بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرأت الكثير من الأخبار التي نقلت خلال الأيام الأخيرة عن قرارات اللجنة الوزارية
وكل يهرف من عنده وينقل أخبار لا يدري ما مدى صحتها
والحقيقة أن الكثير إن لم يكن كل المسئولين في وزارة التربية ماعدا الوزير لا يعلمون ماستؤل إليه الأمور
فليت كل من لا يعلم يقول لا أعلم
ولاداعي للتوقعات والتكهنات بما سيحدث
يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ( من علم فليقل ، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم
فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم : لا أعلم ) رواه البخاري
وإن من البلاء الذي عم وطم في المجتمعات وأصبح يسري فيها كما تسري النار في الهشيم
هو نقل الإشاعات دون تثبت
والمتأمل لحال مجالسنا ومنتدياتنا وصحفنا وقنواتنا الفضائية وكافةوسائل إعلامنا يلاحظ هذا الأمر بجلاء
ومن الأمثلة البسيطة على ذلك :
أن يمر أحد الناس بحادث مروري
ويرى مظهر السيارة التي وقع عليها الحادث
ويستنتج من هذا المنظر عدم سلامة قائدها
فيذهب وينقل الخبر لمجلس من المجالس ويقول رأيت حادث سيارة كذا وكذا وقد تغيرت ملامح السيارة وأظن السائق مات
فيقوم أحد الأشخاص الذين سمعوه في هذا المجلس وينقل الخبر إلى مجلس آخرويصور للسامعين أنه هو من شاهد الحادث
وبقصد أو بدون قصد يحذف كلمة (أظن )من الجملة ( أظن السائق مات )
فيصبح الخبر أن السائق مات فعلا
وبمثل هذه الطريقة تنتقل الأخبار بين الناس وتزيد وتنقص من خلال مرورها بكل راوي
ومن أعجب ما سمعت في هذا المجال
أنه في أحدى المناسبات جلس بجواري رجلين وأخذ احدهما يحكي للآخر قصة
وبعد مدة قام راوي القصة وبقي الآخر بجواري
وبعد مدة جاء رجل وجلس مكان راوي القصة الذي ذهب
فأخذ الرجل الذي بجواري يخبره بالقصة التي سمعها قبل قليل
فلما انتهى من الرواية طرح عليه الرجل الآخر أسئلة بخصوص بعض التفاصيل التي لم ترد في القصة
توقعت أن يقول له : لا أدري ،،،، لان هذه التفاصيل لم يذكرها الراوي الأساسي للقصة
ولكن الطامة أنه بدأ يجيبه
فعجبت من أمره أشد العجب وقلت في نفسي :
سبحان الله هكذا تنتقل الأخبار بين الناس كل يزيد من عنده
وليتنا نستفيد من علوم الحديث النبوي الشريف في هذا المجال فلاننقل إلا الأخبار الصحيحة ولا ننقل إلا عن الثقات في الرواية
وقد حفظ الله سبحانه وتعالى الوحي الثاني وهو الحديث النبوي من الاندثار والتحريف
وذلك من خلال رجال سخرهم الله سبحانه وتعالى لحفظ سنة نبيه بدءا بصحابة رسول الله ثم التابعين ومن تبعهم
إلى أن وصلتنا هذه الأحاديث وبينوا لنا ما الصحيح منها وما الضعيف فسبحان الله كيف يحفظ الحق
فهل استفدنا من هذا المنهج ؟
من منا لاينقل الخبر إلا عندما يتأكد من صحته يقينا ؟
ومن منا عندما ينقل الخبر يذكر سنده فيقول حدثني فلان عن فلان أنه حدث كذا وكذا ؟
ومن منا إذا نقل موضوعا في أحد المنتديات ينسبه لصاحبه أو على الأقل يذيله بكلمة منقول ؟
ومن منا يتأمل زملائه وإخوانه وأقاربه وجيرانه ويمحصهم ويعرف من منهم ثقة في الرواية ومن منهم يلقي الكلام على عواهنه ؟
إن من الأمانة في نقل الأحاديث والأخبار التثبت من صحتها والتثبت من رواتها هل هم ثقات أم غير ثقات
وإن المنهج الصحيح في نقل الأخبار يتبين بعضه من الأدلة التالية :
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )
وعندما أتى الهدهد بخبر ملكة سبأ بلقيس وقال لسليمان :أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين
قال له سليمان صلى الله عليه وسلم :سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع )
وفي الحديث الآخر : بئس مطية الرجل زعموا
وختاما
فإني أقول لقد أجاد الشاعر في تصوير هذه الحالة من خلال هذا البيت :
وهم نقلو عني الذي لم أفه به ***** وما آفة الأخبار إلا رواتها
ملاحظة : انا لا أقصد الأخوان الذين نقلو الأخبار إلينا في هذا المنتدى وإنما أقصد الكتاب الأصليين الذين كتبوا هذه الأخبار
كذلك أقصد بعض كتاب الصحف الذين يبحثون عن الإثارة والظهور على حساب مشاعر الآخرين
وقد نوهت لكي لايساء فهمي
===============
تقبلوا تحياتي
كتبه أخوكم : معلم 1419هـ
