بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي علم بالقلم
والصلاة والسلام على المعلم الأول
نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن أقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين ..... أما بعد :
قبل عدة أعوام قررت وزارتنا تغيير اسمها من ( وزارة المعارف ) إلى ( وزارة التربية والتعليم )
حتى قال التربويون في حينها أن كلمة " التربية " قدمت على كلمة " التعليم " عمدا وقصدا
وذلك لأن التربية أهم من التعليم
فالتربية تأتي أولا ثم يأتي التعليم تبعا لها
وفي ذلك الوقت حمد الجميع ذلك القرار
واستبشر الجميع خيرا بذلك التغيير
ولكن ما لذي حصل منذ ذلك اليوم إلى هذا اليوم ؟
لقد سارت هذه الوزارة إلى الهاوية بخطا حثيثة حتى أصبحت على شفا جرف هار
ولقد حق لنا اليوم أن نسميها وزارة التعليم بلا تربية
وربما قريبا تكون وزارة بلا تربية ولا تعليم
أيها الكرام إن وزارتنا اليوم بدأت تهدر جانب التربية في قرارات وتصريحات كثيرة يخرج بها بعض مسؤوليها من وقت إلى آخر
ونستطيع أن نستشف من تلك القرارات والتصريحات بعض السمات البارزة التي ترسم لنا معالم هذه الوزارة ومنها :
1 - التدليس ....
2 - الحيلة ...
3 - التجني وقلة الإنصاف
4 - قلة الورع ...
5 - خلل في الأولويات
6 - التناقض والتضاد والتضارب الذي لايمكن معه التوفيق
ماسبق من النقاط فقط للتمثيل لا للحصر
ولو أردنا الحصر لطال بنا المقام
والنقاط السابقة لم أضعها هكذا اعتباطا
أوتجنيا
أو انتصارا للنفس
ولكنها وللأسف هي الحقيقة المرة التي رأيتها وأبصرتها بعين البصيرة قبل عين البصر
و إني إذ أقول هذا فإني أملك لكل نقطة من النقاط السابقة شاهدا ودليلا من قراراتهم وتصريحاتهم
وعلى أي حال فإنه لاحاجة لي للبسط في شرح كل نقطة من النقاط السابقة
وسأكتفي بالكلام عن النقطة الأخيرة فقط لأنه استجد لها عندي شاهد جديد
وإليكم هذا الشاهد :
في الاقتباس التالي جزء من تصريح لأحد المسؤولين في وزارتنا الموقرة
أرجو التأمل في مضمونه
وليرى المنصف كيف تلقى التهمة جزافا على أهل التربية من المعلمين والمعلمات
الذين انتقدوا غلاف كتاب مادة الرياضيات لأنهم رأوا ـ وحق لهم ذلك ـ أن في ذلك الغلاف إهدار للكثير من الجوانب التربوية :
أيها الكرام تأملوا الحجة السابقة واجعلوها حاضرة في أذهانكم ثم تأملوا الاقتباس التالي وهو تصريح لنفس المسؤول :
هنا أقف معكم لأحاج وزارتنا الموقرة بنفس المنطق وبنفس الحجة ـ الداحضة ـ التي حاجونا بها من قبل وأقول :
أليس الاهتمام بمسميات مدارس البنات وصرف الأموال الطائلة من أجل تغييرها هو اهتمام بالقشور على حد تفكيركم وتعبيركم ؟!
فمسمى المدرسة هو ( قشرة ) تم الاهتمام بها وتلميعها جيدا
وكل مافي المدرسة من معلمات و طالبات وأثاث ووسائل تعليمية هو ( اللب ) الذي تم إهماله
أليس في هذا الأمر ترك ( للب ) وهو الخلاصة واهتمام ( بالقشرة ) ؟!
لماذا تبيحون لأنفسكم ما تحرمونه علينا ؟!
فانتم تحرمون علينا طرح الرأي والنقد البناء بدعوى أننا أشغلنا أنفسنا بالقشور التي ماكان ينبغي لنا أن نشتغل بها
بينما تستجيزون لأنفسكم أن تشكلوا لجان و تعتمدوا لها ميزانيات وتغييرات كبيرة
من أجل هذه القشور
فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون ؟!!
أيها الكرام إن التصريح الوارد في الاقتباس الأول هو من باب الانتصار للنفس من قبل المسؤولين عن مشروع تطوير الرياضيات والعلوم
وليس فيه من الحق شيء يذكر فضلا عن أن يكون حجة يظهروا بها علينا
والحق أنه ليس في التعليم لب وقشر والصحيح أن التعليم منظومة متكاملة تتكون من عدة اجزاء لكل جزء منها قدر من الأهمية
و لا يسعنا كتربويين إهمال أي من تلك الأجزاء
ولقد أسفت عندما رأيت (مصادفة ) خلال الأسبوع الماضي بعض الحوارات التي دارت بين بعض المسؤولين عن هذا المشروع في منتدى تابع لموقع الوزارة مما جعلني أخرج بتصور بسيط عن أولئك المسؤولين
وقلت في نفسي : هل يعقل أن هذا المستوى الضحل من التفكير هو لمسؤولين في الوزارة ؟!!
وتعجبت حين رأيت كل واحد منهم ينبري ليدافع عن نفسه بالباطل !!
أين هم من قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ ..... )
وقلت في نفسي أيضا : أنى لأصحاب هذه الحوارات أن يحكموا بالعدل على أنفسهم ويعترفوا بخطئهم وتقصيرهم ؟
وعودا على بدء فإني أقول لمن في وزارتنا الموقرة :
لا تظنوا أن جانب التربية يحجّم و يختزل في المعلم فقط
بل يجب عليكم أن تدركوا أن جانب التربية هو منهج لازم لكل من ينتسب لهذه الوزارة
بدء برأس الهرم وهو الوزير وانتهاء بأصغر موظف فيها
بل إن هذا الجانب يتعاظم ويزداد كلما زاد الشخص رفعة وعلوا في المنصب
فكونوا قدوة لمن هم تحتكم من منسوبي الوزارة
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يصلح الحال والمآل
========
كتبه / أبو عبدالله
الأربعاء 21 جمادى الأولى 1431هــ
الحمدلله الذي علم بالقلم
والصلاة والسلام على المعلم الأول
نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن أقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين ..... أما بعد :
قبل عدة أعوام قررت وزارتنا تغيير اسمها من ( وزارة المعارف ) إلى ( وزارة التربية والتعليم )
حتى قال التربويون في حينها أن كلمة " التربية " قدمت على كلمة " التعليم " عمدا وقصدا
وذلك لأن التربية أهم من التعليم
فالتربية تأتي أولا ثم يأتي التعليم تبعا لها
وفي ذلك الوقت حمد الجميع ذلك القرار
واستبشر الجميع خيرا بذلك التغيير
ولكن ما لذي حصل منذ ذلك اليوم إلى هذا اليوم ؟
لقد سارت هذه الوزارة إلى الهاوية بخطا حثيثة حتى أصبحت على شفا جرف هار
ولقد حق لنا اليوم أن نسميها وزارة التعليم بلا تربية
وربما قريبا تكون وزارة بلا تربية ولا تعليم
أيها الكرام إن وزارتنا اليوم بدأت تهدر جانب التربية في قرارات وتصريحات كثيرة يخرج بها بعض مسؤوليها من وقت إلى آخر
ونستطيع أن نستشف من تلك القرارات والتصريحات بعض السمات البارزة التي ترسم لنا معالم هذه الوزارة ومنها :
1 - التدليس ....
2 - الحيلة ...
3 - التجني وقلة الإنصاف
4 - قلة الورع ...
5 - خلل في الأولويات
6 - التناقض والتضاد والتضارب الذي لايمكن معه التوفيق
ماسبق من النقاط فقط للتمثيل لا للحصر
ولو أردنا الحصر لطال بنا المقام
والنقاط السابقة لم أضعها هكذا اعتباطا
أوتجنيا
أو انتصارا للنفس
ولكنها وللأسف هي الحقيقة المرة التي رأيتها وأبصرتها بعين البصيرة قبل عين البصر
و إني إذ أقول هذا فإني أملك لكل نقطة من النقاط السابقة شاهدا ودليلا من قراراتهم وتصريحاتهم
وعلى أي حال فإنه لاحاجة لي للبسط في شرح كل نقطة من النقاط السابقة
وسأكتفي بالكلام عن النقطة الأخيرة فقط لأنه استجد لها عندي شاهد جديد
وإليكم هذا الشاهد :
في الاقتباس التالي جزء من تصريح لأحد المسؤولين في وزارتنا الموقرة
أرجو التأمل في مضمونه
وليرى المنصف كيف تلقى التهمة جزافا على أهل التربية من المعلمين والمعلمات
الذين انتقدوا غلاف كتاب مادة الرياضيات لأنهم رأوا ـ وحق لهم ذلك ـ أن في ذلك الغلاف إهدار للكثير من الجوانب التربوية :
سبق- الرياض:
اعتبر المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الدكتور فهد الطياش أن توجه البعض لانتقاد الوزارة
لوضعها رسوماً تمثل "ذوات أرواح " كسمكة أو " ح م ا ر" على بعض الكتب الدراسية،
"اهتمام بالقشور"، موضحاً أن الهدف من الكتب في الأساس تقديم وتطوير العلوم.
