السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
الْحَمدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى أَشْرَفِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ ، أَمَّا بَعْدُ :
• فكما يعلم الجميع أنَّ المدرستين المباركتين السُّعوديَّة الابتدائيَّة وغامد المتوسِّطة أقدم مدرستين فتحتا في بلجرشي الأولى على مستوى الابتدائيات والثانية على المتوسطات ، وقد تخرَّج غالب رجال التعليم وغيرهم من أصحاب المناصب والقيادات من أبناء المنطقة منهما أو من إحداهما ، ومن قلَّب سجلاتهما ونظر في الأسماء والشَّهادات فسيتعجَّب من الأسماء الَّتِيْ يراها من أبناء هذه المنطقة الذين تبوأ أو لا زال يتبوأ غالبهم مناصب مرموقة .
• في أحد أيَّام عام 1407 تقريبا أو 1408 هـ لا أذكر تماما لبعد العهد ، تفاجأنا بالدِّفاع المدني يزورنا في مبنى متوسطة غامد القديمة الذي سلبته من المدرسة السعودية ، وتفاجأنا بمديرنا الفاضل يطلب من أحد رجال الدِّفاع المدني أو مرافقيهم أن يصوِّر شطبا كان في أحد جسور الدور الثالث ، وبعدها كنا نسمع أنَّه كان يخلي مسؤوليته من سقوط المبنى علينا ، وأنَّه يحمِّل الدِّفاع المدني والمسؤولين الآخرين كامل المسؤوليَّة حال انهيار المبنى على التَّلاميذ ، وبعد أيَّام لم يرعنا إلا تنبيه المدير ومجموعة من المعلميِّن الذي طالبوا كل واحد منَّا أن يحمل كرسيَّة وينتظم في الصَّف أو الطَّابور الممتد في الفناء المقابل للمدرسة ، ثم أمرنا بالانطلاق تجاه مبنى المدرسة السُّعوديَّة الحالي ، وعندما وصلنا قريبا من المدرسة ، تفاجأ معلموا المدرسة السُّعوديَّة ووكيلها من هذا المنظر الذي يشبه منظر الجنود المتوجهين للمعركة ، إلا أن المنظر كان مضحكا ، حيث إنَّا كنا نحمل الكراسي مقلوبة ؛ أرجلها للأعلى .
• وكان هذا الهجوم الكاسح دون إنذار مسبق ودون تنسيق - كما علمت من أحد أساتذتنا الذين زاملتهم في المدرسة ثم تقاعدوا قبل سنوات - فأقفلوا الباب ، وحاولوا صدَّنا ، وتركونا وقوفا بكراسينا خلف الأسوار ، وبعد مداولات مع الإدارة في الباحة ، استطاعت الواسطة أن تلعب دورها ، وأمروا أن يفتحوا لنا الأبواب حتى لا يتحمَّلوا مسؤوليَّة ما يصيب الطُّلاب من ضربات الشَّمس وغيرها .
• عندما فتح الباب كان المنظر شبيها بحال الجنود الذين استطاعوا أن يقتحموا إحدى القلاع المحصَّنة بعد صمود هزيل ، فدخلنا يتقدمنا بعض معلمينا ، ووضعنا كراسينا في الفصول الموجودة في الدَّور السُّفلي من المبنى ، بعد أن قشقش معلموا المدرسة ما استطاعوا من الأوراق والطَّاولات والكراسي ، وبقي الكثير من الغنائم الَّتِيْ وجدناها أمامنا لم يستطيعوا حملها ، فكانت فرحتنا بالانتصار كبيرة ، لأنَّا كنَّا جهَّالا لا نعرف المصلحة ولا ندري أين الفائدة .
