ياسمين الحمد - جدة
قررت وزارة التربية والتعليم تحسين مستويات نحو 8898 معلمة من بين خطة تشمل 400 ألف معلمة.. الا ان 19 ريالا تمثل مقدار الزيادة التي طالت رواتب تلك المعلمات، بددت فرحة المعلمات. ومع ان معاناة المعلمات وركضهن الطويل وراء المطالبة بتحسين المستوى حفاظا على حقوقهن المادية والمعنوية، كان من المفترض ان يحسما القرار الاداري، الا ان المعلمات وجدن انفسهن ضحايا لقرار يجعل خريجات البكالوريوس اقل تحسنا من خريجات الدبلوم. فالزيادة لا تكاد تذكر، الامر الذي يفتح باب السؤال.. هل التحسين من اجل التحسين وادراكا لمعاناة المعلمات ام من اجل فرقعة تنهي جدلا واسعا صاحب عدم التحسين؟واذا كان المعلمون اثاروا قبل عدة اشهر اعتراضهم على طريقة تعديل المستويات، والمتمثلة في الترقية للمستوى التالي لاقرب راتب، واعتبروها غير مناسبة لانها لا تحقق الغرض من التعديل، وان قرارات تحسين المستوى الاخيرة والتي شملت الالاف ربما جاءت لامتصاص حماسهم جراء مقاضاة الوزارة. فان واقع المعلمات هو الاخر يكرس حقيقة واحدة مفادها ان التحسين لا يحسن رواتب المعلمات. تحسين وهمي
وتتعجب نادية حامد من تحسين مستواها اسما فقط دون أي زيادة تذكر لانها لا تتجاوز 19 ريالا على الراتب الأصلي، وقالت أنا معلمة بكالوريوس تربوي من عام 1417 هـ تم تحسين مستواي من الثالث إلى المستوى الخامس بزيادة في الراتب لا تتجاوز 19 ريالا شهريا على الراتب الأصلي، بينما معلمات الدبلوم تم تحسين مستواهن من الثالث إلى الرابع، وزادت رواتبهن 200 ريال.
العدالة في السادسة اما معلمة مرحلة ثانوية بجدة فتحية المغربي أرسلت عبر الإيميل رسالة تظلم إلى وزير التربية والتعليم تشكو مما اعتبرته اجحافا في حقها، بعد سنوات الخدمة التي قضتها في التعليم والتي تجاوزت 12 عاما.
وقالت تلقيت الرد على الشكوى بتاريخ 29/5، حيث وصلت المعاملة إلى إدارة جدة وتم إخباري أنه كتب في المعاملة " نرجو على الجهات المختصة النظر في موضوع المعلمة وإقناعها " وعند الاستفسار من إدارة جدة عن المعاملة لم أحظ بأي رد أو تجاوب حول معاملتي، فراجع زوجي تعليم جدة فاخبروه انهم يسيرون على المسيرات وعلى قرار التحسين الصادر من الوزارة، وتعطى الدرجة المستحقة بالنظر للدرجة السابقة التي كانت عليها.
واضافت ان الرد دفعها الى ارسال خطاب تظلم آخر للوزير ولازالت في انتظار الرد.وابانت ان معاناتها تكمن في انها من دفعة 1416هـ، ولم يتم تحسين مستواها سوى هذا العام وعلى الدرجة الخامسة، فيما زميلاتها من معلمات الدبلوم اللاتي شملهن نفس القرار تم تحسين مستواهن من الثالث إلى الرابع وعلى الدرجة السادسة.
وقالت نحن لا زلنا على الدرجة الخامسة فأين العدالة في ذلك، وبالنسبة للزيادة المالية أخذوا فروقات في السابق تجاوزت 12000، فيما فروقاتنا لا تتجاوز 9000 ريال إلى جانب الزيادة في الراتب الأصلي لمعلمات الدبلوم حتى تجاوزت رواتبهن 9200 ريال، ونحن لم نتجاوز هذا الرقم رغم الخدمة الطويلة التي قضيناها في التعليم.
واضافت المغربي: اطالب بالعدالة وإعطائنا حقوقنا كاملة من حيث استحقاقنا للدرجة المستحقة (السادسة) ومن حيث الزيادة في الراتب الأصلي.
