Maroom

Maroom

منهجية البحث في تعديل السلوك الإنساني للأطفال العوقين

أيمن السلمي

مبدع ومتميز
عضو مميز
لعل أهم ما يميز منحنى تعديل السلوك أنه منهجية أمبريقية تشتمل على محاولات منظمة, الهدف منها اكتشاف العلاقات الوظيفية أو ما يسمى بالعلاقات السببية بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة.
فالمتغير المستقل هو السبب المفترض للقيمة التي يأخذها المتغير التابع,فهو العامل الذي يغيره الباحث بشكل منظم في التجربة وفي تعديل السلوك.

oالمتغيرات المستقلة هي: إجراءات تعديل السلوك المختلفة.
oالمتغيرات التابعة هي : الظاهرة التي يلاحظها الباحث والتي تتغير قيمتها نتيجة لتغيير المتغير المستقل, وهو ما يسمى بالسلوك المستهدف.

وفي تعديل السلوك يعتمد إلى درجة كبيرة على ما يسمى بتصميمات بحث الحالة الواحدة لإيضاح العلاقات الوظيفية بيت المتغيرات التابعة والمتغيرات المستقلة

منهجية البحث ذات المنحنى الجمعي
تعمل هذه المنهجية على تقييم فعالية طرق العلاج من خلال التحليلات الإحصائية. فعند استخدام هذه المنهجية في البحث يقوم الباحث بإيضاح فعالية طرق العلاج من خلال مقارنة متوسط أداء المجموعة التجريبية بمتوسط أداء المجموعة الضابطة.
المجموعة الضابطة : المجموعة التي لم تتعرض لطريقة العلاج قيد البحث أو التي تعرضت لطريقة علاج مختلفة.
المجموعة التجريبية : المجموعة التي تعرضت لطريقة العلاج.

ولكن استخدام تصميمات البحث هذه قد يترتب عليه مشكلات كثيرة منها:
1.إن إحدى المشكلات الأساسية في استخدام تصميمات مقارنة المجموعات في البحوث التطبيقية هي مشكلة عملية.
2.المشكلة الثانية التي تترتب على استخدام تصميمات مقارنة المجموعات هي مشكلة التباين.
3.إما المشكلة الثالثة فتتعلق بطريقة تحليل أهمية النتائج وتقويمها.
4.المشكلة الرابعة الأساسية تتعلق بتعميم النتائج.
5.قد تشكل الاعتبارات الاقتصادية في كثير من الأحيان عقبة كبيرة تحول دون تنفيذ البحث.


منهجية البحث ذات المنحى الفردي تشتمل منهجية البحث ذات المنحى الفردي على الدراسة في المكثفة للفرد الواحد, إلا أن العينة لا تقتصر على فرد واحد دائما لقياس المتكرر للمتغير, وتتمثل الخصائص المركزية لمنهجية البحث ذات المنحى الفردي فيما يلي :
1.ليس هناك مجموعة تجريبية كما هو الحال في البحوث التجريبية التقليدية , فأداء الفرد نفسه في الظروف التجريبية المختلفة ينوب عن ذلك . فالسلوك تعريفا هو ظاهرة فردية.
2.القياس المتكرر للمتغير التابع في الظروف التجريبية المختلفة وعدم الاكتفاء بالقياس القبلي والقياس البعدي.
3.بدلا من اللجوء إلى الأدوات الإحصائية لتحليل البيانات وتفسيرها فالنتائج في هذه البحوث تعرض في رسومات بيانية وتحليل بصريا.


فمنهجية البحث ذات المنحى الفردي تعمل على إيضاح العلاقات الوظيفية بين المتغير المستقل والمتغير التابع شأنها في ذلك شأن منهجية البحث ذات المنحى الجمعي.
فلا يختلف المنطق التجريبي الذي يستند إليه ملا المنهجين في البحث ؛ إذ أن كلا منهما يشتمل على تحديد اثر طريقة العلاج من خلال مقارنة قيمة المتغير التابع في الظروف تجريبية مختلفة.
ويتم ذلك في تصميمات مقارنة المجموعات الضابطة والمجموعات التجريبية لمستويات مختلفة من التغير المستقل . في تصميمات بحث الفرد الواحد , فيتحقق ذلك بتعريض الفرد لظروف تجريبية مختلفة على نحو متتابع.