• بعدما كبرت كما كبر غيري من الزُّملاء ، وتعيَّنت في سلك التَّعليم ، وأتيت من المنطقة الشَّرقيَّة إلى الباحة ، قضيت سنين في البادية ، ثم نُقلت إلى قلب المدينة مباشرة ، إلى مسقط رأسي ، وأمِّي الأولى الَّتِيْ رضعت التعليم والمعرفة منها ، كانت فرحتي عارمة ، وشكرت الله على ذلك كثيرا ، وقد خالجني بعض القلق بسبب بعض النَّصائح الَّتِيْ تلقيتها من بعض الزُّملاء ، فقد قيل لي إنَّك ستدخل السِّجن من الصَّباح ولن تخرج قبل السَّاعة الواحدة ، وحذَّروني من محاولة التَّقصير ، لأن المدير شديد جدا ، وعنيف أيضا ، والحقيقة أني لم الق لكلامهم بالا ، لأني أقدَّم ما عندي وهمي رضاء ربِّي ، والمدير لن يطلب منك أكثر من الأمور المطلوبة في نظام الوزارة .
• المهم أنِّي دخلت المدرسة وكلِّي فرح وتيه ، يا ألله هل ستكون معلِّما في مدرستك الأم .. ما هذا يا خالد .. ؟!!
لقد كبرت أيها الصَّبي المشاكس .. !!
من ستجد من معلميك لا زال في المدرسة ؟!!
كيف ستواجههم ؟!!
كيف ستتعامل معهم ؟!!
كيف .. ؟!! .. كيف .. ؟!! ...
يا لها من لحظات .. ثقلت فيها رجلاي .. وازدادت فيها خفقات قلبي ...
• مضى عقد ونيِّف لم أدخل هذا المبنى ، لا أراه إلا من الخارج ، ولا أدري عن أحواله ومعاناته الَّتِيْ يعيشها أهله من الدَّاخل ، تشجَّعت وأنا أحمل خطاب إخلاء طرفي من مدرستي السَّابقة ، قلبي يسبقني للدخول إلى مدرستي .. فلمَّا دخلت من الباب الرَّئيسي نظرت فإذا غطاء الألمنيوم الذي كنت أراه من الجهة الأخرى عندما كنت في متوسِّطة غامد ، فصعدت الدَّرج ، ولمَّا وصلت للدَّور الأوَّل ، إذا أنا بمنظر لم يخطر في بالي أن أره ، والحقيقة أني لم أر مثله حتَّى في مدارس البادية ، فوقفت من هول المنظر ..
ولم أفق من ذلك إلا على صوت أستاذي الفاضل " أحمد مجدوع " حفظه الله وهو يناديني ، أهلا .. أهلا يا ولدي ، الله يحييك .. الْحَمدُ للهِ على النَّقل .. ( مبروك ) .. دخلت ( صندقته ) أقصد مكتبه ، ولقيت بعض الإخوة ، قال هذا ولدنا خالد منقول إلينا من الجنابين ، ثم قال لي خذ الخطاب وأعطه ( أبوك سالم ) يقصد الأستاذ الفاضل سالم مسعود وفقه الله ، قلت له أين هو ؟
قال رح آخر صندقة في الصَّفِّ على اليمين وتجده هناك .
توجهت إليه وسلَّمت عليه وسلَّمته الخطاب ، ثم استأذنت وانصرفت لأنه كان آخر يوم من الدَّوام في رمضان ، وقال تأتينا بعد العيد إن شاء الله .
ومرَّت الأيَّام ونحن نعيش أزمة الصَّنادق ، ثم تطوَّر الحال ببناء مبنى لمتوسِّطة غامد ، وبداية بناء الجدار العازل بين المدرستين
وكل هذه الحلول المزعومة بمثابة الإبر المسكِّنة الَّتِيْ لا تداوي ، بل تخِّدِّر المريض مدَّة ثم يفيق وإذا بمرضه باق كما هو والألم يزداد ..
