الإخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مشاركتي الأولى في المنتدى وهي عبارة عن مقال أرد فيه على أحد كتاب الصحف الإلكترونية الذي تهجم على المعلمين وكتب مقالاً بعنوان "يامعلمين مطالبكم غير شرعية "
وسوف يتسم ردي بالموضوعية لابالتعصب ويسرني مروركم وتعليقكم ونقدكم الهادف:
المقال
( المعلمون يحملون رسالةً وهؤلاء يحملون حقداً )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مشاركتي الأولى في المنتدى وهي عبارة عن مقال أرد فيه على أحد كتاب الصحف الإلكترونية الذي تهجم على المعلمين وكتب مقالاً بعنوان "يامعلمين مطالبكم غير شرعية "
وسوف يتسم ردي بالموضوعية لابالتعصب ويسرني مروركم وتعليقكم ونقدكم الهادف:
المقال
( المعلمون يحملون رسالةً وهؤلاء يحملون حقداً )
قرأت مقالاً لأحدهم في إحدى الصحف الإلكترونية – ووصفي لما كتبه بالمقال تجاوزاً فقط وإلا هو في الحقيقة مجرد حشو لفظي يفتقر إلى جميع عناصر المقال – المهم أنني سأستعرض بعضاً مما ذكره الكاتب دون التعرض إلى لغته أو أسلوبه أو حسن سبكه وحبكه وسأكتفي بالرد عليه في بعض اتهاماته بكل موضوعية وهدوء .
بدأ " كاتبنا العزيز " بقوله : " حذرنا المسؤولين وقلنا لاتعطون المعلمين وجه "
تحس وأنت تقرأ الجملة السابقة بأنك تقف أمام شخص " واصل " ويخاطب المسؤولين على الدوام ويقدم لهم النصح والمشورة فلله دره من ناصح .
ثم علل سبب تقديمه لتلك النصيحة بقوله : " لأن مطالبهم غير شرعية " ولك عزيزي القارئ أن تضع خطوطاً بالطول و بالعرض تحت كلمة " شرعية " فهذا ادّعاء غير مباشر بمعرفته وإلمامه بالعلوم الشرعية وقدرته على إصدار الأحكام بكل عدل وحق.
انتقل بعدها ليقول : " لا إنتاجية ومع هذا يطالبون بحقوق أكثر مما يستحقون " ومن خلال هذه الجملة سأتفق معه بأن قيمة الإنسان بما يقدمه وسأفترض جدلاً بأن المعلمين لم يقدموا شيئاً يكسبهم قيمة ً وأهمية ولكني سأسأله هو عما قدمه وما أنجزه ليتميز عن أولئك المعلمين .
بعد ذلك قال : " أغلب موظفي الدولة لم يتعينوا على مراتبهم المستحقة ولم يطالبوا مثل المعلمين "
وردي عليه بالآتي : ياعزيزي من لم يطالب هذا شأنه ، ومادام أن النظام كفل لكل مواطن المطالبة بحقه بالطرق النظامية فذلك اعتراف بحق كل ذي حق ، هذا بالإضافة إلى أن المعلمين قدموا مثالاً رائعاً للمطالبة بالحق حيث لجأوا إلى الوسائل والجهات القانونية والشرعية المختصة ولم يعمدوا إلى القيام بمخالفات نظامية أو أمنية وهذا دليل وعي وتحضر لاشك فيه .
ثم عاد ليخاطب المسؤولين وينهال عليهم باقتراحاته " الخنفشارية " فيقول : " اقتراحي على المسؤولين أن يخيروا المعلمين بين الواقع أو تقديم استقالاتهم " سبحان الله ، ياأخي " قل خيراً أو اصمت " تريد أن تقطع أرزاق أسر بكاملها بسبب أن من يعولهم يطالب بحقه ، " بصراحة قوية شوية "
ثم استعرض بعد ذلك العديد من الأمور مثل عدم الانضباط وكثرة الإجازات والعلاوات السنوية والخروج المبكر وساعات العمل وخلافه ، ثم توالت عليه الردود من القراء حيث غالا بعضهم في السب والشتم وهذا خطأ أعاتبهم عليه فقد عبروا عن استيائهم بطريقة خاطئة جداً، ثم عاد ليرد من جديد فقال : " المدرس هو الكائن الحي الذي يأخذ مبلغاً مقابل ثرثرته ، المدرس هو الكائن الحي الذي ساعات نومه في الليل والنهار سواء ، المدرس هو أكبر كائن حي يبيع ويشتري في سوق الأسهم ، المدرسين أكثر الكائنات الحية يستهلكون الإستراحات ، أكثر الكائنات الحية المسببة لانقراض " التيوس " ، المدرس هو الكائن الذي له كرش كالناقة على وشك أن تضع " لاحظوا معي ماذكره وتمعنوا في استخدامه للفظة " كائن " وهو أسلوب لايخلو من الدهاء حيث أن الكائن يشمل الإنسان وغيره فكان حريّ به لو أنه أراد نقداً هادفاً أن يبتعد عن تلك الألفاظ التي توحي للقارئ بإيحاءات سيئة هذا بالإضافة إلى أن جميع ما تعرض له في جملة كلامه الأخير كان يدور حول أمور شخصية لادخل لها في العملية التعليمية فلا يضر المعلم كونه ينام أو يذهب للإستراحات ولا يعيبه أنه يأكل " التيوس " عل الأقل هو لايأكل لحوم إخوانه من المسلمين بالغمز واللمز والغيبة ..
ولو كان " كاتبنا الفاضل " " حيادياً " لما تطرق لذلك كله ، ثم ختمها وللأسف بذلك التشبيه الذي وإن كنت أعتب على أحد فسأعتب أولاً على تلك الصحف الإلكترونية التي تسمح لكتابها بالتعدي على الناس وتنشر الغث والسمين على حد سواء وذلك يتنافى جملة وتفصيلاً مع أدبيات المهنة الصحافية – هذا إن كانت تعرف شيئاً عن تلك الأدبيات –
أخيراً عزيزي كاتب مقال " يامعلمين مطالبكم غير شرعية "
أجحفت حقوق المعلمين وتكلمت بما ليس من حقك وخضت فيما لاتعلم فإن كنت تعاني من حساسية مفرطة تجاه المعلمين فذلك لايعطيك الحق بالتلفظ عليهم والتقليل من مكانتهم ، وإن كنت تبحث عن الشهرة وتصويب العيون نحو كتاباتك فاعلم أن قيمة الأمور بكيفيتها لابكمها ، كذلك لابد أن تعلم بأن المعلمين بشر منهم المحسن ومنهم المسيء فيهم الصالح وفيهم الطالح مثلهم في ذلك مثل غيرهم من البشر والموظفين ففي النهاية هم بشر وغير منزهين ، أما طلبي ماقبل الأخير فهو يدور حول الرشاقة حيث أنني أرجو أن تكون إنساناً " خالياً من الدهون " حتى لاينطبق عليك ماوصفت به غيرك ، وتذكر دائماً عزيزي قبل أن تبدأ بمشروع كتابة ما قول الشاعر :
يقال بأن عقول الرجال تحت أسنة أقلامها
............
............
ودمتم بخير