بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع الأول : وقفات تربوية عند تلقي الأخبار
إخواني أخواتي الكرام أعضاء وزوار هذا الملتقى الجميل
كثرت الإشاعات والأخبار الغير صحيحة خلال الأسبوع الماضي والذي قبله عن قرارات اللجنة الوزارية
وربما يعود سبب ذلك إلى أمرين
الأول : قرب إعلان هذه القرارات
والثاني : الكل يريد أن يكون له السبق في التبشير
ولعل هذين السببين هما اللذين دفعا البعض إلى الدخول في بعض المجازفات التي لم تزدهم إلا حرجا على حرج
ولكن لعل في هذا الأمر خيرا نحن لا نعلمه
فقد قال تعالى ( و َعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )216 البقرة
وقال تعالى ( ..... لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ .... الآية ) 11 النور
ويحسن الوقوف هنا لتدارس بعض الضوابط المهمة لقبول الأخبار أو ردها :
أولا : يجب النظر في ناقل هذا الخبر هل هو معروف لدينا أم هو نكرة ومجهول ؟
فخبر النكرة مشكوك فيه
فمثلا لو أن عضوا جديدا سجل في المنتدى ومن أول مشاركة أتانا بخبر ليس له مصدر بين
فيكون الموقف الصحيح تجاه هذا الخبر هو عدم الاطمئنان إليه لأنه جاء من شخص مجهول
والدليل على ذلك قوله تعالى ( أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ) 69 المؤمنون
وفي هذه الآية إشارة إلى مافي فطر العقول من الشك في خبر من لايعرف
ولذلك اختار الله سبحانه وتعالى كل رسول من قومه لكي يكون حجة عليهم فلا يقولون هذا رجل لانعرفه أو يقولون لانفقه كلامه
قال تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ .......) 4 إبراهيم
ثانيا : يجب النظر في ناقل الخبر هل هو ثقة أم ليس بثقة ؟
و الراوي الثقة الصدوق تطمئن النفس للأخبار التي ينقلها ويكون التصديق هو الأقرب لتلك الأخبار
وليس أحد من البشر أصدق من محمد صلى الله عليه وسلم عندما أتى بدعوة الإسلام
بل إن قومه كانوا يسمونه الصادق الأمين
ولما صعد عليه الصلاة والسلام جبل الصفا ونادى في قريش واصباحاه
فلما اجتمعوا قال لهم: ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خلف هذا الجبل جيشاً يريد أخذكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك كذبة واحدة )
ثالثا : يجب النظر في ناقل الخبر هل هو فاسق أم لا ؟
إن كان فاسقا فيجب التثبت من الأخبار التي ينقلها إلينا
ويجري مجرى ذلك الموسسات الإعلامية التي مردت على الكذب والإفك المبين
فعندما يأتي الخبر من وسيلة إعلامية هي منبر من منابر الزور والبهتان
واشتهر عنها مهاجمة العلماء من فئة مرتزقة من أعضائها والترصد لجهاز الحسبة و تصيد زلات الصالحين و محاربة الخير وأهله ونصرة الباطل وأهله
فإن الواجب علينا التثبت من هذه الأخبار لأنها بمنزلة الأخبار التي تأتي عن طريق الفاسق
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) 6 الحجرات
هذه وقفات تربوية ليست من نظريات علماء التربية وإنما هي من مشكاة الوحيين الكتاب والسنة
فما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان والله بكل شيء عليم
الموضوع الثاني : أنا لست بسارق !!
لقد بلغني أن احدهم اتهمني بالسرقة عندما كتبت موضوعي ( خبر صحيفة الجزيرة لايسمن ولايغني من جوع !!)
وذلك لأن أحد المتخصصين في نقد الأخبار الصحفية كتب موضوعا نقد فيه ذلك الخبر وكان موضوعي مشابه لذلك الموضوع نوعا ما
وإني هنا أقول أني لم أطّلع على ذلك الموضوع ولم أنقل منه أي شيء وليس ذنبا لي أن يكون هناك بعض التشابه
وهذا ليس بدليل على أن هناك عملية سرقة حدثت
فعندما يطلب من شخصين كتابة عيوب شيء واحد فقد تتشابه بعض النقاط لأنهم ينقدون نفس الشيء
و كل الذي حدث أني عندما قرأت خبر الجزيرة في هذا المنتدى قمت مباشرة بفتح موضوع جديد وكتبت الذي جال بخاطري بخصوص ذلك الخبر في ذلك الحين
ولو كنت أعلم أن هناك من سبقني بكتابة موضوع مشابه لما كتبت حرفا واحدا بهذا الخصوص ولكن هذا قدر الله
وإنه لمن العيب والعار عليّ أن أقوم بسرقة موضوع لشخص ما وأنا الذي كتبت قبل أسبوع موضوعا كان عنوانه ( وما آفة الأخبار إلا رواتها )
وذكرت في هذا الموضوع ما نصه :
قول الله تعالى ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) 44 البقرة
ويصدق فيّ قول الشاعر :
يا أيّــها الرجـل المعلم غيره *** هلاّ لنفسك كان ذا التعليم ؟
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى *** كي ما يصح به وأنت سقيم !
لا تنه عن خلق وتأتي مثله *** عــار عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيّها *** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يُقبل ما وعظت ويُقتدى *** بالعلم منــك وينفـع التعليم
وفي الختام أكرر أني لم أطلع على ذلك الموضوع ، وغفر الله لمن اتهمني بالسرقة
ولقد رأيت أن أدفع عن نفسي الشبهة بدون الإساءة لأحد من الناس وذلك سيرا على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم
عندما رآه رجلين من الأنصار وهو يسير مع زوجه أم المومنين صفية بنت حيي رضي الله عنها في الليل
فأسرعا في المشي فقال لهما : على رسلكما إنها صفية
فلما كبر عليهما ذلك قالا : سبحان الله يا رسول الله
فقال عليه الصلاة والسلام لهما : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا
هذا ما أردت قوله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
=================
كتبه أخوكم في الله : معلم 1419هـ
مساء الأحد 18 ذو القعدة 1429 هـ
الموضوع الأول : وقفات تربوية عند تلقي الأخبار
إخواني أخواتي الكرام أعضاء وزوار هذا الملتقى الجميل
كثرت الإشاعات والأخبار الغير صحيحة خلال الأسبوع الماضي والذي قبله عن قرارات اللجنة الوزارية
وربما يعود سبب ذلك إلى أمرين
الأول : قرب إعلان هذه القرارات
والثاني : الكل يريد أن يكون له السبق في التبشير
ولعل هذين السببين هما اللذين دفعا البعض إلى الدخول في بعض المجازفات التي لم تزدهم إلا حرجا على حرج
ولكن لعل في هذا الأمر خيرا نحن لا نعلمه
فقد قال تعالى ( و َعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )216 البقرة
وقال تعالى ( ..... لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ .... الآية ) 11 النور
ويحسن الوقوف هنا لتدارس بعض الضوابط المهمة لقبول الأخبار أو ردها :
أولا : يجب النظر في ناقل هذا الخبر هل هو معروف لدينا أم هو نكرة ومجهول ؟
فخبر النكرة مشكوك فيه
فمثلا لو أن عضوا جديدا سجل في المنتدى ومن أول مشاركة أتانا بخبر ليس له مصدر بين
فيكون الموقف الصحيح تجاه هذا الخبر هو عدم الاطمئنان إليه لأنه جاء من شخص مجهول
والدليل على ذلك قوله تعالى ( أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ) 69 المؤمنون
وفي هذه الآية إشارة إلى مافي فطر العقول من الشك في خبر من لايعرف
ولذلك اختار الله سبحانه وتعالى كل رسول من قومه لكي يكون حجة عليهم فلا يقولون هذا رجل لانعرفه أو يقولون لانفقه كلامه
قال تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ .......) 4 إبراهيم
ثانيا : يجب النظر في ناقل الخبر هل هو ثقة أم ليس بثقة ؟
و الراوي الثقة الصدوق تطمئن النفس للأخبار التي ينقلها ويكون التصديق هو الأقرب لتلك الأخبار
وليس أحد من البشر أصدق من محمد صلى الله عليه وسلم عندما أتى بدعوة الإسلام
بل إن قومه كانوا يسمونه الصادق الأمين
ولما صعد عليه الصلاة والسلام جبل الصفا ونادى في قريش واصباحاه
فلما اجتمعوا قال لهم: ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خلف هذا الجبل جيشاً يريد أخذكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك كذبة واحدة )
ثالثا : يجب النظر في ناقل الخبر هل هو فاسق أم لا ؟
إن كان فاسقا فيجب التثبت من الأخبار التي ينقلها إلينا
ويجري مجرى ذلك الموسسات الإعلامية التي مردت على الكذب والإفك المبين
فعندما يأتي الخبر من وسيلة إعلامية هي منبر من منابر الزور والبهتان
واشتهر عنها مهاجمة العلماء من فئة مرتزقة من أعضائها والترصد لجهاز الحسبة و تصيد زلات الصالحين و محاربة الخير وأهله ونصرة الباطل وأهله
فإن الواجب علينا التثبت من هذه الأخبار لأنها بمنزلة الأخبار التي تأتي عن طريق الفاسق
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) 6 الحجرات
هذه وقفات تربوية ليست من نظريات علماء التربية وإنما هي من مشكاة الوحيين الكتاب والسنة
فما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان والله بكل شيء عليم
الموضوع الثاني : أنا لست بسارق !!
