بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أقول الحمدلله على نعمه العظيمة
والصلاة والسلام على نبينا محمد ...ثم أما بعد
أيها الأحبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قرأت في الآونة الأخيرة الكثير من الكتابات
والتي اشتركت جميعها في التقليل من شأن قرار اعتماد الدرجة المستحقة
واعتبرت أن الفروقات أهم
حتى غلا بعضهم و قال : بدون فروقات لانريد درجة مستحقة !!
ورغم احترامي لذلك الرأي ولمن قال به
إلا أن ذلك لا يمنعني من أن أخالفه
وأقول وبواقعية وبعيدا عن التعصب
أن الدرجة المستحقة هي أهم من الفروقات
وأقول قولي هذا وقد انتفت عني بعض الشبهات التي قد تقدح في صحة رأيي
فلو كنت مثلا من الدفعات المتأخرة جدا ومبلغ فروقاتي قليل
أو كنت من الدفعات المتقدمة جدا و مبلغ فروقاتي أيضا قليل
لحق لغيري أن يقول لي : من يده في النار ليس كمن يده في الماء
أما وقد انتفت عني تلك الشبهتين فإني أقول ذلك وأنا يدي في النار معهم لأني من دفعة 1419 هـ
نعم الدرجة المستحقة أهم من الفروقات .... هذا مجمل رأيي وإليكم التفصيل
الدرجة المستحقة توقف هدر الراتب في المستقبل أما الفروقات فهي تعويض عن هدر الراتب في الماضي
فأيهما أكبر ؟
هدر الماضي أم هدر المستقبل ؟
لغة الأرقام تقول أن هدر المستقبل أكبر من هدر الماضي
ولنأخذ مثال على ذلك
معلم من دفعة 1419هـ
هذا المعلم يهدر من راتبه حاليا كل شهر مبلغ 1300 ريال
اضربها في 12 شهر يكون الناتج 15600 ريال هذا مجموع الهدر في سنة واحدة
ثم اضربها في عشر سنوات قادمة يكون الناتج 156000 ريال
هذا فقط نتيجة هدر عشر سنوات فكيف بمن سيكمل المشوار إلى التقاعد ؟!!
وعلى ذلك فقس جميع الدفعات
ما عدا بعض معلمات البند فبالنسبة إليهن قد يكون هدر الماضي اكبر من هدر المستقبل .
****
كلامي السابق لا يدل على أني أدعو إلى التوقف عن المطالبة بالفروقات
وإنما قصدت لفت النظر إلى أن قرار إعطاء الدرجة المستحقة ـ إن ثبت شرعا ـ هو قرار كبير وعظيم يستحق الإشادة والفرح به
وقبل ذلك يستحق شكر الله سبحانه وتعالى عليه
ثم بعد ثبوت هذا القرار رسميا ننطلق من جديد للمطالبة بالفروقات .
****
حقيقة أنا لا استغرب حرصنا وشفقتنا على الفروقات وهي الخير العاجل
وإهمالنا للدرجة المستحقة وهي الخير الآجل
وسبب عدم استغرابي لأننا فرطنا فيما هو أعظم من ذلك
فقد حرصنا على الدنيا .... وهي العاجلة
وفرطنا في الآخرة ... وهي الآجلة
وإذا فعلنا ذلك الفعل
فلاعجب ولاغرابة إن فرطنا فيما هو دون ذلك من الخير والفضل
قال تعالى ( كلا بل تحبون العاجلة o وتذرون الآخرة ) القيامة .
****
ملاحظة
قد يقول قائل : قد أموت قبل أن أحصّل خير المستقبل ..
وأرد عليه قائلا : وأيضا قد تموت قبل أن تحصّل الفروقات ...
وختاما أقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
==========
معلم 1419 هـ
صباح الأربعاء 30 صفر 1430 هـ
بداية أقول الحمدلله على نعمه العظيمة
والصلاة والسلام على نبينا محمد ...ثم أما بعد
أيها الأحبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قرأت في الآونة الأخيرة الكثير من الكتابات
والتي اشتركت جميعها في التقليل من شأن قرار اعتماد الدرجة المستحقة
واعتبرت أن الفروقات أهم
حتى غلا بعضهم و قال : بدون فروقات لانريد درجة مستحقة !!
ورغم احترامي لذلك الرأي ولمن قال به
إلا أن ذلك لا يمنعني من أن أخالفه
وأقول وبواقعية وبعيدا عن التعصب
أن الدرجة المستحقة هي أهم من الفروقات
وأقول قولي هذا وقد انتفت عني بعض الشبهات التي قد تقدح في صحة رأيي
فلو كنت مثلا من الدفعات المتأخرة جدا ومبلغ فروقاتي قليل
أو كنت من الدفعات المتقدمة جدا و مبلغ فروقاتي أيضا قليل
لحق لغيري أن يقول لي : من يده في النار ليس كمن يده في الماء
أما وقد انتفت عني تلك الشبهتين فإني أقول ذلك وأنا يدي في النار معهم لأني من دفعة 1419 هـ
نعم الدرجة المستحقة أهم من الفروقات .... هذا مجمل رأيي وإليكم التفصيل
الدرجة المستحقة توقف هدر الراتب في المستقبل أما الفروقات فهي تعويض عن هدر الراتب في الماضي
فأيهما أكبر ؟
هدر الماضي أم هدر المستقبل ؟
لغة الأرقام تقول أن هدر المستقبل أكبر من هدر الماضي
ولنأخذ مثال على ذلك
معلم من دفعة 1419هـ
هذا المعلم يهدر من راتبه حاليا كل شهر مبلغ 1300 ريال
اضربها في 12 شهر يكون الناتج 15600 ريال هذا مجموع الهدر في سنة واحدة
ثم اضربها في عشر سنوات قادمة يكون الناتج 156000 ريال
هذا فقط نتيجة هدر عشر سنوات فكيف بمن سيكمل المشوار إلى التقاعد ؟!!
وعلى ذلك فقس جميع الدفعات
ما عدا بعض معلمات البند فبالنسبة إليهن قد يكون هدر الماضي اكبر من هدر المستقبل .
****
كلامي السابق لا يدل على أني أدعو إلى التوقف عن المطالبة بالفروقات
وإنما قصدت لفت النظر إلى أن قرار إعطاء الدرجة المستحقة ـ إن ثبت شرعا ـ هو قرار كبير وعظيم يستحق الإشادة والفرح به
وقبل ذلك يستحق شكر الله سبحانه وتعالى عليه
ثم بعد ثبوت هذا القرار رسميا ننطلق من جديد للمطالبة بالفروقات .
****
حقيقة أنا لا استغرب حرصنا وشفقتنا على الفروقات وهي الخير العاجل
وإهمالنا للدرجة المستحقة وهي الخير الآجل
وسبب عدم استغرابي لأننا فرطنا فيما هو أعظم من ذلك
فقد حرصنا على الدنيا .... وهي العاجلة
وفرطنا في الآخرة ... وهي الآجلة
وإذا فعلنا ذلك الفعل
فلاعجب ولاغرابة إن فرطنا فيما هو دون ذلك من الخير والفضل
قال تعالى ( كلا بل تحبون العاجلة o وتذرون الآخرة ) القيامة .
****
ملاحظة
قد يقول قائل : قد أموت قبل أن أحصّل خير المستقبل ..
وأرد عليه قائلا : وأيضا قد تموت قبل أن تحصّل الفروقات ...
وختاما أقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
==========
معلم 1419 هـ
صباح الأربعاء 30 صفر 1430 هـ
التعديل الأخير: