قلم الوزير الأحمر
يقول سمو وزير التربية والتعليم بالأمس: إنه مازال حتى اللحظة يكتب ويستخدم – القلم الأحمر – وإنه لن يترك هذا القلم حتى يشعر سموه بشيء من الرضا عن التعليم، وهذا ما لم يكن لسموه حتى اللحظة. سمو الوزير شفاف واضح مع الإعلام والجمهور، فلا أظن أن بضعة أسطر صادقة مع سموه ستكسر هذه الشفافية.
وإذا كان سمو الوزير، وهو صاحب القرار وسيد الكرسي الأعلى في دفة التربية والتعليم غير راضٍ عن أداء الوزارة فمن هو الذي غيره سيتخذ القرارات الجريئة حتى يرضى؟ هل ينتظر سمو الوزير أن نرضى نحن، ونحن بلا حول أو حيل أو قوة؟ لماذا لم يرض سمو الوزير حتى اللحظة وهو صاحب القرار، ومرة أخرى سيد الكرسي الأعلى؟ وماذا ينتظر سموه حتى يرضى أو كيف يرضى؟ ونحن نتفق مع سمو الوزير حول متلازمة التعليم والرضا والقلم الأحمر، ولو أن ألوان الصحيفة تسمح باختيار – الطيف – لكان التعليم على رأس القضايا الوطنية التي نختار لزوايانا فيها لون القلم الأحمر. أتفق مع سمو الوزير أن المسؤول لا يجب أن يصل درجة الرضا الكاملة في أداء المسؤولية المناطة به ولكنني أختلف معه: إن لم يكن صاحب القرار قادرا على إرضاء نفسه فمن ينتظر كي يعطيه الرضا على طبق من بلاتين أخضر؟ أستطيـع أن أقول لسمو الوزير إن الوصول للقلم – الأصفر – على الأقل يحتاج لخطوة جريئة مكلفة ولكنها بسيطة: التعليم هو المنهج والمعلم، وابنتي الصغيرة التي مازالت حتى هذا الصباح تذهب لآخر امتحاناتها المدرسية لا تحتاج لعشرين كتاباً بعضها يكرر بعضه، ولا تحتاج أيضاً لألفي ورقة لن تجتاز سوادها الأغلب إلا بالحفظ والصم.
نصف الورق سمـو الوزير لم ولن يقتنع به طالب واحد من بين ملايين الطلاب، ونصف الورق المنهجي، سمو الوزير، أصعب من أن يهضمه حتى المعلم الذي يشرح الورق.
وإذا ما اختصرنا نصف منهج التحفيظ والتلقين فإنما نرفع نصف العبء عن أربعة أعشار المعلمين: من هو المعلم الذي يستطيع أن يعمل في الأسبوع الواحد لأربع وعشرين حصة، أم حرام أن يعمل هؤلاء في بيئة تحترم أبسط قواعد المنطق؟ نحن نريد القلم الأسود، سمو الوزير ليشطب آلاف الأسطر وليدمج مئات الصفحات. نحن ننتظر هذا سمو الوزير منذ عقدين، ولكن سمو الوزير: من الذي يجرؤ على رفع القلم الأسود؟
علي سعد الموسى 2011-01-31 5:17 AM
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=4253
يقول سمو وزير التربية والتعليم بالأمس: إنه مازال حتى اللحظة يكتب ويستخدم – القلم الأحمر – وإنه لن يترك هذا القلم حتى يشعر سموه بشيء من الرضا عن التعليم، وهذا ما لم يكن لسموه حتى اللحظة. سمو الوزير شفاف واضح مع الإعلام والجمهور، فلا أظن أن بضعة أسطر صادقة مع سموه ستكسر هذه الشفافية.
وإذا كان سمو الوزير، وهو صاحب القرار وسيد الكرسي الأعلى في دفة التربية والتعليم غير راضٍ عن أداء الوزارة فمن هو الذي غيره سيتخذ القرارات الجريئة حتى يرضى؟ هل ينتظر سمو الوزير أن نرضى نحن، ونحن بلا حول أو حيل أو قوة؟ لماذا لم يرض سمو الوزير حتى اللحظة وهو صاحب القرار، ومرة أخرى سيد الكرسي الأعلى؟ وماذا ينتظر سموه حتى يرضى أو كيف يرضى؟ ونحن نتفق مع سمو الوزير حول متلازمة التعليم والرضا والقلم الأحمر، ولو أن ألوان الصحيفة تسمح باختيار – الطيف – لكان التعليم على رأس القضايا الوطنية التي نختار لزوايانا فيها لون القلم الأحمر. أتفق مع سمو الوزير أن المسؤول لا يجب أن يصل درجة الرضا الكاملة في أداء المسؤولية المناطة به ولكنني أختلف معه: إن لم يكن صاحب القرار قادرا على إرضاء نفسه فمن ينتظر كي يعطيه الرضا على طبق من بلاتين أخضر؟ أستطيـع أن أقول لسمو الوزير إن الوصول للقلم – الأصفر – على الأقل يحتاج لخطوة جريئة مكلفة ولكنها بسيطة: التعليم هو المنهج والمعلم، وابنتي الصغيرة التي مازالت حتى هذا الصباح تذهب لآخر امتحاناتها المدرسية لا تحتاج لعشرين كتاباً بعضها يكرر بعضه، ولا تحتاج أيضاً لألفي ورقة لن تجتاز سوادها الأغلب إلا بالحفظ والصم.
نصف الورق سمـو الوزير لم ولن يقتنع به طالب واحد من بين ملايين الطلاب، ونصف الورق المنهجي، سمو الوزير، أصعب من أن يهضمه حتى المعلم الذي يشرح الورق.
وإذا ما اختصرنا نصف منهج التحفيظ والتلقين فإنما نرفع نصف العبء عن أربعة أعشار المعلمين: من هو المعلم الذي يستطيع أن يعمل في الأسبوع الواحد لأربع وعشرين حصة، أم حرام أن يعمل هؤلاء في بيئة تحترم أبسط قواعد المنطق؟ نحن نريد القلم الأسود، سمو الوزير ليشطب آلاف الأسطر وليدمج مئات الصفحات. نحن ننتظر هذا سمو الوزير منذ عقدين، ولكن سمو الوزير: من الذي يجرؤ على رفع القلم الأسود؟
علي سعد الموسى 2011-01-31 5:17 AM
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=4253