يا وزارة التربية والتعليم ارحموا من لديه ثلث درزن من الأولاد !
شاكر بن صالح السليم
في نظام التبادل الالكتروني ، المخصص لإجراء حركة نقل المعلمين ، خارج مناطقهم ومحافظاتهم التعليمية ، يتم استكمال بعض البيانات ، ومنها اسم الزوجة وسجلها المدني وتأريخ الميلاد ، وكذلك السؤال عن الأولاد ، وهل هم طلابا أم طالبات ، وهل يعملون أم لا ، وغير ذلك من البيانات الشخصية ، وتشكر وزارة التربية والتعليم ، على الاهتمام بالمعلم ، ولكن السؤال : ما الفائدة المرجوة من هذه البيانات ؟!
من خلال زاوية البيانات الشخصية ، يتضح عدد المتأهلين وغير المتأهلين من المعلمين ، ومع ذلك لم تطالعنا وزارة التربية والتعليم ، في يوم من الأيام ، بما يوضح عدد المحصنين وغير المحصنين من المعلمين.
وفي ذلك فوائد كثيرة ، منها دعم المعلمين غير المحصنين ، وبحث سبل تزويجهم ومساعدتهم ، والسؤال عن أسباب تأخرهم في الزواج ، ومدى تأثير حالتهم الاجتماعية ، على أدائهم التربوي والتعليمي.
ومن الفوائد أن تطلع الوزارة على من يستحقون الرأفة والرحمة من المتأهلين ، وخاصة من لديه عددا من الأولاد ، لمراعاتهم في النقل الخارجي .
من الظواهر التي بدأت تطفو على السطح ، أن عددا من المعلمين ، يكابدون العناء ، بسبب حالتهم الاجتماعية ، فأولادهم على وشك دخول الجامعة ، وهم لم يستقروا في المكان الذي يطمحون فيه ، ومن المؤشرات ، أن هؤلاء يكبرون زملائهم في السن ، ومع ذلك ليس هناك مؤشر على إمكانية نقلهم ، بناء على وضعهم الاجتماعي .
إن ضوابط وتعليمات النقل ، تتمنع عن الرأفة والرحمة بالآباء من المعلمين ، وتقدم العزاب والأصغر سنا ، على المتزوجين منهم في النقل ، وتكاد أن تظهر الانطباعات الشخصية ، والتي لا تخفى على المتابع ، أن عددا لا بأس به من المعلمين المتزوجين ، خارج نطاق المدن الرئيسية ، بينما العزاب والأصغر منهم سنا ، وصلوا للمدن الرئيسية ، مع أنهم من نفس الدفعات ، والسبب عناصر المفاضلة .
وأستطيع أن أقول ، إن أنظمة وضوابط النقل الأخيرة في العام الماضي ، عززت وجود المعلم الأب خارج نطاق المدن الرئيسية ، بل وبمسافات بعيدة جدا ، وتسببت الضوابط بتأخر استقرارهم ، ولا سيما أولئك الذين تخرجوا منذ أكثر من عشر سنوات ، بينما هناك من هم أصغر سنا ، وأقل وأصغر أولادا ، استقروا ، بسبب الأنظمة والضوابط الجديدة ، وخاصة تلك التي اعتمدت في العام الماضي .
إن عناصر العام الماضي تحديدا ، خلطت الأوراق في النقل ، فالذي كابد واستدان في بداية مباشرته في التعليم ، ليكون من أوائل المباشرين ، يمنع من حقه في النقل ، ويلغى عنصر اليوم والشهر نهائيا ، من مفاضلة النقل الخارجي ، وهذا الحذف هو السبب الرئيسي والأول ، الذي أخر كبار السن من المعلمين ، عن الوصول إلى مدنهم الرئيسية ، والتي يرغبون الاستقرار فيها ، إضافة إلى تأخير عنصر عام التخرج من الجامعة ، بالتزامن مع وضع درجة الأداء الوظيفي للعام الحالي والعام الماضي متتاليتين.
ولو أن وزارة التربية والتعليم حذفت اليوم وأبقت على الشهر، وقدمت عام التخرج ، وفرقت بين الأداء الوظيفي للعام الحالي والسابق ، وجعلت المفاضلة والمنافسة على معدل وتقدير شهادة الجامعة ، بين الزملاء في الدفعة الواحدة ، كما هي عناصر المفاضلة القديمة ، لحصل نقل كثير من المعلمين الأكبر سنا ، وما زالت القضية غير واضحة ، إذ لم تحدد وزارة التربية والتعليم ، عناصر مفاضلة النقل الخارجي لهذا العام ، حتى كتابة هذا المقال .
إذا استمرت عناصر المفاضلة على ما هي عليه ، أو إذا جاءت عناصر المفاضلة ، فإنها ستقضي على فرحة عدد من الأسر الكبيرة، قياسا ببقية أسر زملاءهم ، حديثي التخرج ، والمتأخرين عنهم في مباشرة اليوم والشهر.
هنا أناشد المسؤول في وزارة التربية والتعليم ، للسعي بأن تقر العناصر ، التي تساعد على استقرار المعلم الأكبر سنا والأقدم تخرجا ، وخاصة من لديه أولاد على وشك دخول المدارس الثانوية .
وأدعو وزارة التربية والتعليم ، أن تعمل بسنة " كبر كبر " بحيث تراعي ظروف المتأهلين وعلى رأسهم من لديه أولاد ، والأقدم ولادة .
ولعل ميلاد المعلم ، وميلاد الزوجة ، وميلاد الأولاد ، وعددهم ، يشفع بالرحمة ، لا سيما وقد قال رسولنا :" وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" رواه البخاري وقال :" الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء رواه أبو داود والترمذي وقال : "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله" رواه مسلم
وقال : " اللهم من ولي من أمر المسلمين شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر المسلمين شيئا فرفق بهم فارفق به " رواه مسلم
وقال : " إن من إجلال الله ـ تعالى ـ، إكرامَ ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن، غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط " رواه أبو داود وقال : " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا"
وقال في حق البهيمة : "أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكى إلي أنك تجيعه وتدئبُه" رواه أبو داود ، وتدئبه تعني تُكدّه وتُتعبه ، فما بالنا بالإنسان الأكبر سنا ، والذي لديه ما يقرب من نصف درزن من الأولاد .
معلومة ( " درزن " تطلق على ما عدده 12 )).