بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بإجلٍ مسمى فلنصبِر ولنحتسب.
بقلوبٍ ملؤها الحزن ودعنا هذا الأسبوع المعلمان:
1- حمد الدهش التويجري معلم تخصص مكتبات في مجمع الأمير متعب بن عبدالعزيز التعليمي بالحرس الوطني.
2- وليد النويصر معلم الرياضيات في مدرسة حنين المتوسطة بالقرب من مستشفى السعودي البريطاني.
المعلم حمد الدهش التويجري:
خرج يرحمه الله من المدرسة يوم الإربعاء الماضي الموافق 29/10/1429 هـ , وحينما أراد إحضار بقية أبنائه من مدارسهم
وقع عليه الحادث يرحمه الله فكانت نهايته -في الحياة الدنيا- وأصيب معه أحد أبنائه - شفاه الله وعافاه-.
حينما أردت أن أتحدّث عن هذا الرجل انسكبت بعض الدموع ولا أعلم حقيقتها غير أنها تنطق بصمت لتقول كم كان
هذا الرجل رائعاً بكل ما تحمله الكلمات من معانٍ, وبكل ما تخطه الأنامل من أحرف!
أباعبدالرحمن يعني طهارة القلب وصفاءه, الجميع يحبه القريب والبعيد, يضحك مع هذا وذاك, ويخدم هذا وذاك.
يمقت الغيبة فجُلَّ وقته في تلك المكتبة التي أصبحت جزءًا من حياته, يخيّل إليك وأنت تنظر إليه وهو مرتمٍ بين أحضان
الكتب بذاك العجوز الغارق في غرفةٍ ملأى بما لذَّ وطاب من ثمار العلم.
كان يرحمه الله متفانٍ في عمله فتجده مشغولاً بتنظيم وترتيب الكتب وتبويبها وإدراجها في برنامج اليسير لتحفظ
في ذاكرة جهاز الكمبيوتر الذي أصبح لا يفارقه !
أباعبدالرحمن لم أرهُ في حياتي يغتاب أحدًا , بل لا يحب الغيبة ولا النميمة, وكان مرحاً لدرجة أنه يرسم البسمة
على شفاهك مهما تكالبت عليك الهموم والأحزان, ومهما شعرت بالأسى والحرمان, ومهما تغيّر عليك الزمان.
أحبه زملاؤه لطهارة قلبه وصفاء سريرته وطيبته المتناهية , بل اعتاد زملاءه على قضاء وقت فراغهم معه ليقوم بواجب الضيافة نحوهم وإكرامهم بالقهوة
والشاي وغيره رغم انشغاله كما أسلفت مع جهاز الكمبيوتر.
أحبه الطلاب بسبب طيبته فلم أرهُ يومًا من الأيامِ يضربُ طالباً بل كان رحوماً وحانياً معهم لدرجة أنه يخيّل إليك أنهم
أبناءه أو أشقاءه.
صرخت المكتبة وقالت أين أنت يا أبا عبدالرحمن ؟
وصرخ زملاءه أين أنت يا أبا عبدالرحمن؟
وصرخ الطلاّب أين أنت يا أبا عبدالرحمن؟
فلم يكن هناك مجيبٌ , إنما هو فراق الحبيب...
اشتقنا لك يا رمز الطهر, فنسأل الله أن يغفر لك ويرحمك ويثبتك على الحق وأن يجمعنا وإياك في جنات الفردوس
الأعلى وجميع المسلمين................... اللهم آمين.
المعلم وليد النويصر:
همّة الداعية وقوة الحجة والبسمة التي لا تفارقه, لم أرهُ في حياتي بل سمعتُ عنه ما جعلني اشتاق لرؤيته, وأسأل
الله أن لا يحرمنا رؤيته في جنةٍ قطوفها دانية.
الكل يثني على هذا الرجل فقد عُرف بدماثة الخلق . وكرم النفس وطيبها, يكفي أن تعرف أنه داعية لا يفتر أن يدعو
هذا وذاك , فجعل جُلَّ وقته في خدمة الإسلام نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً...
كم كنت أتمنى أن أتعرف على هذا الرجل أكثر فأكثر , لأكتب عنه أكثر فأكثر , ولكن الذي يعرفه هو الله جلَّ وعلا
الكريم الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء...
اللهم اغفر لهم وارحمهم وتجاوز عنهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقّهم من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم إنَّ الناس شهداء الله في أرضه, والكل يشهد لهما بالصلاح , اللهم فاشملهم بعفوك وأكرمهم برحمتك وأدخلهم
جنانك فهم ضيوفك , وليس لهم سواك يرجونه, وليس لهم أنيس يسمعونه, فكن لهم المعين والنصير, يامن رحمته غلبت
غضبه, ويا من كرمه جاوز الآفاق, اللهم اكلأهم برعايتك واحفظهم بعنايتك.
قبل الختام سؤالٌ تبادر إلى ذهني وأنا أكتب هذا المقال!
ماذا لو كان أحدنا مكان أحدهما ؟!
هل أنا وأنت مستعدان للموت ؟!
هل شغلتنا الدنيا عن الآخرة ؟!
متى سنتوب ؟
متى سنكف عن الذنوب؟!
يا تُرى بأي أرضٍ نموت ؟!
أترك لكم ولي الإجابة !
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم....
ela_rasoulallah@hotmail.com