Maroom

Maroom

مقال يصف الواقع : أبو المشاكل وسيد الحلول

معلم_VIP

تربوي جديد
عضو ملتقى المعلمين
بُعيْد تجربة قصيرة في مهنة التعليم والتي أعترف بأنها (لا تخولني التنظير والتقعيد في هذا المجال ولكن ما شجعني وزاد عزيمتي هي ظاهرة الأستنساخ والنمطية المتغلغلة في قلب الوظائف الحكومية بشكل عام) أعود لتجربتي التي جعلتني أصنف المعلمين كما يلي:
فالأول : معلم لامبالي : لايكترث (ما حد درى عنك) فهو في الأصل التحق بمجال التعليم دون تخطيط وفي أحسن الأحوال بحثا عن الأمان الوظيفي ، فمن هنا تحضر التصرفات الغير مسئولة والمحسوبة للأسف على مهنة التعليم ، ومثالا لذلك (حدث أمامي) معلم يحذر الطلاب من الملكيْن يأجوج ومأجوج في القبر!! استبدل قوم بملكيْن (عجبي..) هذا على الصعيد العلمي أما من جانب التربية فحدث ولاحرج وما أمثلة الرقص والتصوير عنا ببعيد.
الثاني : معلم ملول : فمع تقادم السنوات عليه ومع الأستسلام للنمطية التي يربيها بنفسه أو تلك المعمرة في الوزارة! وصل لمرحلة (أهم شي التوقيع فوق الخط) أو (لاتخلي لأحد طريق عليك) والمقصود بالأحد (مدير المدرسة) ، فتجده في الغالب ملك جلسات المعلمين حين يأتي الحديث عن الوزارة يتذمر ويولول وكأنها عدوه اللدود ، والبلية الكبرى حين يتطوع لنصيحة المعلم الجديد فيتفنن زرع الإحباط على طريقه المتقد حماسا ، وقد واجهت هذه النصيحة شخصيا في بداية عملي من معلم خبرته تزيد على العقدين من الزمن!!.
الثالث : نوعين : أحدهما معلم صاحب أفكار سامة (وهم قليل جدا) فهذا المسكين مفضوح من خلال فطرة التلاميذ السوية ، تلك الفطرة التي حضرت من الأتساق الهائل والنادر في بلدنا الغالي بين البيت والمدرسة والمسجد وحتى الشارع في الظواهر الدينية والاجتماعية والسياسية الكبرى والتي -مع الأسف- لم تعمل عليها الوزارة كما يجب فخسرت بذلك عملا تربويا ضخما.
والآخر معلم صاحب أفكار سامية فيقينه التام بأنه يقوم بمهمة الأنبياء والرسل قد خالط قلبه وعقله مما خوّله تمثيل الدور الحقيقي للمعلم ذاك الذي تنشده وزارة التربية والتعليم ، كما هو الحال مع الجميع ، وقد ترتكز مشكلته الوحيدة (إن لم أبالغ) باكتظاظ أعداد الطلاب داخل الصف الدراسي الواحد ، أو أن يكون مدير المدرسة من أحد الأصناف الأنفة الذكر.
فيا من ينشد إحداث نقله نوعية في التعليم فدع عنك لجان التطوير الشكلية! ومشاريع تغيير المناهج والتي لاتتجاوز (اللون وبعض الصور!) وأبتعد عن ذلك الأمل الذي يأتي بإستنساخ تجارب الآخرين , وأعتزل الجدليات التي لاطائل منها ، عليك فقط بالمعلم ولاأحد غيره كمرحلة أولى: أنقل أصحاب الصنف الأول والثاني ليكونوا أصحاب أفكار سامية يمثلون مهنة التعليم بحق يحملون الهم والهمة والمسئولية ، ثم ضع خططك التي تريد وسترى النتائج فعزيزي المعلم أبو المشاكل وسيد الحلول .. وسلامتكم.


بقلم /
سليمان بن محمد العطوي
كاتب وناقد

المصدر : صحيفة الميدان التربوي الإلكترونية
 
أعلى