أيها الكرام تأملوا الحجة السابقة واجعلوها حاضرة في أذهانكم ثم تأملوا الاقتباس التالي وهو تصريح لنفس المسؤول :
أبلغ «عكاظ» المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم الدكتور فهد الطياش أن لجنة من الوزارة تواصل عملها لدراسة تحويل أسماء مدارس البنات في مراحل التعليم الثلاث في كافة مناطق المملكة، إلى أسماء صحابيات ونساء بارزات على المستوى الإسلامي والتاريخي.
وذكر أن اللجنة تدرس كافة الإجراءات التي ستترتب على عملية تغيير الأسماء والتكلفة المالية المتوقعة، ومنها؛ تغيير الأوراق الرسمية، الأختام، بالإضافة إلى اللوحات الإرشادية للمدارس، مؤكدا أن عدد المدارس يصل إلى نحو 18051.وتوقع أن ترفع اللجنة تقريرها إلى وزير التربية خلال الفصل الدراسي الجاري، فيما يتوقع أن تبدأ عملية تغيير الأسماء العام المقبل.
هنا أقف معكم لأحاج وزارتنا الموقرة بنفس المنطق وبنفس الحجة ـ الداحضة ـ التي حاجونا بها من قبل وأقول :
أليس الاهتمام بمسميات مدارس البنات وصرف الأموال الطائلة من أجل تغييرها هو اهتمام بالقشور على حد تفكيركم وتعبيركم ؟!
فمسمى المدرسة هو ( قشرة ) تم الاهتمام بها وتلميعها جيدا
وكل مافي المدرسة من معلمات و طالبات وأثاث ووسائل تعليمية هو ( اللب ) الذي تم إهماله
أليس في هذا الأمر ترك ( للب ) وهو الخلاصة واهتمام ( بالقشرة ) ؟!
لماذا تبيحون لأنفسكم ما تحرمونه علينا ؟!
فانتم تحرمون علينا طرح الرأي والنقد البناء بدعوى أننا أشغلنا أنفسنا بالقشور التي ماكان ينبغي لنا أن نشتغل بها
بينما تستجيزون لأنفسكم أن تشكلوا لجان و تعتمدوا لها ميزانيات وتغييرات كبيرة
من أجل هذه القشور
فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون ؟!!
أيها الكرام إن التصريح الوارد في الاقتباس الأول هو من باب الانتصار للنفس من قبل المسؤولين عن مشروع تطوير الرياضيات والعلوم
وليس فيه من الحق شيء يذكر فضلا عن أن يكون حجة يظهروا بها علينا
والحق أنه ليس في التعليم لب وقشر والصحيح أن التعليم منظومة متكاملة تتكون من عدة اجزاء لكل جزء منها قدر من الأهمية
و لا يسعنا كتربويين إهمال أي من تلك الأجزاء
ولقد أسفت عندما رأيت (مصادفة ) خلال الأسبوع الماضي بعض الحوارات التي دارت بين بعض المسؤولين عن هذا المشروع في منتدى تابع لموقع الوزارة مما جعلني أخرج بتصور بسيط عن أولئك المسؤولين
وقلت في نفسي : هل يعقل أن هذا المستوى الضحل من التفكير هو لمسؤولين في الوزارة ؟!!
وتعجبت حين رأيت كل واحد منهم ينبري ليدافع عن نفسه بالباطل !!
أين هم من قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ ..... )
وقلت في نفسي أيضا : أنى لأصحاب هذه الحوارات أن يحكموا بالعدل على أنفسهم ويعترفوا بخطئهم وتقصيرهم ؟
وعودا على بدء فإني أقول لمن في وزارتنا الموقرة :
لا تظنوا أن جانب التربية يحجّم و يختزل في المعلم فقط
بل يجب عليكم أن تدركوا أن جانب التربية هو منهج لازم لكل من ينتسب لهذه الوزارة
بدء برأس الهرم وهو الوزير وانتهاء بأصغر موظف فيها
بل إن هذا الجانب يتعاظم ويزداد كلما زاد الشخص رفعة وعلوا في المنصب
فكونوا قدوة لمن هم تحتكم من منسوبي الوزارة
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يصلح الحال والمآل
========
.gif)
كتبه / أبو عبدالله
الأربعاء 21 جمادى الأولى 1431هــ