لايفتى ومالك في المدينة
عندما تقرأ هذه العبارة يتبادر إلى ذهنك مايمتاز به الإمام مالك رحمه الله من العلم وسلامة الفتوى كيف وهو الإمام مالك؟ لكنك في الجهة المغايرة قد تتنبه للجزء الآخر من الكلمة " في المدينة"، فهذه العبارة لم تتبدل إلى " في بلاد الإسلام" أو نحوها بل اكتفي بتحديد البلد وهو المدينة وقد تكون لها صورها البلاغية الخاصة بها.
هنا تبادر إلى ذهني معنى آخر تحمله وهو أن مالكا بعلمه الغزير ورجاحة عقله وبعد رؤيته رحمه الله لم يشتهر عنه قول آخر مغاير للمقولة : " لايفتى ومالك في المدينة" وهنا اتضح أن أهل العلم في بلد ما هم أدرى ببلدهم وفتاواهم حسب بلدهم ومايرونه من مستجدات في علم الفقه والنوازل وخلاف ذلك وهؤلاء علماء لهم من العلم ماقد تعجب منه ومن رجاحة العقل ماقد يجعلك تحتار ولكن كيف بمن أحب الله فأحبه الله ؟ فلو نظرت إلى ساحات الجهاد وما يكون عليه المجاهدون من تضحيات وماقد يجدونه من صعوبات قد تعترض طريقهم وقد تعرضهم إلى الخطر وتقضي على كل مابنوه ونزفت دماءهم من أجله ،فإن لهم فتاواهم التي لايجدون عنها مناصا وهكذا دواليك فتنتقل من بلد إلى بلد ومن حال إلى حال وترى أهل العلم يجتهدون في كلمة ويصيبون وقد يخطئون والله أعلى وأعلم بما هم عليه.
نحن المعلمون والمعلمات أصحاب قضية وقد عانينا من أجلها الكثير ونطالب بحقوقنا كاملة فهم كثر أولئك الذين اعترضوا طريقنا ثم تراجعوا لما رأونا قد قررنا الحصول على حقوقنا فلقد تبدل الضعف إلى قوة والصمت إلى صدح بالحق والقول فعلا ،وأصيب من كان يتلذذ بالحديث عن معاناتنا بسوء في مقتل وولى عصر "احمد ربك انت أحسن من غيرك" وعصر: " المعلمون لايعملون ورواتبهم كبيرة وأجازاتهم طويلة".
هؤلاء لايدركون حال المعلم ومايصطدم به من عقبات ومايعانيه من ظلم واضطهاد من وزارته التي لا تفتر في القرارات المجحفة بحقه فجعلت منه بلا هيبة وتعمد البعض الصعود على معاناتهم فاهتز المعلمون وأبوا إلا الدفاع عن أنفسهم فأقيمت المنتديات وجد الإخوة في الدفاع عن التعليم وبناءه بما يستطيعون في ظل وزارة تصدر قرارات ضدهم.
إن ماحدث من أمر الوزارة من قرارات لايقبله العقل هي نتاج انفصام عن الواقع ونتاج رؤية قاصرة لا تعتمد الوضوح والدقة فهي تمنع وتأمر وتطلب من المعلمين التنفيذ بلا مراجعة وجعلت المدراء يحاولون قدر الإمكان عدم إظهار المفاسد خارج أسوار المدرسة وإدارات التعليم تفعل مثل ذلك أيضا ولو تأملنا مليا لوجدنا انهزامية التعليم في بلادنا وتدني المستوى العلمي للطلاب كثيرا وقد ترى مدارس تطبق قرارات ارتجالية لأنها لم تعد ترى الوزارة تعمل باتزان وثقة!! وكأنك تحس أن الوزارة تحاول إفساد التعليم وصناعة جيل جاهل بعيد عن العلم والتعلم والتطوير وأكثر ماتراه الأنشطة والأرقام المخالفة للواقع كحال ضحايا الأسهم قبل الانهيار فأسعار مبالغ فيها ثم يرون بأم أعينهم أموالهم تذهب ومازال البحث جاريا عن الجاني والفرق أن مصيبة الأسهم لأشخاص قد تتغير بسهولة وإن رأيناها صعبة لكن قد لايقارنها المطلع بالكارثة المقبلة من جيل حاصل على شهادات عالية ولكنه شبه أمي!! قد يخالفني الكثير ولكني أجدني أراهن على ذلك وليرى من يخالف ماكتبت اللوحات الإعلانية وشريط الرسائل في القنوات وليدخل على مواقع وزارية أو رسمية ليرى الأخطاء الإملائية الفادحة وقصر النظر في الطرح والأجيال القادمة ستدفع الثمن كثيرا بكل أسف ونسأل الله أن يفرج الكربات عنا ويصلح أحوالنا.
