التعليم الأساسي.. غرس الإصلاح
بدون شك إن تعيين «الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد» وزيراً للتربية والتعليم ونائبه «فيصل المعمر» الذي كان مسؤولاً عن الحوار الوطني، والنائبين د. خالد السبتي لشؤون البنين والأستاذة «نورة الفايز» لشؤون البنات يعد علامة على الجديّة في إدخال الإصلاحات الضرورية في هذا الجهاز، وفي المقابل علينا أن نعي أن هؤلاء جميعاً مهما صدقت نواياهم إلاَّ أنهم لا يملكون عصا سحريّة تستطيع أن تخلق التغيير المطلوب بين عشيّة وضحاها، وذلك لتعدد العناصر المتداخلة في العملية التربوية والتعليمية، فهناك المناهج ومحتواها وهناك المعلم/ المعلمة ومقدار تفاعله وبنيته الفكرية ورؤيته الحضارية للعملية التربوية، وهناك طرق التدريس والوسائل التعليمية، وكذلك المدارس ذاتها ومستلزماتها (فصول، ملاعب، مختبرات وساحات.. إلخ) وقبل هذا وذاك تحديد الإستراتيجيّات التي توضح ماذا نهدف من العملية التربوية، كل ذلك لا يمكن أن يتغيّر بمجرد تغيير القيادات العليا في هذه الوزارة الأساس.
من هذا المنطلق، أعتقد أن مسؤولية النجاح في عملية الإصلاح التربوي والتعليمي هي ليست فقط مهمة مناطة بوزارة التربية والتعليم، بل إنها مهمة تنويرية بامتياز، على جميع المهتمين بتطوير وتنمية بلادنا المشاركة فيها عبر النقاش والتحليل والمراجعة المستمرة والتفاعل مع كل ما يحصل في إطار المدرسة.
في رأيي المتواضع، أعتقد أن التعليم الأساسي وأعني به الحضانة والروضة والمدرسة الابتدائية هي الحلقة المركزية في العملية التربوية والتعليمية. حيث يتم فيها غرس القيم الأساسية للأفراد وبالتالي المجتمع ككل. فالحديث عن التسامح والحوار والنظرة النقدية إليه والمواطنة المتساوية الحقوق، والمجتمع العلمي والتقني وحب العمل والصدق والصراحة والأمانة، وتحمّل المسؤولية وحب الوطن ونماؤه، ونبذ العنف والإرهاب والتعاضد الاجتماعي وغيرها من القيم الخيرة تبدأ من هذه المرحلة التي تحمل في ثناياها كل مستقبل بلادنا، فمخترعو وباحثو المستقبل وقضاة المستقبل ومهندسو وأطباء المستقبل وعلماء المستقبل في كل المجالات العلمية وأدباء وشعراء وفنانو المستقبل والعمال والموظفون الجادون والذين لا يهدرون أوقاتهم هناك، خلاصة القول إن مستقبل هذا البلد إن أُريد له أن يكون ساطعاً ومنافساً بين الأمم في ظل العولمة بكل أنواعها الاقتصادية والعلمية والثقافية والإعلامية، فالغرس يتم في هذه المرحلة.
وحتى لا أواصل في التنظير الذي لا ينتهي بهذا الخصوص أود طرح مقترحات هي بالتأكيد قابلة للنقاش والمداولة التي قد تساهم في تحقيق هكذا نتائج. أولها: تحديد الرؤية التي نريدها لمستقبلنا بوضوح وبدون مواربة بالإجابة على سؤال ما نبتغي ؟ هل نريد مجتمعاً صناعياً وزراعياً متطوراً ؟ هل نريد مجتمعاً فيه الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان هي السائدة ؟ هل نريد مجتمعاً خانعاً وتابعاً ؟.. إلخ، وهذه الرؤية يجب أن تكون واضحة للجميع، أي للمجتمع ككل وأهمها المعلم/ المعلمة والإدارات المدرسية بكل مستوياتها لأن ذلك يعني وضوح الرؤية تجاه كامل العملية التربوية وللمقارنة فقط فإن الهدف الأساسي الآن للعملية التعليمية والتربوية هو خلق مجتمع متدين ويجيد اللغة العربية، لذا هما مادتا الرسوب، أما الرياضيات والعلوم والآدب وغيرها فيمكن النجاح بدون أي منها.
