تعلمون كيف تعامل الإعلام مع قضية الحكم على معلم بالصفع ست صفعات، والأمر الذي لا يعدو كونه خطأ فرديا لا يعمم على الباقين إلا أنه أخذ بعدا آخر .. لن أطيل عليكم وأترككم مع هذه المشاركة.
بقلم / معلم رايق
نعم أحسن الصفع وأره ما يستحقه، فهو كما ترى ضعيف لا يقف أحد إلى جانبه، لا يهمنك يا بني فمن تجرأ عليك فعليك به، صغيرا كان أم كبيرا، أره أننا لا نخشى شيئا بعد الآن، وما لم نقو عليه بأيدينا فسيأخذه لنا القاضي كما أخذه لزميل لك.
ثم من هو حتى يؤدبك أو يتطاول عليك أو يربيك أو يكون حتى بمنزلة أبيك، إنه أن طلع أو نزل لا يستحق منا كل هذا الإجلال والإكبار، أتعلم يا بني .. لو كان هناك قانون يحميه أو جهة تقف إلى جانبه لما استطاعوا أن يكسبوا الجولة بسرعة، ست صفعات يا فرحتاه قمة الإنصاف، يبدو أن منع الضرب ما زال يسير في صالحنا، إياك أن تسكت بعد اليوم، لا أنت ولا زملاؤك فنحن على استعداد للأخذ بحقكم، مهما كانت الأسباب، سورة لم تحفظ أو درس لم يقرأ في المنزل أم واجب لم يحل، نعم هذه ليست أسبابا كافية حتى يقدم على تأديبك بالعصا أو بغيرها، نحن الآن في عصر الحوار والديمقراطية، يجب أن يأخذك باللين والمودة والجوائز والهدايا وعدم إيقافك داخل الفصل، وويله إن فعل!!
أعلم يا بني أنك شقي وإلا لما تأذى الجيران منك، ولما أجبرتني على دفع خسائر لا تعد ولا تحصى، ولكن اليوم يجب أن تعلم أن ما حصل سيكون في صالحك، نعم في صالحك، يجب أن تفرغ كل طاقاتك في تلك المدرسة، ألعب داخل الفصل، وكسر بعض المحتويات، وخرب بعض الأدوات وألهُ بأذية غيرك دون أن تترك أثرا، فهذه فرصتك التاريخية، فلن يطيقوا معك صبرا لأن التعميم ما زال يكبلهم، وينصرنا عليهم، إذن فنحن لهم بالمرصاد.
ولكني يا بني حقيقة حزين، فأبو صالح جارنا رغم أنه لم يحصل على شهادة جامعية مثلي، ورغم أنه لم يؤيد فكرة الصفع كحالي، إلا أن أولاده متفوقون ونابغون، وأذكر أن ابنه بسام قد عاقبه الوكيل يوما، فما كان منه إلا أن ذهب ليشكر إدارة المدرسة لأنهم أعطوا ابنه فرصتين ثم عاقبوه ليرتدع ويعود إلى ما كان عليه من تفوق وتميز، أما أنت يا بني رغم أنني أقف دائما إلى جانبك، فلم أجنِ أي فائدة!!
حتى أذكر أنني هددتهم مرة بالشكوى ظنا مني أنهم سيكفون عن طلب حقوقهم عليك كطالب، ولكن استغربت من قوة ذلك الأستاذ الذي تقبل الأمر وكأن شيئا لا يعنيه، بل طفق يدلني على أقصر الطرق إلى جهة الشكوى.
يبدو أن هذا المعلم وزملاؤه قد وصلوا درجة التشبع وبدأوا يحسون بالإحباط والملل، فكما سمعت أنهم لم يأخذوا رواتبهم التي يستحقونها، ولم يأخذوا ما يستحقونه من بدلات ولا تدريب، بل حتى المعلم لا يحصل على أي ترقية، فالمعلم يبقى معلما حتى التقاعد، وهذا لا شك سيجعله يشعر بالإحباط وبملل التكرار في كل عام.
