Maroom

Maroom

إصلاح التعليم بقرار

حسن الفيفي

عضوية تميّز
عضو مميز
إصلاح التعليم بقرار




الاثنين, 29 مارس 2010


عبدالعزيز السليم



يبدو أن دور الأزياء الصحفية لفظت موضة الكتابة عن التعليم وعن الهيئة وعن الإرهاب والغلو، وباتت الجعجعة عنها «دقة» قديمة، وحل محلها «كفاءة النسب»، و»زواج القاصرات» و»الاختلاط»، وتكشفت عن مبدأ « أنا أطبل إذن أنا موجود «.
لكن كتب علينا الأمل ألا نقول إلا معارا ومعادا من قولنا مكروراً.. حسب تعبير الحكيم زهير، لأن قضايانا المركزية تنحصر وتتشقق عن التعليم وعن الإيدويولوجيا والممانعة، وعن السياسة التي حرم منها المواطن العربي ليتسيس كل شيء! إذن لا مفر من العودة إلى همومنا الراهنة بجروحها المتقيحة تحت الجلد في انتظار تدخل جراحي جذري يعالج تلكم الجروح فتطيب بعد فترة قصيرة.. مر التعليم بفترات وزارية معروفة، وقد فتحت عيني على فترة الدكتور عبدالعزيز الخويطر، وهي الفترة الساكنة التي عاش فيها منسوبو التعليم مرحلة استقرار ورضا، وربما كان بسبب من تواؤم شديد بين المحاضن التعليمية وما هو خارجها، وثقة شبه مطلقة بالمربي، وتقدير مقابل من المتلقي، فتشكلت المدارس عائلات صغيرة مترابطة تجمعها التقاليد والاستجابة الأبوية، مع نظام سابق لعصره يمنح الإداري ثقة التصرف بالقرار.. ومع هذا التعليم الفطري - إن صح التعبير - فقد اشبع رغبة المتعلم برصيد من القيم وأساس من العلم المتين البوصلة التي توجه العقل نحو المزيد والخلق أو باتجاه آخر. وبعد الوعي والمرحلة الإعلامية الجديدة المرافقة للعواصف الصحوية جاء الدكتور الرشيد يتفجر حماسة ليصدم بالتيار الصحوي الذي فسر كل إنجازاته بالمؤامرة، وكان يستشعر المناخات المؤدلجة المحيطة به.. ولكن هدير العنف الشفهي المضاد كان أقوى، وعلى مدى ما يقرب من العشر سنوات لم تتم النقلة لهواء طلق، بل دخل التعليم من ظلمة إلى عتمة وسط تذمر جميع منسوبي التعليم، والسبب أنه لم يكن سياسيا ولم يكن يمارس اتخاذ القرار السياسي، فاتهمه غوغاء الصحوة بذئب يرتدي رداء الحمل البريء.. وفجأة تسلم الدكتور عبدالله العبيد الوزارة، واستبشر المربون المؤدلجون وعالمهم أجمع بسحنة الرجل الطيب والمربي الفاضل المدبج بأرقى الأوسمة التعليمية والشهادات العليا، فغاصت همومه بالجزئيات، وحاول أن يصلح ما أفسد الدهر دون رؤية استراتيجية أو همة رجل محارب ..
وبقينا الآن في مرحلة لم تتم، ويبدو أنها مرحلة كأخواتها أو أشد وطأة..
والأمل بالقرار السياسي الذي يفجر البناء ويقيم على أنقاضه بناء جديد، فكل القرارات المفصلية - خاصة في التعليم - صدرت عن قرار سياسي.


http://www.al-madina.com/node/235664
 
أعلى