مساء الجمعة 9 ذو القعدة 1429 هـ
لقد قرأت الكثير من الأخبار التي نقلت خلال الأيام الأخيرة عن قرارات اللجنة الوزارية
وكل يهرف من عنده وينقل أخبار لا يدري ما مدى صحتها
والحقيقة أن الكثير إن لم يكن كل المسئولين في وزارة التربية ماعدا الوزير لا يعلمون ماستؤل إليه الأمور
فليت كل من لا يعلم يقول لا أعلم
ولاداعي للتوقعات والتكهنات بما سيحدث
يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ( من علم فليقل ، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم
فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم : لا أعلم ) رواه البخاري
وإن من البلاء الذي عم وطم في المجتمعات وأصبح يسري فيها كما تسري النار في الهشيم
هو نقل الإشاعات دون تثبت
والمتأمل لحال مجالسنا ومنتدياتنا وصحفنا وقنواتنا الفضائية وكافةوسائل إعلامنا يلاحظ هذا الأمر بجلاء
ومن الأمثلة البسيطة على ذلك :
أن يمر أحد الناس بحادث مروري
ويرى مظهر السيارة التي وقع عليها الحادث
ويستنتج من هذا المنظر عدم سلامة قائدها
فيذهب وينقل الخبر لمجلس من المجالس ويقول رأيت حادث سيارة كذا وكذا وقد تغيرت ملامح السيارة وأظن السائق مات
فيقوم أحد الأشخاص الذين سمعوه في هذا المجلس وينقل الخبر إلى مجلس آخرويصور للسامعين أنه هو من شاهد الحادث
وبقصد أو بدون قصد يحذف كلمة (أظن )من الجملة ( أظن السائق مات )
فيصبح الخبر أن السائق مات فعلا
وبمثل هذه الطريقة تنتقل الأخبار بين الناس وتزيد وتنقص من خلال مرورها بكل راوي
ومن أعجب ما سمعت في هذا المجال
أنه في أحدى المناسبات جلس بجواري رجلين وأخذ احدهما يحكي للآخر قصة
وبعد مدة قام راوي القصة وبقي الآخر بجواري
وبعد مدة جاء رجل وجلس مكان راوي القصة الذي ذهب
فأخذ الرجل الذي بجواري يخبره بالقصة التي سمعها قبل قليل
فلما انتهى من الرواية طرح عليه الرجل الآخر أسئلة بخصوص بعض التفاصيل التي لم ترد في القصة
توقعت أن يقول له : لا أدري ،،،، لان هذه التفاصيل لم يذكرها الراوي الأساسي للقصة
ولكن الطامة أنه بدأ يجيبه
فعجبت من أمره أشد العجب وقلت في نفسي :
سبحان الله هكذا تنتقل الأخبار بين الناس كل يزيد من عنده
وليتنا نستفيد من علوم الحديث النبوي الشريف في هذا المجال فلاننقل إلا الأخبار الصحيحة ولا ننقل إلا عن الثقات في الرواية
وقد حفظ الله سبحانه وتعالى الوحي الثاني وهو الحديث النبوي من الاندثار والتحريف
وذلك من خلال رجال سخرهم الله سبحانه وتعالى لحفظ سنة نبيه بدءا بصحابة رسول الله ثم التابعين ومن تبعهم
إلى أن وصلتنا هذه الأحاديث وبينوا لنا ما الصحيح منها وما الضعيف فسبحان الله كيف يحفظ الحق
فهل استفدنا من هذا المنهج ؟
من منا لاينقل الخبر إلا عندما يتأكد من صحته يقينا ؟
ومن منا عندما ينقل الخبر يذكر سنده فيقول حدثني فلان عن فلان أنه حدث كذا وكذا ؟
ومن منا إذا نقل موضوعا في أحد المنتديات ينسبه لصاحبه أو على الأقل يذيله بكلمة منقول ؟
ومن منا يتأمل زملائه وإخوانه وأقاربه وجيرانه ويمحصهم ويعرف من منهم ثقة في الرواية ومن منهم يلقي الكلام على عواهنه ؟
إن من الأمانة في نقل الأحاديث والأخبار التثبت من صحتها والتثبت من رواتها هل هم ثقات أم غير ثقات
وإن المنهج الصحيح في نقل الأخبار يتبين بعضه من الأدلة التالية :
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )
وعندما أتى الهدهد بخبر ملكة سبأ بلقيس وقال لسليمان :أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين
قال له سليمان صلى الله عليه وسلم :سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع )
وفي الحديث الآخر : بئس مطية الرجل زعموا
وختاما
فإني أقول لقد أجاد الشاعر في تصوير هذه الحالة من خلال هذا البيت :
وهم نقلو عني الذي لم أفه به ***** وما آفة الأخبار إلا رواتها
ملاحظة : انا لا أقصد الأخوان الذين نقلو الأخبار إلينا في هذا المنتدى وإنما أقصد الكتاب الأصليين الذين كتبوا هذه الأخبار
كذلك أقصد بعض كتاب الصحف الذين يبحثون عن الإثارة والظهور على حساب مشاعر الآخرين
وقد نوهت لكي لايساء فهمي
===============
تقبلوا تحياتي
كتبه أخوكم : معلم 1419هـ
مساء الجمعة 9 ذو القعدة 1429 هـ