بير ( النقعاء) تنتظر ضحاياها من تلاميذ المدرسة السُّعوديَّة
هل ننتظر حتَّى تقع الكارثة
• استمر الحال بعد انتقال المتوسِّطة إلى المبنى الحديث ، لكن الحال فيها يعتبر حالا مزريا ، ففصولها بالكاد تكفي طلابها ، ولا تملك إلا قطعة من الفناء المقتطع داخل جدارها الفاصل مع المدرسة السعوديَّة ، والكلُّ يشهد ويعيش المعاناة ، لكن المصيبة أن تأتي الحلول بطريقة لا يرضاها تربوي يفهم أصول التربية ، أو تربويا يعرف متطلَّبات المدارس ، أتدرون ما هي أيها الأحبَّة ، لقد نصحنى بعض الزُّملاء الأفاضل أن لا أقولها ، لخوفه من قطع رزقي ، أو التأثير على وظيفتي ، أو التضييق عليَّ في عملي ، لكني والله أقولها بكل أسف ، إنَّ المدرسة السُّعوديَّة ببلجرشي يراد لها من بعض المسؤولين أن تتحول إلى ثكنة عسكريَّة ، خالية من الملاعب الرِّياضيَّة وغرف الأنشطة اللا صفيَّة ، وغيرها من الأمور الأساسيَّة ، ويراد لأبنائها أن يُحشروا في الفناء الدَّاخلي ، الذي يضمُّ بين جنباته بئرا قديمة لا زالت محفورة قد تنهار في أي وقت بمن فوقها
• أتدرون ما هو العلاج الجديد ، والتخدير القادم !!
• سَيُقْتَطَعُ الفناء الخارجي الذي نصفُّ فيه تلاميذنا ليبنى فيه مبان حديثة لمتوسِّطة غامد !! ، ونحشر نحن داخل المبنى الحاليِّ !! .
• أيعقل أن يصدر هذا القرار من رجل تربوي ؟!
• تبا لتربية هذا تفكير رجالها !
• تبا لتربية تزجُّ بأبنائها إلى الهلاك !
• تبا لتربية تريد أن تخرج لنا جيلا مكبوتا يعاني من الأمراض النَّفسيَّة !
• تبا لتربية تريد أن يفرِّغ تلاميذها طاقاتهم خارج أسور مدرستهم
• أيُّها المسؤولون .. هل ستفيقون قبل وقوع الكارثة ؟!
• هل الواسطات والمحسوبيَّات تأمركم بهذا ؟!
• والله إن لم توقف هذه المهزلة فلن نقف إلا بين يدي الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله
• ولن نتوقَّف عن المطالبة بمعاقبة أصحاب هذا الفكر القاصر والنظرة السَّوداويَّة
• كل رأس فوقه رأس في هذه الحكومة المباركة ، وكما فضح الله بعض المتلاعبين في جدَّة فسيفضح غيرهم من المتلاعبين في بقيَّة المناطق ، فالله يمهل ولا يهمل .
• هل يزعم أصحاب هذه القرارات العشوايئَّة أن الحكومة عاجزة عن شراء أرض لمتوسطة غامد وبناء مدرسة عليها ؟!
• هل هم أحرص على أموال الدَّولة من ملك وأمراء هذه الدَّولة ؟!
• بنيت مبان في قرى لا يوجد بها ربع طلاب المدرسة السعوديَّة وغامد المتوسِّطة ، فلماذا لا تقع المشاكل إلا عند أقدم مدرستين في المحافظة المسكينة ؟!
• أيها النَّاس .. تأملوا هذه الصُّور واحكموا بأنفسكم ، وخاطبوا ضمائركم ، وامنعوا وقوع الكارثة قبل أن نعضَّ أصابع النَّدم ولات ساعة مندم .
• قد يقول بعض معلميَّ الأفاضل في متوسِّطة غامد ، لقد كنَّا نصف طلابنا فوق هذه البئر ولم يحصل شيئا ولله الحمد !
• فأقول لهم الْحَمدُ للهِ الذي نجَّاكم ونجَّى طلابكم من الكارثة ، لكن من يظمن لنا عدم الانهيار ، ومن سينفعنا عند وقوع كارثة هلاك أبنائنا
هذه رسالة أرسلت على بريد وزير التربية والتعليم وفقه الله
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
• صاحب السمو وزير التربية والتعليم .. حفظه الله
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، وبعد :
• فإنا نتقدم إليكم بالتماسنا هذا ونرجوا من الله العلي القدير أن تنظروا فيه وتتأملوا المعاناة الَّتِيْ تعيشها المدرسة السعوديَّة ببلجرشي أوَّل مدرسة ابتدائيَّة أسست في هذه المدينة عام 1363 هـ ، والتي لا زالت معاناتها تتكرر منذ الثمانينات الهجرية مع عين الرأس الأخرى " مدرسة غامد المتوسطة " ، هاتان المدرستان يا سمو الأمير يراد لها أن تعيش أنصاف الحلول ، وكأن حكومة هذه البلاد المباركة عاجزة عن تلبية متطلبات هاتين المدرستين اللتين هما أقدم مدرستان في المحافظة .
