معلمات يحلمن بانتهاء علاقتهن برحلة الموت اليوم يراقبن صدور حركة النقل الخارجي على أمل أن تشملهن
مركبة كانت تقل عدداً من المعلمات وتعرضت إلى حادث سير في وقت سابق
وفي الطريق من أجل قطع هذه المسافات الطويلة تلجأ المعلمات لبرنامج خاص منه التناوب على مراقبة سائقهن لتنبيهه عندما يداهمه النوم، فيما تخلد الأخريات للنوم قسرا في رحلة السفر اليومي ليس بسبب التعب فحسب, بل لأنهن لا يجدن وقتا طويلا للنوم حتى بعد العودة لمنازلهن, كما يحوّلن "حوض" السيارات التي تقلهن إلى "سفرة طعام" لتناول وجبة الغداء في رحلة العودة عصرا, وسط مخاطر يومية تبدأ من السائقين المتهورين مرورا بالحالة السيئة التي عليها سيارات النقل, وانتهاء بحالة الطرق المؤدية للمدارس واستمرار مسلسل الحوادث اليومية التي ذهب ضحيتها عدد منهن.
وإذا كانت هذه معاناة الرحلة اليومية جسديا للمعلمات فإن أطفالهن وأزواجهن ليسوا بأحسن حالا حيث يعانين نفسيا من هذا الغياب الطويل الذي يستمر قرابة 12 ساعة يوميا لا تخلو أحيانا من المواقف المضحكة المبكية كنسيان السائقين لبعضهن في المحطات على الطريق, وأحيانا
مواقف مرعبة كالحوادث والعطل ومضايقتهن من بعض مرتادي الطريق.
"الوطن" رصدت المعاناة اليومية لمعلمات أمضين سنوات عدة ينتظرن "فرج" النقل للخلاص من هذه المعاناة اليومية حيث شرحت المعلمة غصون التركي لـ"الوطن" أمس, معاناتها وزميلاتها عندما ينطلقن من الرياض لقطع مسافة تزيد عن 360 كيلو مترا ذهابا وإيابا للدوام في مدارس تابعة لمحافظة شقراء إلى الشمال من الرياض قائلة "نستيقظ في الثالثة صباحا لنبدأ "رحلة الموت" مع سائقين اضطررن لتغيير 12 منهم خلال الفصل الدراسي الأول بسبب قيادتهم بسرعة كبيرة وعدم الاهتمام بسياراتهم المتهالكة.
وأشارت إلى أنه رغم خطورة الطريق وبُعد المسافة لم يفكرن في استخدام أسلحة للدفاع عن أنفسهن لكنهن يتخذن احتياطات للحد من رعب الحوادث المرورية ومنها تكليف إحداهن بمراقبة السائق لتنبيهه في حالة داهمه النعاس, لتستغل الأخريات وقت الرحلة في النوم لأنهن مرهقات ولا يجدن وقتا طويلا للراحة في المنزل الذي تنتظرهن فيه أسرة وأطفال يحتاجون للكثير من الجهد والوقت.
ولفتت إلى أنهن يضطررن لشراء وجبة الغداء من المطاعم المنتشرة على الطريق ويتناولنها في حوض السيارة وهي تسير في رحلة العودة التي تنتهي في الرابعة عصرا, مضيفة أن أسرتها وأطفالها يعانون نفسيا من ابتعادها عنهم غالبية ساعات النهار حيث لا تجد الوقت الكافي لإدارة شؤون المنزل, ولا الإشراف على تعليم أطفالها ومراجعة دروسهم ولا وقتا كافيا للراحة والنوم, مؤكدة أن هذه المعاناة تسببت في طلاق بعض زميلاتها وتشردت أسرهن حيث لم يطق أزواجهن العيش طويلا على هذا الحال.
وبسؤالها عن المواقف التي تعرضن لها أجابت بأنه في أحد الأيام نزلت هي وزميلتها لأداء صلاة الفجر وتركن جوالاتهن في السيارة ولم ينتبه السائق لوجودهن وغادر الموقع قبل أن ينقذهن متقدم في السن الذي اتصل بالشركة المتعهدة بالنقل وأعاد لهن السائق بعد ساعتين, وموقف آخر كان بطله سائقا أجنبيا حضر للتو للمملكة وطلبن منه التوقف في محطة لشراء الحاجيات وغادر المكان ظنا منه أن رحلتهن توقفت في هذا المكان ولم يجدنه إلا بعد وقت طويل من البحث عنه, كما شاهدن مناظر مروعة لأشلاء معلمات متناثرة على الطريق بعد تعرضهن للحوادث وساهم ذلك في صدمات نفسية لهن.
