[align=justify]إسمحوا لي ... فربما لا يرى البعض مجالاً لهذه الكلمات ومكاناً لها هنا ... وأستميحكم عذراً بالإطالة والإسهاب بالحديث ... فقد يكون السبب في كتابتها هو ما يخالجني ويحرق جوفي من حزن وهم و أسى على ما آل إليه حالنا وضياع حقوقنا متمنياً أن لا يكون إستسلاماً للأمر بقدر ما يكون محاولة للنظر و التأمل والتدبر و تصوير للحال والواقع المرير الذي نعيشة وخوفاً من أن يكون ما أشعر به مؤشراً لتسلل اليأس وتغلغله في نفسي فوالله قد ضاقت بي الأرض بما رحبت من هول ما أرى وما أسمع وما أقراء ... فلم أجد سوا الله ربي وخالقي سبحانه وتعالى أقف على بابه راجياً متوسلاً ... أشكو إليه سوء أمري وضيق حالي وقلة حيلتي ... ومن كتابه الكريم مؤنساً ومن سنة نبيه و أكرم خلقه صلى الله عليه وسلم ناصحاً و مرشداً ... ثم أبيات إنتقيتها لشيخ الإسلام وفقيهه وحكيمه ( الإمام الشافعي ) أبعثرها على طيات صفحات منتدانا و أسامر بها نفسي في ظلمة ليلٍ طويل سواده حالك أبى أن ينجلي ... راجياً من الله العلي القدير بعزيز جلاله وعظيم قدرته وسلطانه و عزت شأنه وواسع رحمته أن يجلي عني وعنكم الغمة ويرد إلينا مالنا وحقوقنا وقوت أولادنا و أن يرينا ويقتص لنا من ظالم تكبر وفاجرٍ تجبر عاجلاً غير آجل عظيم سخطه و فجاءه نقمته وتحول نعمته إلى يوم يلقاه ... بكل زفرتٍ خرجت وآهاتٍ جرحت والهبت بحرقتها حناجر أناسٍ رفعوا لله أكفهم متضرعين مستنصرين مستصرخين[/align]
أعذروني أخوتي و أحبتي على إطالتي وإسهابي بالحديث فوالله لو ملأت صفحات الزمان بأحرفي وكلاماتي لا أحس بها تكفي
وبادئ ذي بدء أضع بين أيديكم أبياتً أخطها لي أولاً ولكم لنستلهم منها ومن حكمها وأنا لست بأعلم منكم بها و ببيان القول وفقه وتدبر معانيه
وبادئ ذي بدء أضع بين أيديكم أبياتً أخطها لي أولاً ولكم لنستلهم منها ومن حكمها وأنا لست بأعلم منكم بها و ببيان القول وفقه وتدبر معانيه
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ *** وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ
وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثة الليالي *** فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ
وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً *** وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا *** وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب *** يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ
ولا تر للأعادي قط ذلا *** فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ *** فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي *** وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ *** ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا *** فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ
وأرضُ الله واسعة ً ولكن *** إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ *** فما يغني عن الموت الدواءُ
-----------------------
نعيب زماننا والعيب فينا *** وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ *** ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ *** ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا
-----------------------
أَصْبَحْتُ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جهِلُوا *** حَقَّ الأَدِيبِ فَبَاعُوا الرَّأْسَ بِالذَّنَبِ
والنَّاسُ يَجْمَعهُمْ شَمْلٌ، وَبَيْنَهُم *** في الْعَقْلِ فَرْقٌ وفي الآدَابِ وَالْحَسَبِ
كمثلِ ما الذَّهبِ الإبريز يشركه *** في لَوْنِهِ الصُّفْرُ، والتَّفْضِيلُ لِلذَّهَبِ
والعودُ لو لمْ تطبْ منه روائحه *** لم يفرق الناسُ بين العود والحطبِ
-----------------------
تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي *** وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكٌ رازقي
وما يكُ من رزقي فليسَ يفوتني *** وَلَو كَانَ في قَاع البَحَارِ الغَوامِقِ
سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ *** ولو لم يكن مني اللسانُ بناطقِ
ففي أي شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرة ً *** وَقَدْ قَسَمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الْخَلاَئِقِ
-----------------------
وَلَرُبَّ نَازِلَة ٍ يَضِيقُ لَهَا الْفَتَى ذرعاً *** وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلمَّا استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنتُ أظنُّها لا تفرجُ
-----------------------
محنُ الزَّمانِ كثيرة ٌ لا تنقضي *** وسرورهُ يأتيكَ كالأعيادِ
مَلَكَ الأَكَابِرَ فَاسْتَرقَّ رِقَابَهُمْ *** وَتَرَاهُ رِقًّا في يَدِ الأَوْغَادِ
-----------------------
وَلَمَّا أَتَيْتُ النَّاسَ أَطْلُبُ عِنْدَهُمْ *** أخا ثقة ٍ عند ابتلاء الشدائد
تقلبتُ في دهري رخاءً وشدَّة ً *** وناديتُ في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أرَ فيما ساءني غير شامت *** وَلَمْ أَرَ فِيما سَرَّنِي غَيْرَ حاسِدِ
وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثة الليالي *** فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ
وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً *** وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا *** وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب *** يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ
ولا تر للأعادي قط ذلا *** فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ *** فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي *** وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ *** ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا *** فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ
وأرضُ الله واسعة ً ولكن *** إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ *** فما يغني عن الموت الدواءُ
-----------------------
نعيب زماننا والعيب فينا *** وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ *** ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ *** ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا
-----------------------
أَصْبَحْتُ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جهِلُوا *** حَقَّ الأَدِيبِ فَبَاعُوا الرَّأْسَ بِالذَّنَبِ
والنَّاسُ يَجْمَعهُمْ شَمْلٌ، وَبَيْنَهُم *** في الْعَقْلِ فَرْقٌ وفي الآدَابِ وَالْحَسَبِ
كمثلِ ما الذَّهبِ الإبريز يشركه *** في لَوْنِهِ الصُّفْرُ، والتَّفْضِيلُ لِلذَّهَبِ
والعودُ لو لمْ تطبْ منه روائحه *** لم يفرق الناسُ بين العود والحطبِ
-----------------------
تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي *** وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكٌ رازقي
وما يكُ من رزقي فليسَ يفوتني *** وَلَو كَانَ في قَاع البَحَارِ الغَوامِقِ
سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ *** ولو لم يكن مني اللسانُ بناطقِ
ففي أي شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرة ً *** وَقَدْ قَسَمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الْخَلاَئِقِ
-----------------------
وَلَرُبَّ نَازِلَة ٍ يَضِيقُ لَهَا الْفَتَى ذرعاً *** وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلمَّا استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنتُ أظنُّها لا تفرجُ
-----------------------
محنُ الزَّمانِ كثيرة ٌ لا تنقضي *** وسرورهُ يأتيكَ كالأعيادِ
مَلَكَ الأَكَابِرَ فَاسْتَرقَّ رِقَابَهُمْ *** وَتَرَاهُ رِقًّا في يَدِ الأَوْغَادِ
-----------------------
وَلَمَّا أَتَيْتُ النَّاسَ أَطْلُبُ عِنْدَهُمْ *** أخا ثقة ٍ عند ابتلاء الشدائد
تقلبتُ في دهري رخاءً وشدَّة ً *** وناديتُ في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أرَ فيما ساءني غير شامت *** وَلَمْ أَرَ فِيما سَرَّنِي غَيْرَ حاسِدِ
وهذا جزء من أحدى قصائد الشافعي
أضعه ختاماً لمقالي لعل أن يقرأه ويتعض به صاحب منصبٍ و جاه يملك لُبٍ سليم
ممن يفقه القول ومعناه ويتدبره وينتقي بالقول أحسنه
---------------------------------------------------------------
فدعْ عنك سواءات الأمور فإنها *** حرامٌ على نفس التقي ارتكابُها
وأدِ زكاة الجاه واعلم بأنها *** كمثل زكاة المال تم نِصابُها
وأحسن إلى الأحرار تملك رقابهم *** فخير تجارات الكرام اكتسابها
ولا تمشين في مَنكِب الأرض فاخراً *** فعما قليل يحتويك تُرابها
ومن يذق الدنيا فإني طَعمْتُها *** وسيق إلينا عَذْبُها وعذابها
فلم أرها إلا غُروراً وباطلاً *** كما لاح في ظهر الفلاة سَرابُها
وما هي إلا جِيفةٌ مستحيلةٌ *** عليها كلابٌ هَمُّهن اجتِذابها
فإن تجتنبها كنت سِلما لأهلها *** وإن تجتذبها نازعتك كلابها
فطوبى لنفسٍ أُودعت قعر دارها *** مُغَلَّقَةَ الأبوابِ مُرخىً حجابها
أضعه ختاماً لمقالي لعل أن يقرأه ويتعض به صاحب منصبٍ و جاه يملك لُبٍ سليم
ممن يفقه القول ومعناه ويتدبره وينتقي بالقول أحسنه
---------------------------------------------------------------
فدعْ عنك سواءات الأمور فإنها *** حرامٌ على نفس التقي ارتكابُها
وأدِ زكاة الجاه واعلم بأنها *** كمثل زكاة المال تم نِصابُها
وأحسن إلى الأحرار تملك رقابهم *** فخير تجارات الكرام اكتسابها
ولا تمشين في مَنكِب الأرض فاخراً *** فعما قليل يحتويك تُرابها
ومن يذق الدنيا فإني طَعمْتُها *** وسيق إلينا عَذْبُها وعذابها
فلم أرها إلا غُروراً وباطلاً *** كما لاح في ظهر الفلاة سَرابُها
وما هي إلا جِيفةٌ مستحيلةٌ *** عليها كلابٌ هَمُّهن اجتِذابها
فإن تجتنبها كنت سِلما لأهلها *** وإن تجتذبها نازعتك كلابها
فطوبى لنفسٍ أُودعت قعر دارها *** مُغَلَّقَةَ الأبوابِ مُرخىً حجابها
أتمنى أن لا يصل بنا الحال إلى هنا
-------------------------------
تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى *** وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَة ٍ *** وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَة ُ مَاجِــدٍ
-------------------------------
تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى *** وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَة ٍ *** وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَة ُ مَاجِــدٍ