Maroom

Maroom

كثرة الأعباء لا تصنع تعليماً متطوراً…

مقالات ملتقى المعلمين والمعلمات

طاقم الإدارة
مراقب عام
من عاداتي اليومية التجول في تويتر.. جذب اهتمامي تغريدة لافتة في حساب ملتقى المعلمين والمعلمات.

التغريدة تقارن بين معلميّن خلال زمنين مختلفين. تقارن بين معلم 1402هـ ومعلم 1439هـ .

معلم 1402 يحمل طبشوره في يده بلا أعباء أو أحمال توضع على كاهله عدا مهمته الأساسية وهي التدريس. بينما معلم 1439هـ متعدد المهام. كثير الأعباء. فهو معلم و إلى جانب ذلك فهو رئيس لجنة الجودة مثلا أو لجنة الشراكة المجتمعية ورئيس النادي الثقافي بالمدرسة وربما يكون أيضا منسقا إعلاميا.

وعضو في لجان أخرى بالمدرسة ومطالب بالمشاركة والتفاعل في كل لجنة من اللجان .فضلا عن مهامه المعروفة الروتينيةكالمناوبة وحصص الانتظار .مطالب أيضا بتطبيق استراتيجيات داخل حجرة الصف. اسمه مدرج للخروج في دورات تدريبية وورش عمل وفي الجهة الأخرى هو مطالب بإنهاء المقرر في الوقت المحدد. هو المسؤول الأول والأخير في هبوط مستوى تلاميذه.

في الصحف في الإذاعة في التلفزيون نسمع ونشاهد ونقرأ عن ضعف التعليم في المملكة وضعف المخرجات في السنوات الأخيرة على عكس الزمن الماضي والذي كانت فيه المخرجات أفضل نسبيا.

كان التعليم في الماضي كما نقل لنا من عاش تلك الحقبة خاليا من أية أعباء. كان التعليم ينشطر الى شطرين. تعليم صفي وتعليم لاصفي (نشاط).

رغبة من القائمين على التعليم في المملكة في تطوير التعليم من منظور أن كثرة البرامج تصنع تعليما متطورا أقرت وزارة التعليم في السنوات الأخيرة عددا من البرامج. وهي في الحقيقة أعباء أضعفت التعليم ولم تطوره وصرفت المعلم عن دوره الأساسي في تعليم الطلاب

خذ على سبيل المثال لا الحصر

حسن ( الجودة المدرسية . الصحة المدرسية . النشاط . المنظومة بما فيها من بنود كثيرة . برنامج تطوير . الاستراتيجيات . الدورات.) سيل جارف يوميا من التعاميم التي تحمل في طياتها طلبات وأوامر والمعلم هو جزء مهم في تنفيذ هذه الأوامر والطلبات.

وكما قارنت بين معلم 1402 ومعلم 1439 نقارن بين طالب 1402 وطالب 1439 بين الطالب في زمن التعليم بلا برامج وبلا أعباء وبين الطالب في زمن التعليم بالبرامج وبالاعباء.

طالب 1402 في المرحلة الابتدائية بامكانه أن يكتب تعبيرا من صفحتين وبلا أخطاء إملائية. يعرف أساسيات النحو . يحفظ أبياتا من الشعر. لديه قصص من المطالعة. حافظ جدول الضرب وبالطبع يجيد الجمع والطرح بلا حاسبة. يرسم ويلون ويستخدم الصلصال بمهارة فائقة.

أما طالب 1439 فهو بالكاد يستطيع أن يكتب جملة واحدة فقط وقد لا تسلم جملته من الهفوات الإملائية.

إذا كنا ننشد التطور ونرغب في تحسين مستوى المخرجات فلسنا بحاجة الى خبراء أو اقتباس تجارب من دول أخرى فقط نجعل المعلم معلم .

من خلال تقليص هذه البرامج والغاء جزء منها لكي يتفرغ المعلم لفصله وتلاميذه فقط وبالتالي يكون قادرًا على صناعة جيل يلبي طموحات القائمين على التعليم في المملكة.

كتبه : عبدالله الميسان .
 
أعلى