الاختبارات التحصيلية وسيلة من وسائل القياس التي تستخدم لتدل على معرفة مستوى الطلاب في مقرر بعينه ، أو في مجموعة من المقررات الدراسية ، و هي قديمة قدم تحصيل المعارف ، و العلوم المختلفة ، حيث ارتبطت دوما بالتعليم ، و بمعرفة نتائجه . و قد تباينت آراء التربويين حول الاختبارات ، و فوائدها ، و الآثار المترتبة عليها ، فمنهم من هاجمها بشدة ، و طالب بإلغائها ، و حجة هذا الفريق ما يلي :
1 ـ نتيجة لاعتماد النتائج النهائية في قياس مستويات الطلاب على الاختبارات كوسيلة وحيدة ، فإن جزءا كبيرا من جهد الطلاب ، و وقتهم ينصرف في الاستعداد لهذه الاختبارات بصرف النظر عن أي استفادة أخرى في عملية التعلم .
2 ـ يعتمد الطلاب لنجاحهم في الاختبارات على الحفظ ، و الاستظهار اللذين قد يصاحبهما الفهم ، و الغاية من ذلك أن يكونوا على معرفة تامة بكل المقررات المطلوبة بحيث يتمكنوا من إجابة على الأسئلة ، و بعد ذلك لا يهم أن تحتفظ الذاكرة بتلك المعلومات ، أو تذهب أدراج الرياح .
3 ـ حفظ الطلاب للمعلومات التي سيختبرون فيها و استظهارها يدفعهم إلى البحث عن شيء يحفظونه بغض النظر عن قيمته المعرفية ، لذلك انتشرت ظاهرة كتب تبسيط المواد الدراسية ، و الملخصات ، و المذكرات و ما إلى ذلك على الرغم من السلبيات الناجمة عنها .
4 ـ أصبحت الدراسة بالشكل الذي عرضناه سابقا وسيلة لتأدية الاختبارات ، و أصبح الاختبار ، وسيلة لانتقال الطلاب من مرحلة لأخرى ، أو لدخول الجامعة ، و عليه فقد ضاعت القيم التربوية لكل ما يدرس في غمرة الانشغال بالاختبارات .
5 ـ يترتب على إعطاء الاختبارات أهمية كبرى ـ باعتبارها وسيلة القياس الوحيدة في معرفة قدرات الدارسين على النجاح ، أو الرسوب ـ ظاهرة الغش التي تفشت بين مختلف فئات الطلاب ، كما تفننوا في إيجاد أنواع مختلفة منه .
6 ـ شجع اعتماد الجامعات في نظام قبول الطلاب على معيار واحد ألا و هو النسبة المئوية للدرجات التي تحصل عليها الطلاب إلى تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية التي ليس الغرض منها حصول الطلاب على معارف ، و معلومات أوسع ، و أعمق ، و إنما الغاية منها فقط الحصول على درجات أكثر ، مما يساعد على تحقيق رغبات الطلاب في دخول الكليات التي يرغبونها .
7 ـ يصاحب عملية الاختبارات كثير من الشد العصبي عند الطلاب الأمر الذي ينعكس سلبا على أنفسهم ، و على أولياء أمورهم ، و أسرهم عامة ، فتعيش الأسرة فترة ليست بالقليلة قبل الاختبارات و أثنائها حالة من التوتر ، و الاستعداد غير العادي لهذه الاختبارات و كأنها في حالة طوارئ .
8 ـ اهتمام السلطات التعليمية بالاختبارات يدفعها إلى أنفاق الكثير من الوقت و الجهد و المال عليها ربما أكثر مما ترصده لأوجه الأنشطة التعليمية المختلفة التي تنمي الطلاب في جوانب شخصياتهم المتعددة .
9 ـ تخلوا وسيلة الاختبارات الحالية من أساس هام كان ينبغي أن يكون فيها ألا و هو تشخيص حالة الطالب بدقة من حيث نواحي ميوله ، و استعداداته ، و قدراته ، و قد يكون لعامل الصدفة في اجتياز الاختبار ، و الحصول على درجة جيدة دور ما في ذلك .
10 ـ إن الاختبارات كوسيلة للقياس لا تبين مقدار جودة الكتاب المدرسي ، أو ملاءمة الطرق ، أو الأساليب التي يتبعها المعلم في تدريسه ، كما أنها لا تعكس ملاءمة المنهج كله بالنسبة للطالب ، أو المجتمع .
11 ـ الاختبارات بالصورة التي تنفذها المؤسسات التعليمية لا تعكس أي مظهر من مظاهر نشاط الطلاب في فصولهم ، أو في مدارسهم بصفة عامة .
أما الفريق المدافع عن الاختبارات فيرى فيها بعض الفوائد ، و ربما لعدم إيجاد البديل للأسباب آلاتية :
1ـ يعتبرها القائمون على التعليم وسيلة ناجحة لقياس مستويات الطلاب خاصة في غياب نظام بديل مقنع ، و يدافعون بأن ما يصاحبها من ظواهر سلبية كالغش ، و الكتب المبسطة و الملخصات ، أمور لا تعيبها بقدر ما تعيب النظام الذي يعجز عن ضبط مثل هذه الأمور أو الحد منها .
2 ـ تعتبر الاختبارات من جهة رسمية وسيلة منطقية ، تخبر الطلاب بمدى تقدمهم بالنسبة لا نفسهم ، و بالنسبة لزملائهم ، لهذا فهي قد تدفع أعداد منهم نحو المحافظة على المستويات الطيبة التي وصلوا إليها ، كما أنها تحفز المتخلفين على محاولة اللحاق بأقرانهم و تعويض ما فاتهم .
3 ـ تعتبر الاختبارات وسيلة تنبيه ، تدفع أولياء الأمور لمتابعة أبنائهم ، و الوقوف عن كثب لمعرفة مستوياتهم، و حثهم على مضاعفة الجهد ، كما تساعد على الربط بين المدرسة ، و البيت بحيث يكون الطرفان على اتصال مستمر ، أو حين تستدعي الضرورة ذلك .
4 ـ تعكس الاختبارات مستويات الطلاب المختلفة ، و التي من خلالها تتعرف المدرسة المتدني ، فتقوم بوضع البرامج العلاجية التي تساعد الطلاب على تحسين مستواهم .
5 ـ تعتبر الاختبارات بمثابة مؤشر يبين المعلم مدى نجاحه في جهوده مع طلابه ، كما تبين له موقعه بالنسبة لزملائه المعلمين في المدرسة ، مما يدفع البعض إلى بذل المزيد من العطاء أو الجهد .
6 ـ يمكن لخبراء المناهج أن يستفيدوا من النتائج التي تتوصل إليها الاختبارات في عملية تطوير المناهج بكل ما تشمل عليه من برامج ، و كتب ، و طرق التدريس و وسائل في ضوء ما يحققه الطلاب من الأهداف التربوية التي رسمت مسبقا .
7 ـ من خلال الاختبارات يتمكن الطالب من تحديد قدراته ، و ميوله نحو تخصص معين يسهل عليه اجتيازه مستقبلا .
8 ـ إذا أديت الاختبارات بأمانة ، و دقة ، و موضوعية فإنها تعلم الطلاب قيما عظمى في حياتهم : كالانضباط في المواعيد ، و الدقة في التنفيذ ، و الأمانة في الأداء ، و الحفظ ، و النقول العلمية .
9 ـ تتطلب الاختبارات إعادة تنظيم الأفكار الواردة في الكتاب المقرر ، و عرضها في ترتيب ، و أسلوب يحقق المطلوب من السؤال ، و من هنا فهي تكشف عن قدرة المدرس على التعبير بأسلوبه الخاص عما استوعب من معلومات .
يتبع ...........................
1 ـ نتيجة لاعتماد النتائج النهائية في قياس مستويات الطلاب على الاختبارات كوسيلة وحيدة ، فإن جزءا كبيرا من جهد الطلاب ، و وقتهم ينصرف في الاستعداد لهذه الاختبارات بصرف النظر عن أي استفادة أخرى في عملية التعلم .
2 ـ يعتمد الطلاب لنجاحهم في الاختبارات على الحفظ ، و الاستظهار اللذين قد يصاحبهما الفهم ، و الغاية من ذلك أن يكونوا على معرفة تامة بكل المقررات المطلوبة بحيث يتمكنوا من إجابة على الأسئلة ، و بعد ذلك لا يهم أن تحتفظ الذاكرة بتلك المعلومات ، أو تذهب أدراج الرياح .
3 ـ حفظ الطلاب للمعلومات التي سيختبرون فيها و استظهارها يدفعهم إلى البحث عن شيء يحفظونه بغض النظر عن قيمته المعرفية ، لذلك انتشرت ظاهرة كتب تبسيط المواد الدراسية ، و الملخصات ، و المذكرات و ما إلى ذلك على الرغم من السلبيات الناجمة عنها .
4 ـ أصبحت الدراسة بالشكل الذي عرضناه سابقا وسيلة لتأدية الاختبارات ، و أصبح الاختبار ، وسيلة لانتقال الطلاب من مرحلة لأخرى ، أو لدخول الجامعة ، و عليه فقد ضاعت القيم التربوية لكل ما يدرس في غمرة الانشغال بالاختبارات .
5 ـ يترتب على إعطاء الاختبارات أهمية كبرى ـ باعتبارها وسيلة القياس الوحيدة في معرفة قدرات الدارسين على النجاح ، أو الرسوب ـ ظاهرة الغش التي تفشت بين مختلف فئات الطلاب ، كما تفننوا في إيجاد أنواع مختلفة منه .
6 ـ شجع اعتماد الجامعات في نظام قبول الطلاب على معيار واحد ألا و هو النسبة المئوية للدرجات التي تحصل عليها الطلاب إلى تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية التي ليس الغرض منها حصول الطلاب على معارف ، و معلومات أوسع ، و أعمق ، و إنما الغاية منها فقط الحصول على درجات أكثر ، مما يساعد على تحقيق رغبات الطلاب في دخول الكليات التي يرغبونها .
