بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد
أيها الأحبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكل تابع المآل السيئ الذي آلت إليه قضيتنا
وحقيقة فأني التمس العذر لكل من خرج عن طوره وفقد أعصابه وبدأ يفكر ما الطريقة وما الحل ؟!
لكن أن تصل الأمور لدرجة أن البعض يلوّح بسلاح اللجوء لمنظمات الحقوق الدولية خارج هذه البلاد
فهنا أعتقد أن من فعل هذا الفعل قد وصل إلى الخطوط الحمراء التي يجب عليه ألا يتجاوزها
وإن تجاوزها فإنه يخشى عليه أن يجد نفسه خارج دائرة الإسلام
أيها الأحبة
لقد رأيت أن أكتب هذا الموضوع وأقدّم فيه النصيحة لكل من دعا للجوء لمنظمات حقوق الإنسان خارج هذه البلاد
أو استجاب لتلك الدعوة
أو على الأقل استحسنها فقط
وأقول لهم
اتقوا الله في أنفسكم فقد تبوؤون بإثمكم وإثم غيركم
أيها الأحبة
إن منظمات حقوق الإنسان الدولية هي منظمات لم تقم على شرع الإسلام
ولكنها قامت على قوانين وضعها قوم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر
ولايحرمون ماحرم الله ورسوله
ولا يدينون دين الحق
و إليكم بعض المباديء التي تدعو إليها تلك المنظمات :
ولذلك قال العلماء أنه لايجوز للمسلم أن يتحاكم لتلك المنظمات التي بنيت على غير شريعة الإسلام
قال الله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً )النساء60
وقال تعالى( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة50
وملخص القول في هذه المسألة :
التحاكم إلى منظمات الحقوق الدولية
هو تحاكم للطاغوت
وفيه فتح باب فتنة وشر على بلادنا وعلى ولاة أمورنا
وفيه نوع من أنواع الخروج على الحاكم
وفيه نيل من الإسلام أمام الغرب الكافر
أيها الأحبة
إن لنا في قصة كعب ابن مالك ـ صحابي رسول الله ـ عبرة وآية
وذلك عندما تخلف عن غزوة تبوك دون عذر فهجره الرسول صلى الله عليه وسلم وهجره الصحابة حتى ضاقت عليه نفسه وضاقت عليه الأرض بمارحبت
جاءه كتاب من ملك غسان ففتحه فوجد مكتوبا فيه :أما بعد ، فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة ، فالحق بنا نواسك .
ماذا تتوقعون أن يكون موقف كعب من هذا الخطاب ؟ .... تأمل ماذا فعل :
يقول رضي الله عنه :
( فقلت لما قرأتها : وهذا أيضا من البلاء ! فتيممت بها التنور فسجرته بها . )
أحرقها نعم أحرقها ... فكان جزاءه أن رضي الله عنه وتاب عليه وأرضى عنه رسوله عليه السلام
أيها الأحبة
الله الله لا يؤتى الإسلام من قبلكم
فوالله إنكم قد تبوؤون بالخسارة في الدنيا والآخرة
وقد تمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية
وإذا كان هذا المال سيجعلنا نخرج من ديننا ونساوم على وطننا فإننا لا نريده
لابارك الله بعد الدين في المال
أيها الأحبة
إن كنتم في ريب مما قلته لكم فاتصلوا بالمفتي أو أي عالم من علمائنا واسألوهم عن حكم اللجوء إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية
وختاما أقول : اتقوا الله
وكونوا ممن قالوا سمعنا وأطعنا
ولا تكونوا ممن قالوا سمعنا وعصينا
ولا تكونوا ممن قال الله عنهم ( وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ) البقرة206
وتذكروا دائما أن من ترك شيئا لله عوضّه الله خيرا منه
وقد كتبت هذه الأسطر وأنا لست بأحسن منكم حالا فما وقع عليكم هو واقع علي
وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
=============
كتبه / معلم 1419هـ
( أبوعبدالله )
يوم السبت 10 ربيع الأول 1430 هـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد
أيها الأحبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكل تابع المآل السيئ الذي آلت إليه قضيتنا
وحقيقة فأني التمس العذر لكل من خرج عن طوره وفقد أعصابه وبدأ يفكر ما الطريقة وما الحل ؟!
