خلف سرحان القرشي أحد الإعلاميين وأحد معلمي اللغة الإنجليزية منذ 25 عاماً
أسأل الله الحي القيوم أن يجزاه خير الجزاء عن ماكتبه في موضوعه وأحكموا أنتم بأنفسكم
ما إن انتهت المائة يوم التي أعلنها وزير التربية والتعليم موعدا تحل بعده مشكلة تعديل مستويات المعلمين والمعلمات، حتى فوجئوا بتصريح من قبل نائبته الدكتورة نورة الفايز تذكر فيه أن المعدل الطبيعي لنصاب المعلمة هو 30 – 35 حصة أسبوعيا وأن اليوم الدراسي ينبغي أن يصل للمغرب أو نحوٍ من ذلك!
وهنا قفز لذهني قول الشاعر العربي القديم:
لا خيل عندك تهديها ولا مال ........................... فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
وللعلم فقد كان معالي وزير التربية الأسبق الدكتور محمد الرشيد يكرر ذكر هذا البيت في بدء أحاديثه مع المعلمين.
وجال ببالي كما هو حال الكثيرين من أمثالي أسئلة شتى من قبيل: (ما هدف هذا التصريح؟) و(لماذا جاء في هذا الوقت بالذات؟) و( هل هناك نية لتطبيقه؟) وما إلى ذلك.
إن معالي- ولا أدري لماذا لا يقال – معالية - النائب تعلم علم اليقين إن مثل الطرح لن يجد سبيله للتطبيق في مدارسنا على الأقل في المستقبل المنظور لعدة أسباب منها وضع مدارسنا وجاهزيتها والتي تفتقد بعضها لأجهزة التكييف فضلا عن دورات المياه النظيفة والمناسبة للطلبة. زد على ذلك ظروف مجتمعنا ولا أقول – خصوصيته – ناهيك عن
ما يقتضيه تنفيذ مثل هذا الأمر وما يستلزمه من اعتمادات مالية قد تنوء بحملها الوزارة التي تعاني الأمرين من جراء مطالبات المعلمين والمعلمات بتعديل مستوياتهم ولا أقول تحسينها لأن هناك فرقا بين تعديل وضع خاطئ - ليصبح صحيحا - وبين تحسين وضع صحيح إلى أفضل منه، كما أنها – أي الوزارة – قد فتحت على نفسها مجالات صرف جديدة مثل التعليم الإلكتروني وتطوير المناهج وخلاف ذلك.
ولا أدري أيضا – ومن قال لا أدري فقد أفتى – هل نسيت الدكتورة الفايز أو تناست إن أعدادا كبيرة من المعلمين والمعلمات يغادرون بيوتهم شتاء وصيفا مع الأسحار منطلقين لمدارسهم التي تبعد عن منازلهم مئات الكليومترات، وبعضها يتم الوصول لها عبر طرق وعرة، وما حدث لكثير منهم من حوادث شاهد عدل على ذلك. وهل تتخيل الدكتورة الفايز أن هناك مجالا لزيادة أنصبة هؤلاء وتمديد ساعات دوامهم! وهل تناست أن لديهم - معلمين ومعلمات– ارتباطات والتزامات أسرية واجتماعية وحياتية أخرى غير العمل؟
إنني استغرب من من عايشت العملية التعليمية لدينا عن كثب مثل هذا التصريح الذي يصعب تنفيذه وبالتالي فالتلويح به لا مبرر له من وجهة نظري المتواضعة والقاصرة.
أظن – وبعض الظن – ليس بإثم أن هذا التصريح يأتي ردا على مطالبات المعلمين والمعلمات بحقوقهم المشروعة في وضعهم على مستوياتهم المستحقة وتعويضهم بفروقات ما صودر منهم طيلة سنوات! وإن لم يكن الأمر كذلك، فلعل وراء الأكمة ما وراءها. واللهم استر!
التساؤلات في ذهني تتوالى ويظهر على السطح أحدها ليقول: أليس التوجه المحمود الذي تتبناه الوزارة حاليا في ما يتعلق بالتعليم الإلكتروني كفيلا بربط الطلبة بمناهجهم حتى وهم في بيوتهم، مما يحقق بعضا من إيجابيات اليوم الدراسي الكامل! ثم أليس من شأن زيادة النصاب وتمديد اليوم الدراسي إعاقة ما تنادي به الوزارة عموما والنائبة خصوصا من أهمية تطوير المعلمين والمعلمات لأدواتهم المعرفية والمهارية من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية بشكل مستمر ومكثف.
بقي أن نتساءل هل من الضروري أن يصرح المسئول بكل ما يختلج بخاطره من رؤى وقناعات أم أن قاعدة: (ما كل ما يعلم يقال)، وقاعدة : (حدثوا الناس بما يعقلون) ينبغي أن يضعها كل مسئول أمام ناظريه وهو يدلي بتصريحاته للصحافة ووسائل الإعلام. (مثل كلمة طيبة كمثل شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء).
أخير ا وليس آخرا:
لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال.
http://www.alweeam.com/news/articles-action-show-id-1068.htm
أسأل الله الحي القيوم أن يجزاه خير الجزاء عن ماكتبه في موضوعه وأحكموا أنتم بأنفسكم
فليسعد النطق نائبة الوزير
ما إن انتهت المائة يوم التي أعلنها وزير التربية والتعليم موعدا تحل بعده مشكلة تعديل مستويات المعلمين والمعلمات، حتى فوجئوا بتصريح من قبل نائبته الدكتورة نورة الفايز تذكر فيه أن المعدل الطبيعي لنصاب المعلمة هو 30 – 35 حصة أسبوعيا وأن اليوم الدراسي ينبغي أن يصل للمغرب أو نحوٍ من ذلك!
وهنا قفز لذهني قول الشاعر العربي القديم:
لا خيل عندك تهديها ولا مال ........................... فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
وللعلم فقد كان معالي وزير التربية الأسبق الدكتور محمد الرشيد يكرر ذكر هذا البيت في بدء أحاديثه مع المعلمين.
وجال ببالي كما هو حال الكثيرين من أمثالي أسئلة شتى من قبيل: (ما هدف هذا التصريح؟) و(لماذا جاء في هذا الوقت بالذات؟) و( هل هناك نية لتطبيقه؟) وما إلى ذلك.
إن معالي- ولا أدري لماذا لا يقال – معالية - النائب تعلم علم اليقين إن مثل الطرح لن يجد سبيله للتطبيق في مدارسنا على الأقل في المستقبل المنظور لعدة أسباب منها وضع مدارسنا وجاهزيتها والتي تفتقد بعضها لأجهزة التكييف فضلا عن دورات المياه النظيفة والمناسبة للطلبة. زد على ذلك ظروف مجتمعنا ولا أقول – خصوصيته – ناهيك عن
ما يقتضيه تنفيذ مثل هذا الأمر وما يستلزمه من اعتمادات مالية قد تنوء بحملها الوزارة التي تعاني الأمرين من جراء مطالبات المعلمين والمعلمات بتعديل مستوياتهم ولا أقول تحسينها لأن هناك فرقا بين تعديل وضع خاطئ - ليصبح صحيحا - وبين تحسين وضع صحيح إلى أفضل منه، كما أنها – أي الوزارة – قد فتحت على نفسها مجالات صرف جديدة مثل التعليم الإلكتروني وتطوير المناهج وخلاف ذلك.
ولا أدري أيضا – ومن قال لا أدري فقد أفتى – هل نسيت الدكتورة الفايز أو تناست إن أعدادا كبيرة من المعلمين والمعلمات يغادرون بيوتهم شتاء وصيفا مع الأسحار منطلقين لمدارسهم التي تبعد عن منازلهم مئات الكليومترات، وبعضها يتم الوصول لها عبر طرق وعرة، وما حدث لكثير منهم من حوادث شاهد عدل على ذلك. وهل تتخيل الدكتورة الفايز أن هناك مجالا لزيادة أنصبة هؤلاء وتمديد ساعات دوامهم! وهل تناست أن لديهم - معلمين ومعلمات– ارتباطات والتزامات أسرية واجتماعية وحياتية أخرى غير العمل؟
إنني استغرب من من عايشت العملية التعليمية لدينا عن كثب مثل هذا التصريح الذي يصعب تنفيذه وبالتالي فالتلويح به لا مبرر له من وجهة نظري المتواضعة والقاصرة.
أظن – وبعض الظن – ليس بإثم أن هذا التصريح يأتي ردا على مطالبات المعلمين والمعلمات بحقوقهم المشروعة في وضعهم على مستوياتهم المستحقة وتعويضهم بفروقات ما صودر منهم طيلة سنوات! وإن لم يكن الأمر كذلك، فلعل وراء الأكمة ما وراءها. واللهم استر!
التساؤلات في ذهني تتوالى ويظهر على السطح أحدها ليقول: أليس التوجه المحمود الذي تتبناه الوزارة حاليا في ما يتعلق بالتعليم الإلكتروني كفيلا بربط الطلبة بمناهجهم حتى وهم في بيوتهم، مما يحقق بعضا من إيجابيات اليوم الدراسي الكامل! ثم أليس من شأن زيادة النصاب وتمديد اليوم الدراسي إعاقة ما تنادي به الوزارة عموما والنائبة خصوصا من أهمية تطوير المعلمين والمعلمات لأدواتهم المعرفية والمهارية من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية بشكل مستمر ومكثف.
بقي أن نتساءل هل من الضروري أن يصرح المسئول بكل ما يختلج بخاطره من رؤى وقناعات أم أن قاعدة: (ما كل ما يعلم يقال)، وقاعدة : (حدثوا الناس بما يعقلون) ينبغي أن يضعها كل مسئول أمام ناظريه وهو يدلي بتصريحاته للصحافة ووسائل الإعلام. (مثل كلمة طيبة كمثل شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء).
أخير ا وليس آخرا:
لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال.
http://www.alweeam.com/news/articles-action-show-id-1068.htm