لو عدنا إلى الوراء قليلا وكان هناك مشاركة للمعلم في مصير التعليم فإنك لن ترى مانحن عليه الآن فلو أتيحت الفرص للمختصين التربويين وأهل العلم في التخطيط التربوي وعلم النفس والإرشاد والإدارة وأهل العلم الشرعي لكنا أفضل حالا بل لرأيتنا من أكثر الناس تقدما وأوسعهم علما وثقافة ورضا ولكن "إذا أوكل الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة".
مايطمح إليه المعلمون هو الرضا الوظيفي ومعاملتهم من خلال واقعهم التربوي لا من خلال تصورات من لم يقف أماما الطلاب يوما أو نسي مشهد السبورة والطباشير واكتفى بالزيارات الميدانية التي يبتذل فيها ويصنع فيها من التعليم ما لا تصله اليابان أو دول الغرب.
لقد نسينا أننا كنا يوما سادة الدنيا بالعلم والعلماء وغيرنا مستقبل العالم وحاضره وبدأنا نهتم بالتوثيق بأخذ الصور من خلال الزيارات والبحث عن مدراس المندي فتلك المدرسة مشهورة بإكرام الزوار وتلك شحيحة فأكثروا من زيارة مدارس المندي والتعليم طيب مادام المعلمون صابرين والإدارات متكتمة ومايخرجه الإعلام قد يكون غيضا من فيض وكل ذلك بسبب أننا لم نتأمل عبارة " لايفتى ومالك في المدينة" فأفتى أهل البصرة عن أهل اليمن وأفتى أهل الشرق عن الغرب واختلطت الأوراق فأفتى صاحب الكرسي عن المعلمين فأصدر مالايطيقون ودلل بأن التعليم المتطور يصنع هذا ونسي ماقدمت يداه وتغافل عن أنه أخذ من العلم مايريد وأغفل مايريد فاستغل العلم كما استغل ذلك الدين من أجل تمرير مايريد .
تعليمنا يحتاج إلى صادقين ومخلصين وأن يفسح المجال لأهل العلم ممن أفنوا أعمارهم في خدمة التعليم ليشارك في القرار ويستفاد من خبراء الاقتصاد والتخطيط في صناعة المستقبل لهذا البلد وعلينا أن ننحي من اعتدنا أن نسمع منه الكلام الرنان وقد أصابه من الناس الهوان وقذف في قلبه الوهن وسوء الأحوال.
عندما تقرأ هذه العبارة يتبادر إلى ذهنك مايمتاز به الإمام مالك رحمه الله من العلم وسلامة الفتوى كيف وهو الإمام مالك؟ لكنك في الجهة المغايرة قد تتنبه للجزء الآخر من الكلمة " في المدينة"، فهذه العبارة لم تتبدل إلى " في بلاد الإسلام" أو نحوها بل اكتفي بتحديد البلد وهو المدينة وقد تكون لها صورها البلاغية الخاصة بها.
هنا تبادر إلى ذهني معنى آخر تحمله وهو أن مالكا بعلمه الغزير ورجاحة عقله وبعد رؤيته رحمه الله لم يشتهر عنه قول آخر مغاير للمقولة : " لايفتى ومالك في المدينة" وهنا اتضح أن أهل العلم في بلد ما هم أدرى ببلدهم وفتاواهم حسب بلدهم ومايرونه من مستجدات في علم الفقه والنوازل وخلاف ذلك وهؤلاء علماء لهم من العلم ماقد تعجب منه ومن رجاحة العقل ماقد يجعلك تحتار ولكن كيف بمن أحب الله فأحبه الله ؟ فلو نظرت إلى ساحات الجهاد وما يكون عليه المجاهدون من تضحيات وماقد يجدونه من صعوبات قد تعترض طريقهم وقد تعرضهم إلى الخطر وتقضي على كل مابنوه ونزفت دماءهم من أجله ،فإن لهم فتاواهم التي لايجدون عنها مناصا وهكذا دواليك فتنتقل من بلد إلى بلد ومن حال إلى حال وترى أهل العلم يجتهدون في كلمة ويصيبون وقد يخطئون والله أعلى وأعلم بما هم عليه.
نحن المعلمون والمعلمات أصحاب قضية وقد عانينا من أجلها الكثير ونطالب بحقوقنا كاملة فهم كثر أولئك الذين اعترضوا طريقنا ثم تراجعوا لما رأونا قد قررنا الحصول على حقوقنا فلقد تبدل الضعف إلى قوة والصمت إلى صدح بالحق والقول فعلا ،وأصيب من كان يتلذذ بالحديث عن معاناتنا بسوء في مقتل وولى عصر "احمد ربك انت أحسن من غيرك" وعصر: " المعلمون لايعملون ورواتبهم كبيرة وأجازاتهم طويلة".