ولقد أوضح سيدمان (Sidman 1960): أن تصميمات بحث الحالة الواحدة تقوم على منطق الخط القاعدي . ويشير هذا المنطق التجريبي إلى مقارنة قيمة المتغير التابع في مرحلة الأساس ( الخط القاعدي) بقيمته في مرحلة العلاج وتقديم الدلالة العلمية الصادقة والكافية على إن التغير الذي لوحظ في قيمة المتغير التابع قد نتج عن اثر المتغير المستقل.
ويتضمن منطق الخط القاعدي ثلاثة عناصر أساسية وهي:
1.التنبؤ: ويعني القيمة المتوقعة للمتغير التابع –على ضوء قيمته الحالية- في حالة عدم تطبيق المتغير المستقل.
2.التحقق: ويتم من خلال إيضاح أن المتغير التابع لم يكن ليتغير لو أن المتغير المستقل لم يستخدم.
3.التكرار: ويعني تغير المتغير التابع ثانية بإعادة تطبيق المتغير المستقل وبذلك يكون المتغير المستقل هو المسئول عن التغير في قيمة المتغير التابع.


الصدق الداخلي
يشير الصدق الداخلي إلى قدرة تصميم البحث على تقديم الأدلة الكافية على أن المتغير المستقل هو المسئول عن المغير الذي طرا على قيمة المتغير التابع.
ويعتمد الصدق الداخلي للتجربة على تصميم البحث المستخدم على الحد من أثر العوامل والمتغيرات الداخلية.
ويمكننا تلخيص الإجراءات المتبعة في تصميمات البحث ذات المنحنى الفردي لإيضاح الصدق الداخلي:

1)القياس المتكرر :إن إحدى الخصائص التي تميز تصميمات بحث الحالة الواحدة هي قياس المتغير التابع بشكل متكرر في المراحل التجريبية ، ولذلك لابد من قياسه بتواصل إذا كنا نستهدف التعرف إلى مصادر ذلك التباين ، فالقياس المتكرر يقدم وصفا واضحا للمتغير التابع وكيف اختلفت قيمته عند خضوعه لأثر طريقة العلاج
وتختلف إستراتيجية القياس المتبعة في تصميمات بحث الحالة الواحدة عن تصميمات مقارنة المجموعات إذا غالبا ما تشمل مقارنة المجموعات قياس المتغير التابع مرة قبل البدء بالمعالجة ومرة بعد الانتهاء من المعالجة ، فالتقليدي هو إن تحاول تصميمات مقارنة المجموعات إيضاح الفروق بين أداء المجموعة الضابطة و المجموعة التجريبية بعد استخدام طريقة العلاج ،
إما بحث الحالة الواحدة فهي تسمح بسبب القياس المتكرر للمتغير التابع بملاحظة أثر المتغير المستقل بشكل فوري وفي ذلك يستطيع الباحث التوقف عن طريقة العلاج أو إضافة إجراء علاجي آخر الدراسة إذا وجد أن طريقة العلاج المستخدمة غير فعالة .
إن احد العوامل الحقيقية التي تهدد الصدق الداخلي لتصميمات بحث الحالة الواحدة هو العامل المتعلق بإجراءات القياس ويشير هذا العامل إلى احتمال أن يكون تقيم فعالية العلاج غير صادق في حالة عدم تنفيذ إجراءات القياس بشكل منظم ، ولا بد من معايرة إجراءات القياس بهدف استخدامها بالطريقة نفسها من مرة إلى أخرى
والمقصود بالمعايرة :
أن تكون مدة الملاحظة متساوية من وقت إلى آخر.
أن تكون ظروف القياس وأساليبه متشابهة من وقت إلى آخر.


2)التحقق من ثبات القياس وصدقه : إن طريقة القياس الأكثر استخداما في بحث الحالة الواحدة هي الملاحظة المباشرة ، وهذه الطريقة في القياس عرضة لتأثير عدد من العوامل ولهذا لابد من التحقق من دلالات ثبات وصدق البيانات التي يتم جمعها.
وفي الطريقة التقليدية للتحقق من ثبات القياس المباشر وصدقه يتم الطلب من شخصين أو أكثر ملاحظة السلوك المستهدف بشكل مستقل في الفترة الزمنية نفسها ، وبعد ذلك يتم حساب نسبة الاتفاق بين الملاحظين و من أهم العوامل التي تحدد نسبة الاتفاق بين الملاحظين هو وضوح تعريف المتغير التابع ، فمن أهم الميزات لإستراتيجية بحث الحالة الواحدة هي تعريف المتغير التابع بحيث يكون شاملا ودقيق.