لقد بلغني أن احدهم اتهمني بالسرقة عندما كتبت موضوعي ( خبر صحيفة الجزيرة لايسمن ولايغني من جوع !!)
وذلك لأن أحد المتخصصين في نقد الأخبار الصحفية كتب موضوعا نقد فيه ذلك الخبر وكان موضوعي مشابه لذلك الموضوع نوعا ما
وإني هنا أقول أني لم أطّلع على ذلك الموضوع ولم أنقل منه أي شيء وليس ذنبا لي أن يكون هناك بعض التشابه
وهذا ليس بدليل على أن هناك عملية سرقة حدثت
فعندما يطلب من شخصين كتابة عيوب شيء واحد فقد تتشابه بعض النقاط لأنهم ينقدون نفس الشيء
و كل الذي حدث أني عندما قرأت خبر الجزيرة في هذا المنتدى قمت مباشرة بفتح موضوع جديد وكتبت الذي جال بخاطري بخصوص ذلك الخبر في ذلك الحين
ولو كنت أعلم أن هناك من سبقني بكتابة موضوع مشابه لما كتبت حرفا واحدا بهذا الخصوص ولكن هذا قدر الله
وإنه لمن العيب والعار عليّ أن أقوم بسرقة موضوع لشخص ما وأنا الذي كتبت قبل أسبوع موضوعا كان عنوانه ( وما آفة الأخبار إلا رواتها )
وذكرت في هذا الموضوع ما نصه :
وإن كنت فعلت ذلك فإنه يصدق فيّومن منا عندما ينقل الخبر يذكر سنده فيقول حدثني فلان عن فلان أنه حدث كذا وكذا ؟
ومن منا إذا نقل موضوعا في أحد المنتديات ينسبه لصاحبه أو على الأقل يذيله بكلمة منقول ؟
قول الله تعالى ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) 44 البقرة
ويصدق فيّ قول الشاعر :
يا أيّــها الرجـل المعلم غيره *** هلاّ لنفسك كان ذا التعليم ؟
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى *** كي ما يصح به وأنت سقيم !
لا تنه عن خلق وتأتي مثله *** عــار عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيّها *** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يُقبل ما وعظت ويُقتدى *** بالعلم منــك وينفـع التعليم
وفي الختام أكرر أني لم أطلع على ذلك الموضوع ، وغفر الله لمن اتهمني بالسرقة
ولقد رأيت أن أدفع عن نفسي الشبهة بدون الإساءة لأحد من الناس وذلك سيرا على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم
عندما رآه رجلين من الأنصار وهو يسير مع زوجه أم المومنين صفية بنت حيي رضي الله عنها في الليل
فأسرعا في المشي فقال لهما : على رسلكما إنها صفية
فلما كبر عليهما ذلك قالا : سبحان الله يا رسول الله
فقال عليه الصلاة والسلام لهما : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا
هذا ما أردت قوله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
=================
كتبه أخوكم في الله : معلم 1419هـ
مساء الأحد 18 ذو القعدة 1429 هـ