السمك غذاء فريد وعجيب يحبه الكثيرون ولا غنى لهم عنه لما يحويه من معادن وبروتينات وفيتامينات لكنه قد يكون سببا للموت وأداة للقتل!!
سجلت دراسات كثيرة في أنحاء متفرقة من العالم ارتفاع نسبة مثيل الزئبق في الأسماك التي تعدت حد المسموح به من قبل منظمة الصحة العالمية وهو جزء واحد من المليون يمكن أن يتحمله الفرد بعدها تبدأ سمية الزئبق بالظهور
يتم انتاج من 2700 إلى 6000 طن سنويا الزئبق طبيعيا على شكل غازات من القشرة الأرضية والمحيطات
إلا أنه تقريبا من 2000 إلى 3000 طن أخرى يتم إنتاجها من قبل نشاطات الإنسان كالحرائق و مخلفات الصناعة خاصة من حرق الأحفورات كالفحم سنويا
ومما يزيد من تفاقم المشكلة هو أن بخار الزئبق ينتقل بسهولة عبر الهواء ويتم ترسيبه على الأسطح المائية كالبحار والمحيطات والمياه العذبة وعلى الأراضي الزراعية، تذوب كميات من هذا الزئبق في الماء ويقوم نوع خاص من البكتريا بتحويله إلى ميثل الزئبق نوع آخر أكثر سّمية، تمتص الأسماك ميثل الزئبق عبر الخياشم ثم إلى الأجزاء المائية منها ، الأسماك الكبيرة أكثر عرضة إلى ميثيل الزئبق من الأسماك الصغيرة فضلا عن تعرضها له عبر خياشيما فإنها تحصل عليه أيضا عن طريق التهامها للأسماك الصغيرة التي تحوي كميات منه أيضا وبذلك يزيد تركيزه في خلاياها
يرتبط ميثيل الزئبق بالأغشية البروتينية وفي عضلات السمكة ولا يمكن التخلص منه بواسطة الطبخ والحرارة، تتشير الدراسات بأن جميع السمك يحوي كميات من ميثيل الزئبق ولكنه يختلف في تركيزه من سمكة لأخرى ومن نوع لآخر حسب موقع مصدر هذه الأسماك ففي المناطق الصناعية التي تنتج الزئبق ضمن مخلفاتها يكون مستوى الزئبق في الأسماك مرتفع ، بشكل عام الأسماك في الوضع الطبيعي تحوي 0.01 إلى 0.5 جزء من المليون والقليل جدا يتعدى حدود الخطر وهو 1 جزء من المليون كما حددته منظمة الصحة العالمية كخطر على صحة الإنسان
أول حادثة سجلت جرّاء تسمم الناس بميثيل الزئبق كانت في اليابان في ولاية مينيماتا عام 1960 وراح ضحيته 111 شخص حيث ظهرت عليهم آثار تلف في الدماغ ، أشارت الدراسات أن هؤلاء كانوا يتغذون على السمك بشكل شبه يومي مما زارد من تركيز ميثيل الزئبق في أجسامهم وبدأت تظهر عليهم آثار المرض
تلت هذه الحادثة حادثة أخرى في اليابان أيضا في ولاية نيجاتا حيث تسمم 120 شخص بميتيل الزئبق وعند فحص الأسماك في تلك المناطق وجد أن تركيز ميثيل الزئبق يتراوح ما بين 9 و 24 جزء من المليون حتى أنه في بعض الأسماك تعدى 40 جزء من المليون!!
جدير بالذكر أن أعراض المرض وهو اختلال وتدهور في الجهاز العصبي قد تستمر سنوات من بداية دخول هذا المركب إلى الجسم حتى الوفاة
ظهرت هذه المشكلة في العراق عام 1961 وفي باكستان عام 1963 وفي غواتيمالا عام 1966 حيث تعدى عدد المصابين بالمرض 30 شخص في كل بلد
أخيرا هل نتوقف عن أكل السمك؟!!
بالطبع لا فمتخصصو الأكلات البحرية في منطمة الصحة العالمية ينفون ذلك ويوصون بتنويع الأسماك وعدم الاعتماد على نوع واحد شريطة تناولها في حدود المعقول وعدم الافراط كما أنها أوصت بالابتعاد عن أكل سمك القرش وأبو سيف خاصة للحوامل لأنها تحوي كميات أكبر من ميثيل الزئبق من الأسماك الأخرى
وبالهناء والعافية:36_1_12[1]: