أرفض المدرسة.. والسور والباب والحارس!!
مع الاعتذار للمطرب السعودي محمد عبده؛ حيث استعرت منه جزءاً من مطلع لأغنيته المشهورة، وغيّرت في مضمون مطلعها؛ فبدلاً من "المسافة" جعلتها "المدرسة"، ولا ضير أن نستعير في زمن الاستعارة!!
حينما أقول ذلك العنوان فهذا ليس من كلامي، وإنما ما يجري على لسان حال كثير من طلاب وطالبات مدارسنا، وأكاد أجزم بأنه القاسِم المُشترك بين مختلف طلاب وطالبات مدارسنا في مختلف المناطق؛ فنظرة سريعة على مدارس البنين والبنات تُشعرك بالأسى مما وصل إليه حالها؛ فحال مدارسنا - مع الأسف - لا يسرُّ عدواً ولا حبيباً؛ فهي أشبه بالسجون، ولكنها سجون دون قضبان!
مبانٍ بعضُها عفا عليها الزمن حتى لو كانت حكومية، فأما المستأجرة فقد قلت سابقاً "أعيت مَنْ يداويها!": فصولٌ مُكسرة، حماماتٌ أكرمكم الله مُحطمة دون مغاسل أو مغاسل رديئة ودون نظافةٍ جيدة؛ فالبعوض مسكنها والحشرات مأواها والنظافة لا تكاد تراها، وأسقف فصولها بعضها آيلٌ للسقوط، والغريب أنها تكثر في مدارس البنات أكثر من البنين، ولا ندري ما السبب؟!
معلمون بلا مكاتب ولا كراسي مُحترمة ونظيفة لهم، فمكتبٌ "مُكسح" لكل ثلاثة أو اثنين منهم، مع أن المستودعات مليئة، ولكن ليس لهم الحق فيها، وهذا من الهدر للمال العام، ولكنها تُعطى للمعارف والمُقربين، وغرفة وحيدة ويتيمة يُقال لها جوازاً "مصادر التعلُّم"، بها Data Show واحدة، وإذا تعطلت تعطلت الدروس، يتسابق المعلمون عليها مع أن التعليم الحديث يُنادي بإيصال التقنية للفصول، ويبدو أن بيننا وبين أن نبلغ ذلك آلاف الأميال! وبالمناسبة فهي غير مُكلِّفة؛ فتكلفتها بسيطة إذا ما تم شراؤها بسعرِ الجملة، ولكن متى ما صدقت النوايا وعملنا بإخلاص!
ملاعب مدارسنا تشكو لله حالها؛ فهي غير مُجهَّزة، فضلاً عن أن تكون مُتعددة لكرة القدم والطائرة والسلة أو مزروعة بإنجيلة؛ فبلاط مُكسَّر أو صَبةٌ مُشققة، تعودت عليها أقدام الطلاب حتى غدوا زبائن دائمين للمستشفيات من جراء الجِراح التي تصيبهم؛ فالرياضة الوحيدة الموجودة بكثير من المدارس هي كرة القدم، ومن لا يريدها فليجلس في الحوش أو في السطوح إذا كان الملعب بها؛ فأي رياضة يُرجى منها طالما ذلك حالُها ومآلها!
مدارس دون مسارح حقيقية، فيها نشاطٌ صوري، يُطلب من كل مُعلِّم أو معلِّمة من بداية العام الدراسي دفع مبلغ 100 أو 200 ريال، وعند أقرب خطاط الموعد، وقد يُكْسِر في لُغتِنا ويُخطئ، فليس ذلك مُهماً؛ فالمهم أن تُعلَّق وتُزيَّن بها مرافق المدرسة!
مع الأسف بعض التقارير التي تصل للمسؤولين في التربية من إدارات التربية والتعليم ليست صحيحة على أن الوضع تمام التمام؛ فتلك تقارير مُضللة أوصلتنا إلى تلك الحالة؛ فنتمنى من مسؤولي التربية أن يتكرموا بالخروج من مكاتبهم ويقوموا بزيارة بعض المدارس، على أن تكون الزيارة مُفاجئة؛ حتى يتحقق القصد من الزيارة، وأنا كفيلٌ بإطلاعهم على كثيرٍ من المدارس، وأولها المدرسة التي أعمل بها؛ ليروا بأعينهم ما يَشيب له الوِلْدَان؛ لأن بعض المسؤولين عادةً يزورون المدارس النموذجية التي بعضها خاصة، وبعضها تكون مدعومة من رجال أعمال من أولياء الأمور.
باختصار شديد.. يا مسؤولي التربية، مدارسنا ليست بيئة جاذبة، بل هي بيئة طااااااااردة للطلاب والمعلمين على السواء، وإن لم تصدقوا فانظروا للتسرب من المعلمين حينما يجدون فرصاً أفضل، سواء في القِطاع الخاص أو الحكومي، فكثير منهم ينتظر التقاعد المُبكر "20 سنة"؛ حتى يرتاح من تلك الهموم والغموم، وذلك ما اعترف به الوزير الأسبق معالي الدكتور محمد الرشيد حينما قال إن التربية تواجه مُشكلة كبيرة تتمثل في التقاعد المُبكر، وبعد رحيل الرشيد لم نسمع من المسؤولين السابقين أو الحالين الاعتراف بتلك المشكلة، فضلاً عن القضاء عليها!
وفي الختام.. أتمنى أن تتسع تلك الملاحظات والصور لصدور مسؤولي التربية والتعليم؛ فما أنا أحسب نفسي والله حسيبي إلا ناصحٌ أمين، والله الموفِّق لكل خيرٍ سبحانه.