• صاحب السمو ، إن المدرسة السعوديَّة تعاني من منافسة متوسطة غامد لها في مبانيها ، وسلبها منها كليّا أو جزئيا ، منذ إنشاء أول مبنى خاص بها ، حيث أخرجت منه ، وأجبرت على استئجار مبنى خاص لإكمال مسيرتها ، وعندما أقيم مبناها الرسمي من حكومتنا الرشيدة ، لاحقتها هذه المتوسطة واحتلت دورا من مبناها ، ونصف ملاعبها ، وأجبر مديرها على بناء غرف من الحديد لمكتبه ومكتب وكيله ومكاتب المعلمين وبقية أنشطة المدرسة ، وبقيت المأساة على هذا الحال حتى زارها وزير التربية الأسبق " د.محمد الرشيد " ولم يغير ساكنا ! .
• واليوم تزداد المعاناة بعد أن تم اعتماد مبان للمتوسطة داخل فناء هذه المدرسة ، وسيذهب ثلثي الأرض المخصصة لها ، وستبقى دون مصلى ، ودون ملاعب رياضية ، ودون مقرات لأنشطة التلاميذ وسيجبر تلاميذها على الدراسة في هذه الأجواء الَّتِيْ تشابة أوضاع جنودنا البواسل في الثكنات العسكرية ، فأي جيل ننتظر منه أن يقوم بمتطلبات وطنه وهو يعيش هذا الكبت لمدة ستة أعوام ، ثم يعيش نصفها في المدرسة المتوسطة ، فلن تكون أحسن حالا منا .
• سمو الأمير إن حكومتنا الرشيدة قادرة على توفير أرض خاصة لعين رأسنا الثانية " متوسطة غامد " وإقامة مبان وملاعب خاصة بها ، لتتم العملية التربوية بأحسن صورة وأفضل حال إن شاء الله ، أو البناء على أرضها القديمة التي كان عليها مبناها القديم ، ونزع ملكيات بعض الأراضي المحيطة بها ، علما إن المدرسة السعودية يبلغ تلاميذها قرابة 300 تلميذ وهو ما لا يوجد في أي مدرسة أخرى داخل محافظة بلجرشي ، ولولا ضيق المكان لزاد العدد كثيرا ، وكذا الحال في متوسطة غامد .
• سمو الأمير ، لقد اعتمدت ميزانيات لنزع ملكيات وبناء مدارس ابتدائية ومتوسطة ، وبنيت على أحدث طراز في أماكن لا يبلغ تلاميذها عشر عدد تلاميذنا ، وحكومتنا المباركة قادرة على تأمين ذلك لهاتين المدرستين ، فما المشكلة ؟! ، ومن الذي يقف حجر عثرة في وجه هذه المشكلة ؟! .
• سمو الأمير ، نلتمس منكم النظر في هذه المشكلة ، وتدراك الوضع ، قبل أن تصبح هاتين المدرستين مكانا لتخريج التلاميذ والطلاب الذين يعانون من الأزمات النفسية ، والكبت ، والذي سيعود بالضرر على حكومتنا الرشيدة ومجتمعنا المبارك ، فأين يفرغون طاقاتهم ، وهم يقضون تسع سنين من أعمارهم دون ملاعب رياضيَّة ، ولا مقرات أنشطة اجتماعية ؟!
