Maroom

Maroom

من هنا نبدأ

حسن الفيفي

عضوية تميّز
عضو مميز
الأربعاء, 7 أكتوبر 2009


د.حمود أبو طالب




نتّفقُ تمامًا مع سمو وزير التربية والتعليم في قوله: “إن الإنسان لا يتحرّك إلاَّ إذا واجه أمرًا يحتاج إلى أخذ الحِيطة والحذر، وإنّ الثغرات لا تنكشف إلاَّ في وضع كهذا”. نعم.. هذه هي القاعدة العامة، حتى وإن كان سموه يقصد الاستعدادات الخاصة لبدء العام الدراسي، مع أخذ الاحتياطات الضرورية لمواجهة وباء أنفلونزا الخنازير.. ولكن ليسمح لنا سموه الكريم أن نقول بأن بعض الثغرات، أو كثيرًا منها بالإمكان تلافيه استباقيًّا، بالعمل الجاد المخلص، وفق خطط صحيحة، ينفّذها القادرون الأكفاء، الذين يسخّرون عقولهم والموارد المتاحة لهم بشكل متقن، وأمانة، وضمير حيّ.
ولعلّ سموه قد أشار إلى هذه الحقيقة بأسلوبه الخاص حين قال -خلال جولته الميدانية يوم السبت الماضي-: (لدينا مبالغ مالية كثيرة، ولكن هناك سوء إدارة للتصرّف والإنفاق).. ومع أن قوله هذا هو السبب الأساسي في القصور والثغرات، وسوء الخدمة المقدّمة للمواطن في مجالات كثيرة، إلاَّ أننا لو اقتصرنا الحديث على مجال التعليم لوجدنا هذا السبب يتجلّى بشكل صارخ جدًّا.
قطاع التعليم العام يحظى منذ سنوات طويلة بأكبر ميزانية يمكن للمرء أن يتخيّلها، ويحظى بدعم إضافي يفوق الميزانيات الأساسية للتعليم في عدة دول مجتمعة، ومع ذلك ما الذي تحقق في أبسط الأساسيات وأهمّها، كالمباني المدرسية؟
كم هي السنوات التي مضت ونحن نسمع مقولة “التخلّص من المباني المستأجرة”، التي ليست غير صالحة للعملية التعليمية فحسب، وإنّما تمثّل خطرًا حقيقيًّا على صحة الطلاب والطالبات! كم هي المبالغ التي رُصدت لهذا الجانب؟ وما هي النتيجة؟
لولا (سوء الإدارة في التصرّف والإنفاق) الذي أشار إليه سموه بشفافية يُشكر عليها لما استمر معظم الطلاب والطالبات في مبانٍ متهالكة، وغير آمنة، يتكدّسون فيها بشكل غير إنساني في الظروف العادية، فكيف ونحن نواجه أزمة صحية طارئة، من أهم عناصر مواجهتها وجود الفصول التي تتحقق فيها أهم الاشتراطات الصحية؟
لقد أشرتم يا سمو الأمير إلى أُسِّ المشكلة، ولعلّ وزارتكم تكون القدوة للبقية في إعلان الحرب عليها دون هوادة، أو مجاملة، أو تهاون.
http://www.al-madina.com/node/185326
 
أعلى