عبدالله الجميلي
قال الـضَـمِـير الـمُـتَـكَـلّـم: شاهدت قبل سنوات فيلمًا ساخرًا عنوانه (عَـايـز حَـقِّــي) تقوم قصته على أن أحد المحامين الشباب اكتشف في (دستور بلده) إحدى التوصيات التي تؤكد أنه من حق المواطن امتلاك وبيع المؤسسات العامة المملوكة للدولة إذا جمع (توقيعات وتوكيل بالبيع) من مليون مواطن؛ وهنا بدأ حملته؛ وفعلًا نجح في ذلك، واستلم إدارة (مطار العاصمة) هو ومجموعته، وتوالت المواقف الكوميدية!!
طبعًا ذلك الفيلم من الخيال الساخر؛ لكنه يطرح تساؤلات مهمة للمواطن (هل تعرف حقوقك؟)؛ فلو أوقفك مثلًا رجل المرور فهل تعرف حقوقك التي كفلتها الأنظمة؟ وهل تعرف حدود صلاحياته في تعامله معك؟
ويا سعادة الأستاذ الجامعي هل أتقنت ثقافة الصلاحيات التي يعاملك من خلالها رئيس القسم، وعميد الكلية، ومدير الجامعة؟!
أخي المعلم هل تدرك حقوقك الواجبة لك من قبل مدير المدرسة، وإدارة التعليم، ووزارة التربية والتعليم؟
عزيزي الموظف هل أنت مدرك عند تعيينك لحقوقك في الترقية والحوافز، بل وحتى عند طي القيد؟ أيها المواطن قد يتم توقيفك يومًا ما؛ فهل أنت مطلع على المسوغات اللازمة لذلك؟! وهل تُـتْـلَى عليك حقوقك قبل التحقيق؟!
أسئلة كثيرة نماذجها متنوعة حول الحقوق؛ أكاد أجزم أن إجاباتها، ومن أغلب الناس تنطق بـ (لا وألف كلا).
نعم الحقوق العامة لكل مواطن في وطنه معلومة بالضرورة؛ وهي: (الكرامة، والحرية، والعدل، والمساواة، والرعاية من تعليم وصحة وسكن وعيش كريم).
ولكن الجهل الكبير في معرفة الأنظمة والقوانين التي تكفل تلك الحقوق العامة، وتحققها لدى مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة؛ وأعتقد أن سبب ذلك هو غياب ثقافة (اعرف حقوقك)؛ فالتركيز والضوء مسلط على إبراز الواجبات المفروضة على المواطن، مع التجاهل التام لإظهار حقوقه التي تظل حبيسة كتب اللوائح، وسجينة الأدراج!!
أهمية معرفة الحقوق والقوانين والواجبات، ودورها في تنظيم علاقاتنا في كل تحركاتنا اليومية لا نلمسه إلا عندما تواجهنا المشاكل؛ فلا يكون أمامنا سوى خيار التوجه للقضاء والاحتماء بالقانون، وبديوان المظالم الذي لا تُنفذ أحكامه!
فالواقع إذن يفرض أن تنطلق حملة وطنية توعوية ترفع شعار (حَـقّـي)؛ لأن من شأن ذلك أن يقضي على الكثير من الإشكاليات والتجاوزات التي قد تعكر صفو العلاقة بين المواطنين ومختلف المؤسسات الحكومية والخاصة، كما أنها سوف تَـحـدّ من تسلط وتكبر بعض المسؤولين وتسلطهم على المواطنين!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.
http://www.al-madina.com/node/273641

قال الـضَـمِـير الـمُـتَـكَـلّـم: شاهدت قبل سنوات فيلمًا ساخرًا عنوانه (عَـايـز حَـقِّــي) تقوم قصته على أن أحد المحامين الشباب اكتشف في (دستور بلده) إحدى التوصيات التي تؤكد أنه من حق المواطن امتلاك وبيع المؤسسات العامة المملوكة للدولة إذا جمع (توقيعات وتوكيل بالبيع) من مليون مواطن؛ وهنا بدأ حملته؛ وفعلًا نجح في ذلك، واستلم إدارة (مطار العاصمة) هو ومجموعته، وتوالت المواقف الكوميدية!!
طبعًا ذلك الفيلم من الخيال الساخر؛ لكنه يطرح تساؤلات مهمة للمواطن (هل تعرف حقوقك؟)؛ فلو أوقفك مثلًا رجل المرور فهل تعرف حقوقك التي كفلتها الأنظمة؟ وهل تعرف حدود صلاحياته في تعامله معك؟
ويا سعادة الأستاذ الجامعي هل أتقنت ثقافة الصلاحيات التي يعاملك من خلالها رئيس القسم، وعميد الكلية، ومدير الجامعة؟!
أخي المعلم هل تدرك حقوقك الواجبة لك من قبل مدير المدرسة، وإدارة التعليم، ووزارة التربية والتعليم؟
عزيزي الموظف هل أنت مدرك عند تعيينك لحقوقك في الترقية والحوافز، بل وحتى عند طي القيد؟ أيها المواطن قد يتم توقيفك يومًا ما؛ فهل أنت مطلع على المسوغات اللازمة لذلك؟! وهل تُـتْـلَى عليك حقوقك قبل التحقيق؟!
أسئلة كثيرة نماذجها متنوعة حول الحقوق؛ أكاد أجزم أن إجاباتها، ومن أغلب الناس تنطق بـ (لا وألف كلا).
نعم الحقوق العامة لكل مواطن في وطنه معلومة بالضرورة؛ وهي: (الكرامة، والحرية، والعدل، والمساواة، والرعاية من تعليم وصحة وسكن وعيش كريم).
ولكن الجهل الكبير في معرفة الأنظمة والقوانين التي تكفل تلك الحقوق العامة، وتحققها لدى مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة؛ وأعتقد أن سبب ذلك هو غياب ثقافة (اعرف حقوقك)؛ فالتركيز والضوء مسلط على إبراز الواجبات المفروضة على المواطن، مع التجاهل التام لإظهار حقوقه التي تظل حبيسة كتب اللوائح، وسجينة الأدراج!!
أهمية معرفة الحقوق والقوانين والواجبات، ودورها في تنظيم علاقاتنا في كل تحركاتنا اليومية لا نلمسه إلا عندما تواجهنا المشاكل؛ فلا يكون أمامنا سوى خيار التوجه للقضاء والاحتماء بالقانون، وبديوان المظالم الذي لا تُنفذ أحكامه!
فالواقع إذن يفرض أن تنطلق حملة وطنية توعوية ترفع شعار (حَـقّـي)؛ لأن من شأن ذلك أن يقضي على الكثير من الإشكاليات والتجاوزات التي قد تعكر صفو العلاقة بين المواطنين ومختلف المؤسسات الحكومية والخاصة، كما أنها سوف تَـحـدّ من تسلط وتكبر بعض المسؤولين وتسلطهم على المواطنين!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.
http://www.al-madina.com/node/273641