• نسأل الله أن يعجِّل بالفصل في هذه المشكلة على يديكم ، وأن ينصر حكومتنا الرشيدة وأن يبارك في شعبنا العزيز
• أولياء أمور التلاميذ
1- عريف قرية البركة عمر غرم الله الفقيه
2- عريف قرية بني عامر إبراهيم بن أحمد مريسل
3- عريف قرية العوذة علي بن أحمد بردان
.... وهناك أسماء كثيرة للموقعين
يمكنكم مشاهدت النص كاملاً
على هذا الرابط
http://albahatoday.cc/articles.php?action=show&id=257
اخوكم ومحبكم في الله
شبيه الليل
الْحَمدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى أَشْرَفِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ ، أَمَّا بَعْدُ :
• فكما يعلم الجميع أنَّ المدرستين المباركتين السُّعوديَّة الابتدائيَّة وغامد المتوسِّطة أقدم مدرستين فتحتا في بلجرشي الأولى على مستوى الابتدائيات والثانية على المتوسطات ، وقد تخرَّج غالب رجال التعليم وغيرهم من أصحاب المناصب والقيادات من أبناء المنطقة منهما أو من إحداهما ، ومن قلَّب سجلاتهما ونظر في الأسماء والشَّهادات فسيتعجَّب من الأسماء الَّتِيْ يراها من أبناء هذه المنطقة الذين تبوأ أو لا زال يتبوأ غالبهم مناصب مرموقة .
• في أحد أيَّام عام 1407 تقريبا أو 1408 هـ لا أذكر تماما لبعد العهد ، تفاجأنا بالدِّفاع المدني يزورنا في مبنى متوسطة غامد القديمة الذي سلبته من المدرسة السعودية ، وتفاجأنا بمديرنا الفاضل يطلب من أحد رجال الدِّفاع المدني أو مرافقيهم أن يصوِّر شطبا كان في أحد جسور الدور الثالث ، وبعدها كنا نسمع أنَّه كان يخلي مسؤوليته من سقوط المبنى علينا ، وأنَّه يحمِّل الدِّفاع المدني والمسؤولين الآخرين كامل المسؤوليَّة حال انهيار المبنى على التَّلاميذ ، وبعد أيَّام لم يرعنا إلا تنبيه المدير ومجموعة من المعلميِّن الذي طالبوا كل واحد منَّا أن يحمل كرسيَّة وينتظم في الصَّف أو الطَّابور الممتد في الفناء المقابل للمدرسة ، ثم أمرنا بالانطلاق تجاه مبنى المدرسة السُّعوديَّة الحالي ، وعندما وصلنا قريبا من المدرسة ، تفاجأ معلموا المدرسة السُّعوديَّة ووكيلها من هذا المنظر الذي يشبه منظر الجنود المتوجهين للمعركة ، إلا أن المنظر كان مضحكا ، حيث إنَّا كنا نحمل الكراسي مقلوبة ؛ أرجلها للأعلى .
• وكان هذا الهجوم الكاسح دون إنذار مسبق ودون تنسيق - كما علمت من أحد أساتذتنا الذين زاملتهم في المدرسة ثم تقاعدوا قبل سنوات - فأقفلوا الباب ، وحاولوا صدَّنا ، وتركونا وقوفا بكراسينا خلف الأسوار ، وبعد مداولات مع الإدارة في الباحة ، استطاعت الواسطة أن تلعب دورها ، وأمروا أن يفتحوا لنا الأبواب حتى لا يتحمَّلوا مسؤوليَّة ما يصيب الطُّلاب من ضربات الشَّمس وغيرها .
• عندما فتح الباب كان المنظر شبيها بحال الجنود الذين استطاعوا أن يقتحموا إحدى القلاع المحصَّنة بعد صمود هزيل ، فدخلنا يتقدمنا بعض معلمينا ، ووضعنا كراسينا في الفصول الموجودة في الدَّور السُّفلي من المبنى ، بعد أن قشقش معلموا المدرسة ما استطاعوا من الأوراق والطَّاولات والكراسي ، وبقي الكثير من الغنائم الَّتِيْ وجدناها أمامنا لم يستطيعوا حملها ، فكانت فرحتنا بالانتصار كبيرة ، لأنَّا كنَّا جهَّالا لا نعرف المصلحة ولا ندري أين الفائدة .