ثانياً: تغيير المناهج مضموناً وشكلاً، وأعني بالمضمون، كل ما يتعلق بالوصول إلى تحقيق الإستراتيجيات التعليمية والتربوية المذكورة أعلاه، بمعنى هل المناهج تطرح الحقائق التي تفرض التلقين والتبعية، أم تطرح التساؤلات التي على الطلاب عبر التجربة الوصول إلى نتائجها العلمية ؟ هل تخلق الحوار والنقد وتعطي الحرية للطلاب أن يناقشوا، أم تهمش دور الطالب ؟، أما في الشكل، فالمسألة مرتبطة بعرض المنهج. هل عبر الكتاب المدرسي المكلف طباعةً، أم تأتي عبر قرص إلكتروني (c.d) يحمل في طياته كامل المنهج ويتاح للطالب وعائلته، هل يطرح على شكل ألعاب إلكترونية في عصر الإنترنت والفضائيات، أم يصر على كسر ظهور أبنائنا عبر حملهم كتب تثقل كاهلهم ؟.
ثالثاً: المعلم/ المعلمة والموصّل/ الموصّلة للمنهج المطروح، والذي يعتبر القاعدة الأساس الذي قد يحوّل أفضل المناهج إلى أتعسها ويحوّل التسامح إلى تشدّد، والحوار إلى تلقين والعلمية إلى تسليميّة، وهذا أصعب الأمور. وهنا أقترح ليس فقط التأهيل والتدريب بل المراقبة والإشراف المستمر واتخاذ الإجراءات الضرورية للتخلص من العقليّات الساكنة والتي تريد النكوص والارتجاع إلى الخلف إن لم تكن مهيأة للعهد الجديد لمستقبل الوطن فلا يمكن أن يوضع بيد من لا يريد خيراً لهذا الوطن مستقبله.
بدون شك إن تعيين «الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد» وزيراً للتربية والتعليم ونائبه «فيصل المعمر» الذي كان مسؤولاً عن الحوار الوطني، والنائبين د. خالد السبتي لشؤون البنين والأستاذة «نورة الفايز» لشؤون البنات يعد علامة على الجديّة في إدخال الإصلاحات الضرورية في هذا الجهاز، وفي المقابل علينا أن نعي أن هؤلاء جميعاً مهما صدقت نواياهم إلاَّ أنهم لا يملكون عصا سحريّة تستطيع أن تخلق التغيير المطلوب بين عشيّة وضحاها، وذلك لتعدد العناصر المتداخلة في العملية التربوية والتعليمية، فهناك المناهج ومحتواها وهناك المعلم/ المعلمة ومقدار تفاعله وبنيته الفكرية ورؤيته الحضارية للعملية التربوية، وهناك طرق التدريس والوسائل التعليمية، وكذلك المدارس ذاتها ومستلزماتها (فصول، ملاعب، مختبرات وساحات.. إلخ) وقبل هذا وذاك تحديد الإستراتيجيّات التي توضح ماذا نهدف من العملية التربوية، كل ذلك لا يمكن أن يتغيّر بمجرد تغيير القيادات العليا في هذه الوزارة الأساس.
من هذا المنطلق، أعتقد أن مسؤولية النجاح في عملية الإصلاح التربوي والتعليمي هي ليست فقط مهمة مناطة بوزارة التربية والتعليم، بل إنها مهمة تنويرية بامتياز، على جميع المهتمين بتطوير وتنمية بلادنا المشاركة فيها عبر النقاش والتحليل والمراجعة المستمرة والتفاعل مع كل ما يحصل في إطار المدرسة.