3)وصف الإجراءات التجريبية بوضوح : إن تصميمات بحث الحالة الواحدة تعمل على إيضاح الصدق الداخلي للنتائج عن طريق التكرار الداخلي لأثر المتغير المستقل .فهذه التصميمات تشمل استخدام طريقة العلاج بشكل متتابع ,أو استخدامها والتوقف عنها.

4)استخدام الخط القاعدي :تبدأ تصميمات بحث الحالة الواحدة تقليديا بالقياس المتكرر للسلوك المستهدف ,قبل البدء بمعالجته فتره زمنيه معينة, تسمى بمرحلة الخط القاعدي ولهذه المرحلة وضيفتان أساسيتان هما:-
1.أنها تزود الباحث بالمعلومات الكافية عن طبيعة المشكلة السلوكية التي يعاني منها الفرد.
2.أنها تعمل بمثابة القاعدة للتنبؤ بالقيمة المستقبلية للسلوك إذا هو لم تتم معالجته.
وتبعا لذلك فمن الضروري إن يتصف القاعدي بالاستقرار لكي يستطيع الباحث التنبؤ بقيمة السلوك المستقبلية ويشير استقرار المتغير التابع إلى عدم وجود تباين ملحوظ في قيمته من جلسة ملاحظه إلى أخرى.
والتباين في السلوك هو القاعدة وليس الاستثناء, ويستطيع الباحث البدء بالمعالجة في حالة الخط القاعدي التصاعدي إذ كان الهدف من المعالجة تقليل السلوك المستهدف . وهو أيضا يستطيع ذلك في حالة الخط القاعدي التنازلي إذا كان الهدف من المعالجة زيادة السلوك.

5)الانتقال من مرحلة تجريبية إلى أخرى:إن بعض القرارات الهامة التي لا يستطيع الباحث اتخاذها إلا بعد البدء بجمع البيانات واحد هذه القرارات يتعلق بتحديد مدة المرحلة التجريبية الواحدة فهذا الأمر لا يمكن تحديده قبل البدء بالدراسة فعلى سبيل المثال إذا وجد الباحث إن قيمة المتغير التابع تتباين من جلسة إلى أخرى فالأفضل أن ينتظر إلى أن يصبح هناك استقرار نسبي فيها ، والمبدأ هو أن تكون مرحلة الخط القاعدي مساوية لمرحلة العلاج .


6)مبدأ المتغير الواحد في المرحلة التجريبية الواحدةأن إيضاح الصدق الداخلي يتطلب استخدام متغير مستقل واحد في المرحلة التجريبية الواحدة ، أما إذا استخدم الباحث متغيرين أو أكثر في المرحلة التجريبية الواحدة فهو لا يستطيع معرفة أي المتغيرات كان مسئولا عن التغير الذي لوحظ في السلوك المستهدف.