وتقول نايفة الحميري نظام التحسين لم يخدمنا بل خدم معلمات الدبلوم وهن أقل منا في الجانب التربوي التعليمي، فأنا من دفعة 1416 هـ وعند انتظار التحسين على أمل يساعدنا في التغيير من مستوانا ودخلنا الحالي فوجئنا بالزيادة التي لا تتجاوز الـ 20 ريالا على الراتب الأصلي دون أي اعتبار لسنوات الخدمة الماضية، وتزعم أن القرار بيد إدارة تعليم جدة فالوزارة رفعت التحسين وعلى الإدارات الأخرى النظر في مطالب المعلمات، وإعطاؤنا حقوقنا المفقودة.
وترى نجلاء عامر من الشرقية انهن أقل حظا من المعلمين على الرغم من التفاني والعطاء الذي تقدمه المعلمات، دون مردود معنوي ومادي، وقالت بعد سنوات الخدمة لم يتم تحسين مستوانا إلا مؤخرا، وليس ذلك فحسب بل نجد ان معلمات الدبلوم على المستوى الرابع أفضل حظا منا كمعلمات بكالوريوس تربوي، لذا نطالب بإعطائنا كامل حقوقنا ومساواتنا بغيرنا.
زيادة لا تذكر
اما رنده محمد من محافظة الليث من دفعة 1416، فنالت اخيرا تحسين المستوى إلى الخامس وفرحت بالتحسين، وتلقت التهنئة، ولكن بقى التحسين على الورق أو كلام صحف (حسب قولها) دون أي مردود يذكر، وقالت انني على الدرجة الخامسة، بينما يفترض أن أكون أعلى من هذه الدرجة المستحقة والزيادة لا تكاد تذكر لانها لا تتجاوز 19 ريالا.
وأشارت ليلى السلمي من مكة أنه لا بد النظر في قرار تحسين المستوى من حيث مراعاة الدرجة والزيادة، خاصة ان الزيادة السنوية على الأقل أفضل بكثير، وإن كانت لا تتجاوز 200 ريال ولكن 19 ريالا بعد تحسين المستوى ماذا تفعل مع ارتفاع الحياة المعيشية والغلاء الذي أصبح شبحا يطارد الناس في معظم السلع، ويجب إعطاؤنا حقنا نفسيا ومعنويا وماديا بعد سنوات الخدمة التي تجاوزت 13 عاما.
واعتبرت نورة شرواني مشرفة إعلام تربوي بإدارة التربية والتعليم بجدة ان ما تتعرض له المعلمات من اجحاف لحقهن في تحسين المستوى ماديا ومعنويا يؤثر على نفسياتهن، وبالتالي عملهن، ويجب عدم اغفال هذا الجانب.
وقالت ان المؤثرات تتضح من خلال ما تخوضه المعلمات من قضايا مرفوعة ضد وزارة التربية والتعليم للحصول على حق الراتب المستحق إضافة لما عانته بعضهن خاصة ممن تعين بعد عام 1416هـ على البند 105، والنقل على مستويات تعليمية غير مناسبة وتحسينها بالاسم فقط، إضافة إلى الإجحاف في عدم مساواتها وزملائها من المعلمين الذين حصلوا على مستويات أعلى منها مع أن فارق الخبرة في صالحها، هي وغيرها.
واضافت شرواني انه قياساً على الرواتب والمستويات التي كانت تمنح للمتعينات قبل هذا التاريخ (1416هـ).. كان لابد أن يؤثر الامر من قريب أو بعيد على نفسية وعمل المعلمات، ولايمكن اغفال حق المعلمات في ذلك، او نطالبهن بأداء عملهن دون توفير بيئة صحية مناسبة للعمل تتكامل فيها جميع الظروف بدءا براتب مستحق، وقد يتأثر أداءها داخل الفصل وتقصر لشعورها بالظلم فيتأثر عملها وينعكس الامر بالتالي على الطالبة.
واشارت الى ان سلبيات الامر تقود الى تسرب بعض المعلمات من التعليم العام والنقل إلى جهات عمل أخرى، ولعل ظاهرة التقاعد المبكر للعديد من المعلمات وحالات الاستقالة تعبر عن درجة الاحباط التي وصلت إليها المعلمة، والأخطر من ذلك ان يتسبب الامر في احجام الخريجات عن الالتحاق بمهنة التدريس قياساً للمعلومات التي ارتبطت في ذهن الفتيات بشأن الصعوبات التي تلقاها المعلمات من تعيين في القرى والهجر وصعوبة النقل والرواتب غير المجزية والمعاملة غير العادلة، وبالتالي ستهتز صورة التربية والتعليم.
