
مقال خصيت به موقع لــجينيات تجده على الرابط التالي:
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=8439
لجينيات
لا احترام ولا تقدير لكل من دفع بمعلم الأجيال إلى التسول على أبواب الصحف والمجلات و مواقع النت.. يتسول حقه الذي استباحه المترفون رابعة النهار .
حتى أصبح المعلم السعودي كائن لا تشرق عليه شمس الرضى ..فلم يشفع له صبره ولا تضحياته في عجاف السنين.. بل لم يناله من صبره إلا الجحود والنكران.
إن معنى جملة ( الكرامة المهدرة) لن توصلك إلى تفسيرها معاجم اللغة وقواميسها بالقدر الذي ستصل إليه عند مرورك بمدارس تصدر الرعب والعبث لمجتمع لا يعي أفراده عواقب ومآلات فقدان المعلم لهيبته وكرامته.
لقد ترسخ لدى الطالب والمجتمع نظرة دونية تستهجن دور المعلم ومكانته... بفعل القرارات الإجرامية السابقة التي كفت يد المعلمين عن أدواتهم التربوية و منعت عنهم حقوقهم المادية ...حتى أصبحت أخبار الاعتداء عليهم والنيل منهم في معاقلهم الحكومية تتصدر وسائل الإعلام التي سرعان ما تجرم المعلم وتحمله مسؤولية السلوك الغوغائي الذي ترعاه وزارة التربية ويغذيه المجتمع ولا تقف دونه الجهات الأمنية .
ليل المعلمين ليس له من آخر فقد شد بمغار الفتل إلى أن يذبل ..بعد أن أوصلتهم اللجنة الوزارية التي أمرها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بحل معضلة الحقوق المادية إلى حالة من الإحباط واليأس لم يسبق لها مثيل ...وأوقعت بهم من الظلم والجور ما لو أصاب صم الحجارة لنطقت وشكت مكر الإنسان وخداعه .
قرارات تعسفية ظالمة وحيل شيطانية ناقمة وجهت بعناية لتنتقص من رواتب المعلمين وتعبث بما بقي لهم من عزة نفس وكرامة حتى أصبحت قضيتهم مجالا خصبا للتندر والسخرية ... و حقوقهم المادية رغم ضئالتها بالنسبة لموجودات وزارة المالية ومؤسسة النقد تضخمت وعُظم شأنها حتى أصبح أي مطلب لإعادتها للمعلمين يعد تهديد للأمن الاقتصادي للبلد ...فأي بركة وتوفيق ونجاح يرجيه وزير المالية في اقتصاد يقوم على حرمان المعلمين وأسرهم من حقوقهم !! وأين ما يزعمه من تهديد وهدر ونحن نشاهد عشرات المليارات تصرف هنا وهناك كزيادات وإضافات وتحسينات و استحداث لكوادر وظيفية جديدة لفئات مرتباتهم في الأصل مرتفعة في حين يحرم المعلم من استلام راتبه المستحق شرعا ونظاما ، مع أن العقل والمنطق يقفان إلى جانب المعلم في هذه القضية وينصفانه، فالأولوية له في معالجة القصور والظلم الناتجان عن قرارات إدارية فاشلة ، فالمالية يجب أن تعطي الحقوق المالية أولا ثم تتجه بعد ذلك إلى منح زيادات وبدلات لمن تراه مستحقا ...فلا يقبل منها بحال أن تأتي بالنوافل وتتجاهل الفروض .
كنا في السابق نتحدث عن حقوق المعلمين المالية المسلوبة ثم تحدثنا عن ضياع هيبته ومكانته أما الآن وبعد توصيات اللجنة الوزارية الأخيرة فالحديث عن كرامة المعلمين والمعلمات المهدرة ...فاستخفاف بعض الجهات بعقول المعلمين وحقوقهم دفعها إلى تطبيق أنظمة لا تنطبق عليهم (بطريقة غير أخلاقية) تمنعهم من أخذ حقوقهم كاملة وتلغي عليهم سنوات خدمتهم .. وتساوي بينهم في المرتبات رغم تباين سنوات الخدمة... في حين كانوا يأملون من هذا اللجنة أن تسعى لحل قضيتهم بأفضل السبل بعد أكثر من 12 سنة من الصبر والانتظار...لا أن تزيدها غموضا وتعقيداً.
ولك أن تتخيل المستقبل الذي ينتظر خمسة ملايين طالب شاهدوا وعايشوا عبر الفضاء المفتوح ما تعرض له معلميهم من ظلم وسلب لحقوقهم ..إلى درجة إن المعلم أصبح يتجنب أسئلة الطلاب المحرجة والمستفهمة عما حدث للمعلمين من ظلم وخداع .. محاولا تجنيبهم تبعات هذه القضية . نعم ..لقد شاهد هؤلاء في معاملة تلك اللجنة للمعلمين ما يتعارض ويتناقض كليا مع أبجديات الصدق والعدل والأمانة التي يتعلمونها في مدارسهم .
إن اعتلال المؤسسة التعليمة بهذا الشكل المخيف واستهداف المعلم وأضعافه والنيل من حقوقه المادية والمعنوية يجعلنا ننتظر مستقبل قاتم كالح يتربص بالأجيال القادمة ...!! إن لم يتحقق الأمل الذي نعقده على أمير التربية بعد الله عز وجل .
أبو ليان (حكيم 2002)