• بعدما كبرت كما كبر غيري من الزُّملاء ، وتعيَّنت في سلك التَّعليم ، وأتيت من المنطقة الشَّرقيَّة إلى الباحة ، قضيت سنين في البادية ، ثم نُقلت إلى قلب المدينة مباشرة ، إلى مسقط رأسي ، وأمِّي الأولى الَّتِيْ رضعت التعليم والمعرفة منها ، كانت فرحتي عارمة ، وشكرت الله على ذلك كثيرا ، وقد خالجني بعض القلق بسبب بعض النَّصائح الَّتِيْ تلقيتها من بعض الزُّملاء ، فقد قيل لي إنَّك ستدخل السِّجن من الصَّباح ولن تخرج قبل السَّاعة الواحدة ، وحذَّروني من محاولة التَّقصير ، لأن المدير شديد جدا ، وعنيف أيضا ، والحقيقة أني لم الق لكلامهم بالا ، لأني أقدَّم ما عندي وهمي رضاء ربِّي ، والمدير لن يطلب منك أكثر من الأمور المطلوبة في نظام الوزارة .
• المهم أنِّي دخلت المدرسة وكلِّي فرح وتيه ، يا ألله هل ستكون معلِّما في مدرستك الأم .. ما هذا يا خالد .. ؟!!
لقد كبرت أيها الصَّبي المشاكس .. !!
من ستجد من معلميك لا زال في المدرسة ؟!!
كيف ستواجههم ؟!!
كيف ستتعامل معهم ؟!!
كيف .. ؟!! .. كيف .. ؟!! ...
يا لها من لحظات .. ثقلت فيها رجلاي .. وازدادت فيها خفقات قلبي ...
• مضى عقد ونيِّف لم أدخل هذا المبنى ، لا أراه إلا من الخارج ، ولا أدري عن أحواله ومعاناته الَّتِيْ يعيشها أهله من الدَّاخل ، تشجَّعت وأنا أحمل خطاب إخلاء طرفي من مدرستي السَّابقة ، قلبي يسبقني للدخول إلى مدرستي .. فلمَّا دخلت من الباب الرَّئيسي نظرت فإذا غطاء الألمنيوم الذي كنت أراه من الجهة الأخرى عندما كنت في متوسِّطة غامد ، فصعدت الدَّرج ، ولمَّا وصلت للدَّور الأوَّل ، إذا أنا بمنظر لم يخطر في بالي أن أره ، والحقيقة أني لم أر مثله حتَّى في مدارس البادية ، فوقفت من هول المنظر ..

ولم أفق من ذلك إلا على صوت أستاذي الفاضل " أحمد مجدوع " حفظه الله وهو يناديني ، أهلا .. أهلا يا ولدي ، الله يحييك .. الْحَمدُ للهِ على النَّقل .. ( مبروك ) .. دخلت ( صندقته ) أقصد مكتبه ، ولقيت بعض الإخوة ، قال هذا ولدنا خالد منقول إلينا من الجنابين ، ثم قال لي خذ الخطاب وأعطه ( أبوك سالم ) يقصد الأستاذ الفاضل سالم مسعود وفقه الله ، قلت له أين هو ؟
قال رح آخر صندقة في الصَّفِّ على اليمين وتجده هناك .
توجهت إليه وسلَّمت عليه وسلَّمته الخطاب ، ثم استأذنت وانصرفت لأنه كان آخر يوم من الدَّوام في رمضان ، وقال تأتينا بعد العيد إن شاء الله .
ومرَّت الأيَّام ونحن نعيش أزمة الصَّنادق ، ثم تطوَّر الحال ببناء مبنى لمتوسِّطة غامد ، وبداية بناء الجدار العازل بين المدرستين

وكل هذه الحلول المزعومة بمثابة الإبر المسكِّنة الَّتِيْ لا تداوي ، بل تخِّدِّر المريض مدَّة ثم يفيق وإذا بمرضه باق كما هو والألم يزداد ..
بير ( النقعاء) تنتظر ضحاياها من تلاميذ المدرسة السُّعوديَّة
هل ننتظر حتَّى تقع الكارثة
• استمر الحال بعد انتقال المتوسِّطة إلى المبنى الحديث ، لكن الحال فيها يعتبر حالا مزريا ، ففصولها بالكاد تكفي طلابها ، ولا تملك إلا قطعة من الفناء المقتطع داخل جدارها الفاصل مع المدرسة السعوديَّة ، والكلُّ يشهد ويعيش المعاناة ، لكن المصيبة أن تأتي الحلول بطريقة لا يرضاها تربوي يفهم أصول التربية ، أو تربويا يعرف متطلَّبات المدارس ، أتدرون ما هي أيها الأحبَّة ، لقد نصحنى بعض الزُّملاء الأفاضل أن لا أقولها ، لخوفه من قطع رزقي ، أو التأثير على وظيفتي ، أو التضييق عليَّ في عملي ، لكني والله أقولها بكل أسف ، إنَّ المدرسة السُّعوديَّة ببلجرشي يراد لها من بعض المسؤولين أن تتحول إلى ثكنة عسكريَّة ، خالية من الملاعب الرِّياضيَّة وغرف الأنشطة اللا صفيَّة ، وغيرها من الأمور الأساسيَّة ، ويراد لأبنائها أن يُحشروا في الفناء الدَّاخلي ، الذي يضمُّ بين جنباته بئرا قديمة لا زالت محفورة قد تنهار في أي وقت بمن فوقها
• أتدرون ما هو العلاج الجديد ، والتخدير القادم !!
• سَيُقْتَطَعُ الفناء الخارجي الذي نصفُّ فيه تلاميذنا ليبنى فيه مبان حديثة لمتوسِّطة غامد !! ، ونحشر نحن داخل المبنى الحاليِّ !! .
• أيعقل أن يصدر هذا القرار من رجل تربوي ؟!
• تبا لتربية هذا تفكير رجالها !
• تبا لتربية تزجُّ بأبنائها إلى الهلاك !
• تبا لتربية تريد أن تخرج لنا جيلا مكبوتا يعاني من الأمراض النَّفسيَّة !
• تبا لتربية تريد أن يفرِّغ تلاميذها طاقاتهم خارج أسور مدرستهم
• أيُّها المسؤولون .. هل ستفيقون قبل وقوع الكارثة ؟!
• هل الواسطات والمحسوبيَّات تأمركم بهذا ؟!
• والله إن لم توقف هذه المهزلة فلن نقف إلا بين يدي الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله
• ولن نتوقَّف عن المطالبة بمعاقبة أصحاب هذا الفكر القاصر والنظرة السَّوداويَّة
• كل رأس فوقه رأس في هذه الحكومة المباركة ، وكما فضح الله بعض المتلاعبين في جدَّة فسيفضح غيرهم من المتلاعبين في بقيَّة المناطق ، فالله يمهل ولا يهمل .
• هل يزعم أصحاب هذه القرارات العشوايئَّة أن الحكومة عاجزة عن شراء أرض لمتوسطة غامد وبناء مدرسة عليها ؟!
• هل هم أحرص على أموال الدَّولة من ملك وأمراء هذه الدَّولة ؟!
• بنيت مبان في قرى لا يوجد بها ربع طلاب المدرسة السعوديَّة وغامد المتوسِّطة ، فلماذا لا تقع المشاكل إلا عند أقدم مدرستين في المحافظة المسكينة ؟!
• أيها النَّاس .. تأملوا هذه الصُّور واحكموا بأنفسكم ، وخاطبوا ضمائركم ، وامنعوا وقوع الكارثة قبل أن نعضَّ أصابع النَّدم ولات ساعة مندم .
• قد يقول بعض معلميَّ الأفاضل في متوسِّطة غامد ، لقد كنَّا نصف طلابنا فوق هذه البئر ولم يحصل شيئا ولله الحمد !
• فأقول لهم الْحَمدُ للهِ الذي نجَّاكم ونجَّى طلابكم من الكارثة ، لكن من يظمن لنا عدم الانهيار ، ومن سينفعنا عند وقوع كارثة هلاك أبنائنا






هذه رسالة أرسلت على بريد وزير التربية والتعليم وفقه الله
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
• صاحب السمو وزير التربية والتعليم .. حفظه الله
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، وبعد :
• فإنا نتقدم إليكم بالتماسنا هذا ونرجوا من الله العلي القدير أن تنظروا فيه وتتأملوا المعاناة الَّتِيْ تعيشها المدرسة السعوديَّة ببلجرشي أوَّل مدرسة ابتدائيَّة أسست في هذه المدينة عام 1363 هـ ، والتي لا زالت معاناتها تتكرر منذ الثمانينات الهجرية مع عين الرأس الأخرى " مدرسة غامد المتوسطة " ، هاتان المدرستان يا سمو الأمير يراد لها أن تعيش أنصاف الحلول ، وكأن حكومة هذه البلاد المباركة عاجزة عن تلبية متطلبات هاتين المدرستين اللتين هما أقدم مدرستان في المحافظة .
