كتاب اليوم
محمد السحيميتحدٍّ جديد أمام وزير التربية والتعليم يخوض "مركز الملك عبدالعزيز" للحوار الوطني اليوم/ الخميس، وعلى أرض "نجران" الأبية، معركة جديدة من نضاله الشريف لترسيخ ثقافة الإفصاح والإصغاء، وتستمر إلى السبت، تحت عنوان: "الخدمات الطبية ما لها وما عليها"!
وقد استقصى القائمون على المركز ـ كعادتهم ـ كل المحاور، وأدق التفاصيل، لكن المحور الأساسي، سبب كل مآسينا في مجال الصحة وفي غيرها هو: الفكر الطبي الذي يحرِّك العقول البيروقراطية ـ إن كانت تتحرك ـ وفق تعريف "منظمة الصحة العالمية" بأن الصحة هي: "التعايش مع المرض"، وليس التخلص منه، أو القضاء عليه نهائياً! وهو تعريف تدعمه الوقائع المتراكمة تاريخياً بالحكم المحنَّطة منذ "أبقراط": لا يوجد نموذج خالص ـ ولا "جلبي" ـ للصحة، الكل يعاني من المرض، ولا حياة بلا مشاكل! ولابد من التسليم للواقع والخروج بأقل الخسائر... إلى أخِّخخه من قناعاتٍ أصبحت مسلمات غير قابلة للنقاش، ونادراً ما يخرج عليها طبيب، كالدكتورة/ "خولة الكريِّع" التي وضعت نصب عينيها هدفاً واضحاً معلناً هو: إيجاد علاج فعَّال لكل أنواع السرطان بحلول 2015!
أما تعريف منظمة "المرض" العالمية ـ لمن شاء الدقة ـ فترجمته البيروقراطية في مختلف الدوائر والمصالح الرسمية وغيرها هي: "التعايش مع المشكلة" لا إيجاد السبل لاجتثاثها من لغاليغ جذورها! وأغلب من يستلمون أمانة خدمة الوطن والمواطٍ ـ نعم بالتنوين المنون ـ إنما يسأل نفسه: "كيف أدير الأزمة التي ورثتها عن أسلافي"؟ لا: كيف "أحلُّها" نهائياً! وينتهي إلى: كيف أبدو للإعلام أنني أبذل جهدي للتخفيف منها، ولكن الأمور لا تأتي في يوم بدون ليلة؛ منعاً للاختلاط! والله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام، وكان قادراً على ذلك بكلمة من حرفين! إلى أخِّخِخه من "كليشات" التبريرات التي تتناسل مع كل مسؤول أكثر من المشاغل النسا.. هل هي مشاغل أم مشاكل؟ المهم أنها "نسائية" وتذكرك بقضية التمييز "العنصري" في الرواتب بين المعلمين والمعلمات، حيث صرح سعادة الدكتور/ "فهد الطياش" للوطن يوم الثلاثاء: أن اللجنة التي شكلها سمو "وزير التربية والتعليم" لـ(حلِّها) قبل أقل من شهرين ـ ركزوا في هدف اللجنة جيداً فلن نعيد الكلام! ـ رفعت عدة مقترحاااااات ـ أي: حلوووول ـ إلى سموه"!
وهو خبر مبهج، يؤكد تفاؤلنا بمستقبل التعليم ـ رغم نقدنا اللاذع للوزارة ـ الذي أعلنَّاه ذات "سحيماوية": ...فكل المنعطفات التاريخية في مسيرة التعليم كانت بقيادة "آل سعود": "فهد بن عبدالعزيز"/ "خالد بن فهد بن خالد"/ "محمد العبدالله الفيصل"، و"......."!
وبناءً عليه، فلو قال سموه لنفسه وهو يتجه إلى العمل: "أريد أن أحقق رغبة كل المعلمين والمعلمات في حركة النقل القادمة"، فلن يصل مكتبه إلا وأمامه عدة "حلووول" لا حلاًّ واحداً!
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3478&id=18737&R****=134