ماجد الحربي
كاتب صحفي
مع الاعتذار للمطرب السعودي محمد عبده؛ حيث استعرت منه جزءاً من مطلع لأغنيته المشهورة، وغيّرت في مضمون مطلعها؛ فبدلاً من "المسافة" جعلتها "المدرسة"، ولا ضير أن نستعير في زمن الاستعارة!!
حينما أقول ذلك العنوان فهذا ليس من كلامي، وإنما ما يجري على لسان حال كثير من طلاب وطالبات مدارسنا، وأكاد أجزم بأنه القاسِم المُشترك بين مختلف طلاب وطالبات مدارسنا في مختلف المناطق؛ فنظرة سريعة على مدارس البنين والبنات تُشعرك بالأسى مما وصل إليه حالها؛ فحال مدارسنا - مع الأسف - لا يسرُّ عدواً ولا حبيباً؛ فهي أشبه بالسجون، ولكنها سجون دون قضبان!
مبانٍ بعضُها عفا عليها الزمن حتى لو كانت حكومية، فأما المستأجرة فقد قلت سابقاً "أعيت مَنْ يداويها!": فصولٌ مُكسرة، حماماتٌ أكرمكم الله مُحطمة دون مغاسل أو مغاسل رديئة ودون نظافةٍ جيدة؛ فالبعوض مسكنها والحشرات مأواها والنظافة لا تكاد تراها، وأسقف فصولها بعضها آيلٌ للسقوط، والغريب أنها تكثر في مدارس البنات أكثر من البنين، ولا ندري ما السبب؟!
معلمون بلا مكاتب ولا كراسي مُحترمة ونظيفة لهم، فمكتبٌ "مُكسح" لكل ثلاثة أو اثنين منهم، مع أن المستودعات مليئة، ولكن ليس لهم الحق فيها، وهذا من الهدر للمال العام، ولكنها تُعطى للمعارف والمُقربين، وغرفة وحيدة ويتيمة يُقال لها جوازاً "مصادر التعلُّم"، بها Data Show واحدة، وإذا تعطلت تعطلت الدروس، يتسابق المعلمون عليها مع أن التعليم الحديث يُنادي بإيصال التقنية للفصول، ويبدو أن بيننا وبين أن نبلغ ذلك آلاف الأميال! وبالمناسبة فهي غير مُكلِّفة؛ فتكلفتها بسيطة إذا ما تم شراؤها بسعرِ الجملة، ولكن متى ما صدقت النوايا وعملنا بإخلاص!
ملاعب مدارسنا تشكو لله حالها؛ فهي غير مُجهَّزة، فضلاً عن أن تكون مُتعددة لكرة القدم والطائرة والسلة أو مزروعة بإنجيلة؛ فبلاط مُكسَّر أو صَبةٌ مُشققة، تعودت عليها أقدام الطلاب حتى غدوا زبائن دائمين للمستشفيات من جراء الجِراح التي تصيبهم؛ فالرياضة الوحيدة الموجودة بكثير من المدارس هي كرة القدم، ومن لا يريدها فليجلس في الحوش أو في السطوح إذا كان الملعب بها؛ فأي رياضة يُرجى منها طالما ذلك حالُها ومآلها!
مدارس دون مسارح حقيقية، فيها نشاطٌ صوري، يُطلب من كل مُعلِّم أو معلِّمة من بداية العام الدراسي دفع مبلغ 100 أو 200 ريال، وعند أقرب خطاط الموعد، وقد يُكْسِر في لُغتِنا ويُخطئ، فليس ذلك مُهماً؛ فالمهم أن تُعلَّق وتُزيَّن بها مرافق المدرسة!
مع الأسف بعض التقارير التي تصل للمسؤولين في التربية من إدارات التربية والتعليم ليست صحيحة على أن الوضع تمام التمام؛ فتلك تقارير مُضللة أوصلتنا إلى تلك الحالة؛ فنتمنى من مسؤولي التربية أن يتكرموا بالخروج من مكاتبهم ويقوموا بزيارة بعض المدارس، على أن تكون الزيارة مُفاجئة؛ حتى يتحقق القصد من الزيارة، وأنا كفيلٌ بإطلاعهم على كثيرٍ من المدارس، وأولها المدرسة التي أعمل بها؛ ليروا بأعينهم ما يَشيب له الوِلْدَان؛ لأن بعض المسؤولين عادةً يزورون المدارس النموذجية التي بعضها خاصة، وبعضها تكون مدعومة من رجال أعمال من أولياء الأمور.
باختصار شديد.. يا مسؤولي التربية، مدارسنا ليست بيئة جاذبة، بل هي بيئة طااااااااردة للطلاب والمعلمين على السواء، وإن لم تصدقوا فانظروا للتسرب من المعلمين حينما يجدون فرصاً أفضل، سواء في القِطاع الخاص أو الحكومي، فكثير منهم ينتظر التقاعد المُبكر "20 سنة"؛ حتى يرتاح من تلك الهموم والغموم، وذلك ما اعترف به الوزير الأسبق معالي الدكتور محمد الرشيد حينما قال إن التربية تواجه مُشكلة كبيرة تتمثل في التقاعد المُبكر، وبعد رحيل الرشيد لم نسمع من المسؤولين السابقين أو الحالين الاعتراف بتلك المشكلة، فضلاً عن القضاء عليها!
وفي الختام.. أتمنى أن تتسع تلك الملاحظات والصور لصدور مسؤولي التربية والتعليم؛ فما أنا أحسب نفسي والله حسيبي إلا ناصحٌ أمين، والله الموفِّق لكل خيرٍ سبحانه.
ماجد الحربي
كاتب صحفي
التعديل الأخير: