Maroom

Maroom

المعلمات يعملن بالنظافة ويغطين فجوة الكوادر الطبية في المدارس

حسن الفيفي

عضوية تميّز
عضو مميز
أولياء الأمور يشتكون .. والمعلمات يعملن بالنظافة ويغطين فجوة الكوادر الطبية في المدارس

عزل المدارس.. بـ (الشبهات)!

جدة - شمس


تداخل القرار الإداري في بعض المؤسسات التعليمية مع الصحية تسبب في حدوث ارتباك بين المدارس وأولياء الأمور، إذ إنه بموجب الصلاحيات الطبية الممنوحة للوحدات الصحية لعزل المشتبه بهم، استلمت بعض المعلمات تلك الصلاحية وبدأن في اتخاذ قرارات عدم الحضور أو العزل لمجرد الاشتباه، وذلك مما أحدث جدلا واسعا، وترك سؤالا كبيرا حول مَن يملك القرار؟ وأين أصحاب الشأن؟ ومتى تنتهي هذه الحالة التي تأتي ضمن تبعات الخوف من تفشي ظاهرة إنفلونزا الخنازير؟.
قفزت المعلمات إلى اتخاذ القرار، بداهة يوجب رفض أولياء أمور الطالبات في مدارس جدة لعدم اتساقه مع مقتضيات تتطلب تشخيصا طبيا هن غير مؤهلات له، ويؤكد ذلك شكوى عدد منهم من حرمان بناتهم من دخول الفصول الدراسية، ومنعهن من أداء الاختبارات الشهرية مع بقية زميلاتهن بحجة الخوف على بقية الطالبات، دون إبداء أي أسباب مقنعة لهذا المنع الذي يندرج، حسب وصف المعلمات، ضمن أخذ الحيطة تجاه أي اشتباه بأي عارض صحي.
“شمس” تابعت وقائع ما حدث واستطلعت الآراء لتضع القضية على طاولة المسؤولين بانتظار مَن يحسم الجدل.
أثر نفسي سلبي


خوف المعلمات مبرر، ولكن وصوله إلى حد اتخاذ القرار الذي يبدد ذلك الخوف دون صلاحيات طبية وتشخيصية يبقى هذا أمرا غير مبرر أو مقنع لأولياء الأمور.
يقول أحمد الطالعي، والد إحدى الطالبات، إن ابنته بقيت لثلاثة أيام توجد في غرفة العزل بسبب غيابها لعدة أيام لشعورها بارتفاع في درجة الحرارة فقط دون عوارض صحية أخرى، وهو الأمر الذي حرمها الاستفادة من الحصص الدراسية مع بقية زميلاتها، وتساءل.. كيف يمكن لمعلمة أن تقوم بدور الطبيبة والمعلمة في الوقت نفسه؟ وما مؤهلاتها الطبية التي تجعلها تتخذ قرارا بعزل الفتاة دون معرفة؟، مؤكدا أن قرار عزل الفتاة أو منعها من الحضور هو قرار طبي يحدده مختص في المجال وليس مجرد اجتهادات من قِبل المعلمات.
نقص طبي


شح الكوادر الطبية التابعة للمدارس تسبب في إقدام المعلمات على تشخيص الحالات سواء عن خبرة بالأعراض أو من باب الثقافة الطبية العامة، ولكن ذلك لا يطمئن أولياء الأمور ولا يكفيهم للاقتناع بأي دور طبي للمعلمات.
يقول علي العتيبي إن وزارة التربية والتعليم ملزمة بتأمين كوادر طبية في كل المدارس لتحديد خطورة أي حالة واتخاذ قرار عزل الطالبة أو منعها من الحضور.
تجربة في العزل