وقال أستاذ تربية وعلم نفس من جامعة أم القرى الدكتور محمد أبو زنده إن هناك دراسات وأبحاث علمية تؤكد أن تدني الرواتب بالنسبة للمعلمات ساهم في تدني أدائهن وهذا يعتبر متغيرا واحدا، وهناك متغيرات عدة ساهمت في ذلك، فالراتب لا يشكل محركا أساسيا للمعلمة بقدر المحرك الرئيسي المتمثل في نظرة المجتمع، وهذه القضية كذلك موجودة لدى المعلمين فعلى الرغم من ارتفاع رواتب المعلمين الا ان عطاءهم محدود، وأجريت دراسات كثيرة حول الموضوع وأتضح أن السبب تدني النظرة الاجتماعية للمعلم.
واضاف ان من حق المعلمة المطالبة بأن يكون لها مكانة مقارنة بالمعلم حيث انه للأسف نجد أن المجتمع يتجاهل ان المرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر.
والقيادة الرشيدة أعطت للمرأة الكثير من فرص العمل لتنمية ذاتها ومجتمعها، ومن حقها المطالبة بحقوقها المنسية، وأن توصل صوتها للمسؤولين وبالتالي لابد أن تكون استجابة لها ونتوقع ان تنال المرأة حقوقها المنشودة، حيث ان هناك شريحة كبيرة من المعلمات في معظم المناطق لا زالت حقوقهن مهضومة.
آثار نفسية
وتقول الاخصائية النفسية هويدا الحاج.. كمختصين نفسيين نؤكد على ضرورة تقديم الدعم الكافي والمناسب المادي والمعنوي للمعلمة، ومساعدتها على التخفيف من الأعباء الكثيرة التي تتحملها ويجب في هذه الحالة التدخل السريع من قبل الجهات المختصة ودراسة المشكلة بالتفصيل وإيجاد الحلول العملية الإيجابية السريعة حتى لا تنعكس اثار المشكلة على نفسية المعلمة حتى لا يتضرر العمل مما يضع المهنة في مآزق كبيرة لاحقا.
واضافت ان من النفسيات المرتبطة بعمل المرأة من الناحية النفسية الشعور بالظلم وعدم أخذ الحقوق إضافة إلى نقص المكافآت وهذا حال معلماتنا اللاتي طال انتظارهن وفي النهاية لم تكن المحصلة حتى تتناسب مع حجم المعاناة وطول الانتظار كما أن التغيرات الاقتصادية قد ساهمت بزيادة المتطلبات الاستهلاكية وزيادة النفقات وارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة أدى إلى زيادة تمسك المرأة كثيرا بعملها للإيفاء بمتطلبات الحياة الثقيلة فإذا كان المردود لا يتناسب مع حجم المصاريف اليومية فإن هذا مدعاة لازدياد القلق والتوتر والإحباط وسوء التكيف.
“عكاظ“ حاولت الاتصال بالوزارة للاستفسار حول وضع المعلمات اللاتي يشتكين من قرار التحسين ولكن لم نجد ردا حول الموضوع.
معاناة المعلمين
وكان عدد من المعلمين اكدوا عدم استفادتهم من تعديل المستوى الجديد بشكل كبير، وأشاروا إلى أن النظر لسلم رواتب الوظائف التعليمية الحالي يكشف أن بعض المعلمين لن تتجاوز استفادتهم من القرار أكثر من عشرة ريالات خلال الشهر، فمثلا من يعمل حاليا في المستوى الرابع على الدرجة الثامنة يبلغ راتبه 10115 ريالا في حين أن تعديل مستواه يعني أنه سيكون على المستوى الخامس الدرجة السابعة وراتبها 10125 ريالا في حال تطبيق معادلة (أقرب أعلى راتب في المستوى الأعلى)، إضافة إلى عدم استفادته من علاوة المستوى الخامس، لأن العلاوة في “الخامس” هي العلاوة نفسها في “الرابع” مستواه الذي سيعدل منه وتبلغ 440 ريالا في المستويين، وأضاف البعض الآخر أن استفادتهم من العلاوة السنوية من المستوى الثالث إلى الرابع الذي تحاول الوزارة أن يستفيد منها المعلمون قبل شهر محرم لن تتعدى 65 ريالا.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20080707/Con20080707207941.htm
قررت وزارة التربية والتعليم تحسين مستويات نحو 8898 معلمة من بين خطة تشمل 400 ألف معلمة.. الا ان 19 ريالا تمثل مقدار الزيادة التي طالت رواتب تلك المعلمات، بددت فرحة المعلمات. ومع ان معاناة المعلمات وركضهن الطويل وراء المطالبة بتحسين المستوى حفاظا على حقوقهن المادية والمعنوية، كان من المفترض ان يحسما القرار الاداري، الا ان المعلمات وجدن انفسهن ضحايا لقرار يجعل خريجات البكالوريوس اقل تحسنا من خريجات الدبلوم. فالزيادة لا تكاد تذكر، الامر الذي يفتح باب السؤال.. هل التحسين من اجل التحسين وادراكا لمعاناة المعلمات ام من اجل فرقعة تنهي جدلا واسعا صاحب عدم التحسين؟واذا كان المعلمون اثاروا قبل عدة اشهر اعتراضهم على طريقة تعديل المستويات، والمتمثلة في الترقية للمستوى التالي لاقرب راتب، واعتبروها غير مناسبة لانها لا تحقق الغرض من التعديل، وان قرارات تحسين المستوى الاخيرة والتي شملت الالاف ربما جاءت لامتصاص حماسهم جراء مقاضاة الوزارة. فان واقع المعلمات هو الاخر يكرس حقيقة واحدة مفادها ان التحسين لا يحسن رواتب المعلمات. تحسين وهمي
وتتعجب نادية حامد من تحسين مستواها اسما فقط دون أي زيادة تذكر لانها لا تتجاوز 19 ريالا على الراتب الأصلي، وقالت أنا معلمة بكالوريوس تربوي من عام 1417 هـ تم تحسين مستواي من الثالث إلى المستوى الخامس بزيادة في الراتب لا تتجاوز 19 ريالا شهريا على الراتب الأصلي، بينما معلمات الدبلوم تم تحسين مستواهن من الثالث إلى الرابع، وزادت رواتبهن 200 ريال.
العدالة في السادسة اما معلمة مرحلة ثانوية بجدة فتحية المغربي أرسلت عبر الإيميل رسالة تظلم إلى وزير التربية والتعليم تشكو مما اعتبرته اجحافا في حقها، بعد سنوات الخدمة التي قضتها في التعليم والتي تجاوزت 12 عاما.
وقالت تلقيت الرد على الشكوى بتاريخ 29/5، حيث وصلت المعاملة إلى إدارة جدة وتم إخباري أنه كتب في المعاملة " نرجو على الجهات المختصة النظر في موضوع المعلمة وإقناعها " وعند الاستفسار من إدارة جدة عن المعاملة لم أحظ بأي رد أو تجاوب حول معاملتي، فراجع زوجي تعليم جدة فاخبروه انهم يسيرون على المسيرات وعلى قرار التحسين الصادر من الوزارة، وتعطى الدرجة المستحقة بالنظر للدرجة السابقة التي كانت عليها.
واضافت ان الرد دفعها الى ارسال خطاب تظلم آخر للوزير ولازالت في انتظار الرد.وابانت ان معاناتها تكمن في انها من دفعة 1416هـ، ولم يتم تحسين مستواها سوى هذا العام وعلى الدرجة الخامسة، فيما زميلاتها من معلمات الدبلوم اللاتي شملهن نفس القرار تم تحسين مستواهن من الثالث إلى الرابع وعلى الدرجة السادسة.
وقالت نحن لا زلنا على الدرجة الخامسة فأين العدالة في ذلك، وبالنسبة للزيادة المالية أخذوا فروقات في السابق تجاوزت 12000، فيما فروقاتنا لا تتجاوز 9000 ريال إلى جانب الزيادة في الراتب الأصلي لمعلمات الدبلوم حتى تجاوزت رواتبهن 9200 ريال، ونحن لم نتجاوز هذا الرقم رغم الخدمة الطويلة التي قضيناها في التعليم.
واضافت المغربي: اطالب بالعدالة وإعطائنا حقوقنا كاملة من حيث استحقاقنا للدرجة المستحقة (السادسة) ومن حيث الزيادة في الراتب الأصلي.