في رأيي المتواضع، أعتقد أن التعليم الأساسي وأعني به الحضانة والروضة والمدرسة الابتدائية هي الحلقة المركزية في العملية التربوية والتعليمية. حيث يتم فيها غرس القيم الأساسية للأفراد وبالتالي المجتمع ككل. فالحديث عن التسامح والحوار والنظرة النقدية إليه والمواطنة المتساوية الحقوق، والمجتمع العلمي والتقني وحب العمل والصدق والصراحة والأمانة، وتحمّل المسؤولية وحب الوطن ونماؤه، ونبذ العنف والإرهاب والتعاضد الاجتماعي وغيرها من القيم الخيرة تبدأ من هذه المرحلة التي تحمل في ثناياها كل مستقبل بلادنا، فمخترعو وباحثو المستقبل وقضاة المستقبل ومهندسو وأطباء المستقبل وعلماء المستقبل في كل المجالات العلمية وأدباء وشعراء وفنانو المستقبل والعمال والموظفون الجادون والذين لا يهدرون أوقاتهم هناك، خلاصة القول إن مستقبل هذا البلد إن أُريد له أن يكون ساطعاً ومنافساً بين الأمم في ظل العولمة بكل أنواعها الاقتصادية والعلمية والثقافية والإعلامية، فالغرس يتم في هذه المرحلة.
وحتى لا أواصل في التنظير الذي لا ينتهي بهذا الخصوص أود طرح مقترحات هي بالتأكيد قابلة للنقاش والمداولة التي قد تساهم في تحقيق هكذا نتائج. أولها: تحديد الرؤية التي نريدها لمستقبلنا بوضوح وبدون مواربة بالإجابة على سؤال ما نبتغي ؟ هل نريد مجتمعاً صناعياً وزراعياً متطوراً ؟ هل نريد مجتمعاً فيه الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان هي السائدة ؟ هل نريد مجتمعاً خانعاً وتابعاً ؟.. إلخ، وهذه الرؤية يجب أن تكون واضحة للجميع، أي للمجتمع ككل وأهمها المعلم/ المعلمة والإدارات المدرسية بكل مستوياتها لأن ذلك يعني وضوح الرؤية تجاه كامل العملية التربوية وللمقارنة فقط فإن الهدف الأساسي الآن للعملية التعليمية والتربوية هو خلق مجتمع متدين ويجيد اللغة العربية، لذا هما مادتا الرسوب، أما الرياضيات والعلوم والآدب وغيرها فيمكن النجاح بدون أي منها.
ثانياً: تغيير المناهج مضموناً وشكلاً، وأعني بالمضمون، كل ما يتعلق بالوصول إلى تحقيق الإستراتيجيات التعليمية والتربوية المذكورة أعلاه، بمعنى هل المناهج تطرح الحقائق التي تفرض التلقين والتبعية، أم تطرح التساؤلات التي على الطلاب عبر التجربة الوصول إلى نتائجها العلمية ؟ هل تخلق الحوار والنقد وتعطي الحرية للطلاب أن يناقشوا، أم تهمش دور الطالب ؟، أما في الشكل، فالمسألة مرتبطة بعرض المنهج. هل عبر الكتاب المدرسي المكلف طباعةً، أم تأتي عبر قرص إلكتروني (c.d) يحمل في طياته كامل المنهج ويتاح للطالب وعائلته، هل يطرح على شكل ألعاب إلكترونية في عصر الإنترنت والفضائيات، أم يصر على كسر ظهور أبنائنا عبر حملهم كتب تثقل كاهلهم ؟.
ثالثاً: المعلم/ المعلمة والموصّل/ الموصّلة للمنهج المطروح، والذي يعتبر القاعدة الأساس الذي قد يحوّل أفضل المناهج إلى أتعسها ويحوّل التسامح إلى تشدّد، والحوار إلى تلقين والعلمية إلى تسليميّة، وهذا أصعب الأمور. وهنا أقترح ليس فقط التأهيل والتدريب بل المراقبة والإشراف المستمر واتخاذ الإجراءات الضرورية للتخلص من العقليّات الساكنة والتي تريد النكوص والارتجاع إلى الخلف إن لم تكن مهيأة للعهد الجديد لمستقبل الوطن فلا يمكن أن يوضع بيد من لا يريد خيراً لهذا الوطن مستقبله.