ومع ذلك ـ والحق يقال يا بني ـ فإنه ورغم تلك الظروف نجد نماذج مضيئة، وتذكر الأستاذ بندر الذي لم أره يوما دون تلك الابتسامة التي تعلو محياه، وكذلك الأستاذ مرعي الذي تحرص ألا تفوت عليك حصة من حصصه، وكيف حزنت عندما غبت عن المدرسة في ذلك اليوم بفوات حصته عليك، وأيضا الأستاذ ناصر الذي ابتكر لكم طريقة جديدة في حفظ جدول الضرب، فعلا نماذج مضيئة تستحق كل الشكر.
لا لا يا بني، يبدو أنني تسرعت وأصدرت الأحكام جزافا على إخواننا وقدوتنا المعلمين، الذي أدعو الله أن يكون في عونهم، فبعد خلوة مع النفس ومراجعة للذات، فإنني يا بني أسحب كل كلام قلته ضدهم، فالمعلم مهما كان في منزلة الرسل والأنبياء، ثم أن هذا الضرب توجيه نبوي كريم ورد ذكره في القرآن الكريم وفي السنة النبوية وفي الأثر أيضا، فقد قال الله تعالى: ".. واضربوهن" كناية عن ضرب الزوجة وتأديبها، وقال صلى الله عليه وسلم :" .. واضربوهم على عشر" في حث الأبناء على الصلاة، وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يؤدب الناس بالعصا.
إياك ثم إياك يا بني أن تسول لك نفسك بعد الآن أن تغضب معلمك، فقد ثبت حرصه عليك وأنه عندما رسبك في العام الماضي كان على حق، ألا يكفي ما هو فيه من سلب للحقوق وإضاعة للهيبة، ومع ذلك صابر ومحتسب، ولو كان الأمر بيدي لجعلت مرتبته فوق مرتبة الوزير مكانة وقدرا، كما هو حال اليابانيين الذين جعلوه في مرتبة بعد الإمبراطور.
إنني أعده منذ اليوم بأن أقف إلى جانبه لما فيه مصلحتك، كما أنني سأظل أتابعك في المنزل وأتأكد من حل واجباتك وحفظك دروسك، كما سأحاول رغم شغلي إيجاد وقت أمنحه للجلوس معك والأخذ بيدك وتشجيعك على ما فيه صلاح أمرك بإذن الله، فليس كل شيء على هذا الشهم النبيل، من ينشئ أنفسا وعقولا .. وصدق شوقي.
أحسن الصفع ..!!
بقلم / معلم رايق
نعم أحسن الصفع وأره ما يستحقه، فهو كما ترى ضعيف لا يقف أحد إلى جانبه، لا يهمنك يا بني فمن تجرأ عليك فعليك به، صغيرا كان أم كبيرا، أره أننا لا نخشى شيئا بعد الآن، وما لم نقو عليه بأيدينا فسيأخذه لنا القاضي كما أخذه لزميل لك.
ثم من هو حتى يؤدبك أو يتطاول عليك أو يربيك أو يكون حتى بمنزلة أبيك، إنه أن طلع أو نزل لا يستحق منا كل هذا الإجلال والإكبار، أتعلم يا بني .. لو كان هناك قانون يحميه أو جهة تقف إلى جانبه لما استطاعوا أن يكسبوا الجولة بسرعة، ست صفعات يا فرحتاه قمة الإنصاف، يبدو أن منع الضرب ما زال يسير في صالحنا، إياك أن تسكت بعد اليوم، لا أنت ولا زملاؤك فنحن على استعداد للأخذ بحقكم، مهما كانت الأسباب، سورة لم تحفظ أو درس لم يقرأ في المنزل أم واجب لم يحل، نعم هذه ليست أسبابا كافية حتى يقدم على تأديبك بالعصا أو بغيرها، نحن الآن في عصر الحوار والديمقراطية، يجب أن يأخذك باللين والمودة والجوائز والهدايا وعدم إيقافك داخل الفصل، وويله إن فعل!!
أعلم يا بني أنك شقي وإلا لما تأذى الجيران منك، ولما أجبرتني على دفع خسائر لا تعد ولا تحصى، ولكن اليوم يجب أن تعلم أن ما حصل سيكون في صالحك، نعم في صالحك، يجب أن تفرغ كل طاقاتك في تلك المدرسة، ألعب داخل الفصل، وكسر بعض المحتويات، وخرب بعض الأدوات وألهُ بأذية غيرك دون أن تترك أثرا، فهذه فرصتك التاريخية، فلن يطيقوا معك صبرا لأن التعميم ما زال يكبلهم، وينصرنا عليهم، إذن فنحن لهم بالمرصاد.
ولكني يا بني حقيقة حزين، فأبو صالح جارنا رغم أنه لم يحصل على شهادة جامعية مثلي، ورغم أنه لم يؤيد فكرة الصفع كحالي، إلا أن أولاده متفوقون ونابغون، وأذكر أن ابنه بسام قد عاقبه الوكيل يوما، فما كان منه إلا أن ذهب ليشكر إدارة المدرسة لأنهم أعطوا ابنه فرصتين ثم عاقبوه ليرتدع ويعود إلى ما كان عليه من تفوق وتميز، أما أنت يا بني رغم أنني أقف دائما إلى جانبك، فلم أجنِ أي فائدة!!
حتى أذكر أنني هددتهم مرة بالشكوى ظنا مني أنهم سيكفون عن طلب حقوقهم عليك كطالب، ولكن استغربت من قوة ذلك الأستاذ الذي تقبل الأمر وكأن شيئا لا يعنيه، بل طفق يدلني على أقصر الطرق إلى جهة الشكوى.
يبدو أن هذا المعلم وزملاؤه قد وصلوا درجة التشبع وبدأوا يحسون بالإحباط والملل، فكما سمعت أنهم لم يأخذوا رواتبهم التي يستحقونها، ولم يأخذوا ما يستحقونه من بدلات ولا تدريب، بل حتى المعلم لا يحصل على أي ترقية، فالمعلم يبقى معلما حتى التقاعد، وهذا لا شك سيجعله يشعر بالإحباط وبملل التكرار في كل عام.
ومع ذلك ـ والحق يقال يا بني ـ فإنه ورغم تلك الظروف نجد نماذج مضيئة، وتذكر الأستاذ بندر الذي لم أره يوما دون تلك الابتسامة التي تعلو محياه، وكذلك الأستاذ مرعي الذي تحرص ألا تفوت عليك حصة من حصصه، وكيف حزنت عندما غبت عن المدرسة في ذلك اليوم بفوات حصته عليك، وأيضا الأستاذ ناصر الذي ابتكر لكم طريقة جديدة في حفظ جدول الضرب، فعلا نماذج مضيئة تستحق كل الشكر.
لا لا يا بني، يبدو أنني تسرعت وأصدرت الأحكام جزافا على إخواننا وقدوتنا المعلمين، الذي أدعو الله أن يكون في عونهم، فبعد خلوة مع النفس ومراجعة للذات، فإنني يا بني أسحب كل كلام قلته ضدهم، فالمعلم مهما كان في منزلة الرسل والأنبياء، ثم أن هذا الضرب توجيه نبوي كريم ورد ذكره في القرآن الكريم وفي السنة النبوية وفي الأثر أيضا، فقد قال الله تعالى: ".. واضربوهن" كناية عن ضرب الزوجة وتأديبها، وقال صلى الله عليه وسلم :" .. واضربوهم على عشر" في حث الأبناء على الصلاة، وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يؤدب الناس بالعصا.
إياك ثم إياك يا بني أن تسول لك نفسك بعد الآن أن تغضب معلمك، فقد ثبت حرصه عليك وأنه عندما رسبك في العام الماضي كان على حق، ألا يكفي ما هو فيه من سلب للحقوق وإضاعة للهيبة، ومع ذلك صابر ومحتسب، ولو كان الأمر بيدي لجعلت مرتبته فوق مرتبة الوزير مكانة وقدرا، كما هو حال اليابانيين الذين جعلوه في مرتبة بعد الإمبراطور.
إنني أعده منذ اليوم بأن أقف إلى جانبه لما فيه مصلحتك، كما أنني سأظل أتابعك في المنزل وأتأكد من حل واجباتك وحفظك دروسك، كما سأحاول رغم شغلي إيجاد وقت أمنحه للجلوس معك والأخذ بيدك وتشجيعك على ما فيه صلاح أمرك بإذن الله، فليس كل شيء على هذا الشهم النبيل، من ينشئ أنفسا وعقولا .. وصدق شوقي.