وتشير المعلمة "أم فاطمة العلي" إلى أنها منذ 9 سنوات وهي تعمل في منطقة نائية تبعد عن الرياض مسافة 350 كيلو متراً ذهابا ومثلها إيابا وتضطر مع 8 من زميلاتها للخروج من المنزل في الثانية والنصف ليلا مع سائق أجنبي يتقاضى 2000 ريال شهريا ولا يصلن لمدرستهن
إلا بعد 4 ساعات, مطالبة المسؤولين في وزارة التربية النظر بتحديد آلية للنقل تضمن نقل الأكثر خدمة بدلا من الاعتماد على التخصص والمرحلة المعمول به حاليا.
وتطالب المعلمة أمل العمري بتخصيص وسيلة نقل آمنة كحافلات النقل الجماعي تنقل مجموعة كبيرة من المعلمات وتكون تحت إشراف شركات كبيرة للقضاء على استغلال الشركات الصغيرة لهن حيث يتقاضون مبالغ كبيرة مقابل تقديم خدمة سيئة للغاية تسبب لهن الكثير من المخاطر.
وتطالب المعلمتان نجلاء الجميلي وأماني الدوسري مسؤولي ومسؤولات وزارة التربية والتعليم بالوقوف ميدانيا على معاناة المعلمات والنظر في المخاطر التي يتعرضن لها, وزيادة فرص النقل الخارجي وتخصيص حركة نقل إلحاقية أسوة بالمعلمين, وإيجاد حل جذري للمعاناة اليومية
التي يعانيها الكثير من المعلمات وتعرضهن للمخاطر في سبيل إيصال رسالتهن.
مركبة كانت تقل عدداً من المعلمات وتعرضت إلى حادث سير في وقت سابق
الرياض: معيض الحارثي
في الوقت الذي تترقب فيه آلاف المعلمات حركة النقل الخارجي التي من المقرر أن تعلنها وزارة التربية والتعليم اليوم تستمر معاناة الكثير منهن خاصة ممن يقطعن مسافات طويلة للوصول لمدارسهن في مناطق نائية في رحلة يسميها البعض "رحلة الموت" اليومية.وفي الطريق من أجل قطع هذه المسافات الطويلة تلجأ المعلمات لبرنامج خاص منه التناوب على مراقبة سائقهن لتنبيهه عندما يداهمه النوم، فيما تخلد الأخريات للنوم قسرا في رحلة السفر اليومي ليس بسبب التعب فحسب, بل لأنهن لا يجدن وقتا طويلا للنوم حتى بعد العودة لمنازلهن, كما يحوّلن "حوض" السيارات التي تقلهن إلى "سفرة طعام" لتناول وجبة الغداء في رحلة العودة عصرا, وسط مخاطر يومية تبدأ من السائقين المتهورين مرورا بالحالة السيئة التي عليها سيارات النقل, وانتهاء بحالة الطرق المؤدية للمدارس واستمرار مسلسل الحوادث اليومية التي ذهب ضحيتها عدد منهن.
وإذا كانت هذه معاناة الرحلة اليومية جسديا للمعلمات فإن أطفالهن وأزواجهن ليسوا بأحسن حالا حيث يعانين نفسيا من هذا الغياب الطويل الذي يستمر قرابة 12 ساعة يوميا لا تخلو أحيانا من المواقف المضحكة المبكية كنسيان السائقين لبعضهن في المحطات على الطريق, وأحيانا
مواقف مرعبة كالحوادث والعطل ومضايقتهن من بعض مرتادي الطريق.