فكرة العزل تبدو مرعبة للطالبات المشتبه في إصابتهن، وضاعف العزل من خوفهن على أوضاعهن الصحية خصوصا من يشعرن بأعراض الإنفلونزا الموسمية.
وأكدت الطالبة شهد حسن أن عزلها في غرفة مستقلة أشعرها بالخوف، وجعلها عرضة للسخرية من بقية زميلاتها اللاتي أصبحن يتخوفن من مرافقتها، مؤكدة أنها لا تعاني أي مرض، وتقول: أنا عطست أثناء الحصة، وكان القرار السريع وضعي في غرفة العزل لمدة يومين، ومنعي من الدخول إلى الفصل إلى حين إحضار تقرير طبي يؤكد سلامتي”. ومن جانب آخر تقول المعلمة “ ن. الغامدي”: “شخصت الوضع بأنه تجاوز حدود الحذر، ولدينا تعليمات مشددة بعزل أي طالبة يشتبه في حالتها”، وأضافت: “أصبحنا نقوم بدور المعلمة والطبيبة حتى إننا نقوم أحيانا بدور العاملات، حيث ننظف الفصول بالمطهرات، وهذا ليس دورنا ولكننا نقوم بذلك من باب المساعدة وسد النقص الحاصل في المدارس للعاملات”.
الأطباء يحددون العزل


وتؤكد الدكتورة حسنية، الطبيبة بأحد المراكز الطبية بمدينة جدة، أن عيادتها تتلقى العديد من الحالات يوميا، وجميعها لا تستدعي التحويل أو العزل أو منع الحضور لأن الطالبة معرضة للعطس أو السعال، وهذا يحدث بشكل طبيعي في حال ارتفاع برودة الفصل من جراء التكييف أو لتناثر الغبار أو للروائح العطرية من قِبل بعض الطالبات، وهي أمور عادية وطبيعية.
وقالت: “من يحدد العزل أو الغياب هم الأطباء، ولهذا يجب وجودهم في جميع المدارس، مقدرة في الوقت نفسه حرص المعلمات على صحة الطالبات والرعب من مرض إنفلونزا الخنازير، ولكن يبقى في الأخير أصحاب الشأن هم من يحدد خطورة أي حالة ومدى حاجتها إلى الغياب أو العزل”.
عزل بسبب كحة طبيعية


من جهة أخرى أكدت أميمة زاهد، مديرة وحدة الإعلام التربوي والعلاقات العامة النسائية في تعليم بنات جدة، أنه ليس من المنطق أن تقوم معلمة بإخراج طالبة من الفصل لأجل “عطس” أو “كحة طبيعية”.. فالمعلمات لا يخرجن الطالبة من الفصل إلا في حالة ظهرت أو لوحظت عليها الأعراض مثل ارتفاع الحرارة والسعال وغيرها، مشيرة إلى أن الوحدة الصحية لم يسبق أن وصلت إليها حالات من هذا النوع. وتستطرد لا يمكن العزل إلا في الحالات المشتبه بها، ويتم التعامل معها حسب التعليمات الصادرة من قِبل وزارتي التربية والتعليم والصحة، حيث أعتقد أن لديها معلومات أكثر لأنها الجهات المختصة بالحديث حول هذه المواضيع التي منها عدم تزويد المدارس بممرضات أو طبيبات أو غير ذلك. وقد سعت “شمس” كثيرا للاتصال بالمتحدث الرسمي لوزارة الصحة، ولكنه لم يرد على الاتصالات مطلقا.


خطط (التربيـة) في اختبـار (الخنازيـر)

أطلقت إدارة الصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم، قبل وقت كاف من انطلاق العام الدراسي، المرحلة الأولى من الجزء الأول لتدريب الطاقم المكون من ألفي شخص ما بين طبيب وفني، وذلك في ست مناطق تشمل جدة، والرياض، والدمام، والمدينة المنورة، وأبها، والقصيم.
وتم تدريب الطاقم على أيدي أطباء، اتجهوا فور انتهاء الدورات ليدربوا ممثلي المدارس التي يبلغ عددها 33 ألف مدرسة؛ ومن ثم عاد هؤلاء الممثلون إلى مدارسهم ليستكملوا المرحلة الأخيرة من التدريب والتثقيف والتوعية لكافة الطلبة والطالبات.
فيما كان الجزء الثاني من الخطة هو استكمال استعدادات المدارس وتجهيزها بالوسائل الوقائية التي تمنع انتقال العدوى إلى الطلاب وتوفير غرف العزل، في ظل تنسيق كبير مع وزارة الصحة في الاستفادة من المراكز الصحية المنتشرة بالأحياء حيث يتم توزيع المدارس على المراكز الصحية حسب المنطقة الجغرافية، على أن يكون لكل مدرسة آلية تواصل مع كل مركز صحي قريب منها.

http://www.shms.com.sa/html/story.php?id=77429
 
أعلى