وتقول نايفة الحميري نظام التحسين لم يخدمنا بل خدم معلمات الدبلوم وهن أقل منا في الجانب التربوي التعليمي، فأنا من دفعة 1416 هـ وعند انتظار التحسين على أمل يساعدنا في التغيير من مستوانا ودخلنا الحالي فوجئنا بالزيادة التي لا تتجاوز الـ 20 ريالا على الراتب الأصلي دون أي اعتبار لسنوات الخدمة الماضية، وتزعم أن القرار بيد إدارة تعليم جدة فالوزارة رفعت التحسين وعلى الإدارات الأخرى النظر في مطالب المعلمات، وإعطاؤنا حقوقنا المفقودة.
وترى نجلاء عامر من الشرقية انهن أقل حظا من المعلمين على الرغم من التفاني والعطاء الذي تقدمه المعلمات، دون مردود معنوي ومادي، وقالت بعد سنوات الخدمة لم يتم تحسين مستوانا إلا مؤخرا، وليس ذلك فحسب بل نجد ان معلمات الدبلوم على المستوى الرابع أفضل حظا منا كمعلمات بكالوريوس تربوي، لذا نطالب بإعطائنا كامل حقوقنا ومساواتنا بغيرنا.
زيادة لا تذكر
اما رنده محمد من محافظة الليث من دفعة 1416، فنالت اخيرا تحسين المستوى إلى الخامس وفرحت بالتحسين، وتلقت التهنئة، ولكن بقى التحسين على الورق أو كلام صحف (حسب قولها) دون أي مردود يذكر، وقالت انني على الدرجة الخامسة، بينما يفترض أن أكون أعلى من هذه الدرجة المستحقة والزيادة لا تكاد تذكر لانها لا تتجاوز 19 ريالا.
وأشارت ليلى السلمي من مكة أنه لا بد النظر في قرار تحسين المستوى من حيث مراعاة الدرجة والزيادة، خاصة ان الزيادة السنوية على الأقل أفضل بكثير، وإن كانت لا تتجاوز 200 ريال ولكن 19 ريالا بعد تحسين المستوى ماذا تفعل مع ارتفاع الحياة المعيشية والغلاء الذي أصبح شبحا يطارد الناس في معظم السلع، ويجب إعطاؤنا حقنا نفسيا ومعنويا وماديا بعد سنوات الخدمة التي تجاوزت 13 عاما.
واعتبرت نورة شرواني مشرفة إعلام تربوي بإدارة التربية والتعليم بجدة ان ما تتعرض له المعلمات من اجحاف لحقهن في تحسين المستوى ماديا ومعنويا يؤثر على نفسياتهن، وبالتالي عملهن، ويجب عدم اغفال هذا الجانب.
وقالت ان المؤثرات تتضح من خلال ما تخوضه المعلمات من قضايا مرفوعة ضد وزارة التربية والتعليم للحصول على حق الراتب المستحق إضافة لما عانته بعضهن خاصة ممن تعين بعد عام 1416هـ على البند 105، والنقل على مستويات تعليمية غير مناسبة وتحسينها بالاسم فقط، إضافة إلى الإجحاف في عدم مساواتها وزملائها من المعلمين الذين حصلوا على مستويات أعلى منها مع أن فارق الخبرة في صالحها، هي وغيرها.
واضافت شرواني انه قياساً على الرواتب والمستويات التي كانت تمنح للمتعينات قبل هذا التاريخ (1416هـ).. كان لابد أن يؤثر الامر من قريب أو بعيد على نفسية وعمل المعلمات، ولايمكن اغفال حق المعلمات في ذلك، او نطالبهن بأداء عملهن دون توفير بيئة صحية مناسبة للعمل تتكامل فيها جميع الظروف بدءا براتب مستحق، وقد يتأثر أداءها داخل الفصل وتقصر لشعورها بالظلم فيتأثر عملها وينعكس الامر بالتالي على الطالبة.
واشارت الى ان سلبيات الامر تقود الى تسرب بعض المعلمات من التعليم العام والنقل إلى جهات عمل أخرى، ولعل ظاهرة التقاعد المبكر للعديد من المعلمات وحالات الاستقالة تعبر عن درجة الاحباط التي وصلت إليها المعلمة، والأخطر من ذلك ان يتسبب الامر في احجام الخريجات عن الالتحاق بمهنة التدريس قياساً للمعلومات التي ارتبطت في ذهن الفتيات بشأن الصعوبات التي تلقاها المعلمات من تعيين في القرى والهجر وصعوبة النقل والرواتب غير المجزية والمعاملة غير العادلة، وبالتالي ستهتز صورة التربية والتعليم.