هؤلاء لايدركون حال المعلم ومايصطدم به من عقبات ومايعانيه من ظلم واضطهاد من وزارته التي لا تفتر في القرارات المجحفة بحقه فجعلت منه بلا هيبة وتعمد البعض الصعود على معاناتهم فاهتز المعلمون وأبوا إلا الدفاع عن أنفسهم فأقيمت المنتديات وجد الإخوة في الدفاع عن التعليم وبناءه بما يستطيعون في ظل وزارة تصدر قرارات ضدهم.
إن ماحدث من أمر الوزارة من قرارات لايقبله العقل هي نتاج انفصام عن الواقع ونتاج رؤية قاصرة لا تعتمد الوضوح والدقة فهي تمنع وتأمر وتطلب من المعلمين التنفيذ بلا مراجعة وجعلت المدراء يحاولون قدر الإمكان عدم إظهار المفاسد خارج أسوار المدرسة وإدارات التعليم تفعل مثل ذلك أيضا ولو تأملنا مليا لوجدنا انهزامية التعليم في بلادنا وتدني المستوى العلمي للطلاب كثيرا وقد ترى مدارس تطبق قرارات ارتجالية لأنها لم تعد ترى الوزارة تعمل باتزان وثقة!! وكأنك تحس أن الوزارة تحاول إفساد التعليم وصناعة جيل جاهل بعيد عن العلم والتعلم والتطوير وأكثر ماتراه الأنشطة والأرقام المخالفة للواقع كحال ضحايا الأسهم قبل الانهيار فأسعار مبالغ فيها ثم يرون بأم أعينهم أموالهم تذهب ومازال البحث جاريا عن الجاني والفرق أن مصيبة الأسهم لأشخاص قد تتغير بسهولة وإن رأيناها صعبة لكن قد لايقارنها المطلع بالكارثة المقبلة من جيل حاصل على شهادات عالية ولكنه شبه أمي!! قد يخالفني الكثير ولكني أجدني أراهن على ذلك وليرى من يخالف ماكتبت اللوحات الإعلانية وشريط الرسائل في القنوات وليدخل على مواقع وزارية أو رسمية ليرى الأخطاء الإملائية الفادحة وقصر النظر في الطرح والأجيال القادمة ستدفع الثمن كثيرا بكل أسف ونسأل الله أن يفرج الكربات عنا ويصلح أحوالنا.
لو عدنا إلى الوراء قليلا وكان هناك مشاركة للمعلم في مصير التعليم فإنك لن ترى مانحن عليه الآن فلو أتيحت الفرص للمختصين التربويين وأهل العلم في التخطيط التربوي وعلم النفس والإرشاد والإدارة وأهل العلم الشرعي لكنا أفضل حالا بل لرأيتنا من أكثر الناس تقدما وأوسعهم علما وثقافة ورضا ولكن "إذا أوكل الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة".
مايطمح إليه المعلمون هو الرضا الوظيفي ومعاملتهم من خلال واقعهم التربوي لا من خلال تصورات من لم يقف أماما الطلاب يوما أو نسي مشهد السبورة والطباشير واكتفى بالزيارات الميدانية التي يبتذل فيها ويصنع فيها من التعليم ما لا تصله اليابان أو دول الغرب.
لقد نسينا أننا كنا يوما سادة الدنيا بالعلم والعلماء وغيرنا مستقبل العالم وحاضره وبدأنا نهتم بالتوثيق بأخذ الصور من خلال الزيارات والبحث عن مدراس المندي فتلك المدرسة مشهورة بإكرام الزوار وتلك شحيحة فأكثروا من زيارة مدارس المندي والتعليم طيب مادام المعلمون صابرين والإدارات متكتمة ومايخرجه الإعلام قد يكون غيضا من فيض وكل ذلك بسبب أننا لم نتأمل عبارة " لايفتى ومالك في المدينة" فأفتى أهل البصرة عن أهل اليمن وأفتى أهل الشرق عن الغرب واختلطت الأوراق فأفتى صاحب الكرسي عن المعلمين فأصدر مالايطيقون ودلل بأن التعليم المتطور يصنع هذا ونسي ماقدمت يداه وتغافل عن أنه أخذ من العلم مايريد وأغفل مايريد فاستغل العلم كما استغل ذلك الدين من أجل تمرير مايريد .
تعليمنا يحتاج إلى صادقين ومخلصين وأن يفسح المجال لأهل العلم ممن أفنوا أعمارهم في خدمة التعليم ليشارك في القرار ويستفاد من خبراء الاقتصاد والتخطيط في صناعة المستقبل لهذا البلد وعلينا أن ننحي من اعتدنا أن نسمع منه الكلام الرنان وقد أصابه من الناس الهوان وقذف في قلبه الوهن وسوء الأحوال.