• صاحب السمو ، إن المدرسة السعوديَّة تعاني من منافسة متوسطة غامد لها في مبانيها ، وسلبها منها كليّا أو جزئيا ، منذ إنشاء أول مبنى خاص بها ، حيث أخرجت منه ، وأجبرت على استئجار مبنى خاص لإكمال مسيرتها ، وعندما أقيم مبناها الرسمي من حكومتنا الرشيدة ، لاحقتها هذه المتوسطة واحتلت دورا من مبناها ، ونصف ملاعبها ، وأجبر مديرها على بناء غرف من الحديد لمكتبه ومكتب وكيله ومكاتب المعلمين وبقية أنشطة المدرسة ، وبقيت المأساة على هذا الحال حتى زارها وزير التربية الأسبق " د.محمد الرشيد " ولم يغير ساكنا ! .
• واليوم تزداد المعاناة بعد أن تم اعتماد مبان للمتوسطة داخل فناء هذه المدرسة ، وسيذهب ثلثي الأرض المخصصة لها ، وستبقى دون مصلى ، ودون ملاعب رياضية ، ودون مقرات لأنشطة التلاميذ وسيجبر تلاميذها على الدراسة في هذه الأجواء الَّتِيْ تشابة أوضاع جنودنا البواسل في الثكنات العسكرية ، فأي جيل ننتظر منه أن يقوم بمتطلبات وطنه وهو يعيش هذا الكبت لمدة ستة أعوام ، ثم يعيش نصفها في المدرسة المتوسطة ، فلن تكون أحسن حالا منا .
• سمو الأمير إن حكومتنا الرشيدة قادرة على توفير أرض خاصة لعين رأسنا الثانية " متوسطة غامد " وإقامة مبان وملاعب خاصة بها ، لتتم العملية التربوية بأحسن صورة وأفضل حال إن شاء الله ، أو البناء على أرضها القديمة التي كان عليها مبناها القديم ، ونزع ملكيات بعض الأراضي المحيطة بها ، علما إن المدرسة السعودية يبلغ تلاميذها قرابة 300 تلميذ وهو ما لا يوجد في أي مدرسة أخرى داخل محافظة بلجرشي ، ولولا ضيق المكان لزاد العدد كثيرا ، وكذا الحال في متوسطة غامد .
• سمو الأمير ، لقد اعتمدت ميزانيات لنزع ملكيات وبناء مدارس ابتدائية ومتوسطة ، وبنيت على أحدث طراز في أماكن لا يبلغ تلاميذها عشر عدد تلاميذنا ، وحكومتنا المباركة قادرة على تأمين ذلك لهاتين المدرستين ، فما المشكلة ؟! ، ومن الذي يقف حجر عثرة في وجه هذه المشكلة ؟! .
• سمو الأمير ، نلتمس منكم النظر في هذه المشكلة ، وتدراك الوضع ، قبل أن تصبح هاتين المدرستين مكانا لتخريج التلاميذ والطلاب الذين يعانون من الأزمات النفسية ، والكبت ، والذي سيعود بالضرر على حكومتنا الرشيدة ومجتمعنا المبارك ، فأين يفرغون طاقاتهم ، وهم يقضون تسع سنين من أعمارهم دون ملاعب رياضيَّة ، ولا مقرات أنشطة اجتماعية ؟!
• نسأل الله أن يعجِّل بالفصل في هذه المشكلة على يديكم ، وأن ينصر حكومتنا الرشيدة وأن يبارك في شعبنا العزيز
• أولياء أمور التلاميذ
1- عريف قرية البركة عمر غرم الله الفقيه
2- عريف قرية بني عامر إبراهيم بن أحمد مريسل
3- عريف قرية العوذة علي بن أحمد بردان
.... وهناك أسماء كثيرة للموقعين
يمكنكم مشاهدت النص كاملاً
على هذا الرابط
http://albahatoday.cc/articles.php?action=show&id=257
اخوكم ومحبكم في الله
شبيه الليل