7 ـ يصاحب عملية الاختبارات كثير من الشد العصبي عند الطلاب الأمر الذي ينعكس سلبا على أنفسهم ، و على أولياء أمورهم ، و أسرهم عامة ، فتعيش الأسرة فترة ليست بالقليلة قبل الاختبارات و أثنائها حالة من التوتر ، و الاستعداد غير العادي لهذه الاختبارات و كأنها في حالة طوارئ .
8 ـ اهتمام السلطات التعليمية بالاختبارات يدفعها إلى أنفاق الكثير من الوقت و الجهد و المال عليها ربما أكثر مما ترصده لأوجه الأنشطة التعليمية المختلفة التي تنمي الطلاب في جوانب شخصياتهم المتعددة .
9 ـ تخلوا وسيلة الاختبارات الحالية من أساس هام كان ينبغي أن يكون فيها ألا و هو تشخيص حالة الطالب بدقة من حيث نواحي ميوله ، و استعداداته ، و قدراته ، و قد يكون لعامل الصدفة في اجتياز الاختبار ، و الحصول على درجة جيدة دور ما في ذلك .
10 ـ إن الاختبارات كوسيلة للقياس لا تبين مقدار جودة الكتاب المدرسي ، أو ملاءمة الطرق ، أو الأساليب التي يتبعها المعلم في تدريسه ، كما أنها لا تعكس ملاءمة المنهج كله بالنسبة للطالب ، أو المجتمع .
11 ـ الاختبارات بالصورة التي تنفذها المؤسسات التعليمية لا تعكس أي مظهر من مظاهر نشاط الطلاب في فصولهم ، أو في مدارسهم بصفة عامة .
أما الفريق المدافع عن الاختبارات فيرى فيها بعض الفوائد ، و ربما لعدم إيجاد البديل للأسباب آلاتية :
1ـ يعتبرها القائمون على التعليم وسيلة ناجحة لقياس مستويات الطلاب خاصة في غياب نظام بديل مقنع ، و يدافعون بأن ما يصاحبها من ظواهر سلبية كالغش ، و الكتب المبسطة و الملخصات ، أمور لا تعيبها بقدر ما تعيب النظام الذي يعجز عن ضبط مثل هذه الأمور أو الحد منها .
2 ـ تعتبر الاختبارات من جهة رسمية وسيلة منطقية ، تخبر الطلاب بمدى تقدمهم بالنسبة لا نفسهم ، و بالنسبة لزملائهم ، لهذا فهي قد تدفع أعداد منهم نحو المحافظة على المستويات الطيبة التي وصلوا إليها ، كما أنها تحفز المتخلفين على محاولة اللحاق بأقرانهم و تعويض ما فاتهم .
3 ـ تعتبر الاختبارات وسيلة تنبيه ، تدفع أولياء الأمور لمتابعة أبنائهم ، و الوقوف عن كثب لمعرفة مستوياتهم، و حثهم على مضاعفة الجهد ، كما تساعد على الربط بين المدرسة ، و البيت بحيث يكون الطرفان على اتصال مستمر ، أو حين تستدعي الضرورة ذلك .
4 ـ تعكس الاختبارات مستويات الطلاب المختلفة ، و التي من خلالها تتعرف المدرسة المتدني ، فتقوم بوضع البرامج العلاجية التي تساعد الطلاب على تحسين مستواهم .
5 ـ تعتبر الاختبارات بمثابة مؤشر يبين المعلم مدى نجاحه في جهوده مع طلابه ، كما تبين له موقعه بالنسبة لزملائه المعلمين في المدرسة ، مما يدفع البعض إلى بذل المزيد من العطاء أو الجهد .
6 ـ يمكن لخبراء المناهج أن يستفيدوا من النتائج التي تتوصل إليها الاختبارات في عملية تطوير المناهج بكل ما تشمل عليه من برامج ، و كتب ، و طرق التدريس و وسائل في ضوء ما يحققه الطلاب من الأهداف التربوية التي رسمت مسبقا .
7 ـ من خلال الاختبارات يتمكن الطالب من تحديد قدراته ، و ميوله نحو تخصص معين يسهل عليه اجتيازه مستقبلا .
8 ـ إذا أديت الاختبارات بأمانة ، و دقة ، و موضوعية فإنها تعلم الطلاب قيما عظمى في حياتهم : كالانضباط في المواعيد ، و الدقة في التنفيذ ، و الأمانة في الأداء ، و الحفظ ، و النقول العلمية .
9 ـ تتطلب الاختبارات إعادة تنظيم الأفكار الواردة في الكتاب المقرر ، و عرضها في ترتيب ، و أسلوب يحقق المطلوب من السؤال ، و من هنا فهي تكشف عن قدرة المدرس على التعبير بأسلوبه الخاص عما استوعب من معلومات .
يتبع ...........................