[align=center]كاد المعلم أن يكون كسولا ! [/align]
الرجل الذي يكتب التاريخ ببياض الطباشير !
• اختاره البياض ليكون مدادا لكلماته ..
ومع تطاير صرخات المناضد الملطخة بضحكات الأطفال..كان لذلك البياض موعدا مع سواد السبورة/الجهل..ليؤسس- ذلك الرجل- للحياة بهجة داخل الأسوار ، وللبهجة حياة خارج الأسوار !
• الحصة الأولى..
يختلط فتات الطباشير بقطرات عرق يديه..فيتكوّن طين الوجود الحضاري.. يهجس بالدرس فتنصت الجدران إجلالا له .. يكتب"تاريخ"الدرس..ويدخله من أوسع أبوابه !
• الحصة الثانية..
المقاعد تشرب صخب الأطفال..الأطفال يتقيئون موات المقاعد/المناهج..أحدهم يهمهم بصوت حاد:
"أستاذ..تسمح اشرب مويه؟"
"اشرب ، فلم تحرثوا ضوء الفجر إلا لتنهلوا من هذه الينابيع ".
• الحصة الثالثة..
الأستاذ..يجلس بتماسك..وهو يردد:"كاد المعلم أن يكون كسولا "
..يتفقـّد "فقرات"درسه هل أتم شرحها؟
ثم يرمق خلسة "فقرات" ظهره..هل تلف منها شيء من جراء الوقوف المتواصل؟
يقيس نسبة نقاء الهواء البارد في رئتيه والهوى الساخن في قلبه بعد تنفس "نثار"الطباشير أثناء الشرح ، يقيسه بمقياس يسمى"الضمير ومتر" فتأتي النتائج مشيره أن في صدره متسعا كافيا لركض الصغار المحموم بعد خروجهم من الحصة الثالثة..
يختلس لحظات ليقذف بضع لقيمات يقمن صلبه.. ورشفات تعيد لنبضه عروقا قدمها قربانا لأطفال الضوء ذات بياض مضى..!
• الحصة الرابعة..
وأجراسها تصبّ ماتيسّر لها من ضجيج .. وفوضى رائعة تجتاح المدرسة..الأطفال يتقافزون كنوارس حالمة بواقع الحياة وزرقة السماء..وحشود النهار التي تحتضن دفاتر الشمس..ونشيد فواح يتعالى من أفواههم البكر:
" مع الفجر مع الفجر..
وحين يقوم عصفوري..
تراني عابدا ربي..
وادعوه من القلب "
• _الحصة الخامسة..
يصبح العالم نافذة لا تتسع لأهداب هذا الرجل.
• الحصة السادسة..
يتمتم لفراشة ٍ تشبههُ كثيرا:
"اكتبيني على جناحيك واحترقي..!! "...........ويكفي.
خالد قماش / كاتب وشاعر
new91@hotmail.com

الرجل الذي يكتب التاريخ ببياض الطباشير !
• اختاره البياض ليكون مدادا لكلماته ..
ومع تطاير صرخات المناضد الملطخة بضحكات الأطفال..كان لذلك البياض موعدا مع سواد السبورة/الجهل..ليؤسس- ذلك الرجل- للحياة بهجة داخل الأسوار ، وللبهجة حياة خارج الأسوار !
• الحصة الأولى..
يختلط فتات الطباشير بقطرات عرق يديه..فيتكوّن طين الوجود الحضاري.. يهجس بالدرس فتنصت الجدران إجلالا له .. يكتب"تاريخ"الدرس..ويدخله من أوسع أبوابه !
• الحصة الثانية..
المقاعد تشرب صخب الأطفال..الأطفال يتقيئون موات المقاعد/المناهج..أحدهم يهمهم بصوت حاد:
"أستاذ..تسمح اشرب مويه؟"
"اشرب ، فلم تحرثوا ضوء الفجر إلا لتنهلوا من هذه الينابيع ".
• الحصة الثالثة..
الأستاذ..يجلس بتماسك..وهو يردد:"كاد المعلم أن يكون كسولا "
..يتفقـّد "فقرات"درسه هل أتم شرحها؟
ثم يرمق خلسة "فقرات" ظهره..هل تلف منها شيء من جراء الوقوف المتواصل؟
يقيس نسبة نقاء الهواء البارد في رئتيه والهوى الساخن في قلبه بعد تنفس "نثار"الطباشير أثناء الشرح ، يقيسه بمقياس يسمى"الضمير ومتر" فتأتي النتائج مشيره أن في صدره متسعا كافيا لركض الصغار المحموم بعد خروجهم من الحصة الثالثة..
يختلس لحظات ليقذف بضع لقيمات يقمن صلبه.. ورشفات تعيد لنبضه عروقا قدمها قربانا لأطفال الضوء ذات بياض مضى..!
• الحصة الرابعة..
وأجراسها تصبّ ماتيسّر لها من ضجيج .. وفوضى رائعة تجتاح المدرسة..الأطفال يتقافزون كنوارس حالمة بواقع الحياة وزرقة السماء..وحشود النهار التي تحتضن دفاتر الشمس..ونشيد فواح يتعالى من أفواههم البكر:
" مع الفجر مع الفجر..
وحين يقوم عصفوري..
تراني عابدا ربي..
وادعوه من القلب "
• _الحصة الخامسة..
يصبح العالم نافذة لا تتسع لأهداب هذا الرجل.
• الحصة السادسة..
يتمتم لفراشة ٍ تشبههُ كثيرا:
"اكتبيني على جناحيك واحترقي..!! "...........ويكفي.
خالد قماش / كاتب وشاعر
new91@hotmail.com