الصدق الخارجي
يتعلق الصدق الداخلي بمصداقية العلاقة الوظيفية بين المتغير المستقل والمتغير التابع ، يتعلق الصدق الخارجي بالمعنى الكلي للنتائج أو بمدى عموميتها.
فإذا تبين في دراسة معينة مثلاً أن الإقصاء عن التعزيز الإيجابي قد عمل على كبح السلوك العدواني لدى فرد ما, فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سيعمل الإقصاء على كبح العدوان لدى الأفراد الآخرين؟ وهل سيكون الإجراء فعالاً إذا تم استخدامه في أوضاع مختلفة ؟ وهل سيكون فعالاً -أيضاً- إذا ما استخدمه معالجون آخرون.
فتصميمات مقارنة المجموعات تقوم على افتراض أن من الممكن تعميم نتائج دراسة العينة على مجتمع الدراسة إذا اختيرت تلك العينة عشوائياً, وإذا كانت تمثل ذلك المجتمع تمثيلاً جيداً.
ولعل أكبر التحديات التي يواجهها الباحث التقليدي, هي تلك المتعلقة بقضية التباين. فسلوك أفراد الدراسة يتصف بالتباين الكبير في المراحل التجريبية المختلفة, وقد تكون المعلومات التي تتجاهلها هذه التصميمات عن هذا التباين ذات أهمية بالغة للممارس, الذي تتمثل المهمة الأساسية الملقاة على عاتقه في تصميم وتنفيذ برامج التدخل العلاجي المناسبة على مستوى الفرد الواحد.
إضافة إلى ذلك, فحتى لو استطاع الباحث اختيار عينة عشوائية تمثل المجتمع الدراسي تمثيلا حقيقياً, فهذه العينة ستتكون من مجموعة من الأفراد غير المتجانسين إلى أبعد الحدود. فتمثل كل المتغيرات ذات العلاقة بمجتمع الدراسة في العينة دون شك سيقلل من تجانس العينة. وكلما كان أفراد العينة أقل تجانساً, أصبح تمثل متوسط أداء أفرادها لأداء الفرد الواحد فيها أقل احتمالاً.
إن البديل لمعالجة التباين بين أفراد العينة إحصائياً, هو البحث عن مصادره, وهذا ما تفعله تصميمات بحث الحالة الواحدة.
فكما أشار سيدمان (Sidman 1960) "إن أحد التكنيكات الأساسية لإيضاح عمومية النتائج هو البحث عن مصدر التباين, فإذا كان هناك تباين غير معروف في البيانات. فعلى الأغلب أن أي محاولة للتعميم على مستوى الفرد أو القانون ستفشل. فنحن في كل مرة نكشف فيها أحد مصادر التباين ونضبطه , إنما نزيد من احتمالات أن تكون البيانات قابلة للتكرار على أفراد جدد وفي أوضاع جديدة . لقد علمتنا الخبرة أن الدقة في الضبط التجريبي تؤدي إلى تعميم أكبر النتائج.
ولهذا تتمثل الطريقة الأساسية لتعميم نتائج دراسات بحث الحالة الواحدة في التكرار. فالتكرار في مكانة القلب بالنسبة لكل العلوم, ذلك أن له وظيفتين أساسيتين وهما :
•التحقق من مصداقية البحوث السابقة.
•تحديد عمومية النتائج.

والتكرار نوعان وهما :
•التكرار المباشر: وهو المرحلة الأولى من التعميم, ويهدف إلى تعميم نتائج متجانسة من الأفراد.
•التكرار المنظم: وهو محاولة التحقق من عمومية النتائج التي تم التوصل إليها من خلال التكرار المباشر .


تحليل البيانات وتفسيرها
لقد جاءت منهجية بحث الحالة الواحدة التجريبية النتائج.روج على العادة في البحث السلوكي التطبيقيّ . فهذه الإستراتيجية بدلا من اللجوء إلى الأدوات الإحصائية لتحليل أهمية النتائج .
ولهذا يصر معارضو الإحصاء على ضرورة الاحتكام إلى معيارين في تقييم فعالية العلاج يعالج. المعياران هما :



•المعيار العلمي : وهو يشير إلى مقارنة قيمة المتغير التابع أثناء معالجته بقيمه المتوقعة إذا هو لم يعالج. وبالطبع فهذا المعيار لا يحتكم إليه في بحث الحالة الواحدة فقط, وإنما في تصميمات مقارنة المجموعات أيضاً. ولكن الطرق المتبعة لإيضاحه مختلفة , ففي بحث المجموعات يتم ذلك من خلال الإحصاء . أما في بحث الحالة الواحدة فيتم من خلال التفحص البصري للرسومات البيانية
فالرسومات البيانية تسمح لقارئ البحث بالوصول إلى استنتاجاته الخاصة , ذلك أن متطلبات التحليل واضحة وكاملة .وفي العادة يتم مراعاة الأمور الأساسية التالية عند تحليل الرسوم البيانية :
أ‌-مدى تداخل البيانات في المراحل التجريبية المختلفة : فكلما قلت درجة التباين ازدادت الثقة بالعلاقة الوظيفية بين طريقة العلاج والسلوك المستهدف.
ب‌-تحديد درجة استقرار المتغير التابع في المرحلة التجريبية الواحدة .
ت‌-تحديد مسار البيانات في المرحلة التجريبية الواحدة . وهذا ما يسمى أيضاً بانحدار أو ميل البيانات, فإذا تغير مسار البيانات بتغير المرحلة التجريبية فذلك يعطي دليلاً على فعالية طريقة العلاج.
ث‌-فورية التغير في السلوك المستهدف : فكلما كان التغير في المتغير التابع أكثر فورية أصبحت الثقة بدرجة الضبط أكبر .

