أشركوا أهل الميدان في صناعة القرارات
تصاغ كل يوم في إداراتنا المركزية قرارات كثيرة، وتوجيهات كثيفة، حيث ترسل القرارات تلو القرارات؛ بهدف تحديد مسارات العمل، وتنظيم سير المصلحة .
قرارات إلزامية وملزمة، تفرض على العاملين العمل بموجبها، وتطبيق ما فيها؛ وبدون سماع لرأي العاملين ، ولا الاستماع إلى مرئياتهم .
بعض القرارات المعمم عنها ؛مهمشة من المنفذين ؛ لا ينظر فيها، وهي منسيّة لا يلتفت إليها ، ذلك لأنها قرارات ارتجالية عشوائية غير مدروسة ،قرارات قاسية شديدة ،يصعب تطبيقها، والعمل على تنفيذها .
القرارات الصادرة من غرف مكيفة ، ومن بنيات الأفكار لدى رئيس الدائرة؛ ليست كالتي تنبع من ساحة الميدان .
القرارات النابعة من المكاتب الواقعة في برج عاجي ؛حبر على ورق ، لن يتعدى بعضها التوقيع بالعلم ، ثم تدفن في الأضابير .
ينبغي لصناع القرارات أن يلامسوا احتياجات المنفذين، وأن يراعوا قدراتهم ، وأن يأخذوا برأيهم ، وأن يعتنوا بسماع صوتهم.
تنجح القرارات ، وتصبح قانوناً ثابتاً ؛إذا كان للمنفذين مشاركة في وضعها، ولهم بصمة في صياغتها، فهذا يدفعهم إلى السعي في تنفيذها، والعمل بمقتضاها، وستظهر بعد ذلك آثارها ،وسنلمس جدواها، وسيتحقق لنا المراد منها.