"الوطن" رصدت المعاناة اليومية لمعلمات أمضين سنوات عدة ينتظرن "فرج" النقل للخلاص من هذه المعاناة اليومية حيث شرحت المعلمة غصون التركي لـ"الوطن" أمس, معاناتها وزميلاتها عندما ينطلقن من الرياض لقطع مسافة تزيد عن 360 كيلو مترا ذهابا وإيابا للدوام في مدارس تابعة لمحافظة شقراء إلى الشمال من الرياض قائلة "نستيقظ في الثالثة صباحا لنبدأ "رحلة الموت" مع سائقين اضطررن لتغيير 12 منهم خلال الفصل الدراسي الأول بسبب قيادتهم بسرعة كبيرة وعدم الاهتمام بسياراتهم المتهالكة.
وأشارت إلى أنه رغم خطورة الطريق وبُعد المسافة لم يفكرن في استخدام أسلحة للدفاع عن أنفسهن لكنهن يتخذن احتياطات للحد من رعب الحوادث المرورية ومنها تكليف إحداهن بمراقبة السائق لتنبيهه في حالة داهمه النعاس, لتستغل الأخريات وقت الرحلة في النوم لأنهن مرهقات ولا يجدن وقتا طويلا للراحة في المنزل الذي تنتظرهن فيه أسرة وأطفال يحتاجون للكثير من الجهد والوقت.
ولفتت إلى أنهن يضطررن لشراء وجبة الغداء من المطاعم المنتشرة على الطريق ويتناولنها في حوض السيارة وهي تسير في رحلة العودة التي تنتهي في الرابعة عصرا, مضيفة أن أسرتها وأطفالها يعانون نفسيا من ابتعادها عنهم غالبية ساعات النهار حيث لا تجد الوقت الكافي لإدارة شؤون المنزل, ولا الإشراف على تعليم أطفالها ومراجعة دروسهم ولا وقتا كافيا للراحة والنوم, مؤكدة أن هذه المعاناة تسببت في طلاق بعض زميلاتها وتشردت أسرهن حيث لم يطق أزواجهن العيش طويلا على هذا الحال.
وبسؤالها عن المواقف التي تعرضن لها أجابت بأنه في أحد الأيام نزلت هي وزميلتها لأداء صلاة الفجر وتركن جوالاتهن في السيارة ولم ينتبه السائق لوجودهن وغادر الموقع قبل أن ينقذهن متقدم في السن الذي اتصل بالشركة المتعهدة بالنقل وأعاد لهن السائق بعد ساعتين, وموقف آخر كان بطله سائقا أجنبيا حضر للتو للمملكة وطلبن منه التوقف في محطة لشراء الحاجيات وغادر المكان ظنا منه أن رحلتهن توقفت في هذا المكان ولم يجدنه إلا بعد وقت طويل من البحث عنه, كما شاهدن مناظر مروعة لأشلاء معلمات متناثرة على الطريق بعد تعرضهن للحوادث وساهم ذلك في صدمات نفسية لهن.
وتشير المعلمة "أم فاطمة العلي" إلى أنها منذ 9 سنوات وهي تعمل في منطقة نائية تبعد عن الرياض مسافة 350 كيلو متراً ذهابا ومثلها إيابا وتضطر مع 8 من زميلاتها للخروج من المنزل في الثانية والنصف ليلا مع سائق أجنبي يتقاضى 2000 ريال شهريا ولا يصلن لمدرستهن
إلا بعد 4 ساعات, مطالبة المسؤولين في وزارة التربية النظر بتحديد آلية للنقل تضمن نقل الأكثر خدمة بدلا من الاعتماد على التخصص والمرحلة المعمول به حاليا.
وتطالب المعلمة أمل العمري بتخصيص وسيلة نقل آمنة كحافلات النقل الجماعي تنقل مجموعة كبيرة من المعلمات وتكون تحت إشراف شركات كبيرة للقضاء على استغلال الشركات الصغيرة لهن حيث يتقاضون مبالغ كبيرة مقابل تقديم خدمة سيئة للغاية تسبب لهن الكثير من المخاطر.
وتطالب المعلمتان نجلاء الجميلي وأماني الدوسري مسؤولي ومسؤولات وزارة التربية والتعليم بالوقوف ميدانيا على معاناة المعلمات والنظر في المخاطر التي يتعرضن لها, وزيادة فرص النقل الخارجي وتخصيص حركة نقل إلحاقية أسوة بالمعلمين, وإيجاد حل جذري للمعاناة اليومية
التي يعانيها الكثير من المعلمات وتعرضهن للمخاطر في سبيل إيصال رسالتهن.