•المعيار العيادي : وهو يشير إلى القيمة العلمية للتغير الذي حدث في السلوك المستهدف نتيجة المعالجة فالسؤال: هل التغير الذي حدث في السلوك المستهدف كبير بما فيه الكفاية ليكون ذا أهمية بالنسبة للفرد , فيسهل عملية التكيف لديه ويزيد من احتمالات قيامه بما هو متوقع منه في مجتمعه على نحو مقبول ؟
فعلى سبيل المثال : إذا استطاع المعالج تقليل عدد المرات التي يؤذي طفل متخلف عقلياً نفسه من خمسة عشر مرة إلى سبع مرات فقط في الساعة الواحدة . فهل هذا التغير ذو أهمية عملية للطفل ؟ على الأغلب أن هذا التغير سيكون ذا دلالة إحصائية بغض النظر عن الأداة الإحصائية المستخدمة في التحليل , ولكنه ببساطة ليس ذا قيمة عملية . فالطفل لا يزال يؤذي نفسه . وبالطبع فتحديد الدلالة العيادية أكثر صعوبة من تحديد الدلالة الإحصائية , ذلك أن الدلالة العيادية تعتمد على معايير ذاتية .
ولقد اقترح كازدن (Kazdin 1977) الطريقتين التاليتين لتقييم الأهمية العيادية للنتائج :-
oالمقارنة الاجتماعية:
وتشمل هذه الطريقة على مقارنة سلوك الفرد قبل وبعد معالجته بسلوك أقرانه "العاديين".
oالتقييم الذاتي:
ويشتمل على تحديد مدى رضا الشخص الذي عولج سلوكه والأشخاص المهمين في حياته, عن التغير الذي أحدثته المعالجة.


تصاميم البحث ذات المنحنى الفردي
تصميم (أ – ب) :التصميم الأول الذي سنناقشه هنا هو ما يسمى بتصميم أ- ب , حيث (أ) تمثل مرحلة الخط القاعدي , و(ب) تمثل مرحلة العلاج . حيث يشتمل التصميم على مرحلتين تجريبيتين وهما:
•مرحلة الخط القاعدي , وفيها يتم قياس السلوك قبل البدء بالمعالجة .
•مرحلة العلاج وفيها يبدأ الباحث بمعالجة السلوك .
فنتيجة لعدم تكرار أثر العلاج , لا يستطيع المعالج أن يستنتج بثقة أن طريقة العلاج التي استخدمت وحدها المسؤولية عن التغير الذي حدث في السلوك.

التصميم العكسي: هو التصميم العكسي أو ما يسمى أيضاً بتصميم [أ-ب , أ-ب] فهذا التصميم يقدم للباحث دليلاً مقنعاً جداً على العلاقة الوظيفية بين طريقة العلاج والسلوك , لأنه يشتمل على التكرار المباشر لأثر العلاج
ويشتمل التصميم العكسي على المراحل التجريبية التالية :
•مرحلة الخط القاعدي الأولى: وهي تعمل بمثابة أساس للتنبؤ بقيمة السلوك المستقبلية.
•مرحلة العلاج الأولى : توضح أثر العلاج في السلوك .
•مرحلة الخط القاعدي الثانية: والهدف منها هو التحقيق من صحة التنبؤ في مرحلة الخط القاعدي الأولى.
•مرحلة العلاج الثانية : تعمل على تكرار الأثر[أثر العلاج في السلوك] .
فكلما ازداد تكرار الأثر ازدادت الثقة بالعلاقة الوظيفية ,إذا تبين أن قيمة السلوك تتغير عند استخدام طريقة العلاج وتعود إلى ما كانت عليه سابقاً عند التوقف عن المعالجة .
•مرحلة المتابعة.
وبالرغم من أن هذا التصميم يوضح العلاقة الوظيفية بين المتغير المستقل والمتغير التابع على نحو مقنع جداً, إلا أنه قد يترتب على استخدامه أحياناً صعوبات مختلفة هي :
1.أحياناً قد لا تعود قيمة السلوك في مرحلة الخط القاعدي الثانية إلى ما كانت عليه أثناء مرحلة الخط القاعدي الأولى .
2.قد يكون من غير المناسب في بعض الحالات أن يقوم الباحث بالتوقف عن المعالجة.
3.المستهدف في تعديل السلوك هو تحقيق تحسن مستمر وليس تحسناً مؤقتاً في السلوك المستهدف .
وإن إحدى حسنات منهجية بحث الحالة الواحدة هي إمكانية تعديل أو تغيير طريقة العلاج مباشرة إذا تبين عدم فعاليتها .
ففي بعض الأحيان قد لا تعود قيمة السلوك إلى ما كانت عليه قبل المعالجة. فبعض السلوكيات لا تُمحى بعد اكتساب الفرد لها في مثل هذه الحالات . فإن عدم عودة السلوك بعد معالجته إلى ما كان عليه فبل المعالجة لا يسمح للباحث بتحديد المتغيرات المسئولة عن التغير الذي حدث.

