Maroom

Maroom

إحراج وزیر التعلیم

مقالات ملتقى المعلمين والمعلمات

طاقم الإدارة
مراقب عام
عبده خال
238.jpg

منذ أن تولى معالي الدكتور أحمد العیسى وزارة التعلیم وأنا -وغیري- یذكرونھ بمقولات الدكتور أحمد العیسى قبل تولیھ لمنصبھ كوزیر، ھذا التذكیر أقفز بھ على یقین خاص بأن كرسي المسؤولیة لا یتطابق بتاتاً مع التنظیر النقدي للدور الذي یجب أن یسلكھ ذلك المسؤول، لأن (للكرسي) فلسفتھ التي تبتعد عن القناعات الخاصة، فمن ترید إیقاف نقده المستمر أمنحھ سلطة ذلك (الكرسي) فسوف یتغیر تماماً ویصبح مدافعاً ضد أي انتقاد حتى وإن كان متزعماً لذلك الانتقاد في السابق. والدكتور أحمد العیسى كتب كتابین مھمین للغایة حول المسائل التعلیمیة وكیف یمكن النھوض بالتعلیم في بلادنا، والكتابان ھما: «إصلاح التعلیم في السعودیة بین غیاب الرؤیة السیاسیة وتوجس الثقافة الدینیة وعجز الإدارة التربویة» وكتاب: «التعلیم العالي في السعودیة: رحلة البحث عن ھویة». ومن یقرأ ذلك التنظیر الفاتن لن یصدق أن صاحب تلك المقولات قد تولى وزارة التعلیم فنكص على آرائھ المكتوبة والمبثوثة عبر القنوات الأخرى..
وفي برنامج تلفزیوني تمت مواجھة الدكتور أحمد العیسى بما قالھ (قبل تولیھ الوزارة) بأن المعلم السعودي لا یحصل إلا على القلیل مقارنة بدول الخلیج والدول المتقدمة، وأن ھذا المعلم یبدأ سلمھ الوظیفي بما یقارب الخمسة آلاف ریال وبعد 20 عاماً لا یتجاوز دخلھ الـ 18 ألف ریال، وأن المعلم لا توجد لھ ممیزات لكي یبدع، وطالب الدكتور العیسى ولاة الأمر بتغییر واقع المعلم بدءاً من زیادة الراتب 100 %ومن غیر ذلك لا یمكن تقدیم علم یلیق بالبلد. وعندما سمع الدكتور العیسى رأیھ السابق قبل تولیھ الوزارة، كان رده منسجماً مع التغیرات التي یحدثھا المنصب أو ما أسمیھ ثقافة المنصب، فقد أطلق الدكتور العیسى جملة مسببات عن اختلاف التنظیر ورؤیة المسؤول. وإذا كانت ھذه ھي الرؤیة التي لم تمكن الوزیر من تحقق مطلبھ فیكون الخلل في الخشیة على فقدان المنصب فیصبح الشخص مرتھناً لما تتطلبھ الوظیفة ولیس ما یتطلبھ إصلاح الخلل. وھذه المفارقة والتباین بین الرأیین جال بھما المعلمون في وسائل التواصل بجمیع أنواعھا تحت عنوان ضخم بضخامة الصدمة، فالعنوان ینص على (وزیر التعلیم أحرج وزیر التعلیم).. الذاكرة لا تنسى عندما یتعلق الأمر بالإبقاء على الخلل بحجة أن الظرف تغیر



مقالة منقولة من صحيفة عكاظ للكاتب عبده خال .
 
أعلى