزارة التي يقوم عليها رجال تربية و تعليم من الطراز اﻷول .

و رسالة لوسائل اﻹعلام و خاصة المرئي أن تتصل بالمعلم صاحب القضية و مدير مدرسته لتسمع منهم طرف القضية اﻵخر .

و أخيرا و بما أنه لم يصدر في حق المعلم شيء حتى اللحظة فأذكر من سيتخذ القرار بالله و أربأ بهم أن يسيرهم اﻹعلام المقلوب أو ترهبهم الصورة المعكوسة و كلي ثقة بحكمتهم .

يقول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )

و يقول الله تعالى في الحديث القدسي ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرما فلا تظالموا )
 

أم فيصل

مراقبة عامة
مراقبة عامة
ليتهم يقاعدونا ويفكونا من المهازل هذه ..
توافه اشغلونا بها عن قضايانا الأساسية
بركاتك يافيصل التعليم...
صرت أخاف في يوم أطلع المشط قدام الطالبات يقولوا جايبة سلاح ...
اعطونا درجاتنا المستحقة وقاعدونا....
 
أعلى