تصميم الخطوط القاعدية المتعددة :يستطيع الباحث من خلال هذا التصميم دراسة أثر العلاج في أكثر من سلوك واحد لدى الشخص نفسه, أو لدى مجموعة من الأشخاص, أو سلوك الشخص نفسه في أوضاع مختلفة.
ويعمل هذا التصميم على إيضاح الضبط التجريبي, و في مرحلة الخط القاعدي يقوم الباحث بقياس السلوكيات المستهدفة المختلفة لدى الشخص بعد أن تصبح قيمة السلوك ثابتة نسبياً أثناء مرحلة الخط القاعدي, يبدأ البحث بمعالجة السلوك الأول. وبعد أن يتبين للمعالج أن السلوك قد تغير وأصبحت قيمته ثابتة نسبياً يقوم بمعالجة السلوك الثاني, ومن ثم السلوك الثالث, وهكذا.


تصميم الخطوط القاعدية المتعددة :يستطيع الباحث من خلال هذا التصميم دراسة أثر العلاج في أكثر من سلوك واحد لدى الشخص نفسه, أو لدى مجموعة من الأشخاص, أو سلوك الشخص نفسه في أوضاع مختلفة.
ويعمل هذا التصميم على إيضاح الضبط التجريبي على النحو التالي:
في مرحلة الخط القاعدي يقوم الباحث بقياس السلوكيات المستهدفة المختلفة لدى الشخص بعد أن تصبح قيمة السلوك ثابتة نسبياً أثناء مرحلة الخط القاعدي, يبدأ البحث بمعالجة السلوك الأول. وبعد أن يتبين للمعالج أن السلوك قد تغير وأصبحت قيمته ثابتة نسبياً يقوم بمعالجة السلوك الثاني, ومن ثم السلوك الثالث, وهكذا.
ويتضح الضبط التجريبي عندما يتغير السلوك عند خضوعه للمعالجة فقط, بينما تبقى السلوكيات التي لم تعالج بعد كما هي, فهذا التصميم يوضح أن السلوك يتغير عندما تستخدم طريقة العلاج ولا يتغير عند التوقف عن استخدامها.
إحدى النقاط الأساسية "ضرورة أن تكون السلوكيات المستهدفة مستقلة وظيفياً. ولكن متشابهة من ناحية أخرى" .
•ففي الحالة الأولى: قد تؤدي معالجة أحد السلوكيات إلى تغيير السلوكيات الأخرى قبل البدء بمعالجتها وهذا ما يسمى بـ (تعميم الأثر).
•و في الحالة الثانية: التي لا يؤدي فيها العلاج إلى تغير السلوكيات المستهدفة كلها, ولن تكون هناك ثقة بالعلاقة الوظيفية أيضاً.
من إيجابيات هذا التصميم أنه يجنب الباحث الخوض في المشكلات التي قد تترتب على استخدام التصميم العكسي .
إلا أن له سيئات أيضا وهي:
أ‌-أنه يتطلب تحديد ثلاثة سلوكيات أو أكثر مستقلة وظيفياً وفي الوقت نفسه تستجيب لطريقة العلاج نفسها.
ب‌-أنه يتطلب قياس السلوكيات المختلفة في مراحلة الخط القاعدي لفترة زمنية طويلة وهذا قد يكون مرهقا ومكلفاً .