لكن أن تصل الأمور لدرجة أن البعض يلوّح بسلاح اللجوء لمنظمات الحقوق الدولية خارج هذه البلاد
فهنا أعتقد أن من فعل هذا الفعل قد وصل إلى الخطوط الحمراء التي يجب عليه ألا يتجاوزها
وإن تجاوزها فإنه يخشى عليه أن يجد نفسه خارج دائرة الإسلام
أيها الأحبة
لقد رأيت أن أكتب هذا الموضوع وأقدّم فيه النصيحة لكل من دعا للجوء لمنظمات حقوق الإنسان خارج هذه البلاد
أو استجاب لتلك الدعوة
أو على الأقل استحسنها فقط
وأقول لهم
اتقوا الله في أنفسكم فقد تبوؤون بإثمكم وإثم غيركم
أيها الأحبة
إن منظمات حقوق الإنسان الدولية هي منظمات لم تقم على شرع الإسلام
ولكنها قامت على قوانين وضعها قوم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر
ولايحرمون ماحرم الله ورسوله
ولا يدينون دين الحق
و إليكم بعض المباديء التي تدعو إليها تلك المنظمات :
تقف ضد تطبيق الأحكام الشرعية من قتل للمرتد ورجم للزاني وقطع ليد السارق
وتحارب هذه المنظمات الأحكام الشرعية المتعلقة بالمرأة من حيث وجوب موافقة الولي في زواجها ،
ومن حيث أمرها بالحجاب ، ونهيها عن الاختلاط ،
وغير ذلك كثير من مبادئها التي تزعم فيها تحرير الإنسان من التكاليف الشرعية ،
وتجعل الإنسان حرّاً في تصرفاته ، لا يتقيد بعادات فاضلة ، ولا أحكام شرعية سامية .
وتدعو إلى أن يفعل الإنسان ما يشاء من الشذوذ الأخلاقي ،
فيقفون مع السحاقيات واللوطيين والجنس الثالث ،
والشذوذ الديني ،
فيجعلون من حق الإنسان أن يكفر بما يشاء من الأديان ، وأن يعبِّر عن رأيه – ولو تعلق بأنبياء – دون خوف أو وجل ،
ويساهمون – كذلك - في تحرر المرأة من قيود الأب والزوج والدِّين .
ولذلك قال العلماء أنه لايجوز للمسلم أن يتحاكم لتلك المنظمات التي بنيت على غير شريعة الإسلام
قال الله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً )النساء60
وقال تعالى( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة50
وملخص القول في هذه المسألة :
التحاكم إلى منظمات الحقوق الدولية
هو تحاكم للطاغوت
وفيه فتح باب فتنة وشر على بلادنا وعلى ولاة أمورنا
وفيه نوع من أنواع الخروج على الحاكم
وفيه نيل من الإسلام أمام الغرب الكافر
أيها الأحبة
إن لنا في قصة كعب ابن مالك ـ صحابي رسول الله ـ عبرة وآية
وذلك عندما تخلف عن غزوة تبوك دون عذر فهجره الرسول صلى الله عليه وسلم وهجره الصحابة حتى ضاقت عليه نفسه وضاقت عليه الأرض بمارحبت
جاءه كتاب من ملك غسان ففتحه فوجد مكتوبا فيه :أما بعد ، فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة ، فالحق بنا نواسك .
ماذا تتوقعون أن يكون موقف كعب من هذا الخطاب ؟ .... تأمل ماذا فعل :
يقول رضي الله عنه :
( فقلت لما قرأتها : وهذا أيضا من البلاء ! فتيممت بها التنور فسجرته بها . )
أحرقها نعم أحرقها ... فكان جزاءه أن رضي الله عنه وتاب عليه وأرضى عنه رسوله عليه السلام
أيها الأحبة
الله الله لا يؤتى الإسلام من قبلكم
فوالله إنكم قد تبوؤون بالخسارة في الدنيا والآخرة
وقد تمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية
وإذا كان هذا المال سيجعلنا نخرج من ديننا ونساوم على وطننا فإننا لا نريده
لابارك الله بعد الدين في المال
أيها الأحبة
إن كنتم في ريب مما قلته لكم فاتصلوا بالمفتي أو أي عالم من علمائنا واسألوهم عن حكم اللجوء إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية
وختاما أقول : اتقوا الله
وكونوا ممن قالوا سمعنا وأطعنا
ولا تكونوا ممن قالوا سمعنا وعصينا
ولا تكونوا ممن قال الله عنهم ( وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ) البقرة206
وتذكروا دائما أن من ترك شيئا لله عوضّه الله خيرا منه
وقد كتبت هذه الأسطر وأنا لست بأحسن منكم حالا فما وقع عليكم هو واقع علي
وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
=============
كتبه / معلم 1419هـ
( أبوعبدالله )
يوم السبت 10 ربيع الأول 1430 هـ