وقال أستاذ تربية وعلم نفس من جامعة أم القرى الدكتور محمد أبو زنده إن هناك دراسات وأبحاث علمية تؤكد أن تدني الرواتب بالنسبة للمعلمات ساهم في تدني أدائهن وهذا يعتبر متغيرا واحدا، وهناك متغيرات عدة ساهمت في ذلك، فالراتب لا يشكل محركا أساسيا للمعلمة بقدر المحرك الرئيسي المتمثل في نظرة المجتمع، وهذه القضية كذلك موجودة لدى المعلمين فعلى الرغم من ارتفاع رواتب المعلمين الا ان عطاءهم محدود، وأجريت دراسات كثيرة حول الموضوع وأتضح أن السبب تدني النظرة الاجتماعية للمعلم.
واضاف ان من حق المعلمة المطالبة بأن يكون لها مكانة مقارنة بالمعلم حيث انه للأسف نجد أن المجتمع يتجاهل ان المرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر.
والقيادة الرشيدة أعطت للمرأة الكثير من فرص العمل لتنمية ذاتها ومجتمعها، ومن حقها المطالبة بحقوقها المنسية، وأن توصل صوتها للمسؤولين وبالتالي لابد أن تكون استجابة لها ونتوقع ان تنال المرأة حقوقها المنشودة، حيث ان هناك شريحة كبيرة من المعلمات في معظم المناطق لا زالت حقوقهن مهضومة.
آثار نفسية
وتقول الاخصائية النفسية هويدا الحاج.. كمختصين نفسيين نؤكد على ضرورة تقديم الدعم الكافي والمناسب المادي والمعنوي للمعلمة، ومساعدتها على التخفيف من الأعباء الكثيرة التي تتحملها ويجب في هذه الحالة التدخل السريع من قبل الجهات المختصة ودراسة المشكلة بالتفصيل وإيجاد الحلول العملية الإيجابية السريعة حتى لا تنعكس اثار المشكلة على نفسية المعلمة حتى لا يتضرر العمل مما يضع المهنة في مآزق كبيرة لاحقا.
واضافت ان من النفسيات المرتبطة بعمل المرأة من الناحية النفسية الشعور بالظلم وعدم أخذ الحقوق إضافة إلى نقص المكافآت وهذا حال معلماتنا اللاتي طال انتظارهن وفي النهاية لم تكن المحصلة حتى تتناسب مع حجم المعاناة وطول الانتظار كما أن التغيرات الاقتصادية قد ساهمت بزيادة المتطلبات الاستهلاكية وزيادة النفقات وارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة أدى إلى زيادة تمسك المرأة كثيرا بعملها للإيفاء بمتطلبات الحياة الثقيلة فإذا كان المردود لا يتناسب مع حجم المصاريف اليومية فإن هذا مدعاة لازدياد القلق والتوتر والإحباط وسوء التكيف.
“عكاظ“ حاولت الاتصال بالوزارة للاستفسار حول وضع المعلمات اللاتي يشتكين من قرار التحسين ولكن لم نجد ردا حول الموضوع.
معاناة المعلمين
وكان عدد من المعلمين اكدوا عدم استفادتهم من تعديل المستوى الجديد بشكل كبير، وأشاروا إلى أن النظر لسلم رواتب الوظائف التعليمية الحالي يكشف أن بعض المعلمين لن تتجاوز استفادتهم من القرار أكثر من عشرة ريالات خلال الشهر، فمثلا من يعمل حاليا في المستوى الرابع على الدرجة الثامنة يبلغ راتبه 10115 ريالا في حين أن تعديل مستواه يعني أنه سيكون على المستوى الخامس الدرجة السابعة وراتبها 10125 ريالا في حال تطبيق معادلة (أقرب أعلى راتب في المستوى الأعلى)، إضافة إلى عدم استفادته من علاوة المستوى الخامس، لأن العلاوة في “الخامس” هي العلاوة نفسها في “الرابع” مستواه الذي سيعدل منه وتبلغ 440 ريالا في المستويين، وأضاف البعض الآخر أن استفادتهم من العلاوة السنوية من المستوى الثالث إلى الرابع الذي تحاول الوزارة أن يستفيد منها المعلمون قبل شهر محرم لن تتعدى 65 ريالا.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20080707/Con20080707207941.htm