تصميم العناصر المتعددة :أن سلوكيات الفرد في ظرف تجريبي معين يتأثر بخبرته في الظروف التجريبية السابقة عند تعرضه لأكثر من طريقة علاج واحدة, والتصميم الذي يقلل من هذا الأمر هو تصميم العناصر المتعددة.
وهو يحقق ذلك من خلال تعريض الفرد لطرق علاجية مختلفة تتعاقب بشكل سريع لفترات زمنية قصيرة, فكلما طال تعرض الفرد لعلاج ما, استمر أثر هذا العلاج مدة أطول.
الصفة الأخرى لهذا التصميم هي أن طرق العلاج المختلفة تصاحبها مثيرات تمييزية معينة, فهذا التصميم يتطلب استخدام مثيرات محددة تساعد الفرد على التمييز بين الظروف التجريبية التي سيمر بها .
و يشتمل هذا التصميم على القياس المتكرر للسلوك موضع الدراسة أثناء خضوعه لطرق العلاج المختلفة.
أما إذا تداخلت المسارات فإن ذلك يضعف الثقة بالعلاقات الوظيفية وهذا الأمر يحدده مقدار التداخل بين المسارات المختلفة , فكلما ازداد التداخل أصبحت الحاجة إلى التحليل الإحصائي للناتج أكبر.
وهناك فائدة أخرى لهذا التصميم هي أن الباحث يستطيع الاستغناء عن مرحلة الخط القاعدي, فهو يستطيع البدء بالمعالجة مباشرة.
فهذا التصميم يتطلب من الباحث درجة كبيرة جداً الانتظام في تطبيق طرق العلاج المختلفة.

تصميم المعيار المتغير :وهذا التصميم هو المناسب عندما يكون الهدف من العلاج إحداث تغيير تدريجي في السلوك المستهدف ( مثلاً: عدد السجائر التي يدخنها الفرد في اليوم الواحد – أو – عدد المسائل الحسابية التي يجيب عنها الطالب بشكل صحيح ) .




الخلاصة

وهكذا فإن كل مرحلة تجريبية تؤدي دور الخط القاعدي للمرحلة التجريبية التي تليها, فإذا تبين أن السلوك يتغير بتغير المعيار المحدد يكون التصميم قد عمل على إيضاح الضبط التجريبي سوف تضعف, وذلك يعتمد على مقدار التباين بين قيمة السلوك والمعيار الذي يتم تحديده.
وعند استخدام هذا التصميم يحتاج الباحث إلى أخذ النقاط التالية بعين الاهتمام :
•البدء بالمعالجة بعد قياس السلوك أثناء مرحلة الخط العادي فقط .
•تغيير المعيار من مرحلة إلى مرحلة أخرى فقط .
•تحديد المعيار قبل البدء بالمعالجة , وذلك يعتمد على قوة السلوك الداخلي .
•يجب أن تختلف قيمة التغير في المعيار من مرحلة تجريبية إلى مرحلة أخرى.
•ينصح بالعودة إلى معيار سابق وذلك بهدف زيادة الثقة بالعلاقة .
 

أيمن السلمي

مبدع ومتميز
عضو مميز

أشكرك على مرورك أخوي أبو الحارث
والمرجو من ذلك هو الأجر عند الله و نقل الفائدة
وشكراً
 

خالد السلمي

عضو سابق في مجلس إدارة الموقع
عضو مميز
بارك الله فيك أخي أيمن

موضوع مفيد جدًا

الله يكتب لك الأجر

وأهلاً وسهلاً بك بين إخوتك تُفيد وتستفيد
 

(أبوالوليد)

تربوي
عضو ملتقى المعلمين
أشكرك أخي وأظن أن بعض المصطلاحات التي ذكرتها في مجال القياس والتقويم وليس في مجال تعديل السلوك
 

أيمن السلمي

مبدع ومتميز
عضو مميز
أشكرك أخي وأظن أن بعض المصطلاحات التي ذكرتها في مجال القياس والتقويم وليس في مجال تعديل السلوك

أهـلا بك أخي أبو الوليد
نعم المصطلحات الموجودة هنـا هي عن القياس
ولكن المقصود بالقياس هنـا هو قياس السلوك لدى الأطفال بعد وضع برامج تعديل السلوك لهم

ولم يقصد به القياس والتقويم المعروف لدينـا والذي يختص بقيـاس آداء الأطفال في مهـارات معينة.
. . .

للإضافة:
هــذا الموضوع هــو جزء من كتـاب

تعديل السلوك الإنسـاني
دليل العاملين في المجالات
النفسية والتربوية والإجتمـاعية
أ.د. جمــال محمـد الخطيب

بإمكانك الرجـوع إليه

شكــراً لمــرورك الكريم
وأعتـذر عن التـأخــر بالرد
 
أعلى